الجمعة، 05 يوليوز 2024 18:28

عبد القادر الرتناني: رجل الكتب

  • retnani1.png
  • Retnani2.png

في شارع بريك لين بشرق لندن.. الهوية مختلطة، فالشارع الشهير يحمل طابعا إسلاميا وشرق أوسطي وبحكم تركيبة سكانه الآتين من بنغلاديش تحديدا، نرى المحلات والمطاعم تقدم أطباقا وبضائع من هناك ويفخر بعضها على سبيل المثال بأن يكون أشهر مطعم للكاري في لندن. ولكن في وسط هذا كله نرى أيضا المحلات البريطانية العريقة والغاليرهات الفنية وخطوط المعمار التي تؤكد جغرافية المكان. هذه الخلطة الفريدة تجذب كثيرين إلى الشارع ويساعد في هذا السوق الشهيرة التي تقام هنا في نهاية الأسبوع. على خلفية هذه البيئة المختلطة المدهشة يقام معرض «إدج أوف آرابيا» الفني الذي بدأ بإطلاق حركة فنية سعودية شابة من لندن في عام 2008. وبالمعرض الجديد الذي أطلق عليه «#جئنا سويا»، يعود الفن السعودي المعاصر مصحوبا هذه المرة بأصوات فنية معاصرة من منطقة الشرق الأوسط عامة، ليكتسي بهذا ثوبا أكثر شمولية وأقرب لنبض المواطن العربي.

وخلال جولة في المعرض الذي امتد على مساحة شاسعة في واحد من أعرق المباني في الشارع علق ستيفن ستابلتون، أحد مؤسسي «إدج أوف آرابيا» على اختيار المكان بقوله: «عندما عرضنا في لندن منذ 4 سنوات عرضنا في منطقة ثرية تسكنها جاليات عربية، والآن نعود مرة أخرى إلى لندن ولكن في بريك لين التي تحمل طابعا شرق أوسطي أوسع. نحمل معنا الطموح للتواصل مع الحياة هنا في هذه المنطقة. حاولنا الوصول للسكان الذين قد لا يتفاعلون عادة مع الفن المعاصر، وأرسلنا أطفالا يجوبون المحلات لتوزيع الملصقات تحمل صورة مكة الموجودة في عمل أحمد ماطر».

المعرض الذي يضم أعمالا لأكثر من 30 فنانا يبدأ برسم جداري للفنانة شروق هيريش، التي تقوم برسم جداريتها خلال الأيام الأولى من المعرض، يعلق ستابلتون: «شروق تقوم برسم الجدارية، بينما يتوافد الزوار على المعرض، الفكرة هنا أن يتابع الجمهور العمل الفني خلال مراحل التكوين». تشير الفنانة إلى أنها استوحت فكرة الجدارية من مشاهدات خلال رحلات قامت بها في فرنسا والمغرب. يعلق ستيفن إلى أن ما لفت نظره في أعمال شروق هو وجود الأطباق اللاقطة التي أعادت إلى ذهنه مشاهد مماثلة في دول الخليج العربي، حيث شاهد خلال زياراته الأولى هناك «الأطباق اللاقطة تمثل رمزا مهما بالنسبة لي، ففكرة انتقال المعلومات تطورت بشكل ضخم خلال العشرة أعوام الأخيرة، وحدث شيء مذهل بسبب التكنولوجيا وثورة المعلومات الضخمة. هذه النقلة والثورة هي من أهم محاور معرض (#جئنا سويا) فتكنولوجيا المعلومات وراء كل الأعمال، نرى الجوانب الجيدة والسيئة لها».

هناك محور أساسي يستكشف ثورة وسائل الاتصال بدأ من عنوان المعرض الذي يستوحي عالم «تويتر» بالهاشتاغ في بداية الاسم «#جئنا سويا» ويدلف إلى عالم التواصل الاجتماعي، الذي غير كثيرا من المفاهيم وألغى الحدود الفاصلة بين البلدان وأطلق حرية التعبير بشكل غير مسبوق. يقول ستابلتون إن المعرض كان نتيجة للتعاون المشترك بين الفنانين وبعضهم «الأعمال المشتركة هنا جمعت بطريقة طبيعية عبر اقتراحات وتوصيات من الفنانين ووجدنا أخيرا أننا أمام موضوعين أساسيين أولهما التكنولوجيا والثاني هو الالتقاء سويا».

و رغم التأكيد على انعدام دور القيم أو المنسق الفني للمعرض إلا أننا لا يمكننا تجاهل التأكيد على أكثر من موضوع تطرح من خلال الأعمال الموجودة، فهناك موضوع التغيير، والماضي في مواجهة الحاضر، والمستقبل المتمثل في التكنولوجيا وغيرها من المواضيع التي لا نستطيع إغفال تكرارها في عدد من الأعمال الموجودة.

إلى يمين الداخل نرى صورة ضخمة لمكة المكرمة، صورة عملاقة للفنان أحمد ماطر تجذب الزائر إلى داخلها، حيث يكاد يغرق في أعمال إنشاء ورافعات ضخمة وقواعد بناء، الأعمال الدائرة حول الحرم المكي تكاد تطغى على مآذن الحرم التي تبدو في عمق الصورة. الصورة هي توثيق حي على عملية التطوير القائمة في مكة المكرمة حاليا، ومع كل مرحلة تتغير ملامح المنطقة تغييرا واضحا، وتختفي معه ملامح قديمة تحمل روابط تاريخية واجتماعية. لا يحتاج المرء إلى تعليق على الصورة الضخمة فهي تحكي ببلاغة بصرية كثيرا مما يدور حاليا في المدينة المقدسة. الصورة تحمل عنوان «إضاءة صناعية» وترتبط مباشرة مع أعمال فيديو التقطها الفنان خلال وجوده في مكة يستكشف من خلالها كثيرا من المواضيع التي تثيرها لديه مدينة مكة. يعرض ماطر على أربع شاشات تحيط بدائرة فارغة مشاهد من مكة، ولاستيعاب ما الذي يريد الفنان أن يطرحه ينبغي للزائر الوقوف في وسط الدائرة ليصبح محاصرا بالشاشات الضخمة ينقل بصره من مشهد لآخر، فمن متابعة رحلة عربة في حواري مدينة مكة، بين المطاعم الشعبية والبيوت القديمة إلى مشهد زواج حيث تقوم مجموعة من الرجال بالرقص على إيقاعات طبال أفريقي الملامح إلى مشهد متواصل لألعاب بلاستيكية مضيئة تتقافز في محل بائع إلى مشهد عام للمدينة يرقبه الفنان واقفا على أحد الجبال المحيطة. يعلق ستابلتون: «أحمد يقدم هذا العمل من وجهة نظر طبيب عام يرصد التأثيرات الواقعية والنفسية للتغيير».

إلى الجانب مجموعة من الصور للإيراني فرهد أهرانيا بعنوان «على الطريق.. طريق الحرير» تصور ثلاث شاحنات تجر وراءها عوالم من الإضاءات والأقمشة الملونة، يقول ستابلتون: «الشاحنات تعيد إلي صورة أيقونية عاصرتها خلال رحلاتي في الشرق الأوسط، فالصورة هنا تبعث بشعور من الحنين إلى الماضي، فهي تجر عالما بأكمله من بلد لآخر وفي المقصورة الرئيسية في الشاحنة هناك حياة كاملة من موسيقى وصور عائلية ومقاعد ملبسة بأقمشة شعبية وتراثية».

الفنان الجزائري الأصل فيصل بغريش يقدم عملا يختصر كثيرا من المفاهيم والمحاور الحديثة في داخله، عبر كرة أرضية مضيئة من الداخل تدور بشكل مستمر يصعب معه تبين تفاصيل الخرائط عليها «بالنسبة لي هذا العمل يعبر عن كثير من المحاور المطروحة هنا، فأنا قد ولدت في الجزائر وأعيش في فرنسا وأرى من خلال جيلي أن العالم لم يعد واضحا تحكمه حدود وحواجز فكل الأشياء تندمج حاليا. إنه إيماءة إلى الطريقة التي نشأت عليها، فنحن نعيش في عالم واحد بكل المعاني».

من العالم الواحد الذي لا تحكمه حدود ننتقل إلى عالم آخر تتسبب فيه الحدود المصطنعة في نفي وإقصاء الناس، فعبر عمل الفنانة الفلسطينية لاريسا صنصور والمعنون «الخروج للفضاء» نرى الفنانة وهي تنطلق إلى رحلة للفضاء الخارجي، ترتدي حلة رائد الفضاء وتركب المركبة التي تحط بها على سطح القمر حيث تخطو خطوات تنطبع على سطح الكوكب وترفع هناك علم بلدها فلسطين وتقف هناك لتشير بيدها تحية إلى القدس مسقط رأسها. تقول صنصور تعليقا على الفيديو البديع بحق: «بالنسبة لي الصعود إلى القمر أيسر من الوصول إلى القدس، فرغم أني ولدت هناك إلا أني ممنوعة من دخولها بسبب الجدار الذي أقامته إسرائيل».

