يقام حاليا بقاعة باب الرواح بالعاصمة المغربية الرباط، معرضا فوتوغرافيا – تشكيليا، تحت عنوان "فن التعايش"، بمشاركة 20 فنانا مغربيا، يمثلون مختلف الأديان وينتمون لأجيال ومدارس فنية متعددة.
وسيقدم هذا المعرض مجموعة من الأعمال التي تجاوز صداها الحدود وبلغت العالمية، مثل الصور الفوتوغرافية للفنانة الراحلة ليلى العلوي، ابنة الهجرة المغربية التي توفيت في الهجمات الإرهابية في العاصمة واغادوغو، هذا فضلا عن عدد من الأعمال المختارة لمحمد مليحي واندري الباز وديبورا بنزاكن وعبدالكبير رابي وآخرون.
وسيستمر المعرض إلى غاية 13 يوليوز/ تموز 2016، وبعدها سيتنقل عبر العالم نحو 12 دولة من مختلف القارات الخمس، لتقديم صورة عن مغرب متسامح ومنفتح ومبدع وذو جذور عميقة وتأثيرات متعددة، كما يشكل دعوة للحوار واللقاء مع الآخر ولفهمه وتقييمه.
ويشرف على تنظيم التظاهرة مجلس الجالية المغربية بالخارج وبشراكة مع وزارة الثقافة، وهما يعتبران، أن الأعمال المعروضة تعبر عن قيم التسامح والأمل والانفتاح على الآخر، وتهدف إلى تعزيز قيم العيش المشترك.
وجاء في الكلمة الافتتاحية لدليل المعرض، "نعتقد أنه ليست هناك آلية أفضل من الفن من أجل إلغاء الحدود الثقافية ونقل أفكار التسامح والاحترام وقبول الآخر".
وعليه، سيكون هذا المعرض حاملا لرسائل السلام من بلد غني بتاريخه وهويته وتنوعه وفي نفس الوقت منفتح على العالم ومرتبط بحوار الثقافات والأديان".
وقال عبدالله الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، في كلمة له بمناسبة افتتاح المعرض الذي حضرته شخصيات فنية وثقافية وسياسية بارزة، فضلا عن عائلة للفنانة الفوتوغرافية المغربية الراحلة ليلى العلوي، إن الفنان بلوحاته يعتبر أكثر قدرة على التعبير عن التسامح وأكثر قدرة على مواجهة الحقد والكراهية.
وأعرب الأمين العام، عن متمنياته بأن تتوصل مبادرة هذا المعرض إلى إحداث تحالف فني لمواجهة فكر التطرف والإرهاب بكل أشكاله، مشيرا إلى أن المنظمين "اختاروا مناسبة رمضان لقول لا، دون رهبة أو تردد في وجه كل من يمارس العنف والإرهاب باسم الدين، وللتأكيد على أن الإسلام دين حياة وليس دين موت".
كما أبرز بوصوف أن مجلس الجالية المغربية بالخارج اختار المغرب ليكون أول محطة لتقديم معرض "فن التسامح" بالنظر إلى تاريخه العريق والمتعدد والغني بتنوعه الديني الاسلامي واليهودي والمسيحي، ولكون المغرب ظل على امتداد الزمن ملتقى الديانات والحضارات وأرض حوار الثقافات والأديان؛ على أن يقوم المعرض بجولات عبر العالم من أجل التعريف، من خلال أعمال هؤلاء الفنانين، بفكر التسامح والمضي في رحلة للدعوة الى اللقاء والتعارف والتحاور بين الناس.
وعن فكرة المعرض أبرز بصوف أنها أتت بعد الأحداث الإرهابية التي ضربت باريس وبروكسيل وواغادوغو والتي نسبت إلى أشخاص من بينهم شباب من أصول مغربية، مشيرا إلى أن الهدف من المعرض، هو تعزيز قيم التسامح والتأكيد على أن نساء ورجال المغرب، يدينون هذه الأفعال ويعتبرونها غريبة عن الإنسان المغربي الذي هو بطبعه إنسان بناء يبني ولا يهدم.