أطلقت الرابطة المحمدية للعلماء، الأسبوع الماضي بمقرها بالرباط، مركزا جديدا "للبحث والتكوين في العلاقات بين الأديان"، بحضور عدد من السفراء المعتمدين بالمغرب، وبعض رؤساء المؤسسات الرسمية والهيئة الدبلوماسية.
وذكر بلاغ للرابطة، توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه، أن الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، أكد، في كلمة افتتاحية بالمناسبة، أن "إطلاق هذا المركز يدخل في إطار تشجيع الحوار بين الأديان، وخلق الجسور بين مختلف الأعراق بما يخدم المشترك الإنساني".
وأوضح عبادي أن المركز الجديد سيركز جهوده على مناقشة المواضيع المتصلة بمعرفة النصوص الدينية، بما يسمح بإشاعة التعايش بين الناس بغض النظر عن انتماءاتهم ومعتقداتهم، مبرزا أن "التحدي الذي يتعين رفعه اليوم، هو تحدي معرفة أنفسنا والآخر من أجل بناء السلام، وتعزيز التعايش، والحوار بين مختلف الأديان".
وأضاف البلاغ أن السيدة عائشة حدو، رئيسة "مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان"، أوضحت، من جانبها، إلى أن تأسيس هذا المركز يدخل في إطار التحول العميق الذي يعرفه المغرب تحت القيادة النيرة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرة إلى أن "المعرفة المتبادلة والعمل المشترك من بين أهداف المركز الجديد".
وأضافت عائشة حدو أن "الأديان توجد اليوم في قلب الأحداث والتطورات التي يعرفها العصر"، مؤكدة أن "معرفة النصوص الدينية أضحى أمرا ضروريا لدرء التفسيرات الخاطئة وكلما يترتب عنها، وتطوير معرفة المجتمعات، والعيش جميعا في إطار من الاحترام المتبادل".
وأبرزت رئيسة مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان أن "تاريخ المغرب الحافل بتجربة التعايش والسلم الديني، وموقعه عند مفترق الطرق بين الشرق والغرب، بين إفريقيا وأوروبا، مكنه من التواجد في قلب التفاعلات الثقافية بين السواحل الجنوبية والشمالية للبحر الأبيض المتوسط، فضلا عن الخبرة الطويلة التي نسجها من المعاش اليومي جنبا إلى جنب مع أتباع الديانات السماوية الثلاث".
وتتمثل أهداف هذا المركز، حسب البلاغ، في تطوير ثقافة المعرفة المتبادلة، ومحاربة الصور النمطية، والأحكام الجاهزة حول الآخر، وخلق مختبر لمعرفة ودراسة النص الديني، والإسهام في نشر معرفة موثقة حول الإسلام والأديان الأخرى، والاهتمام بالتكوين في مجال الحوار بين الأديان، والتربية على الاختلاف، وتشجيع إدماج ثقافة معرفة الآخر، والحوار بين الأديان في المقررات الدراسية.
وسيعمل مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان على إعداد دراسات، وأبحاث علمية في مجال الحوار بين الأديان، وربط علاقات تعاون مع منظمات ومراكز بحثية وطنية ودولية، ومع أوساط فنية وثقافية وجمعوية، وفكرية، وتشجيع التكوين الجامعي في مجال إشاعة ثقافة معرفة الآخر، وتنظيم ندوات ومؤتمرات وطنية ودولية حول الحوار بين الأديان، وتبادل الممارسات الفضلى عبر عقد شراكات مع مؤسسات وطنية وأجنبية، وجامعات ومراكز أبحاث وجمعيات المجتمع المدني، وتنظيم ورشات للتفكير والإبداع الفني تضم فنانين وباحثين لتحقيق أهداف المركز.
عن وكالة المغرب العربي للأنباء