الثلاثاء، 05 نونبر 2024 19:23

كندا- مخاوف من تنامي العداء للمسلمين عقب استهداف مسجد

الأربعاء, 01 مارس 2017

شهدت كندا ارتفاعا في جرائم الكراهية لأشخاص مشتبه بهم منذ الهجوم المميت على مسجدٍ بمدينة كيبك. الخبراء يقولون إنه زاد من كراهية الأجانب والانقسام داخل المجتمع، وإن الخطاب السياسي مدعاة للقلق.

بالنسبة للمصلين المسلمين في مسجد وسط مدينة تورونتو، كانت الاستجابة الجماهيرية الأولى صادمة، حيث ارتفع عدد المتظاهرين خارج مسجد تورونتو يوم الجمعة (17 شباط/ فبراير 2017)، حاملين شعارات  "لا للإسلام" و "المسلمون هم إرهابيون"

وقعت التظاهرة في قلب المدينة الكندية الأكثر تنوعاً عرقياً، وهز المجتمع الذي مازال يترنح بعد هجوم على مسجد في مدينة كيبيك قبل أقل من شهر. وقالت ميمونة حسين مديرة رابطة المسلمين الوطنية في كندا، والمشرفة على المسجد " تذهب الى مكانك للتعبد، وتخرج منه، ومع ذلك الشعور بالتجديد لإحياء هذا العنصر الروحي في عقلك، يستقبلك شيء مثل هذا ". وفي حديث لـDW وصفت ميمونة الهجوم على المسجد بالقول " بالتاكيد كانت صدمة".

لكن القطاع الأوسع في مجتمع تورنتو احتشد بسرعة لتنظيم تظاهرة مضادة، رافعا لافتات دعم على جدران المسجد، كُتب على إحداها "التنوع هو مصدر قوتنا"، فيما خُط على الثانية  "الحب + الدعم لاخواتنا واخواننا المسملين".

وفي اشارةٍ لذلك قالت حسين " كانت المجموعة المناهضة للاحتجاج مطمئنة جداً للجالية ، وأعتقد أن تلك المظاهرة ساعدت في تسوية الخلاف وهدّأت الأوضاع".

الخوف من المسلمين في تصاعد

بيد أنّ تجمع الجالية الأخير هو واحد من عدة أحداث حصلت مؤخراً و خلّفت لدى الكنديين قلقاً ازاء تزايد كره الأجانب في كل أنحاء البلاد، كما فاقم من لغة العداء في خطاب مجموعة صغيرة لكنها مؤثرة في السكان وفي النخبة السياسية.

كارولين دي كولت ضابط العلاقات الاعلامية بمركز خدمات تورنتو في حديث لـDW قالت، "هناك العديد من الحوادث المختلفة التي يبدو أنها قد حُركت بدافع الكراهية، قد لفتت انتباه الشرطة في الأسابيع الأخيرة، ولكن من غير المتوقع أن تشهد زيادةً ملحوظة".

الشرطة حالياً تحقق في هذا التجمع، وكذلك بحادثة أخرى حصلت في الآونة الأخيرة حيث علقت كتابات معادية للسامية على أبواب السكان اليهود في بناية سكنية بمدينة تورونتو وأشارت دي كولت بالقول "حين تُبلّغ الشرطة بمثل هذه الوقائع، يجري التحقيق فيها من قبل ضباط القسم الذين يعملون بشراكة مع أفرادنا في وحدة مكافحة جريمة الكراهية".

ولفتت دي كولت في جواب على الايميل مضيفة" يجب على افراد المجتمع أن يبلغوا عن الحوادث فور وقوعها".

الأحداث التي وقعت مؤخراً كانت باعثا للقلق لاسيما أن المسلمين الكنديين ما زالوا يعانون من تداعيات الهجوم على المركز الثقافي الإسلامي بمدينة كيبيك في (29  كانون الثاني / يناير الماضي)، والذي أودى بحياة ستة من المصلين المسلمين وأسفر عن اصابة أكثر من عشرة.

وقد أدين الهجوم على نطاق واسع ووصف بأنه عمل إرهابي، ونظم آلاف الكنديين مسيرات واحتجاجات لدعم الضحايا وعائلاتهم، والمجتمع الاسلامي في كندا عموما.

وفيما سجلت جرائم الكراهية في كندا انخفاضاً بين عامي 2012-2014 وهي آخر فترة توفرت عنها معطيات، فأنّ جرائم الكراهية التي تستهدف المسلمين بلغت ضعف ما كانت عليه في نفس الفترة، حسب هيئة الإحصاءات الكندية.

وفي العام الماضي، تُرك رأس خنزير أمام باب مسجد مدينة كيبيك حيث وقع هجوم الشهر الماضي. كما ألقيت قنبلة حارقة بعد الانتخابات الفيدرالية عام 2015 على مسجد بمدينة أونتاريو في مقاطعة بيتربورو. كما أن سيداتٍ مسلمات لُعنّ و بُصق عليهنّ في حوادث مختلفة في جميع انحاء البلاد، وقبل اسبوعين، حُطمت نوافذ مسجدين في مونتريال وأُبلغ عمّا يقارب 20 شخصاً مشتبه بهم، بحسب شرطة المدينة.