الفنان السعودي عبد الناصر الغارم يعيد زيارة فكرة عمله الرائد «الرسول - الرسالة» بشكل مختلف هذه المرة حيث تنتصب في وسط القاعة قبة ضخمة ترتكز على تمثال على أرضية سوداء لامعة. يشير الغارم إلى أن القبة تمثل مبنى الكونغرس الأميركي والتمثال هو التمثال الموجود عادة فوق القبة، هناك حبل ملتف حول رقبة التمثال ويمتد طرفه على الأرض، من سيجذب طرف الحبل ليصبح التمثال حبيسا تحت القبة الضخمة التي تحمل في داخلها عبارة «اهدنا الصراط المستقيم» يقول الغارم إن الأرضية السوداء ترمز إلى النفط العربي، وبهذا تبدو الإيحاءات واضحة للمشاهد.

الحنين للماضي يجرنا إلى زاوية تعرض فيها المصورة السعودية منال الضويان أحدث أعمالها «إذا نسيتك، لا تنسني» والذي تقدم من خلاله مجموعة من صور فوتوغرافية تؤرخ لحياة جيل الرواد في مجال صناعة البترول في شركة «أرامكو السعودية». الصور البورتريه لا تقدم لنا وجوها، بل متعلقات شخصية تخص رجالا ونساء تركوا بصماتهم على أجيال قادمة. «قمت بإجراء مقابلات معهم لأجمع ذكرياتهم. القصص متشابهة ولكنهم يعكسون حياة جيل عاش في السعودية وشهد تحولها من بلد فقير إلى بلد غني. الصور هنا ليست لأشخاصهم بل لأغراضهم الشخصية المهمة لديهم والتي احتفظوا بها طوال حياتهم». المتعلقات تعبر عن حياة كاملة وعن مسيرة حافلة بعضهم وثقها عبر قصاصات صحف ومقالات منشورة، آخرون رمزوا لها بقوارير تضم عينات من البترول، تمثل بشكل ما تأريخا لماضي شركة «أرامكو» والسعودية بشكل عام، «هي في الأعم قصة سعودية» تعلق الضويان: «تدور حول رجال ونساء عملن في مجال صناعة النفط، وبالنسبة لي أرى أن النفط هو السبب وراء كل التغييرات في حياتنا. هؤلاء الأشخاص أنجزوا كثيرا في حياتهم ولم يوثق ذلك فأردت أن أفعل ذلك بطريقتي». وإلى جانب الصور أجرت الضويان مقابلات بالفيديو مع أصحاب تلك الصور لتكمل بذلك فصلا مهما في حياة فئة هامة في المجتمع السعودي، وخطوتها القادمة هي طبع تلك الصور والمقابلات في كتاب يصدر في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، الغريب أن لا تتبنى شركة «أرامكو» هذا الكتاب الذي يبعث الحياة في ماضي الشركة العريق ويسجله للأجيال المقبلة، حيث تقوم الضويان بالتعاون مع الغاليري الذي يمثلها بمهمة النشر.

10-10-2012

المصدر/ جريدة الشرق الأوسط

اعتبرت عمرة بابيتش أول مسلمة محجبة تنتخب رئيسة لبلدية إحدى المدن في البوسنة وأيضا في أوروبا، أن خيار ناخبيها يمثل "قدوة" للغرب ولبلدان العالم الإسلامي على حد سواء.

وقالت بابيتش لوكالة فرانس برس "انه نصر كبير للديمقراطية. لقد تبنى مواطني موقفا منفتحا لانهم انتخبوني كامرأة, وايضا كامرأة محجبة".

وتابعت بابيتش التي تم لقاؤها في فيسوكو قرب ساراييفو بعيد اعلان نتائج الانتخابات البلدية البوسنية الاحد وفوزها في هذه المدينة التي تعد 40 الف نسمة ومعظم سكانها من المسلمين، "انه نموذج لاوروبا وايضا ابعد من ذلك, للشرق والغرب اللذين يلتقيان هنا في البوسنة".

وقالت هذه الخبيرة الاقتصادية التي تبلغ 43 عاما "ان الاسلام واضح تماما تجاه المرأة يخصص لها مكانة في الحياة العامة، وجميع اولئك الذين يفسرونه بشكل صحيح يعلمون ان الامر كذلك".

وخلال المقابلة, تلقت بابيتش بانتظام مكالمات هاتفية لتهنئتها بالفوز, واستقبلت المهنئين الذين قدموا لها باقات الورد، واجابتهم بود يحيط بها شبان في مقر حزب العمل الديمقراطي ابرز احزاب مسلمي البوسنة.

واشادت رئيسة البلدية المنتخبة ب"شجاعة" حزبها لترشيحها لمنصب رئيس البلدية في مجتمع بوسني ذكوري بمجموعاته الثلاث الرئيسية، المسلمين والصرب والكروات.

واضافت بابيتش صاحبة العينين الزرقاوين مبتسمة "كان اختبارا سياسيا كبيرا لان المواطنين لديهم افكارا مسبقة خصوصا عن النساء فكيف اذا كانت ايضا محجبة، لأنهم يعتبرون هنا ان مكانها هو ليس في السياسة والحياة العامة"،وتابعت "ان السياسة حكر على الرجال".

وجاء فوزها بعد معارك اخرى خاضتها في حياتها.

في العام 1993 وخلال الحرب في البوسنة (1992-1995) قتل زوجها على الجبهة في صفوف القوات المسلمة. وكان لديها حينها ابنان في الرابعة والثانية وكانت حاملا.

وقالت "ارتديت الحجاب بعد وفاة زوجي (..) الدين ساعدني على تجاوز المحنة".

وروت هذه السيدة التي تزوجت مرة ثانية "كل شىء يجري بمشيئة الله. أولادي هم دافعي الأكبر".

وتؤكد بابيتش ان مكان بلادها هو "بين الدول الأوروبية الحديثة"، وقالت "اعتقد ان حجابي يجب الا يكون عائقا على الطريق الاوروبي. ان اوروبا ستدرك انها امام اناس يحترمون هويتهم لكنهم متسامحون بما يكفي لاحترام حقوق الاخرين".

واكدت "لن استغل السياسة مطلقا لغايات دينية. ان كان لدي القوة لحماية حقوقي الشخصية ساجد القوة لحماية حقوق الاخرين".

ويمثل المسلمون حوالى 40% من السكان المقدر عددهم بنحو 3,8 مليون نسمة في البوسنة، والاخرون هم خصوصا من المسيحيين الارثوذكس والكاثوليك. والمسلمون البوسنيون هم من السنة من اتباع المذهب الحنفي معظمهم يؤمنون باسلام معتدل ادخله الى البلقان العثمانيون في القرن الخامس عشر.

وقد حظر ارتداء الحجاب في ظل النظام الشيوعي عندما كانت البوسنة جزءا من يوغوسلافيا السابقة (1945-1992).

اما اليوم فهناك العديد من النساء يرتدين الحجاب وبعضهن النقاب لكن معظم النساء غير محجبات.

10-10-2012                     

المصدر/ وكالة الأنباء الفرنسية

ينظم المجلس الوطني لحقوق الإنسان يومي 13 و14 أكتوبر الجاري بالدار البيضاء ندوة دولية حول موضوع "من أجل إحداث دار تاريخ المغرب..التاريخ والثقافة والتراث"٬ وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وذكر بلاغ للمجلس أن هذا اللقاء الدولي٬ الذي ينظم بشراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط-أكدال وجمعية الدار البيضاء الكبرى-كاريان سانطرال٬ يندرج في إطار تنفيذ برنامج مواكبة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في مجال الأرشيف والتاريخ والذاكرة.

وأضاف المصدر ذاته أن هذه الندوة ستعرف حضور أكثر من 50 مشاركا٬ منهم جامعيون من مختلف التخصصات وممثلو مؤسسات عمومية وخاصة وفاعلون من المجتمع المدني وثلة من المؤرخين المغاربة ٬ ومؤرخون أجانب من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وإسبانيا والسنغال معروفون بأعمالهم عن تاريخ المغرب.

وأكد البلاغ أنه بالإضافة إلى الجلستين الافتتاحية والختامية٬ يتضمن برنامج الندوة تنظيم ثمان موائد مستديرة حول مواضيع "المغرب المتعدد"٬ و"الدولة المغربية في ظل الاستمرارية"٬ و"الثقافة"٬ و"التراث"٬ و"الهجرة الصادرة والوافدة"٬ و"الأرشيف والذاكرة ووسائل الإعلام"٬ و"البحث والتعليم" و"الدار البيضاء".

وأشار المصدر ذاته إلى أن مشروع إحداث دار تاريخ المغرب يندرج في إطار الدينامية التي يشهدها المغرب منذ انتهاء أشغال هيئة الإنصاف والمصالحة وتوصياتها في مجال التاريخ والأرشيف والذاكرة٬ معتبرا أن هذه الدينامية أدت إلى تبني قانون عصري للأرشيف وإحداث مؤسسة أرشيف المغرب وفتح سلك ماستر التاريخ الراهن وإحداث المركز المغربي للتاريخ الراهن٬ الذي سيتم تدشينه مستقبلا٬ بالإضافة إلى إطلاق مسلسل إحداث ثلاثة متاحف جهوية بكل من منطقة الريف والمنطقة الجنوبية الشرقية والأقاليم الجنوبية.

