انتقد عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، الكلفة المالية "المرتفعة" للتحويلات المالية من وإلى المغرب، معتبرا أن ذلك يحرم البلاد من حجم كبير من تحويلات العملة الصعبة، خُصوصا تلك الصادرة عن مغاربة الخارج.
وأوضح بوصوف، في لقاء انعقد يوم أمس الأربعاء بمجلس المستشارين بالرباط، خصص لتقديم أعمال الندوة الدولية حول "مغاربة العالم والجهوية الموسعة"، (أوضح) أن حجم تحويلات مغاربة الخارج تصل إلى ستين مليارا سنويا، وهو ما ساهم بشكل كبير في تزويد البلاد بالعملة الصعبة.
وأردف المتحدث ذاته: "المغرب من البلدان الأكثر كلفة في التحويلات المالية، وهو ما يحرمه من الكثير من الأموال الموجهة إليه؛ وبالتالي يجب تخفيض الكلفة وتنويع برامج المؤسسات المالية ومشاريعها، في سياق يشهد فيه العمل البنكي والمالي تطورات كبرى عبر العالم".
من جهة أخرى قال بوصوف إن المغاربة راكموا خبرة مهمة كمواطنين أو كفاعلين مدنيين أو سياسيين بالدول التي استقروا بها؛ وبالتالي يمكنهم المساهمة في بناء الورش الجهوي بالمملكة.
وزاد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج: "المطلوب من مغاربة الخارج اليوم هو إحداث تنمية مستدامة في الجهات التي ينتمون إليها بالمغرب؛ وذلك من خلال استلهام تجارب الدول التي يقيمون بها في المهجر"، مشددا على أن هذه العملية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار التطلعات الثقافية والاجتماعية للمهاجرين والمواطنين على حد سواء.
وفي السياق نفسه أوضح بوصوف أن منظمة الأمم المتحدة اعترفت بدور الهجرة في برنامجها التنموي، ودعا إلى الحرص على تكافؤ الفرص والمساواة ما بين الجنسين، إلى جانب صيانة حقوق المهاجرين، وخصوصا النساء؛ على اعتبار أن هذه الفئة المجتمعية هي الأكثر تضررا حينما تغيب الحقوق.
ولفت بوصوف إلى وجود بعض التعارض بين النظم التشريعية في بلداننا وبلدان أخرى، خاصة الأوروبية، على مستوى مدونة الأسرة؛ "وبالتالي وجب تحيين مدونة الأسرة لتستفيد المرأة المغربية من كافة حقوقها"، على حد تعبيره.
وأكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج ضرورة فتح نقاش مع مختلف المتدخلين من أجل السعي إل تحسين خدمات المواطنين، بهدف إيجاد حلول للمشاكل التي تعيشها الإدارة المغربية وتوفير إجابات عن انتظارات المواطنين، خاصة مغاربة الخارج.
من جانبه شدد حكيم بنشماس، رئيس مجلس المستشارين، على ضرورة إرساء مقومات شراكة مؤسساتية ووضع برنامج عمل يمتد خلال المستقبل، معلنا عقد النسخة الثانية من الندوة الدولية بشراكة مع مجلس الجالية بالخارج حول موضوع: "الجهة كفاعل للحفاظ على الحقوق الاجتماعية وصيانة الهوية الثقافية".
وأكد رئيس مجلس المستشارين في كلمته أن ورش الجهوية الموسعة ومغاربة العالم يعد "ورشا كبيرا"، مضيفا: "نسعى إلى أن يكون مجلس المستشارين رافعة أساسية لإنجاح ورش الجهوية، ونسعى أن نجعل منه صوت الجهات، من أجل الوصول إلى مخرجات وصياغة مقترحات للإذكاء الجماعي، ولإحراز خطوات إضافية لتحديث مؤسسات المملكة ».
عن موقع هسبريس