ناقش مجمرعة من الأكاديميين وأساتذة جامعيون في مراكش مساء يوم الأحد 31 ماي 2015 موضوع السياسة الشرعية في فكر الغلو، في إطار الملتقى الدولي الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج حول موضوع الإمام وتحديات السياق الأوروبي.
وتمحورت مداخلة الدكتور توفيق الغلبزوري، في المائدة المستديرة التي تولى تسييرها رئيس مجلس إدارة المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، خالد حاجي، حول مفهوم السياسة الشرعية في فكر الغلو، حيث أكد الأستاذ بكلية أصول الدين بتطوان أن السياسة “ليست لا تعتبر من الدين وأحد أركان العقيدة، وإنما هي فرع من فروع الدين، لانها تتعلق بالعمل وليس الاعتقاد وهي أمر اجتهادي مصلحي يدور بين الخطا والصواب”.
وقال توفيق الغلبزوري إن من يعتبر السياسة أصلا في الدين هم بعض أهل الغلو الذين حاذوا عن منهج الوساطة في فقه لالسياسة الشرعية لما جعلوا خلافهم مع غيرهم في السياسة والحكم دافعا للكفر”.
أما الأستاذ بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال فقد تحدث في محور الخلافة والاستخلاف بين استلهام المعنى واستنساخ المبنى، على ضرورة التماس الدقة في المصطلحات القرآنية.
وعن مصطلحي الخلافة والاستخلاف فقد دعى رئيس المجلس العلمي المحلي ببني ملال إلى التركيز على بمفهوم الاستخلاف باعتباره مفهوما حضاريا انسانيا له القدرة على الجمع الكائنات كلها ويفتح أبواب التواصل بدل مفهوم الخلافة المختزل في المعنى الضيق الذي لا يعني سوى التحكم في الناس ويفتح الباب على الخوف من الاسلام في الغرب.
وفي نفس الاتجاه ذهب، الأستاذ بجامعة القرويين بفاس ودار الحديث الحسنية بالرباط، عبد الحميد العلمي، حيث أبرز أن “الحديث عن الاسلام في اوروبا يقتضي ضبط المفاهيم الشرعية وتسييجها بالمصطلحات الجارية على القواعد مع الوقوف على ما حدده القرآن”، مشددا علو الوسطية في تطبيق الشريعة.
وحول موضوع دار الحرب ودار الإسلام : اصطلاح شرعي ام مصطلح تاريخي، تركزت مداخلة الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، محمد عوام، الذي ركز على خمس مقدمات لمعالجة الموضوع.
وبحسب محمد عوام فإن المفاهيم والصطلحات تحكمها سياقاتها وظروفها السياسية، وأن الأصل في خلق الناس الوحدة والتكامل والتعارف، والأصل في المسلم أن يكون داعية خير وسلام واماما ورشاد اينما مان، كما أن فهم الاحاديث النبوية يجب أن يتم في ظل الكلية المقاصدية وضمن المقاصد العلي، إضافة إلى ضرورة “فهم السياق العالمي الجديد والتغيرات الحاصلة في الدولة الحديثة لفهم ما هي الخطاب الذي يجب اشاعته بين الناس خاصة في العالم الغربي”.
وشارك أزيد من ستين إماما مغربيا ومسيرا لمساجد في كل من فرنسا وإسبانيا وهولندا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا والدنمرك، في أشغال هذا اللقاء الدولي يندرج ضمن سلسلة من اللقاءات التي تدور حول مسألة: “الإسلام في أوروبا وتحديات العيش المشترك” التي يعتزم مجلس الجالية المغربية تنظيمها.
هيأة التحرير