10-10-2012

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

يعتبر كتاب "عرب أوروبا .. الواقع والمستقبل" أول دراسة تولي هجرة العرب إلى الغرب أهمية قصوى وهي دراسة تعتمد على العديد من المصادر العلمية الحية وتتركز، في المقام الأول حول قضية العلاقة بين الشرق والغرب .. الشرق العربي والغرب الأوروبي في حقبة وصل العداء فيها بين الشرق والغرب إلى درجات قصوى في بداية الألفية الثالثة. وتعتبر ظاهرة هجرة العرب للغرب أهم هذه الإشكاليات التي شوهت صورة العرب في الغرب وعملت على النيل منه، ووضعته في صورة (سلبية).

والمعروف أن هذه الصور السلبية عن العرب في العالم الغربي تعود إلى عصور أبعد من عصرنا الراهن، إذ أن تلك الصورة تحددت بفضل مجموعة من العوامل التاريخية لعل أهمها الحروب الصليبية. ومن تلك النقطة يبدأ المؤلف الحديث عن بدايات الرحيل إلى الشمال في عدة صور .. قائلاً: بعضها جاء نتيجة لسياسة الفتح أو "الجهاد" منذ عرفناها في القرون الإسلامية الأولى، وبعضها الآخر نتيجة للرحيل طوعاً إلى الشمال دون دوافع دينية، ثم كانت هناك صورة ثالثة مثلت حالة من القمع الذي تعرض له الإنسان العربى، إما لضغوط داخلية من بلاده، أو للضغوط التى اضطر إليها تحت ضغط القمع الخارجى حيث أصبحت دول الشمال تستعمر أقطار الجنوب، ومن ثم فإن الهجرة القسرية هنا توالت من الجنوب إلى الشمال (لصعوبة الحياة في مناخ مترد) وبعد ذلك شهدت الفترات التالية عدة هجرات انتهت للهجرة الرابعة إلى طرد العرب المسلمين والأسبان من إسبانيا، ورغم أن هؤلاء قد تحولوا إلى المسيحية في الظاهر لكي يحتفظوا بوجودهم مع استمرارهم على دينهم في الكتمان، خشية النيل بهم.

ويتطرق المؤلف إلى المشاكل والتحديات التي تعترض مسلمي أوروبا فيذكر: المشاكل ليست واحدة عند عموم المسلمين فهي تختلف من بلد إلى آخر، وذلك باختلاف قوانينه وباختلاف نظرة سكانه إلى الإسلام والمسلمين، لكن هناك أموراً مشتركة أبرزها: التردد بين العزلة والاندماج، حيث يدور الصراع الداخلي بين أن يعزل المسلم ليحافظ على المفاهيم التي حملها من بلاده .. وبين أن يندمج في المجتمع الجديد الذي أصبح موجوداً فيه مع الاختلاف بين المفاهيم الموروثة والمفاهيم المستجدة والخوف من الذوبان في ثقافة الآخر، حيث الإعلام الأوروبى والغربي أقوى من الإعلام الإسلامى والعربى، وأخيراً ضعف الإمكانيات والموارد وندرة الدعاة المتخصصين والداعين والبعيدين عن منطق التطرف وفقه البداوة الذي لا يستطيع منهم حقائق العصر، ولا يستطيع على استنباط الحلول الإسلامية الملائمة لتحديات هذا العصر.

ويقسم المؤلف العرب المقيمين في أوروبا إلى أربع شرائح، الشريحة الأولى: شريحة العمال ويمكن وصف هذه الشريحة بإيجاز بالصفات التالية: ضعف المستوى الثقافي للغالبية العظمى، الانحياز نحو العزلة لضعف شديد في لغة القوم وحرص الغالبية منهم الحفاظ على التزامهم العام بالإسلام.

أما الشريحة الثانية: شريحة الكفاءات العلمية والاقتصادية والطلبة الدراسين، هذه الشريحة كانت هجرتها الواسعة إلى أوروبا متأخرة عن الشريحة الأولى، وبدأ أثرها في محيط الجالية المسلمة يظهر قبل أربعة عقود، وكانت صاحبة الفضل في إنشاء الاتحادات الطلابية أولاً، ثم المراكز الإسلامية المتقدمة، ويمكن وصف هذه الشريحة بالسمات التالية: تتمتع بمستوى ثقافي مرتفع أسهم في تأثيرها الإيجابى في الأجيال الجديدة، أسهمت في بناء جيل المؤسسات الكبرى، تأثير العادات والتقاليد في مفهومهم لقيم الإسلام أقل بكثير من الشريحة الأولى.

ويتناول المؤلف الشريحة الثالثة: شريحة الأجيال الجديدة، وهي الأجيال التي ولدت وترعرعت وتشربت الثقافة الأوروبية، وأصبحت تمثل الشريحة الثانية في عددها ويحمل اليوم الغالبية العظمى منهم جنسية البلاد الأوروبية. وأخيراً: الشريحة الرابعة: المسلمون من أصل أوروبى وهؤلاء هم الذين اعتنقوا الإسلام، إما تأثراً بقيمه ومثلُه، أو من خلال دراساتهم الأكاديمية أو الشخصية.              

قضايا الحاضر .. الواقع

وفي الفصل الثاني من هذه الدراسة تحت عنوان "قضايا الحاضر .. الواقع" يقول المؤلف: قضايا الهجرة كثيرة، تتنوع في الكثير من الخطوط التي تنال من حق الإنسان في الجنوب من العقول المهاجرة للشمال، أو حق المواطنة التي يجب أن يتمتع بها من يرحل إلى الشمال، وما يتبعه من قضايا سسلبية كثيرة تنال من هويته وكيانه كإنسان .. إنها خسائر الرحيل إلى الشمال بصورة متنوعة عديدة.

وتمثل الهجرة إلى الشمال خسائر فادحة إلى الجنوب، بقدر ما تضيف فوائد جمة للشمال .. فمثلاً تشير إحصاءات الجهاز المركزى للإحصاء بمصر أن عدد العلماء الذين غادروا مصر يصل إلى 24 ألف عالم وخبير في شتى الميادين، وعلى رأسهم أحمد زويل وفاروق الباز وجراح القلب العالمي مجدي يعقوب، ولا يزال العدد في ازدياد. في المقابل نرى ألمانيا تستولى على أكبر عدد من المهاجرين إلى أوروبا وعددهم قدر بـ 7.3 مليون في 1999 بنسبة 8.9% من إجمالي السكان، ثم تأتي فرنسا بعدها في المرتبة الثانية، وتليها إيطاليا، اليونان، بلجييكا، هولندا … إلخ.

 

ويضيف المؤلف: ومع أن نزيف الأدمغة الفادح في الجنوب لا يهمنا الآن، فإن أصحاب هذه الأدمغة من العلماء العرب، خاصة يجدون أنفسهم في واقع مغاير كما يريدون أن يعيشون فيه، ومن ثم، تتزايد مشكلات الرحيل إلى الشمال، مما يعود بنا ثانية إلى الإشكاليات الكثيرة التي يجد العالم أو المواطن العربى نفسه فيه.. وتتمثل هذه المواقف الغريبة في صورة العنصرية المعادية أو تشويه الصورة العربية لتصبح سلبية تماماً وتظل أهم هذه الإشكاليات قاطبة قضية العنصرية المعادية.

تحولات المستقبل

ويتناول المؤلف في الفصل الثالث "تحولات المستقبل" قائلاً: لا يمكن أن نصل إلى إشارات المستقبل دون أن نكون وعينا أكثر إشكاليات الواقع الحاضر خاصة، ذلك أن المستقبل ليس غير إشارات يمكن أن نجد أغلبها فيما مضى من أحداث، وما سوف يأتي بالتبعية لهذه العلاقة الزمنية التي لا يمكن تجاهل مسارها أي دراسة لحركة التاريخ. وعلى هذا النحو، فإن علاقات الرحيل إلى الشمال وإشكاليات الصعود إلى الحاضر ـ وبالعكس ـ يمكن أن يصل بنا إلى إشارات المستقبل .. ويشير المؤلف إلى أن مراكز الأبحاث الأميركية، فكاتب مثل فوكوياما ـ على سبيل المثال ـ في كتابه المعروف "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" راح في وضوح تام يصور خطر المهاجرين العرب على أوروبا، فلنتأمل كتاباته التالية التي لا يكف فيها عن ذكر انفجارات لندن أو باريس، مؤكداً الخطر العربي هناك فاتخذت من أفكار الباحث الأكاديمي أوليفرروي كقاعدة انطلاق بنى عليها أطروحته التي يبرهن فيها على أن الكثير من المسلمين المقيمين في أوروبا، خاصة الجيل الثاني منهم، غير قادرين على الإحساس بهويتهم، فالمجتمعات الأوروبية تختلف عن المجتمع الأميركي الذي تنصهر فيه جميع الأجناس والأعراق في بوتقة واحدة، فالمجتمعات الأوروبية تلفظ الغرباء، وتأبى أن تحتضنهم في كنف العباءة القومية وبالتالي يشعر الشباب المسلم بعدم وجود هوية محددة لهم، وهو أمر نادر الحدوث إذا ما عاش هؤلاء وسط مجتمع إسلامي.

