يبدو أن للتلميذات حضور طاغ في نتائج الباكالوريا هذا العام، داخل وخارج المملكة، ففي الباكالوريا الوطنية بلغت نسبة نجاحهن 48.74 في المائة، بينما وصلت نسبة نجاح الذكور 39.69 فقط، وفي باكالوريا الكويت سطع نجم التلميذة اليافعة هاجر الطراس (وسط الصورة)، التي حققت نتيجة لافتة.
وتفوقت هاجر، المزدادة في 24 شتنبر 1998، والقاطنة في دولة الكويت، في الشعبة العلمية في باكالوريا سنة 2016، إذ حصلت على نسبة 99.1 بالمائة، لتكون بذلك أول طالبة مغربية تحقق هذا الإنجاز الدراسي في الكويت، بفضل نقاط عالية حققتها في جميع المواد.
وحصلت الطراس على نقطة 20 على 20 في مادة القرآن الكريم، و40 على 40 في مادة التربية الإسلامية، و76.5 على 80 في العربية، و100 على 100 في الرياضيات، و79 على 80 في الكيمياء، و79.5 على 80 في الفيزياء، و80 على 80 في الأحياء، و20 في الدستور وحقوق الإنسان، و20 في الاختبارات الحرة.
وقالت سارة الطراس، في تصريح لهسبريس، إن تفوق شقيقتها هاجر جاء بعد جهد كبير بذلته قبل وأثناء امتحانات الباكالوريا بالكويت، كما جاء بفضل دعم والديها اللذين يشتغلان في قطاع التعليم، مضيفة أنها واحدة من عديدات قدمن صورة لامعة عن الجالية المغربية المقيمة بالخليج، والكويت خاصة.
ولفتت المتحدثة ذاتها إلى أن هاجر تلقت تهنئة سفير المملكة في الكويت على إنجازها، وإشادة العديد من أفراد الجالية المغربية بهذا البلد الخليجي، مبرزة أن شقيقتها تفتخر بجذورها المغربية، وعرفت بمشاركاتها المكثفة في الأندية الثقافية للجالية المغربية في الكويت.
وحول طموحها ما بعد تألقها في الباكالوريا، قالت سارة إن شقيقتها ترنو إلى ولوج كلية الطب، "حتى تحقق أمنيتها بأن تكون من المختصين في الطب البشري والجراحة"، مشيرة إلى أن هاجر تفرغت لتحديد وجهتها المستقبلية، وتبحث عن فرص الالتحاق بإحدى الجامعات العربية أو الأجنبية.
وأوردت المتحدثة ذاتها أن ارتفاع تكاليف الدراسة في تلك البلدان يعد حجرة عثرة أمام إتمام الطلبة المغاربة المقيمين في دول الخليج دراستهم، إذ "يكون الطالب المغربي ما بين مطرقة الدراسة الباهظة في الجامعات العربية والأوروبية، وسندان شح فرص إكمال الدراسة في بلدهم المغرب، خصوصا أن لغة التدريس المعتمدة فيه هي الفرنسية"، حسب تعبيرها.
وتتساءل أسرة هاجر الطراس إن كان بإمكان ابنتها الاستفادة من نظام البعثات الدراسية في المغرب، ومدى جدية المقاربة الوطنية في التعامل مع الجاليات المغربية المقيمة بالخارج، ومد يد العون لها من أجل تحقيق أهدافها.