الروائي التونسي يتحدث عن أصوله العربية وثقافته العبرية وتأثير الثقافة المتوسطية في وعيه
بصفته شاعرا، وقاصا وروائيا، يعد هوبير حداد واحدا من الكتاب التونسيين، الذين طبعت أعمالهم الأدبية الأدب الفرنسي المعاصر. وتظل روايته العالمية موضع ترحيب في الأوساط الأدبية، لأنها تعكس حالة من الاستغوار العميق لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، بما هي ثقافة مختلطة لشعوب المنطقة عملت حالات الحرب والسلم عبر التاريخ في صهرها في بوتقة واحدة. يعيد حداد في هذا الحوار تركيب الصورة، صورة تونس وبلاد المغرب العربي وهي تواجه قدرها المتوسطي، ويتحدث عن هذا الانتماء المتعدد لمنطقة عرفت هجرات وأعراقا وعبرتها حضارات وثقافات، وشكلت هويتها، تلك الهوية التي يقول عنها إنها إمكان مستحيل التحقق، بل كاذب.
- يُعرف إدغار موارن منطقة البحر الأبيض المتوسط «كواقع جغرافي واستراتيجي» يتناظر معه «واقع شعري وأسطوري». حسب رأيك، هل توجد فعلا هذه المنطقة المتوسطية غير الملموسة، والتي تتجاوز الحدود المرسومة بين الدول؟
< ولدت بتونس، من أبوين تونسيين، يهوديين ومن أصول أمازيغية. والدتي من طائفة اليهود السفارديم، وتتحدر في الغالب من منطقة قسطنطينة أو وهران، وربما من المغرب من جهة جدتي. كانت اللغة العربية هي المستعملة في غالب الأوقات داخل الأسرة، وهو ما جعلني أتربى في أحضان هذه اللغة في سن الطفولة، فضلا عن العبرية التي كان استعمالها يرتبط بالأعياد الكثيرة أو مراسيم العزاء. إن الثقافة العبرية-العربية في المهجر تحمل في طياتها هذا الواقع المتوسطي أكثر من أي شيء آخر، الثقافة المنتشرة من اسطنبول إلى قرطاج، ومن الإسكندرية إلى ليفورنو (مدينة إيطالية)، ومن برشلونة إلى بيروت. لقد دأب الأجداد على السفر بين هنا وهناك على امتداد شواطئ المتوسطي، ومزجوا الألوان الموسيقية المختلفة، والأذواق والأساطير. اسمي العائلي، في حد ذاته، يوجد تقريبا في كل الربوع على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط؛ سواء في لبنان أو مصر أو تونس أو الجزائر أو المغرب. وفي زمن حكم السلاطين ونظام بورقيبة كانت عاصمة تونس مركزا دوليا مثل سائر المدن الكبيرة التي تحاذي هذا «البحر الأبيض من الوسط». هذا التبادل المتشعب الضاربة جذوره في التاريخ على امتداد قرون عدة يجعل من الكينونة المتوسطية واحدة من البوتقات الثلاث أو الأربع للحضارات الكونية. وسواء تعلق الأمر بالوثنيين من منطقة الهلال الخصيب في فترة مدينة أوروك، أو مصر وفينيقيا، أو الهيلينية، أو روما، أو بيزنطة، أو التحولات التي شهدتها الحضارة العثمانية، أو الإسلام، أو المسيحية، أو عصر الأنوار، أو الفلسفة أو العلوم الحديثة، فكلها خرجت من رحم التلاقح، الذي تأتى بفضل البحر المتوسط. إن هذا الواقع الشعري والأسطوري الذي يتحدث عنه إدغار موران هو إلى حد ما الهالة والطيف النشيط دائما وأبدا لواقع ملموس على امتداد العصور. صحيح أنه ليست لدينا الأدوات لقياس ماهيته الحقيقية في الوقت الراهن، ومن الوارد أن قوالب الحضارات التي أضحت مرتبطة برقعة جغرافية محددة يشوبها شيء من التشويش بسبب الغموض الذي يلف عملية الاتفاق على رسم حدودها، لكن باطن البحر الأبيض المتوسط يجمع بين المعارف متناثرة الأطراف، ويظل راسخا في المتخيل لأجل الحفاظ على قيمة الرمزية.