والشيء الذي يدعو للدهشة هنا أنه عندما كتب فوكو ياما كتابه "نهاية التاريخ .." لم يبد الناس اهتماما كبيراً بالشطر الثاني من عنوان الكتاب وأطروحته ألا وهو "الإنسان الأخير"، وفي هذا الشق من موضوع الكتاب يتساءل فوكو ياما عن حال الإنسان وصراعه من أجل المجد في ظل عالم تسوده البهجه والسلام والديمقراطية، ورغم تفاؤل فوكو ياما الشديد، وإيمانه بهيمنة الديمقراطية، فإنه أبدى قلقاً بشأن وجود بعض فئات المجتمع مثل التي ذكرتها نيوت جنجرش، التي تميل طبيعتها البشرية إلى العدوان، مثل هؤلاء الأشخاص لا يطيقون العيش في المدينة الفاضلة.

 

ولا يخف على أحد أن فوكو ياما – المتيم بالديمقراطية – يبدي إعجابه بهؤلاء الثوار، إن جاز تسميتهم كذلك على سبيل الافتراض، ولكنه أيضاً لا يرى أن المسلمين الذين يشهرون السلاح في وجه المجتمع الغربي يستحقون أن ينتموا إلى سلالة منحطة وخطيرة، بل معقدة من أصحاب الفكر الآخر.

ويشير المؤلف إلى مؤتمر برشلونة الذي عقد لأول مرة في عام 1995 ثم بعد عشر سنوات 2005 ففي هذه الفترة اتضحت أكثر ملامح هؤلاء المهاجرين من جنوب المتوسط وشرقه في عيون الغرب. إن إعلان برشلونة الأول كان يشير إلى كثير من التعاون بين أوروبا والعرب سواء داخل القارة أو خارجها، ومراجعة أهم بنودها يمكن أن تترك فينا هذا الأثر، ففي مسار برشلونة الرسمي يمكن أن نتعرف على الصيغة باختصار شديد وعلى مستوى متعدد، فقد تم تبني إعلان برشلونة الذي يتألف من ثلاث دعائم أساسية لتطوير العناصر الأساسية لشراكة أمنية وسياسية، وشراكة اقتصادية ومالية، وشراكة اجتماعية وثقافية وإنسانية، إن أهم ناحية من الإعلان من تأسيس منطقة التجارة الحرة عام 2010 ولكن الشركاء الموقعين قد التزموا أيضاً باحترام العديد من المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وهي: العمل بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمى لحقوق الإنسان، تطوير سيادة القانون والديمقراطية في أنظمتهم السياسية، احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وضمان ممارسة الشرعية لهذه الحقوق بما يشمل حرية التعبير وحرية التنظيم، احترام وضمان التعددية في مجتمعاتهم وتعزيز التسامح بين المجموعات المختلفة في المجتمع ومحاربة جميع أشكال اللاتسامح والتمييز العنصري وكراهية الأجانب. (خدمة وكالة الصحافة العربية).

9-10-2012

المصدر/ موقع ميدل إيست اونلاين

اكد المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية يوم امس الاحد تضامنه "الاخوي" مع الطائفة اليهودية بعد تفكيك خلية اسلاميين متطرفين استهدفوا، على ما يبدو، جميعات يهودية واعرب عن قلقه من "الخلط" بين الاسلام والتطرف.

واتصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي استقبل الاحد ممثلي الطائفة اليهودية، ايضا برئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية محمد موساوي ليؤكد له انه "لا يمكن الخلط بين مرتكبي الاعمال الاجرامية ومجمل الجالية الاسلامية في بلادنا".

وقال هولاند ان "مسلمي فرنسا لا يجب ان يعانوا من التطرف الاسلامي، انهم ايضا ضحاياه".

من جانبه قال موساوي ان المجلس "يؤكد للجالية اليهودية دعمه وتضامنه الاخوي في وجه كل الاعتداءات التي تستهدف افرادها ومؤسساتها".

وقال ان "في حين يتعرض عناصر شبكات متطرفة (...) الى الاعتقال، يخاطب المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية ضمير ومسؤولية كل واحد لتفادي اي خلط مع مجمل المسلمين المستائين كثيرا من استغلال اولائك الناس الدين".

من جانبه دعا عميد جامع باريس دليل ابو بكر المنظمات الاسلامية المكلفة "التفكير في الحلول التي يمكن ان تساهم في تفادي انتشار النشاطات الارهابية المخالفة لقيم الجمهورية والمبادئ الانسانية في الاسلام".

وبعد ان استذكر الاعتداءات التي ارتكبها محمد مراح في اذار/مارس الماضي (واسفرت عن سقوط ثلاثة عسكرين واربعة يهود، بينهم ثلاثة اطفال) شدد ابو بكر على ان "هذه القضية، البعيدة عن ان تكون معزولة واستثنائية، تدل مع الاسف على وجود وتدريب مرشحين جدد الى التطرف والجهاد" في فرنسا.

وفككت الشرطة الفرنسية السبت مجموعة من 12 شابا فرنسيا من المجرمين الصغار الذين اصبحوا متطرفين اسلاميين، للاشتباه في ارتكابهم اعتداء على متجر يهودي والتخطيط لعمليات اخرى تستهدف الجالية اليهودية.

كذلك دعا رئيس المجلس الاسلامي الى ان لا تكون ممارسة المسلمين ديانتهم "مصدرا دائما لجدل ونقاشات يساهم بعضها مع الاسف في تغذية الازدراء ورفض الاخر".

واعرب بوبكر عن هذا القلق في حين فجر احد ابرز قادة اليمين الفرنسي جان فرنسوا كوبي جدلا عندما تحدث في تجمع حزبي عن شاب قال ان "مشاغبين افتكوا منه طعامه" بدعوى انه "لا يجوز الاكل خلال رمضان".

 

وانتقد اليسار بشدة كوبي الذي يتطلع الى خلافة نيكولا ساركوزي على رئاسة اكبر حزب معارض، الاتحاد من اجل حركة شعبية، واتهمه باستعارة نظريات اليمين المتطرف وقسم من اليمين.

واعتبر فرنسوا باروان، وزير مالية حكومة نيكولا ساركوزي ان "تلك العبارات سامة وخطيرة" و"تضر بالوفاق الجمهوري".

من جانبه اعلن فرنسوا هولاند الاحد انه "لن يتسامح، ان يتعرض رجال او نساء في جمهوريتنا، بسبب انتماءاتهم الدينية، الى التهجم بعبارات غير مناسبة".

8-10-2012

المصدر/ موقع إيلاف نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية

اكد المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية يوم امس الاحد تضامنه "الاخوي" مع الطائفة اليهودية بعد تفكيك خلية اسلاميين متطرفين استهدفوا، على ما يبدو، جميعات يهودية واعرب عن قلقه من "الخلط" بين الاسلام والتطرف.

واتصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي استقبل الاحد ممثلي الطائفة اليهودية، ايضا برئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية محمد موساوي ليؤكد له انه "لا يمكن الخلط بين مرتكبي الاعمال الاجرامية ومجمل الجالية الاسلامية في بلادنا".

وقال هولاند ان "مسلمي فرنسا لا يجب ان يعانوا من التطرف الاسلامي، انهم ايضا ضحاياه".

من جانبه قال موساوي ان المجلس "يؤكد للجالية اليهودية دعمه وتضامنه الاخوي في وجه كل الاعتداءات التي تستهدف افرادها ومؤسساتها".

وقال ان "في حين يتعرض عناصر شبكات متطرفة (...) الى الاعتقال، يخاطب المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية ضمير ومسؤولية كل واحد لتفادي اي خلط مع مجمل المسلمين المستائين كثيرا من استغلال اولائك الناس الدين".

من جانبه دعا عميد جامع باريس دليل ابو بكر المنظمات الاسلامية المكلفة "التفكير في الحلول التي يمكن ان تساهم في تفادي انتشار النشاطات الارهابية المخالفة لقيم الجمهورية والمبادئ الانسانية في الاسلام".

وبعد ان استذكر الاعتداءات التي ارتكبها محمد مراح في اذار/مارس الماضي (واسفرت عن سقوط ثلاثة عسكرين واربعة يهود، بينهم ثلاثة اطفال) شدد ابو بكر على ان "هذه القضية، البعيدة عن ان تكون معزولة واستثنائية، تدل مع الاسف على وجود وتدريب مرشحين جدد الى التطرف والجهاد" في فرنسا.

وفككت الشرطة الفرنسية السبت مجموعة من 12 شابا فرنسيا من المجرمين الصغار الذين اصبحوا متطرفين اسلاميين، للاشتباه في ارتكابهم اعتداء على متجر يهودي والتخطيط لعمليات اخرى تستهدف الجالية اليهودية.

