للسنة الثانية على التوالي، يشارك المغرب في المهرجان الدولي الثاني للموسيقى الإثنية للمهاجرين في أمريكا، الذي تحتضنه مدينة الإسكندرية بولاية فيرجينيا بعد يومين؛ وذلك من خلال الحضور المتميز للميسترو الكناوي حسن حكمون، ابن مدينة مراكش المقيم في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من ثلاثة عقود.
ومن المرتقب أن يختتم المهرجان العالمي يوم السبت المقبل بوصلات فنية للمعلم "حكمون" الملقب بسفير فن كّناوة المغربي بالعالم، تنهل من فن "الكناوي" المغربي الأصيل والمستلهمة من العمق الإفريقي.
ويعتمد الفنان المغربي الحاصل على الجنسية الأمريكية، كما في أغلب عروضه، على "الشو" والتعبير الجسدي تمثيلا لمعاناة الإنسان في البحث عن الذات والهوية؛ وهي العروض التي تعكس معتقدات وهويات المهاجرين المستقرين في بلاد "العم سام ».
وبجانب تلك العروض، يقدم المعلم حكمون كشكولا فنيا كناويا خاصا من أعماله الفنية الخاصة، التي حاول فيها مزج إيقاعات "كناوة" بأنماط موسيقية شعبية أمريكية، خاصة الجاز والروك؛ وذلك بعد أن سبق له أن ساهم في موسيقى عدد من الأفلام العالمية، من قبيل "موعد في سمرقند" لتيم بردويل٬ و"ماضي وحاضر جامع الفنا" لستيف مونتغومري، والفيلم الوثائقي "فوت ستيب إن أفريكا" (آثار خطوات في إفريقيا).
وفي تصريح لهسبريس، قال الميسترو حكمون: "أنا جد سعيد بتمثيل المغرب في هذا الطبق الفني الثقافي العالمي، وسعيد أكثر بإبراز ما تزخر به المملكة من موروث فني وثقافي، خاصة هذا الفن الكناوي الجميل الذي يجسد تجذر بلدي وتمسكه بعمقه الإفريقي"، مضيفا: "لدينا تراث فلكلوري جميل وقمة في التنوع والاختلاف. وهذا يدهش حقا الأمريكيين الذين يشدون الرحال لمتابعة عروضي، سواء في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها ».
وأضاف المعلم حسن، الذي ظهر أيضا أفلام عالمية كممثل وراقص وموسيقي مثل "الغابة 2 الغابة" عن ديزني عام 1997 و"رولربال" لجون ميك تيمان سنة 2002: "أحاول من خلال فن الكناوي رسم صورة عن العادات والتقاليد والأعراف والقيم التي يزخر بها المغرب، كبلد معتز بانتمائه الإفريقي، عبر الأنغام والأهازيج والرقصات التعبيرية"، مردفا أن الأمريكيين أحبوا فن الكناوي "خصوصا بعد أن عملت على مزجه بالأهازيج الشعبية الأمريكية، بما فيها موسيقى الروك ».
وختم حكمون حديثه مع هسبريس بالقول: "أفتخر كمغربي بأنني ساهمت في وصول الفن الكناوي للعاملية فن الكناوي من خلال الاحتكاك والتعاون مع فنانين مرموقين من الأمريكيين الذين بصموا تاريخ الجاز الأمريكي وانبهروا وعشقوا فن الكناوي"، موردا من قبيل ذلك "بيتر غابرييل" و"هوراس سيلفر" و"دون شيري" وغيرهم.
من جهتها، قالت شيرل لورانس، مديرة المهرجانات الثقافية والفنية في "مدينة الإسكندرية" بفيرجينيا، في تصريح لهسبريس: "أحب المغرب. وهذا كاف، في نظري، لاختياره للمشاركة في المهرجان"، مضيفة أن المغرب بلد قوي ببعده التاريخي والحضاري "لهذا، قمنا بمنح ملك المغرب السنة الماضية مفتاح المدينة"، مشددة على أن الموروث الثقافي الغني للمغرب دفع منظمي المهرجان لاختياره لاختتام فعاليات المهرجان من بين أكثر من عشرة بلدان آسيوية ولاتينية وإفريقية؛ "لأن فن الكناوي أصبحت له مساحة في الساحة الفنية الأمريكية ووجد الطريق إلى أذن الأمريكيين".
وصرح الإعلامي المغربي الأمريكي محمد الحجام، الذي يشرف على المشاركة المغربية في مهرجان الإسكندرية والذي حاز بدوره على مفتاح المدينة، بأن المشاركة الثانية للمغرب هذا العام جاءت بإلحاح من الجهة المنظمة ومن عمدة المدينة والمسؤولة عن الأنشطة الثقافية، الذين "منحوا لنا فرصة أخرى في المهرجان، نظرا لقوة عرضنا الفني والثقافي الفلكلوري السنة الماضية ».
وتابع الحجام، في تصريح لهسبريس، أن اختيار المعلم حكمون لهذه الدورة "لم يأت بشكل اعتباطي.. فالرجل اجتهد كثيرا في فن الكناوي وجعله فنا عالميا، حيث يمكن أن تختلط إيقاعات الكناوي المتمثلة في القراقب والطبل ومناجاة عفاريت وجن بابا ميمون وللاعيشة وسيدي موسى ومولاي عبد القادر بإيقاعات وأهازيج عالمية في فن الجاز والرول أند روك"، وفق تعبيره.
عن موقع هسبريس