- في أي بعد يتجسد هذا التنوع المتوسطي في هويتك ككاتب وككائن بشري؟
< حقيقة البعد المتوسطي تكمن بالتحديد في هذا التعدد للأوجه. وبالنسبة لطفل في المهجر، فالمتوسطي سيشكل بالنسبة له متخيلا له نشوءات استثنائية يرتكز على واقع صفائحه دائمة التحرك. إن الفوارق المتنافرة يعود منشؤها إلى غياب القدرة على التفكير في النشأة الأولى أو الأصول المشتركة، طالما ظل كل واحد يدعي امتلاكه حقيقة خاصة وحصرية به. كما أن السلطات الممتشقة بالصلاحيات المخولة لها تدافع عن مواطنها من الجوار القريب أكثر من أي بعيد ناء من خلال ماهية لا مبالية؛ وبالتالي يتم إعطاء وجه للعدو انطلاقا مما يشبهك، خوفا من نشوء تناغم قد يكون ذا بعد شامل على نحو أصيل. وبسبب تشبعي بالثقافة العربية واليهودية، وشغفي بالثقافتين اليونانية والإسكندرانية، وما اعتمل فيّ بسبب الإبعاد عن البعد الحالم في سن الطفولة، فأنا في حد ذاتي تجسيد لهذا التعدد والاختلاف. وبصيغة أخرى، يعني ذلك بأنني لا أجد في أي مكان ولا في أي لحظة جذرا محددا، باستثناء تلك الجذور المرتبطة بالسحاب، والبحر، والأفق الأزرق العميق. وحسب رأيي، فالهوية هي الخديعة الأسمى التي تباري بمهارتها وتعطل. وفي هذا الصدد، لا يكف الكاتب عن استدعاء الآخرين الذين يؤرقون باله، وكل تلك الغيرية الكثيفة التي تحدثت عنها. وفيما يتعلق بالكائن البشري، فهو منسوج من الأساطير والعطور، والمآسي والاندثارات. ولا يوجد شيء اسمه هوية أولية، وهذا الأمر ينطبق بشكل أكبر على منطقة البحر الأبيض المتوسط أكثر من أي مكان آخر؛ فنحن فسيفساء حية، لا محدودة الأعماق، ومشكال نوضبه مثل المقراب الذي نرى من خلاله الضوء.
