تواصلت عشية أمس الاثنين بمراكش أشغال المؤتمر الأول لرؤساء هيئات التقنين الفرانكفونية للاتصال بدراسة عدد من القضايا المرتبطة بموضوع التقنين والتنوع الثقافي واللغوي وتعدد المشاهد في المجال السمعي البصري.
وأشار السيد أحمد غزالي، رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، في عرض له حول موضوع ” تبادل التجارب .. التقنين العملي للتنوع الثقافي واللغوي ” إلى مختلف أوجه التنوع بالمغرب من بينها التنوع الجغرافي والتنوع في الحياة المعيشية والتنوع اللغوي مبرزا أن المغرب يعتبر مجتمعا متعدد الثقافات.
وأضاف أنه بفضل التفاعل المنظم والمستمر لمغاربة العالم مع بلدهم الأم، فإن التبادل الثقافي يساهم بشكل كبير في التعدد الثقافي خاصة في أوساط الأجيال الصاعدة، موضحا أن الاختلاط السكاني والثقافي وتوزيعها عبر التراب المغربي “جعل من مسألة التنوع الثقافي بالمملكة لا يطرح كقضية أقلية عرقية”.
واعتبر السيد أحمد غزالي أنه في تجربة كتجربة المجال السمعي البصري المغربي، يبقى التقنين وسيلة للمحافظة وإنعاش التنوع الثقافي واللغوي.
وأكد رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري على ضرورة مواصلة الجهود، خاصة لمتابعة الديناميكية الحقيقية المتمثلة على الخصوص في تطور المفاهيم و تغير التطبيقات وتحول أنماط الاستهلاك وغيرها ، والمساهمة في مكافحة العولمة والهوية المسيطرة.
أما السيد فيصل العرايشي رئيس القطب السمعي البصري العمومي، فأكد في عرض له حول موضوع ” التنوع الثقافي واللغوي في إطار الخدمة العمومية .. شهادة الفاعل العمومي للاتصال السمعي البصري” أن المغرب يتوفر حاليا على عدد من القنوات التلفزية من بينها قنوات متخصصة في المجال الديني والرياضي وأخرى خاصة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وقناة العيون بالإضافة إلى مجموعة من القنوات الإذاعية التي وضعت بين اهتماماتها الأساسية العناية بالتنوع الثقافي الذي يميز المغرب.
وأوضح أن هذه القنوات تتوفر على شبكة برامج تشمل كل هذا التنوع الثقافي وتبث بعدد من اللغات كالعربية والفرنسية والاسبانية واللهجات الأمازيغية الثلاثة، مشيرا إلى أنه سيتم في نهاية السنة الجارية إطلاق قناة للثقافة الامازيغية التي ستعتمد من خلال برامجها على التوازن بين اللهجات الأمازيغية الثلاثة.
وقال في هذا الصدد ” إن الأمر يتعلق بالنسبة لنا بإحداث قناة عامة تبرز الثقافة الأمازيغية وليس وضع الثقافة الأمازيغية داخل قناة تلفزية، مما يعني أن الثقافة الأمازيغية يمكن إبرازها وشرح معانيها وتناولها بلغات أخرى”.
كما تابع المشاركون في هذه الأشغال العرض التقني الذي قدمه السيد جون فرانسوا فورنيمونت المدير العام للمجلس الأعلى للسمعي البصري ببلجيكا حول موضوع ” الآليات الكفيلة لضمان التنوع والتعدد المجال السمعي البصري”.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر، الذي تنظمه الشبكة الفرانكفونية لتقنين الاتصال بشراكة مع الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري على مدى يومين، يشكل مناسبة للإطلاع على حصيلة الأعمال التي تم انجازها وتحديد الإستراتيجية الكفيلة بالنهوض بهذه الشبكة التي تسعى لتكون آلية لدعم وتعزيز حرية التعبير وحماية التنوع الثقافي واللغوي.
وسيتناول المشاركون في هذا المؤتمر مواضيع تهم ” تعزيز قدرات المسؤولين عن التقنين بالدول الفرانكفونية ” و” تبادل التجارب .. التقنين العملي للتنوع الثقافي واللغوي” و” حياة الشبكة”.
و م ع