بعد مرور أسابيع على إعلان قبول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعوة الملك محمد السادس لزيارة المملكة مطلع العام المقبل، تتواصل تداعيات قضية المهاجرين المغاربة غير الشرعيين الذين دخلوا ألمانيا بصفة لاجئين، بإعلان الشرطة الفيدرالية الألمانية عن قلقها لاختفاء المئات من القاصرين، بينهم مغاربة، عن أنظار المصالح الأمنية الألمانية منذ مدة.
وكشفت الشرطة الفيدرالية الألمانية أن عدد القاصرين من طالبي اللجوء، الذين اختفوا عن أنظارها ولم تعد تعرف أماكن وجودهم، ارتفع من 4700 منذ بداية يناير إلى ما يفوق 8900 مع متم شهر يوليوز؛ وهو ارتفاع أثار قلق الأمن الألماني، الذي كشف أن أغلب هؤلاء القاصرين ينتمون إلى المغرب والجزائر وسوريا مع حصة كبيرة للأخيرة.
وحسب المعطيات الأمنية الألمانية، فإن القاصرين المختفين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 سنة، بينما تبلغ أعمار 860 من هؤلاء أقل من 13 سنة. كما أن قسم الجرائم الجنائية في الشرطة الأمنية أفاد بأنه لا تتوفر لديه معطيات حول ما إذا كان هؤلاء الأطفال قد تورطوا في أعمال إجرامية.
وقسمت الشرطة الألمانية حالة الاختفاء التي يعرفها القاصرون إلى ثلاث حالات، أولاها أن هؤلاء ينتقلون من مركز استقبال للاجئين إلى مركز آخر دون إخبار الشرطة، فيتم تسجيلهم على أنهم مختفون. أما الحالة الثانية فهي أن هؤلاء الأطفال يتم استقبالهم من لدن أسر مقيمة في ألمانية دون أن تصرح بذلك لمصالح الشرطة. أما الحالة الثالثة فهي التي تتخوف منها الشرطة الألمانية هي أن يتم استغلالهم من لدن شبكات إجرامية في البلاد.
في المقابل، وجهت العديد من الجمعيات الحقوقية التي تعنى بالأطفال اتهامات إلى الشرطة الألمانية بأنها ل تتعامل بالطريقة نفسها بين اختفاء القاصرين من اللاجئين وبين اختفاء قاصر أوروبي، حيث تشير هذه الجمعيات إلى أن الشرطة الألمانية لا تتعامل بالصرامة نفسها والسرعة ذاتها لإيجاد الأطفال اللاجئين الذين يتم الإبلاغ عن اختفائهم، وحذّرت هذه الجمعيات من الخطر الذي قد يتعرض له هؤلاء الأطفال في حال لم يتم العثور عليهم.
وحول الأطفال المغاربة والجزائريين، فإن التقديرات الألمانية تفيد بأن هؤلاء غالبا ما يلجؤون إلى معارفهم في ألمانيا وحتى في دول أوروبية أخرى، ويقيمون معهم بعيدا عن مراكز الاستقبال، بينما يبقى الأطفال القادمون من دول أخرى هم الأكثر تعرضا للاستغلال من لدن العصابات الإجرامية.
عن موقع هسبريس