وفي ذات السياق قالت أميرة الغوابي المتحدثة بإسم المجلس الوطني لمسلمي كندا (NCCM)، وهي جماعة ناشطة في تعقب حوادث الكراهية "مع الانتخابات الفيدارلية الأخيرة، ومع وصول اللاجئين السوريين، كان هناك نمو للشعور بكراهية الأجانب ومشاعر معادية للمهاجرين، أدى الى ازدياد الشعور بكراهية المسلمين".

يشار الى أنّ كندا قد اعادت إسكان أكثر من 40,000 لاجئٍ سوري منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، ولكن استطلاعا جديدا أجراه معهد "Angus Reid " المعني بآراء الناس ومقترحاتهم في كندا، خلص الى أنّ 41 بالمائة من الكنديين يعتقدون أنّ حكومتهم قد إستقبلت أكثر مما يجب من اللاجئين وعليها الآن إيصاد الباب.

وقال واحد من كل أربعة أشخاص شملهم الإستطلاع "على الحكومة الكندية أن تعتمد سياسة مماثلة لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأن تفرض حظرا مؤقتاً على دخول اللاجئين السوريين".

ردود بشأن اقتراح لادانة العنصرية

قالت الغوابي " من المهم أن يبادر القادة في كندا لدعم المسلمين الكنديين الذين هم جزء من نسيج المجتمع ، وأن نمضي معاً لمواجهة الكراهية، أياً كان المستهدف في المجتمع".

ولكن مبادرة برلمانية جرت مؤخرا في مسعى لإدانة الخوف من المسلمين في كندا افرزت على ما يبدو نتائج معاكسة أثارت جنون اليمين المتطرف والنشطاء المعادين للإسلام والسياسيين المحافظين وكتّاب العمود بوسائل الإعلام على حد سواء.

ويدعو الاقتراح البرلماني رقم 103 الحكومة الفدرالية الى "الاعتراف بالحاجة لتهدئة مناخ الكراهية والخوف المتفشي بين الناس، والى إدانة العنصرية المنظّمة والتمييز على أساس الدين، بما في ذلك الخوف من المسلمين". الداعمون للمقترح، رفضوا مزاعم اليمين معتبرين أن لا أساس لها، وحضي المقترح بدعم حكومة رئيس الوزراء جستين ترودر الليبرالية، علاوة على دعم الحزب الديمقراطي الجديد يساري التوجهات. لكنّ كلّ هذا لم يلجم الجدل ولا التوتر المتصاعد.

النائبة عقرا خالد التي تشرف على الحركة أعلنت أنها تلقت رسائل كراهية وتهديدات عديدة هذا الشهر كما أعلن أربعة ساسة يتنافسون على قيادة الحزب المحافظ في منافسة نظمها موقع (the Rebel) وهو النسخة الكندية عن موقع اليمين المتطرف (Breitbart  ) ادانتهم لما جرى.

وبهذا السياق قالت الغوابي "أعتقد أنّه أمرٌ مؤسف جدا أن نرى استخدام المسلمين مرةً أخرى كقضية شائكة، وكطريقة لاحراز نقاط سياسية".

"فصل جديد" فى كندا

رئيس الوزراء الكندي السابق، ستيفن هاربر، جعل منع النساء من ارتداء النقاب- خلال احتفالات منح المواطَنة (الكندية) لمهاجرين جدد - إحدى دعائم حملته الانتخابية عام 2015، على الرغم من أنّ عدداً قليلاً جدا من النساء في كندا في الواقع يرتدي النقاب. واقترح حزبه أيضا إنشاء خط هاتفي للأبلاغ عن "الممارسات الثقافية البربرية" وهي خطوة تعرضت لانتقادات باعتبارها محاولة لتخويف المهاجرين المسلمين القادمين الجدد وغيرهم، وهو ما اعتبرته باربرا بيري، الخبيرة فى الحركات اليمينية المتطرفة وجرائم الكراهية فى معهد التكنولوجيا بجامعة اونتاريو، "صفحة جديدة فى كندا".

وقد تكون هذه إحدى المشاكل التي ما برحنا نصفها بالقول" لا يمكن لهذا أن يحدث هنا، لا يمكن أن يحدث هذا هنا "وهو نوع من دفن رؤوسنا في الرمال على حد قولها. معتبرةً أنّ الحركات اليمينية المتطرفة في كندا تبدو مدعومة من توجهات مشابهة على مستوى العالم، ومدعومة بخطاب ترامب وسياسات تجاه حدوده الجنوبية، لافتةً الانتباه الى فعاليات يمينية متزايدة تظهرعلى النت منذ الهجوم على مسجد كوبيك.

"وكان التأثير ضعيفاً عندما كان أمرا الأوروبي: لم يكن جزءً من مسار أمريكا الشمالية أو نمط، والآن هو أكبر من ذلك...أنها أصعب بكثير وأعتقد أن نتجاهلها.

عن شبكة دوتش فيله

فيضانات إسبانيا

فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق...

01 نونبر 2024
فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق المتضررة

تتعبأ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال خلية الأزمة المركزية، وكذا المصالح القنصلية المغربية بالمناطق الإسبانية المتضررة من الفيضانات، من أجل تقديم المساعدة للمغاربة المقيمين بالمناطق...

Google+ Google+