الثلاثاء، 02 يوليوز 2024 00:13

حسناء بوعزة وسميرة الدحماني: مقاربتان مختلفتان والتزام واحد من أجل تعزيز التعددية الثقافية في هولندا

احتضن الرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط صباح الخميس 16 ماي 2024 لقاء حول موضوع "تحولات في الأفاق: كيف تنخرط الأصوات المزدوجة الثقافة في إبداع أنماط جديدة من السرد سواء في هولندا أو في دول الشمال"، بمشاركة كل من الإعلامية والمترجمة ومخرجة الأفلام الوثائقية، حسناء بوعزة، والمقاولة والفاعلة الثقافية في هولندا سميرة الدحماني.

في مداخلتها في هذه الندوة أكدت حسناء بوعزة بروز أصوات بثقافة مزدوجة في السنوات الأخيرة في النقاش العمومي بهولندا، وبدأت تتغير معها افاق السرد سواء عبر مقالات ومداخلات في وسائل الإعلام، أو من خلال وسائل التعبير الأخرى؛ واستطاعت هاته الأصوات التقدمية حشد تضامن فاعلين أخرين في المجتمع الهولندي يتقاسمون نفس الأفكار الداعمة للتعددية وحقوق الإنسان، وهو ما فرض وجهة نظر جديدة في النقاش العمومي تقطع مع بعض المواقف الكلاسيكية للهولنديين، بحسب نفس المتدخلة.

كما سجلت حسناء بوعزة تشكل نوع من التضامن في صفوف الجاليات الأجنبية في هولندا من أجل رفع صوت التعددية الثقافية، وهو ما بدأ يؤثر في الرأي العام الذي اعتاد على سردية التيار المحافظ؛ منبهة في نفس الوقت إلى مفارقة تتميز بها هولندا هي اكتساح اليمين المتطرف للبرلمان على الرغم من تنامي تأثير التيار التعددي في الرأي العام. ومن هذا المنطلق أبرزت بوعزة، أهمية مواقع التواصل الاجتماعي والأنترنت عموما في تغيير السرديات باعتبارها فضاءات مكنت من فتح أفاق جديدة للتعبير ومنافسة الأفكار اليمينية الكلاسيكية المهيمنة، ومكنت النساء من تحرر أكبر وخلق روابط جديدة فيما بينهن.

وحول صورة الجالية المغربية في هولندا اعتبرت نفس المتدخلة على أنه وبالرغم من تميز مجموعة من المغاربة في مختلف المجالات وبلوغهم مناصب رفيعة سواء في السياسة أو الثقافة أو الإعلام، لكن الرأي العام المحافظ مازال ينظر إليهم بصورة نمطية مخالفة للواقع ويختزلهم في مهن بسيطة.

من جانبها تطرقت سميرة الدحماني إلى جانب أخر من جوانب التغيير في السرديات المعتمد على القوة الناعمة، من خلال الحديث عن تجربة مشروع "مطعم الكسكس" المغربي الذي افتتحته في أمستردام من أجل تشجيع التعرف على الثقافة المغربية عبر فن الطبخ، وإبراز مكانة الأمهات في حفظ وإشعاع المطبخ المغربي.

"عن طريق "مطعم الكسكس" أردت القيام بعمل يقربني من التراث المغربي الذي يشكل جزءا من هويتي، وكذا إعادة الاعتبار لمكانة الأمهات المغربيات وجعلهن في واجهة المشروع للتعريف بهن وبإسهاماتهن" تقول الشابة الهولندية من أصل مغربي التي انخرطت في مجموعة من المشاريع الهادفة إلى تمكين المرأة في المجتمع؛ مؤكدة على أن الفكرة لقيت نجاحا عند الهولنديين الذين لم يتعودوا على الأكل المغربي، لكنهم يحبونه بمجرد اكتشافه وبالتالي فإنهم سيحبون معه الثقافة المغربية، وهي مقاربة ناجحة وتعطي ثمارها في التعريف بالمغرب وثقافته.

هيئة التحرير

Google+ Google+