انطلقت مساء أمس الثلاثاء بمدينة أكادير، فعاليات الدورة ال13 للمهرجان الدولي للسينما والهجرة المنظم إلى غاية 19 نونبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك بحضور حشد من الممثلين والمخرجين وكتاب السيناريو والنقاد والمخرجين من المغرب والخارج.
وقد أعلن عن انطلاق المهرجان ، خلال حفل ترأسته السيدة زينب العدوي والي جهة سوس- ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، كل من المخرج الإيفواري كرامو لانسيني فاديكا، رئيس لجنة تحكيم المهرجان الخاصة بمسابقة الأفلام الطويلة ، والمخرج المغربي محمد إسماعيل، رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة.
وتميز حفل افتتاح المهرجان بالتفاتة تكريمية تجاه المخرج المغربي الراحل محمد اقصايب الذي انتقل إلى دار البقاء خلال السنة الجارية، والذي يعتبر واحدا من أبرز المخرجين الذين طبعوا ببصمتهم الخاصة الإنتاج التلفزيوني المغربي على مدى سنوات، سواء في شقه المتعلق بالدراما، أو البرامج الثقافية، أو الفنية أو الترفيهية.
وسجلت السيدة زينب العدوي، في كلمة خلال حفل افتتاح المهرجان، أهمية هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي غدت بالنسبة لأكادير واحدة من اللقاءات السنوية التي تترجم انفتاح مدينة الانبعاث على الثقافات الأخرى، حيث نوهت في هذا السياق باستضافة المهرجان لدولة كوت ديفوار الشقيقة كضيف شرف، مما سيتيح الفرصة لعشاق السينما وعموم الجمهور للتعرف على السينما الإيفوارية، باعتبارها واحدة من أهم التجارب السينمائية على الصعيد الإفريقي.
ومن جهته، أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج ، السيد عبد الله بوصوف ، في كلمة مماثلة، أن مهرجان أكادير للسينما والهجرة اكتسب من النضج ما يجعله قادرا على الاستمرارية ، مبرزا أهمية السينما /الصورة في تناول ومعالجة قضايا الهجرة ، التي قال إنها كانت ولا زالت مصدر ثراء وتآلف وتلاقح بين الشعوب. كما دعا إلى العمل من أجل خلق نهضة سينمائية إفريقية تصحح النظرة النمطية المغلوطة حول الهجرة.
وبدوره، أعرب رئيس "جمعية المبادرة الثقافية" رئيس المهرجان، السيد ادريس مبارك، عن يقينه بأن هذه التظاهرة الثقافية والفنية استطاعت بفضل إرادة المنظمين أن تراكم تجربة أصبحت تضمن لها الاستمرارية ، حيث غدا مهرجان أكادير الدولي للسينما والهجرة موعدا سنويا راسخا ضمن أجندة المهرجانات السينمائية الوطنية ذات الإشعاع الدولي.
ويتضمن الجانب المتعلق بالأفلام ضمن برنامج الدورة ال13 لمهرجان السينما والهجرة تنظيم مسابقة خاصة بالأفلام الطويلة، حيث تتنافس على الجوائز الخاصة بهذه المسابقة 8 أفلام من توقيع مخرجين مغاربة، وأجانب. فيما وصل عدد الأشرطة المتبارية ضمن المنافسة الخاصة بالأفلام القصيرة إلى 12 فيلما.
وعلاوة على هاتين المنافستين، ستتاح لجمهور المهرجان فرصة متابعة مجموعة من الأفلام الإيفوارية ، إضافة إلى أفلام أخرى مبرمجة ضمن الشق المخصص ل"بانوراما الأفلام المغربية" ، فضلا عن بث أفلام أخرى في إطار "القافلة السينمائية" ببعض المناطق القروية.
وإلى جانب الأفلام السينمائية ،يتضمن برنامج المهرجان تنظيم أنشطة أخرى من ضمنها على الخصوص عقد ندوتين تتناولان "الهجرة الإفريقية باعتبارها مصدر ثراء بالنسبة للقارة"، و"وسائل الإعلام وصورة المهاجر الإفريقي في إفريقيا وفي دول الاستقرار"، إلى جانب احتضان جامعة ابن زهر للقاءات مخصصة لتسليط الضوء على المسار المهني لثلاثة أشخاص استقروا في الولايات المتحدة، وينتسبون إلى عالم الفن السابع. ويتعلق الأمر بكل من المنتج من أصول مغربية فؤاد شالا، والممثل من أصول سويسرية كريك أورفيس، وفنان "الديزاين" المنحدر من جنوب إفريقيا رود ديير.
وبالإضافة إلى ذلك، سيشرف المخرج المغربي حسن بن جلون على تنشيط الشق المتعلق ب"الماستر كلاس" ضمن فعاليات المهرجان. ومن المقرر أيضا أن يشرف الروائي وكاتب السيناريو، عبد الإله الحمدوشي، على تنشيط ورشة حول مفهوم السيناريو والطرق المتعارف عليها عالميا في كتابته، بينما سينشط المنتج والمخرج إدريس اشويكة ورشة حول "التطبيقات الأولية لإخراج الفيلم" .
كما سيؤطر المخرج محسن البصري ورشة ثالثة حول موضوع كيفية إنجاز الفيلم الأول بدون ميزانية، أو بواسطة ميزانية جد محدودة. وسيتم أيضا تقديم وتوقيع مؤلف للكاتب والناقد السينمائي حسن نرايس بعنوان "بين الصحافة والسينما، شريط ذكريات" الذي يحكي عن علاقة الكاتب مع عالم السينما والسينمائيين المغاربة بين 1995 و2015 .
عن وكالة المغرب العربي للانباء