- بدون أدنى شك توجد العديد من أشكال الأدب المتوسطي، وهو الأمر نفسه الذي يسري على عدد الكتاب المتوسطيين. بالرغم من هذا كله، ألا تخترق نفس التيمات التي تنهل من البحر المتوسطي الغالبية الكبرى من أعمالهم؟ ألا تتوقف مثلا أثناء قراءتك لأعمال كتاب متوسطيين آخرين عند وجود قاسم مشترك بين تلك الأعمال؟
< نستحضر العالم المتوسطي هنا وهناك لتجاوز الانقسامات التي تعود إلى الهويات المهلكة؛ فنحن الآخرون، سواء كنا عربا أو أمازيغا أو سفارديين أو يونانيين أو أتراكا أو أقباطا أو لاتينيين أو ساميين أو مسيحيين أو يهودا أو مسلمين أو بشريين متحررين أو متحدرين من قبائل نوميديا أو من الفرس أو من بلاد الرافدين أو مصر الفرعونية، لدينا هذا البحر المشترك بين الأراضي، بحرنا الذي تصدح عبره منذ الأبد الأصوات الأصيلة. فكل من النبي أيوب، وأفلاطون، وموسى بن ميمون، والقديس أوغسطينوس لم يكفوا في أي لحظة من اللحظات عن نشر تعاليمهم. والأكيد أن هذه الحضارة المتوسطية العظيمة هي نتاج آلاف الحروب، والغزوات، والنزاعات التي لا تغتفر، والضم عن طريق الجهاد البحري بمختلف أشكاله، لكننا نعتبرها بمثابة الحقيقة شبه العضوية، من خلال طبقات الزمن وفصوله. إن الثقافة هي كل ما يتبقى بعدما تهدأ كل الخصومات. لقد استوجب الأمر آلاف السنوات لكي يولد الإنسان حرا على ضفاف كريت أو إسبانيا. ومن منطقة البحر الأبيض المتوسط أحتفظ بتلك النوستالجيا، التي هي طيف محمول من معرفة ضائعة بحثا عن الأهم، ذلك المرتبط بالعوامل الطبيعية، والنور، والأصوات القديمة، وجمال لاذع أتت عليه البيداء. إن رواياتي كلها مليئة بهذا الغياب، وتتناوله أحيانا من الأمام، وتعود إحداها لزيارة تونس في عهد الأمير المنتصر الذي أراد الملك لويس السادس عشر تنصيره، وتتحدث أخرى عن فلسطين بالنسبة لليهود وللمسلمين، وعدد من الروايات القصيرة الأخرى تتطرق إلى الأساطير اليونانية والمصرية. وبطبيعة الحال، أنا أقرأ بالحب نفسه الأوديسة وألف ليلة وليلة، لكن لا يوجد بالضرورة أي اتفاق، من الناحية الجمالية أو من الناحية الحسية، مشترك بين زملائي الكتاب المعاصرين المتحدرين من منطقة البحر الأبيض المتوسط. إن التعددية النشيطة، بالرغم من امتلاكها جذورا متشابهة، تميل أكثر نحو الاختلاف، في وجه الغنى الأهوج للثقافات التي انبثقنا من رحمها... نحن نعمل على سبر أعماق الاختلافات بيننا لأجل عدم التشبه بجوقة تعطل التفكير لديها، ولأجل التفكير على نحو أفضل في الأمور التي تجلب الألفة بيننا. إن الإبداع اليومي يأتي في مرتبة أولى قبل التعليق أو اللون المحلي، مع تفضيل على نحو أكبر التعارف من خلال فولكنر أو دوستويفسكي بدل الاستشراق المبتذل وفقا لموضة العصر. ولربما تلك طريقة لأجل منح الخلود لهذه الفسيفساء الكبيرة، أو رقصة العودة الخالدة التي تتداخل فيها بشكل فردي أعمال إيمبيدوكليس، وملحمة جلجامش، وابتداع الإله الوحيد، والأسطورة الغنية لديونيسيوس، وميلاد المسيحية... ونشوة الصوفية، والموسيقى، والشعر اليهودي العربي... إن كل حلم من أحلامنا يبدو أنه متشبع بإشاعة تنبئية. وكما فعل ذلك في السابق الغزاة من الفايكينغ، أو الهون أو القوطيين الغربيين، فحشود الزوار هم بأدنى شك أفضل من يستطيع تحديد الكائن المتوسطي، إذا كان فعلا موجودا. وعلى الضفاف، فالشرق والغرب هما بمثابة وجهي الإلهة يانوس، أحدهما ينظر في اتجاه الذاكرة والآخر في اتجاه النسيان. كيف السبيل إذن إلى عدم سماع الصوت الألفي ليهوذا اللاوي (فيلسوف يهودي أندلسي ق. 12): «قلبي موطنه الشرق وأنا على الطرف القصي للغرب». وبدون الرغبة في التقيد بهوية محددة، لم يستطع خلفاء القصاصين وعلماء المنطق القدامى التعرف إلى بعضهم البعض إلا من خلال التفرد والبنية المركبة الحالية. إن السعي إلى بلوغ هذه السمة العالمية الدنيوية سويا، السمة التي لا تخلو من بصمات ما هو مقدس، والمنفتحة قدر الإمكان، والمبنية على هذه الرحابة المتشاركة، هو مبتغى ذوي الرغبات الحسنة، والشعراء، والفنانين، والباحثين. هذا البعد الإنساني، الذي ولد بحوض البحر الأبيض المتوسط، والذي قاطعه رجال الدين، لم يكن مصيره الزوال. وخير كلام قيل في هذا الصدد هو عبارة لهيغو: «دعونا من أن نكون إسرائيليين، أو إيرانيين، أو أتراكا. فلنكن متوسطيين. دعونا من أن نكون متوسطيين، فلنكن آدميين. فلنكن البشرية عينها».