كذلك دعا رئيس المجلس الاسلامي الى ان لا تكون ممارسة المسلمين ديانتهم "مصدرا دائما لجدل ونقاشات يساهم بعضها مع الاسف في تغذية الازدراء ورفض الاخر".

واعرب بوبكر عن هذا القلق في حين فجر احد ابرز قادة اليمين الفرنسي جان فرنسوا كوبي جدلا عندما تحدث في تجمع حزبي عن شاب قال ان "مشاغبين افتكوا منه طعامه" بدعوى انه "لا يجوز الاكل خلال رمضان".

وانتقد اليسار بشدة كوبي الذي يتطلع الى خلافة نيكولا ساركوزي على رئاسة اكبر حزب معارض، الاتحاد من اجل حركة شعبية، واتهمه باستعارة نظريات اليمين المتطرف وقسم من اليمين.

واعتبر فرنسوا باروان، وزير مالية حكومة نيكولا ساركوزي ان "تلك العبارات سامة وخطيرة" و"تضر بالوفاق الجمهوري".

من جانبه اعلن فرنسوا هولاند الاحد انه "لن يتسامح، ان يتعرض رجال او نساء في جمهوريتنا، بسبب انتماءاتهم الدينية، الى التهجم بعبارات غير مناسبة".

8-10-2012

المصدر/ موقع إيلاف نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية

اتهم رئيس حزب السويسريين القوميين دومينيك لوثارد ب"التمييز العنصري" لانه ازال بواسطة مكنسة, اثناء تظاهرة ضد بناء مئذنة في اكتوبر2010 خمس مآذن مرسومة على ورق وملصقة على علم سويسري.

وأكد الحزب على موقعه الالكتروني هذه الوقائع لكنه اعتبر انه ستتم تبرئة رئيسه.

ويطلب الحزب من جهة أخرى إلغاء المادة 261 من قانون العقوبات في الاتحاد السويسري التي تنص على ان اي فرد يدان ب"التمييز العنصري يعاقب بالسجن مدة ثلاثة أعوام كحد اقصى او دفع غرامة مالية".

وبحسب وكالة الانباء السويسرية، ستتم محاكمة لوثارد عن أعماله في الثامن من نوفمبر أمام محكمة بورغدورف الاقليمية في الكانتون نفسه الذي وقع فيه الحادث.

وفي العام ,2010 شارك نحو 150 شخصا غالبيتهم من اليمين المتطرف بحسب وكالة الانباء السويسرية, في تظاهرة في لاغنثال ضد بناء مئذنة. وكان لوثارد استخدم انذاك مكنسة لازالة خمس مآذن من ورق علقت على علم سويسري وضع على الارض.

ونقلت الوكالة عن النيابة ان زعيم الحزب استعاد "عن سابق تصور وتصميم" ملصقا من العام 1993 يعود للجبهة الوطنية السويسرية، وهي تشكيل فاشي حظره المجلس الاتحادي في الاربعينات. الى ذلك تضيف الوزارة ان لوثارد شبه رمزا دينيا بالقذارة.

وفي 2009 رفضت غالبية من السويسريين بناء مئذنة جديدة في استفتاء ما اثار موجة غضب وإدانات في الخارج. وفي سبتمبر 2010 ردت السلطات الإقليمية في برن مع ذلك دعوى تقدم بها المعارضون لبناء مئذنة في بلدة لانغنتال، مشيرة الى ان ترخيص البناء منح قبل موافقة الشعب السويسري على مبادرة مناهضة المآذن.

وتمثل الجالية المسلمة في سويسرا حوالى خمس عدد السكان (8 ملايين نسمة). ويتحدر معظم مسلمي سويسرا من البلقان وتركيا وافريقيا والشرق الاوسط.

9-10-2012

المصدر/ وكالة الأنباء الفرنسية

"سنظل نطالب بحق أبنائنا ما دمنا أحياء"، بهذه العبارات تؤكد لـ DW أم أحد المهاجرين التونسيين غير الشرعيين الذي غرق في رحلة سرية إلى أوربا، إصرارها على كشف مصير إبنها وملابسات مأساتها ومأساة غيرها من الأمهات التونسيات.

تقطن مريم النفزي في حي التضامن، وهو أكبر حي شعبي بتونس. وعلى الرغم من تواجده بضواحي العاصمة إلا أنه يعاني من الفقر والإهمال وتفشي البطالة. وكان قد ساهم بشكل فعال في الإطاحة بالنظام السابق عندما وصلت شرارة الاحتجاجات الشعبية إلى العاصمة في الأسبوع الأخير من الثورة في يناير/كانون الثاني عام 2011.

ما تزال مريم النفزي والدة محمد الحبوبي (22 سنة) تذكر اليوم الأخير الذي شاهدت فيه ابنها قبل ان يختفي من الوجود وتنقطع أخباره. وفي حديثها مع DW عربية قالت "رأيت شابين مرا على محمد في مثل سنه في ّآخر النهار، بينما كانت الشمس تميل إلى الغروب، حينها كان يشتغل في محل للحلاقة.. وعند الساعة الحادية عشر كلمني عبر الهاتف واعلمني أن رحلته إلى ايطاليا ستنطلق من ميناء سيدي منصور بصفاقس. طلب ان أدعو له قبل ان يجهش بالبكاء ويغلق السماعة".

بعدها بيومين انتشرت الأنباء عبر وسائل الإعلام ووكالات الأنباء عن غرق المركب الذي كان يقل محمد وآخرين، يفوق عددهم المائة، ولم ينجو منهم إلا 56 شخصا وصلوا الى جزيرة لامبيدوزا، وظل العشرات مفقودين دون ان تتمكن البحرية الايطالية من العثور على جثثهم.

وبعد أن تقبلت خبر الفاجعة دأبت السيدة مريم والكثير من أهالي الضحايا والمفقودين على التردد على وزارة الخارجية ووزارة الشؤون الاجتماعية والداخلية ومنظمات المجتمع المدني علها تعثر على الخبر اليقين. ثم عكفت مريم على الذهاب الى وزارة الخارجية كل يوم دون ان تظفر بأي جواب أو أي دليل يؤكد ما إذا كان ابنها على قيد الحياة او ميتا.

لغز المأساة

ولا تختلف قصة مريم عن الأخريات. وتقول سالمة النفزي، وهي من نفس المنطقة لـDW عربية "ابني صابر الجلاصي (25 عاما) اختفى بين عشية وضحاها ولا أملك أي معلومة بشأنه... نريد أبناءنا أحياء أو أموات... نريد الحقيقة".

وتشكك عائلات الضحايا في روايات الحكومة التونسية والسلطة الإيطالية وتعتقد أن هناك لغزاً يجب تفكيكه بشان فقدان أبنائهم.

ناجية العوني والدة أنيس الأخضر (27 عاما)، هاجر إلى ايطاليا في رحلة سرية في شهر مارس / آذار 2011 انطلاقا من ميناء الهوارية باتجاه جزيرة لامبيدوزا الإيطالية ومنذ ذلك الحين لم يتصل بعائلته ولا يعرف مصيره.

قالت ناجية لـ DW عربية "لدينا معلومات بأن القارب وصل سالما الى السواحل الإيطالية لأن والدة أحد المهاجرين شاهدت ابنها في تقرير صحفي مصور بث على أحد القنوات الإيطالية وتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يتضارب مع ما تعلنه السلطات الإيطالية من أنها لم تستقبل أبناءنا، وبالتالي ترجيح فرضية موتهم". وتضيف العوني "قابلنا رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي وقال لنا إن هناك أيادٍ خفية تقف خلف هذا اللغز".

أحياء أم أموات؟

وبعيدا عن الغموض الذي يحيط بحقيقة المفقودين من المهاجرين إن كانوا أحياء أم أموات، فإن فاجعة غرق المركب أثارت الصدمة في الشارع التونسي وكشفت عن حجم اليأس لدى الشباب، فيما أطلق المعارضون سهامهم تجاه الحكومة بسبب فشل الخطة التنموية.

وقال زهير اليحياوي عضو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان في حديثه مع DW عربية "المسؤوليات تتقاسمها أطراف عدة، أولا أسلوب التنمية المتبع في السابق ما زال مستمرا إلى حد الآن لا يؤسس لمجتمع يتوفر فيه توزيع عادل للثروة بما يوفر لكل فرد حداً أدنى من رصيد يسمح له بتحسين وضعه المادي. وثانيا تلقى المسؤولية على عصابات التهريب ومنظمي رحلات الهجرة السرية على "قوارب الموت" الذين يقبضون أموالا دون ضمان الوصول إلى الضفة المقابلة. كما تتحمل الدول المضيفة جانبا من المسؤولية كونها لم تساعد دول المصدر على ايجاد خطط تنموية فعالة تعتمد على المزيد من الاستثمار وخلق فرص التشغيل التي يبحث عنها الشباب". ويضيف اليحياوي "الأمر أصبح أكثر مأساوية حينما تشمل الظاهرة فتاة حامل وطفل في الخامسة من عمره. ويمكن أن نفهم درجة الخطورة التي وصلت إليها حالة اليأس لدى الشباب التونسي بوضوح مع استمرار الرحلات وبنفس الوتيرة في نفس الأسبوع الذي حدثت فيه الكارثة. كما أن التونسيين الذين وصلوا إلى لامبيدوزا رفضوا العودة إلى تونس رغم التسهيلات التي قدمتها السلطات".

