بعد أن كبر طفلا الأسرة، والتحقا بجامعتين في كل من لوس أنجلس وتورونتو، عاود الحنين إليهما كلا من لبنى بنكيران وزوجها، وانتابتهما رغبة في ملء البيت من جديد بطفل يغمرهما دفئا وسعادة؛ فوقع الاختيار على فكرة تبني أحد أطفال دور الرعاية.
وفي إطار الانخراط والمساهمة في العمل الخيري، دأبت لبنى وزوجها على زيارة طفلة صغيرة، كانت تقيم بإحدى دور رعاية الأطفال، وكان الزوجان يشملانها برعاية أبوية كلما سنحت لهما الفرصة لزيارتها، لتصبح بعد ذلك محط اهتمامهما، في إطار فكرة التبني التي راودتهما.
وفي حوار مع جريدة هسبريس، قالت لبنى: "رعينا هذه الطفلة منذ أن كان عمرها ثلاث سنوات، وكنا نزورها تقريبا مرة كل أسبوع، وذلك لمدة سنة كاملة، فأصبحت بذلك، بالنسبة لي ولزوجي، رمزا للانخراط الإيجابي وسط المجتمع".
وأضافت المتحدثة ذاتها، في معرض حديثها مع هسبريس: "بعد احتضان الطفلة، قررنا أن يبذل كل منا أقصى ما في جهده لإسعادها، ومنحها حياة هنيئة، وكان لها ذلك، إلى أن حان وقت هجرتنا إلى كندا، فرفضت إدارة الهجرة الكندية منحها تأشيرة الدخول، لتعيش بعيدة عنا في المغرب مدة سنتين، وتتحول سعادتنا إلى تعاسة لازمتنا طوال هذه المدة".
رفض الإدارة الكندية المكلفة بالهجرة منح تأشيرة الدخول للطفلة جاء، حسب لبنى، بسبب خطأ ارتكبه محامي العائلة الكندي بعدما رفض إدراج اسم الطفلة في ملف طلب الهجرة العائلي، بحجة أنها تدخل في برنامج الكفيل، حسب القانون المغربي، وأنه سيقدم طلبا خاصا بها بعد الحصول على تأشيرات للعائلة.
الإدارة الكندية اعتبرت المسألة "بلاغا كاذبا"، وأصبحت لبنى وزوجها في نظرها مسؤولين عن خطيئة "fausses déclarations"، سيرفض بسببها طلب التأشيرة لدخول الطفلة إلى كندا، لتعيش بعيدة عن الأسرة التي منحتها دفء العيش.
وما زاد الطين بلة أن الطفلة حنان سبق لها أن زارت كندا ثلاث مرات، في إطار سفريات سياحية، وكانت تعبر في كل مرة عن مدى إعجابها بحدائقها ومنتجعاتها، لكنها أصبحت بعد ذلك ممنوعة من دخول البلاد، بسبب خطأ ارتكبه المحامي أثناء تقديمه طلب هجرة العائلة، ما اضطر الزوجين إلى زيارة المغرب بشكل مستمر، وهو ما انعكس على مردوديتهما في العمل، لأنه وفي كل زيارة يضطر أحدهما إلى تمديد فترتها بغية مؤانسة حنان.
بدأ اليأس يتسرب إلى لبنى، بعدما لم يتوصل المحامي بأي رد من الإدارة الكندية بخصوص طلب التحاق الطفلة حنان بأسرتها، فقررت مراسلة الوزير الأول الكندي، جاستن ترودو، تشكو إليه ما تعيشه هي وزوجها من عذاب، بسبب رفض منح ابنتها (بالتبني)، حق العيش بكندا.
وجاء الفرج الذي انتظرته العائلة، إذ وافقت القنصلية الكندية بالرباط على منح حنان تأشيرة دخول إلى كندا، صالحة لمدة ستة أشهر، وهو ما اعتبرته لبنى، في تصريح لهسبريس، هدية من ترودو لعائلتها، في انتظار أن تحصل الطفلة على الإقامة النهائية بكندا.
وبهذه المناسبة، أبت لبنى وزوجها إلا أن يتوجها بالشكر الجزيل، عن طريق جريدة هسبريس، إلى الوزير الأول الكندي، جاستن ترودو، وإلى كل العاملين في مكتبه، وكذا موظفي قنصلية كندا بالرباط، الذين ساهموا في لم شمل العائلة من جديد.