انتقدت دراسة حديثة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) الأوضاع السيئة التي يعيشها الأطفال والمراهقون في مراكز إيواء اللاجئين. إذ توصلت الدراسة، التي عنوانها “الطفولة في حالة انتظار”، إلى أن هناك عددا كبيرا من مراكز إيواء اللاجئين غير مناسبة للأطفال.
وفي حديثها لموقع DW تكشف المتحدثة الإعلامية لمنظمة اليونيسف في ألمانيا نينيا شاربونو، أن الأطفال الذين قدموا إلى ألمانيا بصحبة أهاليهم هم أكثر تضررا، من الأطفال القاصرين الذين قدموا بدون مرافقة أهاليهم وتضيف “هؤلاء الأطفال تتم معاملاتهم كتابعين لأهاليهم لذلك يتم تجاهلهم”.
وترغب منظمة اليونيسف من خلال الدراسة التي قامت بها، في التركيز على أوضاع هؤلاء الأطفال، إذ أن “الفتيات والفتيان القاصرين الذين قدموا إلى ألمانيا بصحبة آبائهم لا تتم رعايتهم من قبل مكتب رعاية الشباب بل تطبق عليهم تشريعات اللجوء القاسية”. وهذا ما يؤدي بدوره إلى بقاء الكثير من هؤلاء الأطفال في مراكز إيواء اللاجئين لفترات طويلة ويؤدي إلى تأخر التحاقهم بالمدارس.
هذا ما توصي به يونيسف!
وتشير شاربونو إلى أن مراكز الإيواء ليست مكانا ملائما لهؤلاء الأطفال، إذ يمضون شهورا طويلة وأحيانا سنوات في أماكن غير أمنة وضيقة لا يوجد فيها مكان للخصوصية ومرافقها الصحية غير نظيفة، وعلاوة على ذلك لا يسمح لهم بالذهاب إلى المدراس ورياض الأطفال.
تسلط هذه الدراسة الضوء على أوضاع 350 ألف طفل ومراهق وصلوا إلى ألمانيا قبل نحو عامين. وتؤكد شاربونو على ضرورة إيجاد حلّ لإخراج الأطفال من مراكز إيواء اللاجئين بأقرب وقت ممكن، وإن تعذر القيام بذلك لأسباب تنظيمية، فلابد من توفر الحد الأدنى من المعايير االلازمة لسكن الأطفال. وتقول “لابد من توفر آليات حماية كافية لهؤلاء الأطفال وأن تكون شروط البناء ملائمة، فضلا عن ضرورة وجود موظفين مختصين، يمكن للأطفال التوجه إليهم عند الحاجة”. وتدعو شاربونو إلى ضرورة تسريع الإجراءات التي تتيح للأطفال الذهاب إلى المدرسة. وهو ما يعد مهما للأطفال وللمجتمع الألماني أيضا على حد تعبيرها.
التفكير بالانتحار
وفي دراسة أخرى عرضها مشفى شارتيه في برلين، فإن 13 بالمئة من النساء اللواتي شملتهن الدراسة تروادهن أفكار انتحارية، ونصفهن تروادهن هذه الأفكار بإلحاح. هذه النتيجة كانت مفاجئة جدا حسب ما تؤكد مريم شولر أوساك التي أشرفت على الدراسة، التي توصلت أيضا إلى أن حوالي نصف النساء يدخلن دوما في دوامة بكاء. و25 بالمئة من النساء يشعرن بالحزن الشديد ويشكين من الوحدة ويعانين من التوتر والقلق.
وبالنسبة لمستوى الحياة قيمتها 45 بالمئة من اللاجئات بالمتوسطة. وأكثر الأمور التي تم انتقادها هو السكن، فنصف اللواتي شملتهن الدراسة يجدن سكنهن سيئا جدا، بينما وصفت 21 بالمئة منهن سكنهن بالجيد.
في حين اشتكى الثلث النساء من سوء الرعاية الطبية. وحصلت نسبة قليلة منهن فقط، لا تتجاوز الـ10 بالمئة، على رعاية نفسية. وفي الوقت ذاته، أكدت معظم النساء أنهن في البداية، لم يرغبن في الافصاح عن مشاكلهن النفسية والجسدية ولم يطلبن المساعدة. وتسببت هذه المشاكل في الانفصال عن أزواجهن وأطفالهن.
اللغة تفاقم المشاكل الصحية
وأظهرت الدراسة أن زيارة الطبيب كانت غالبا ما تفشل بسبب اللغة، وبعض اللواتي طلبن المساعدة لم يتم استقبالهن من قبل الطبيب. وذكرت بعضهن أنه تم تشخيص مرضهن بشكل خاطئ بسبب أخطاء في الترجمة. إذ لم يكن هناك ما يكفي من المترجمين، ما جعل التواصل صعبا وخاصة بالنسبة للنساء القادمات من إرتيريا والصومال.
شملت الدراسة الممولة من قبل الحكومة الألمانية 660 إمرأة من سوريا وأفغانستان والعراق وإريتيريا والصومال، تتراوح أعمارهن بين 17 و29 عاما، سبعة بالمئة فقط تجاوزن الخمسين عاما.
ويوصي معدو الدراسة السلطات الألمانية بإنشاء مراكز خاصة للتعامل مع الشكاوى. ما يتيح للاجئات التوجه إلى هذه المراكز في حال تعرضهن لاعتداءات أو تمييز أوسوء معاملة من قبل السلطات الألمانية أو من قبل الموظفين المسؤولين عن رعايتهن.