التنمية الفعالة للحد من الهجرة

ومنذ الإطاحة بنظام بن علي شق الآلاف طريقهم عبر البحر باتجاه سواحل الضفة الشمالية هربا من الفقر والبطالة حيث يبلغ عدد العاطلين عن العمل أكثر من 691 ألفاً، فيما ترتفع نسبة البطالة إلى 17,6 بالمائة. وقد قدر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عدد المهاجرين السريين عبر البحر بنحو أربعين الف.

وأثارت حوادث الغرق المتكررة جدلا في دول الضفة الشمالية للمتوسط بشأن مدى الالتزام باحترام حقوق المهاجرين.

وقال لورانزو بيتساني وهو باحث إيطالي في شؤون الهجرة بجامعة لندن، كان قد زار تونس وشارك في مؤتمر صحفي خصص لدراسة واقع الهجرة بين تونس وإيطاليا، في حديث مع DW "نعمل منذ سنة مع العديد من المنظمات المتخصصة في الهجرة لتطوير وسائل جمع المعلومات حول انتهاك حقوق المهاجرين في البحر وحصر مسارات الهجرة جغرافيا. ويتركز عملنا أساسا على توثيق ما حدث عبر مصادر متعددة، بدءا بالشهود وعائلات الضحايا، ومعاينة قوارب الهجرة وإحصائها، وما تم رصده عبر الأقمار الصناعية، وهو ما سيسمح لنا في النهاية بتحديد ما حصل بدقة من أحداث في عرض البحر وما تعرض له المهاجرون".

وأضاف لورانزو بأنهم يسعون لإرسال "رسالة واضحة إلى منظمات المجتمع المدني والحكومات الأوروبية، وحتى في دول المصدر... توضح حقيقة ما يتعرض له المهاجرون". ويضيف الباحث الإيطالي بأنه لا يجوز الاستمرار "في غلق الحدود والتغاضي عما يحصل من مآسٍ". كما ويجب تحديث آليات المراقبة للحد من الكوارث التي تقع في عرض البحر وإنقاذ المهاجرين، حسب رأيه.

9-10-2012

المصدر/ شبكة دوتش فيله

يعتبر كتاب "عرب أوروبا .. الواقع والمستقبل" أول دراسة تولي هجرة العرب إلى الغرب أهمية قصوى وهي دراسة تعتمد على العديد من المصادر العلمية الحية وتتركز، في المقام الأول حول قضية العلاقة بين الشرق والغرب .. الشرق العربي والغرب الأوروبي في حقبة وصل العداء فيها بين الشرق والغرب إلى درجات قصوى في بداية الألفية الثالثة. وتعتبر ظاهرة هجرة العرب للغرب أهم هذه الإشكاليات التي شوهت صورة العرب في الغرب وعملت على النيل منه، ووضعته في صورة (سلبية).

والمعروف أن هذه الصور السلبية عن العرب في العالم الغربي تعود إلى عصور أبعد من عصرنا الراهن، إذ أن تلك الصورة تحددت بفضل مجموعة من العوامل التاريخية لعل أهمها الحروب الصليبية. ومن تلك النقطة يبدأ المؤلف الحديث عن بدايات الرحيل إلى الشمال في عدة صور .. قائلاً: بعضها جاء نتيجة لسياسة الفتح أو "الجهاد" منذ عرفناها في القرون الإسلامية الأولى، وبعضها الآخر نتيجة للرحيل طوعاً إلى الشمال دون دوافع دينية، ثم كانت هناك صورة ثالثة مثلت حالة من القمع الذي تعرض له الإنسان العربى، إما لضغوط داخلية من بلاده، أو للضغوط التى اضطر إليها تحت ضغط القمع الخارجى حيث أصبحت دول الشمال تستعمر أقطار الجنوب، ومن ثم فإن الهجرة القسرية هنا توالت من الجنوب إلى الشمال (لصعوبة الحياة في مناخ مترد) وبعد ذلك شهدت الفترات التالية عدة هجرات انتهت للهجرة الرابعة إلى طرد العرب المسلمين والأسبان من إسبانيا، ورغم أن هؤلاء قد تحولوا إلى المسيحية في الظاهر لكي يحتفظوا بوجودهم مع استمرارهم على دينهم في الكتمان، خشية النيل بهم.

ويتطرق المؤلف إلى المشاكل والتحديات التي تعترض مسلمي أوروبا فيذكر: المشاكل ليست واحدة عند عموم المسلمين فهي تختلف من بلد إلى آخر، وذلك باختلاف قوانينه وباختلاف نظرة سكانه إلى الإسلام والمسلمين، لكن هناك أموراً مشتركة أبرزها: التردد بين العزلة والاندماج، حيث يدور الصراع الداخلي بين أن يعزل المسلم ليحافظ على المفاهيم التي حملها من بلاده .. وبين أن يندمج في المجتمع الجديد الذي أصبح موجوداً فيه مع الاختلاف بين المفاهيم الموروثة والمفاهيم المستجدة والخوف من الذوبان في ثقافة الآخر، حيث الإعلام الأوروبى والغربي أقوى من الإعلام الإسلامى والعربى، وأخيراً ضعف الإمكانيات والموارد وندرة الدعاة المتخصصين والداعين والبعيدين عن منطق التطرف وفقه البداوة الذي لا يستطيع منهم حقائق العصر، ولا يستطيع على استنباط الحلول الإسلامية الملائمة لتحديات هذا العصر.

ويقسم المؤلف العرب المقيمين في أوروبا إلى أربع شرائح، الشريحة الأولى: شريحة العمال ويمكن وصف هذه الشريحة بإيجاز بالصفات التالية: ضعف المستوى الثقافي للغالبية العظمى، الانحياز نحو العزلة لضعف شديد في لغة القوم وحرص الغالبية منهم الحفاظ على التزامهم العام بالإسلام.

أما الشريحة الثانية: شريحة الكفاءات العلمية والاقتصادية والطلبة الدراسين، هذه الشريحة كانت هجرتها الواسعة إلى أوروبا متأخرة عن الشريحة الأولى، وبدأ أثرها في محيط الجالية المسلمة يظهر قبل أربعة عقود، وكانت صاحبة الفضل في إنشاء الاتحادات الطلابية أولاً، ثم المراكز الإسلامية المتقدمة، ويمكن وصف هذه الشريحة بالسمات التالية: تتمتع بمستوى ثقافي مرتفع أسهم في تأثيرها الإيجابى في الأجيال الجديدة، أسهمت في بناء جيل المؤسسات الكبرى، تأثير العادات والتقاليد في مفهومهم لقيم الإسلام أقل بكثير من الشريحة الأولى.

ويتناول المؤلف الشريحة الثالثة: شريحة الأجيال الجديدة، وهي الأجيال التي ولدت وترعرعت وتشربت الثقافة الأوروبية، وأصبحت تمثل الشريحة الثانية في عددها ويحمل اليوم الغالبية العظمى منهم جنسية البلاد الأوروبية. وأخيراً: الشريحة الرابعة: المسلمون من أصل أوروبى وهؤلاء هم الذين اعتنقوا الإسلام، إما تأثراً بقيمه ومثلُه، أو من خلال دراساتهم الأكاديمية أو الشخصية.              

قضايا الحاضر .. الواقع

وفي الفصل الثاني من هذه الدراسة تحت عنوان "قضايا الحاضر .. الواقع" يقول المؤلف: قضايا الهجرة كثيرة، تتنوع في الكثير من الخطوط التي تنال من حق الإنسان في الجنوب من العقول المهاجرة للشمال، أو حق المواطنة التي يجب أن يتمتع بها من يرحل إلى الشمال، وما يتبعه من قضايا سسلبية كثيرة تنال من هويته وكيانه كإنسان .. إنها خسائر الرحيل إلى الشمال بصورة متنوعة عديدة.

وتمثل الهجرة إلى الشمال خسائر فادحة إلى الجنوب، بقدر ما تضيف فوائد جمة للشمال .. فمثلاً تشير إحصاءات الجهاز المركزى للإحصاء بمصر أن عدد العلماء الذين غادروا مصر يصل إلى 24 ألف عالم وخبير في شتى الميادين، وعلى رأسهم أحمد زويل وفاروق الباز وجراح القلب العالمي مجدي يعقوب، ولا يزال العدد في ازدياد. في المقابل نرى ألمانيا تستولى على أكبر عدد من المهاجرين إلى أوروبا وعددهم قدر بـ 7.3 مليون في 1999 بنسبة 8.9% من إجمالي السكان، ثم تأتي فرنسا بعدها في المرتبة الثانية، وتليها إيطاليا، اليونان، بلجييكا، هولندا … إلخ.

