بعد مرور أشهر على تقريرها السنوي حول وضعية حقوق الإنسان في العالم، والذي أغضب المغرب، ودفع بالسفارة الأمريكية بالرباط إلى الاعتذار، عادت الخارجية الأمريكية لتتحدث عن المملكة، ولكن هذه المرة بلغة أخرى غير الانتقاد، عندما تطرقت إلى دور المغرب في تكوين الأئمة ومحاربة التطرف في القارة السمراء.
وجاء الحديث عن تكوين المغرب للأئمة الأفارقة على لسان سارة سوال، مسؤولة حقوق الإنسان في الخارجية الأمريكية، التي ألقت محاضرة في مركز الدراسات الإستراتيجية الدولية في واشنطن حول موضوع "محاربة التطرف في القارة الأمريكية"، أوردت من خلالها أن بلادها تخصص ما مجموعه 200 مليون دولار من أجل محاربة الخطاب المتطرف في العالم.
وأكدت المسؤولة الأمريكية، التي تعد من مهندسي التقرير السنوي للخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان، أنه بالرغم من الجهود التي تقوم بها الإدارة الأمريكية من أجل محاربة التطرف في القارة الإفريقية، إلا أنه لا يمكن الوصول إلى وصفة واحدة وكاملة لمواجهة الخطاب المتطرف، "ولهذا يتعين على كل بلد أن يعرف التحديات التي تواجهه وخصوصيات الخطاب الذي يجب أن يقدمه لمواطنيه لمواجهة الخطاب المتشدد"، مشيرة إلى أنه يتعين على الحكومات بناء نوع من الثقة مع المجتمع، "ويبقى دور الأسرة والمدرسة مهما ومحوريا في عملية محاربة الخطاب المتشدد".
وأضافت المتحدثة الأمريكية أن على المؤسسات الدينية أن تحاول ملء الفراغ، وأن يكون لها الدور الأول في صياغة خطاب ديني معتدل. وقدمت سارة المثال بالمغرب، معتبرة أنه نموذج يمكن الاقتداء به في هذا المجال؛ بحيث "يقوم بتكوين الأئمة من مختلف الجنسيات لمساعدتهم على تقديم خطاب معتدل يحظى بثقة الناس، وذلك لمواجهة من يقوم بتأويل الإسلام تأويلا عنيفا"، مردفة أنه يتعين على الأئمة ورجال الدين أيضا أن يتقنوا التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت الفضاء الأكثر استعمالا من طرف الجماعات المتطرفة من أجل استقطاب الشباب.
مسؤولة الخارجية الأمريكية شددت على أن للنساء دورا كبيرا في مواجهة الخطاب المتطرف، مشيرة إلى أن الخيار العسكري والأمني لوحده ليس كافيا، وإنما يجب السعي إلى خطاب الإقناع، ومواجهة الأفكار المتطرفة بأخرى أكثر اعتدالا والعمل على نشرها بين أفراد المجتمع.