- ما هو فن العيش على الطريقة المتوسطية؟ ألا ترى بأنه مختلف عن ذلك الذي تروج له المجتمعات الأمريكية والأوروبية الشمالية؟
< «الأهم ليس أن تعيش، بل أن تعيش على نحو جيد»، كما قال أفلاطون في هذا الصدد. إن فن العيش المتوسطي هو أخذ وقت الطيف. والأكيد أن «سرعة الطيف» ليس لها أي ارتباط يذكر بالضوء كما هو شائع في أوساط المجتمعات المسرفة فيما هو غربي. وفي العمق، يتخذ كل فنان من هذا الفن في العيش مهنة له. فهل الفن هو التخلف المغناطيسي للشرق؟ يمكننا في هذا الصدد استرداد كلمات المتصوف الحلاج: «مُزِجتْ روحك في روحي، كما تُمزج الخمرةُ في الماء الزلال». ومثل طيف رائحة المسك، يفحم كل واحد منا بقدر معين في المجالات الفاتنة التي كانت مسرحا لولادته.
- إذا ما أولينا الاهتمام للتجارب التي تسعى إلى تفكيك الرواية الحديثة، ووضع الخطاب النقدي في مكانة أعلى من الموضوع الذي يتناوله، نلاحظ أن كل تلك التجارب تأتي من الشمال. وعلى خلاف ذلك، يخلق الكثير من الأدباء المتوسطيين أشكالا جديدة، لكن إبداعاتهم تصب دائما في خانة تشديد عضد الحكي. ما هو رأيك في هذا التمييز؟ وهل تصنف أيا من كتبك في المحور الذي يتلاقى فيه هذان القطبان؟
< لدي روايتان تتناولان بالسؤال فكرة المهجر ويصعب وضعهما ضمن صنف أدبي محدد، بيد أنهما تحتفيان بالخيال الأدبي من طرف الآخر. ليس الحكي وحده ما يميز الشرق المتوسطي، ولكن تميزه يأتي من الحكايات والشعر الذي يلازمها. فبإمكان الروائي الغربي الاتكال بشكل أكبر على العلوم أكثر من اعتماده على الأصوات السرية للاشعور. لكن ذلك لا يمنع الفلسفة من النقد، وازدهار علم فقه اللغة الذي ولد باليونان القديمة، بين صفوف الوسطاء اليهود العرب الكبار، من طهران إلى كورفو (جزيرة يونانية). كما تطرق إلى ذلك الروائي التركي أورهان باموك، يحمل هذا المقطع لابن العربي من القوة، وقبل ألف سنة من الوقت الراهن، كامل الروح البورخيسية المفضلة في الأدب الغربي: «أقرأ كتابا... ثم أجد نفسي بصدد دراسة الأرقام والحروف الواردة في الكتاب، وأدرك بفضل دراسة علم الخط أن النص خطه ابن الشيخ عبد الرحمان، قاضي مدينة حلب. وعندما أسترجع همتي، أجدني بصدد كتابة الفصل الذي تقرؤه الآن. وفجأة أستوعب أن الفصل الذي خطه ابن الشيخ والفصل الذي قرأته في حالة افتتان هو الفصل نفسه في الكتاب الذي أنا بصدد كتابته». توجد في الآداب المتوسطية مواجهة جد حميمة مع النبوغ الذي يلف الأساطير مثل اللجوء إلى الإله الإغريقي، الذي يعالج بإقناع الألسن... وإذا كان الأدب المتوسطي قارة فهو يقترب أكثر من أمريكا الجنوبية، وبحر الكرايبي. وبصفة متناقضة، يعود سمو الشعر بالفضل على هذا الميل الحكائي اللامتناهي. إن الحدة الأصلية للبيت الشعري تستدعي توظيف المجاز بين ضلوع ولفافة الحكي. الروائي المتوسطي يطور على نحو مثير وبدون أدنى عائق في الكتابة سر قصيدة شعرية حميمة.