 

ويضيف المؤلف: ومع أن نزيف الأدمغة الفادح في الجنوب لا يهمنا الآن، فإن أصحاب هذه الأدمغة من العلماء العرب، خاصة يجدون أنفسهم في واقع مغاير كما يريدون أن يعيشون فيه، ومن ثم، تتزايد مشكلات الرحيل إلى الشمال، مما يعود بنا ثانية إلى الإشكاليات الكثيرة التي يجد العالم أو المواطن العربى نفسه فيه.. وتتمثل هذه المواقف الغريبة في صورة العنصرية المعادية أو تشويه الصورة العربية لتصبح سلبية تماماً وتظل أهم هذه الإشكاليات قاطبة قضية العنصرية المعادية.

تحولات المستقبل

ويتناول المؤلف في الفصل الثالث "تحولات المستقبل" قائلاً: لا يمكن أن نصل إلى إشارات المستقبل دون أن نكون وعينا أكثر إشكاليات الواقع الحاضر خاصة، ذلك أن المستقبل ليس غير إشارات يمكن أن نجد أغلبها فيما مضى من أحداث، وما سوف يأتي بالتبعية لهذه العلاقة الزمنية التي لا يمكن تجاهل مسارها أي دراسة لحركة التاريخ. وعلى هذا النحو، فإن علاقات الرحيل إلى الشمال وإشكاليات الصعود إلى الحاضر ـ وبالعكس ـ يمكن أن يصل بنا إلى إشارات المستقبل .. ويشير المؤلف إلى أن مراكز الأبحاث الأميركية، فكاتب مثل فوكوياما ـ على سبيل المثال ـ في كتابه المعروف "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" راح في وضوح تام يصور خطر المهاجرين العرب على أوروبا، فلنتأمل كتاباته التالية التي لا يكف فيها عن ذكر انفجارات لندن أو باريس، مؤكداً الخطر العربي هناك فاتخذت من أفكار الباحث الأكاديمي أوليفرروي كقاعدة انطلاق بنى عليها أطروحته التي يبرهن فيها على أن الكثير من المسلمين المقيمين في أوروبا، خاصة الجيل الثاني منهم، غير قادرين على الإحساس بهويتهم، فالمجتمعات الأوروبية تختلف عن المجتمع الأميركي الذي تنصهر فيه جميع الأجناس والأعراق في بوتقة واحدة، فالمجتمعات الأوروبية تلفظ الغرباء، وتأبى أن تحتضنهم في كنف العباءة القومية وبالتالي يشعر الشباب المسلم بعدم وجود هوية محددة لهم، وهو أمر نادر الحدوث إذا ما عاش هؤلاء وسط مجتمع إسلامي.

والشيء الذي يدعو للدهشة هنا أنه عندما كتب فوكو ياما كتابه "نهاية التاريخ .." لم يبد الناس اهتماما كبيراً بالشطر الثاني من عنوان الكتاب وأطروحته ألا وهو "الإنسان الأخير"، وفي هذا الشق من موضوع الكتاب يتساءل فوكو ياما عن حال الإنسان وصراعه من أجل المجد في ظل عالم تسوده البهجه والسلام والديمقراطية، ورغم تفاؤل فوكو ياما الشديد، وإيمانه بهيمنة الديمقراطية، فإنه أبدى قلقاً بشأن وجود بعض فئات المجتمع مثل التي ذكرتها نيوت جنجرش، التي تميل طبيعتها البشرية إلى العدوان، مثل هؤلاء الأشخاص لا يطيقون العيش في المدينة الفاضلة.

 

ولا يخف على أحد أن فوكو ياما – المتيم بالديمقراطية – يبدي إعجابه بهؤلاء الثوار، إن جاز تسميتهم كذلك على سبيل الافتراض، ولكنه أيضاً لا يرى أن المسلمين الذين يشهرون السلاح في وجه المجتمع الغربي يستحقون أن ينتموا إلى سلالة منحطة وخطيرة، بل معقدة من أصحاب الفكر الآخر.

ويشير المؤلف إلى مؤتمر برشلونة الذي عقد لأول مرة في عام 1995 ثم بعد عشر سنوات 2005 ففي هذه الفترة اتضحت أكثر ملامح هؤلاء المهاجرين من جنوب المتوسط وشرقه في عيون الغرب. إن إعلان برشلونة الأول كان يشير إلى كثير من التعاون بين أوروبا والعرب سواء داخل القارة أو خارجها، ومراجعة أهم بنودها يمكن أن تترك فينا هذا الأثر، ففي مسار برشلونة الرسمي يمكن أن نتعرف على الصيغة باختصار شديد وعلى مستوى متعدد، فقد تم تبني إعلان برشلونة الذي يتألف من ثلاث دعائم أساسية لتطوير العناصر الأساسية لشراكة أمنية وسياسية، وشراكة اقتصادية ومالية، وشراكة اجتماعية وثقافية وإنسانية، إن أهم ناحية من الإعلان من تأسيس منطقة التجارة الحرة عام 2010 ولكن الشركاء الموقعين قد التزموا أيضاً باحترام العديد من المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وهي: العمل بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمى لحقوق الإنسان، تطوير سيادة القانون والديمقراطية في أنظمتهم السياسية، احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وضمان ممارسة الشرعية لهذه الحقوق بما يشمل حرية التعبير وحرية التنظيم، احترام وضمان التعددية في مجتمعاتهم وتعزيز التسامح بين المجموعات المختلفة في المجتمع ومحاربة جميع أشكال اللاتسامح والتمييز العنصري وكراهية الأجانب. (خدمة وكالة الصحافة العربية).

9-10-2012

المصدر/ موقع ميدل إيست اونلاين

عرفت "هولندا" أو "مملكة الأراضي المنخفضة" كما هو إسمها الرسمي، بسدودها العملاقة، حيث لا تكاد تذكر دون أن يتبادر للذهن تلك السدود العظيمة التى شيدها الهولنديون و مازالوا يتعهدونها الترميم و الصيانة و التي تعتبر أصل نشأتها و سبب استمرارها، فهولندا يقع نصف أراضيها تحت مستوى البحر، و دون أن يتبادر للذهن أيضا، الطاحونات الهوائية العتيقة التى هى أصل علامتها المميزة. لكن أهم السمات الحضارية و الثقافية الأساسية للمملكة المنخفضة، هو ذلك التنوع الديني و المذهبي و الفكري و الثقافي، و هذا يظهر جليا من خلال التنوع الغريب الذي يعرفه التعليم الأساسي، فإضافة إلى المدارس الرسمية العامة يوجد أيضا مدارس بروتستانتية و رومانية و كاثوليكية و يهودية و إسلامية و هندوسية و أتباع المذهب الإنساني و الأنثروبوفسية و غيرها من المدارس ذات مرجعيات متعددة ومتنوعة تنوع المجتمع الهولندي . و رغم التماثل المنهجي في كل هذه المدارس من حيث المبدأ، إلا أن الدروس المتعلقة بالدين و المذهب الفكري تكون مختلفة كل حسب مرجعيته و خلفيته الدينية و المذهبية. و هذه سمة حضارية رفيعة لم تتمتع بها دولة أوربية أو غربية أخرى إلا هولندا.

ورغم ضيق المساحة التي تشغلها هولندا على مستوى الخريطة الدولية، إلا أنها استطاعت أن تخلق نموذجا يحتدى به على مستوى التعايش الثقافي و المذهبي. لينضاف إلى النجاحات التاريخية لهولندا، فهي رغم صغر مساحتها تعتبر من الاقتصاديات العشر الأكبر في العالم، و الثالثة عالميا من حيث الإنتاج الزراعي. إلى أن العلامة الحضارية و الثقافية الفارقة بالنسبة لهولندا هو تدبيرها للتعددية الدينية و المذهبية وبناء ثقافة التكيف و التعايش مع الآخر بالرغم من الاختلاف الجذري معه على مستوى المعتقد والمنبع أو المصدر و الهدف، وهذا اكبر تحد واجه الأمة الهولندية عبر تاريخها القديم و الحديث.

وربما يكون لضيق المساحة و المصير المشترك دور في حالة التي عليها مملكة الأراضي المنخفضة من التعايش السلمي الذي تعرفه، خاصة و أن هناك عامل آخر ينضاف إلى ضيق المساحة و هو الخوف من الفيضانات و الأمواج البحرية التي هددت على مر العصور استقرار و استمرار هذه المملكة. كل هذا يمكن ان يكون عاملا أرغم الهولنديين على البحث عن مخرج آمن مستمر وثابت، يحول بينهم و بين استنفاذ طاقاتهم في صراع عقيم، و طريق لا أول له ولا آخر، ولان هذا هو المصير والقدر المحتوم على الهولنديين جميعا. فهولندا عبر التاريخ كانت من الدول المعروفة على مستوى العالم بالتجارة الدولية، لتوفرها على موانئ كبيرة تربط العالم بغرب أوربا، كما كان لها علاقة تجارية مع معظم دول العالم، مما جعلها قبلة للمهاجرين من جميع أنحاء العالم، هاجروا إليها مصطحبين معهم عاداتهم و معتقداتهم الدينية التي تتناقض و تختلف كلية مع العادات المعتقدات الدينية لهولندا.

