أكد المشاركون في اللقاء الذي نظمته جمعية اليهود المغاربة المقيمين في أمريكا الشمالية أن تشبث اليهود المغاربة بمغربيتهم يشكل مصدر قوة لهم، ويمكنهم من مواجهة الغربة في بلد المهجر.
وقال سيرج بيرديغو، رئيس الطائفة اليهودية في المغرب، إن الزيارة التي يقوم بها نحو 60 من المغاربة اليهود الشباب إلى بلدهم الأصلي تشكل فرصة للتأكيد على أنهم مرتبطون دائما ببلدهم، وأضاف في تصريح لهسبريس أن اللقاء الذي احتضنه المتحف اليهودي بالدار البيضاء هو بمثابة احتفال لهؤلاء الشباب اليهود المغاربة بالعودة إلى الأصل.
وأشار رئيس الطائفة اليهودية في المغرب إلى أن هذا اللقاء حول اليهود المغاربة في أمريكا الشمالية يشكل فرصة لهؤلاء المغاربة لاكتشاف جذورهم وعاداتهم، وزيارة المناطق التي ترعرع فيها أسلافهم، والحج إلى أضرحة القديس اليهودي بن ديوان في وزان.
أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أكد بدوره أن هذا الوفد من الشباب المغربي يبرهن عن مدى تشبثه بأصوله المغربية، معتبرا أن هذه الرحلة ستتيح لهم الفرصة للتعرف أكثر على عادات وثقافة المجتمع المغربي.
وقال بيرو: "هناك تشبث واضح للمغاربة اليهود بأمريكا الشمالية بعاداتهم وببلدهم، الذي يشكل مثالا للتعايش بين اليهود والمسلمين"، مضيفا: "التعايش اليهودي المسلم في المغرب هو حقيقة ملموسة ومتواصلة منذ قرون وإلى يومنا هذا".
سيمون كيسلاسي، رئيس الجالية اليهودية المغربية في تورونتو بكندا، قال من جهته في تصريح لهسبريس: "تنظيم هذا اللقاء للجالية المغربية المقيمة في شمال أمريكا، الذي يعتبر الثالث من نوعه بعد اللقاءين اللذين نظما في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، يؤكد مدى تشبثنا بملكنا وببلدنا وبمغربيتنا".
وأوضح كيسلاسي في التصريح ذاته: "نريد فتح حوار مع إخواننا المسلمين، وسننظم لقاء بين الشباب المغربي المسلم ونظيره من المغاربة اليهود المقيمين في أمريكا الشمالية للتحاور حول قيم التسامح والسلم بين اليهود والمسلمين".
من جهته، قال لحسن حداد، وزير السياحة، إن هذه الزيارة "تدخل في إطار المجهودات التي تقوم بها الجالية المغربية اليهودية في كندا حتى تبقى الأجيال المتعاقبة على ارتباط ببلدها".
وأفاد وزير السياحة بأن هذا اللقاء "يشكل فرصة للتواصل بين المسلمين واليهود المغاربة لوضع أسس للتعاون في القضايا التي تهم المغرب، وتسليط الضوء على النموذج المغربي في التسامح والتعايش وحرية الاعتقاد، والدور الذي تضطلع به إمارة المؤمنين في هذا الإطار".