- بعض الشخصيات الروائية التي خلقها كتاب متوسطيون تمثل بدون أدنى نقاش جوا مألوفا. فمثلا في إحدى روايات الكاتب ألبير كوهن يمكن أن نجد شخصيات مماثلة كتلك الموجودة في روايات نجيب محفوظ أو ألبير قصيري. هل صادفت في روايات الكتاب المتوسطيين شخصيات أو صورا تتشابه إلى حد بعيد مع شخصيات متوسطية أخرى؟ ماذا عن شخصيات رواياتك؟
< تسكن الروائيين شخصيات أسطورية أو نصف أسطورية تتلاقى في الغالب في مدن الحلم. ويمكننا في هذا الصدد سرد كل تلك الشخصيات المتوسطية التي تكتبنا أكثر مما نفلح في وصفها. فهناك المتسول الضرير في أسطورة أوديب، والأرمل الأورفيكي، وطفل السطوح والمغارات، والبطريركي المسلوب، والزوجة المنفية، وأوليس الذي لم يعد، وكلها رموز خاصة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط. فكم من كليوباترا، ومن أنتيغون، ومن كاهنة ظهرت وعاودت الظهور، بصفة تصل تقريبا إلى الشبه، من خلال المجالات الروائية الأكثر تنوعا. كما أن ذلك لم يمنع من ظهور أبطال من الخزان الغربي أصبحوا يحضرون بشكل أكبر في الوقت الراهن، بنفس الحضور الوازن للشخصيات الشرقية بأوروبا منذ لافونتين ومونتيسكيو وفلوبير...
- بكل ما في الأمر من بساطة، هل تؤمن بالنفوذ الذي تمارسه الأجواء على الأدب؟
< ما كان لتأثير الأجواء على الأماكن، ولتأثير الأماكن على الثقافات والتاريخ، أن يستثني الأدب، بالرغم من كونه يعيش حالات كثيرة من التخصيب، سواء في رضوخ ملحمي أو رثائي، أكثر من مروره من حالات من الصد والرفض. وبدءا من عدمية جورجياس إلى الإعلاء الصوفي، ومن مقامات الحريري إلى دون كيشوط، رأت منطقة البحر الأبيض المتوسط ولادة وترعرع غصون كل ألوان وكل درجات الحلم الإنساني. لكن لكل فنان كرأس السماء طفولته، وكرجلي الأرض اغترابه. وإذا كان للأجواء أي تأثير، فذلك التأثير يتناغم مع الأزمنة والقيم. أو بالأحرى يؤول الأمر إلى القرار، حين نذهب للبحث عن النور مثل بول سيزان أو فان غوخ في إقليم البروفانس شرق فرنسا، أو مثل بيكيت حين قرر الذهاب إلى تونس. الأمثلة كثيرة وتفيد بأن الأجواء لها تأثير يقل عن ذلك الذي يلعبه المهجر…
14-01-2013
المصدر/ جريدة المساء