اختلفت أراء و مواقف الهولنديين إزاء هذا الوافد الجديد بثقافته الدخيلة و معتقداته المغايرة ، و حيث أن التجارة و التجار مثلوا نقطة التماس الأولى للمجتمع الهولندي مع الآخر، سواء عبر الرحلات التجارية التي كانوا يقومون بها حول العالم، أو من خلال عمليات البيع و الشراء التي يقوم به الوافدون الجدد على الأرض الهولندية. و مع مرور الوقت زاد الاحتكاك مع الأجانب ليتعدى تبادل السلع إلى تقوية أواصر التكيف و العيش المشترك بين المجتمع الهولندي و الآخر المختلف ثقافيا و عقديا، لعب التجار دورا كبيرا في التقريب بين وجهات نظر الهولنديين حول هؤلاء المهاجرين الجدد فبحكم أسبقية الاحتكاك و التعرف، الأمر الذي مكنهم من أن يكونوا على دراية معتبرة بالأخر وبمعتقده فكانوا يقومون بدور المرشد والموجه لأبناء الوطن في اتجاه ربط أواصر الثقة بين السكان و المهاجرين. بفعل خبرة السنين المكتسبة من مغامراتهم التجارية عبر البحار و المحيطات.

هكذا انتقلت العلاقة التي كانت تربط الهولنديين بالآخر من مستوى تبادل المصالح الاقتصادية التي كانت مقدمة على الاختلافات الدينية، إلى رابطة قوية تصل بين الهولنديون الأصليين و الوافدين بعضهم ببعض بصرف النظر عن الدين والمعتقد و الثقافة، لأنه و عبر تاريخهم كانت مقاومة الماء والعدو الخارجي توحدهم و تجمع بينهم.

ورغم بعض مظاهر العنف الثقافي و الديني التي تخللت تاريخ مملكة الأراضي المنخفضة وصلت في حين من الدهر إلى حد اعتبار اليهود والكاثوليك مواطنون من الدرجة الثانية. إلا أن المجتمع الهولندي و بفضل إدارته المحكمة و المرتبة و المنظمة عمل جاهد على حفظ السلام الديني في المدن والقرى وصولا إلى الأمن الاجتماعي وتكريس ثقافة الحوار في المجتمع، فتولدت لديه ثقافة جديدة تعلموا من خلالها كيف يتكيفوا مع الآخر المختلف عنهم ,مع المحافظة على عقيدتهم وترك المساحة للآخر ليمارس عقيدته، ومع مرور الوقت رسخت الرابطة بين الأخوة في الدين المختلف في المذهب وتكرس الاحترام المتبادل بينهم و أسسوا لثقافات الاحترام والسلم الاجتماعي. وقد ساهم التاج الملكي الهولندي عبر تاريخه في ترسيخ ثقافة التنوع والاختلاف مع الآخر والتعامل معه، فالملك بيلم فن ارانيا و في عام 1564م في إطار حديثه عن الدين والحرية الدينية في دولته، دافع عن حرية المعتقد وعن الحرية الدينية واعتبرها حقا مقدسا لا يجب أن تمس و أنها مكفولة للجميع.

إن المجتمع الهولندي في الوقت الحالي في جزء منه، يجنح سريعا إلى تصنيف الناس على اساس الدين ووضعهم فى خانات معينة هذا مسحيى متعصب وهذا ليبرالى وهذا مسلم متطرف وهذا يهودي وغيره، وهناك أيضا من يجنح الى معاملة الجميع على اساس عادل بصرف النظر عن الاختلاف معه فكريا وعقديا، والكثير من الهولنديين و بدافع ديني يعترفون بالآخر وحقه في الوجود وممارسة شعائره الدينية، و هذا التطور في نظرة الهولنديين إلى الآخر المختلف عنهم في الدين أساسا، ربما يرجع سببه الى تقلص السلطة الدينية للكنيسة أو المرجعية الدينية ,و إتاحة الفرصة للمؤمنين المسيحيين ليطلعوا بأنفسهم على هذا الآخر وثقافته ودينه.

إن مملكة الأراضي المنخفضة بإرثها التاريخي الغنى بقيم تدبير الاختلاف الثقافي و التنوع الديني، فكما حافظت على هذا الإرث في الماضي، فهي قادرة في الحاضر أن تحميه بالرغم من بعض الممارسات و البلابل التي يتسبب فيها بعض اليمينيين المتطرفين العنصريين داخل المجتمع الهولندي، حيث أن غالبية الشعب الهولندي لا زال يؤمن بمبادئ و قيم التعايش و احترام الآخر، وان طرأ عنها ما طرأ فانه يمر كالسحابة ثم يرجع الجو الى صحوه وصفائه، و هذا ما تؤكد عليه الملكة "بياتريكس"، فى كل مناسبة تتحدث فيها إلى الشعب الهولندي، كعيد الجلوس على العرش أو فى مناسبات دينية أو قومية، فهي لا تفوت فرصة دون أن تلفت الأنظار وتذكر شعبها بإرث هولندا التاريخي ازاء احترام الأديان والتعددية والاختلاف والتعايش مع الآخر فى سلام وامن وطمأنينة.

المهاجرون والسلام الدينى

لم يكن موضوع اندماج المهاجرين مطروحا للنقاش فى حقبة خمسينات وستينات القرن الماضي, لكن بعد أن وضعت الحرب الدامية التي عرفها العالم الغربي أوزارها، و وجدت هولندا نفسها في حاجة الى اليد العاملة لبناء ما هدمته الحرب القاسية التى لم تدع بشرا ولا حجرا إلا قضت عليه، اضطرت هولندا الى الاستعانة باليد العاملة من دول جنوب أوروبا، و إفريقيا و بخاصة وشمال افريقيا وتركيا، و لان الفكرة التى كانت سائدة فى ذالك الوقت هي أن هولندا لن تكون بلدا الهجرة, وان اليد العاملة الوافدة مؤقتة و مرتبطة بانتهاء البناء و أنها ستعود بعد انتهاء البناء الى بلدها الأصلي، فإن الحديث عن الاندماج لم يكن واردا في القاموس السياسي الاجتماعي الهولندي، وان ظاهرة أو ملف الهجرة سيقفل نهائيا بعودة المهاجرين الى بلدانهم الأصلية، حينها سعت هولندا الى المحافظة على ثقافة المهاجرين على اساس انهم سيرجعون الى بلدانهم وانه من المهم أن يبقى هؤلاء في تواصل مع ثقافتهم معتبرة ذلك حقا للمهاجرين تتكفل الدولة الهولندية بالحفاظ عليه وحمايته.

لكنه وفى سبعينات القرن الماضي، أدرك الهولنديون بان فكرتهم بخصوص الهجرة بدأت تتبدد، وأن الهجرة إليها تحولت من هجرة مؤقتة إلى هجرة للاستيطان و اللاعودة، و أن فكرة الهولنديين بان هولندا لن تصبح يوما ما بلد الهجرة أصبح حلما بلا واقع بل الواقع ضده، بل في الثمانينات من القرن الماضي بدأت تتوافد على هولندا التى كانت تعتبر جنة الدنيا أسراب من المهاجرين كل صوب وحدب، ليبدأ الحديث من عن الانصهار والاندماج وسياسة الأقلية، و مشاكل الأقلية في سوق العمل و التعليم، وأصبحت السياسة القديمة لهولندا إبان قدوم الفوج الأول من المهاجرين تتبخر وتتبدد، فمن الحديث فى ذالك الوقت عن إمكانية المهاجرين الحفاظ على ثقافتهم فى الستينات والسبعينات الى الحديث فى أواخر الثمانبنبات من القرن الماضى الى ذ لك , ثم انتقل الحديث الى سياسة تعدد الثقافات واحترامها، ثم فى التسعينات طرأ نوع من التحول فى موضوع الحفاظ على الثقافة، الى دعوات الى ضرورة اندماج المهاجرين فى المجتمع الهولندي، وانه ينتظر من المهاجرين الاندماج فى المجتمع من جانب واحد، وان من يحمل جوازي سفر عليه أن يتنازل عن جوازه الأصلي، ثم بدأ يربط ذلك بمسألة الولادة لمن يحمل جنسية أخرى غير الهولندية، مواضيع كلها شكلت مادة دسمة للكتاب و الصحفيين و لمعدي المناظرات التلفزيونية، حول موضوع اندماج الأجانب خاصة المسلمين منهم فى المجتمع الهولندى لانهم يعتبرون غير المسلمين فى الأعم الأغلب مندمجون.

المسلمون فى هولندا

حاليا يعيش المسلمون فى المجتمع الهولندى جنبا الى جنب مع العقائد الأخرى المتنوعة والمتعددة ,وفي السنوات الأخيرة عرف موضوع التقارب بين الأديان منعرجا مهما، من خلال عقد لقاءات مشتركة داخل المساجد والكنائس والأديرة، و تم عقد لقاءات للتفكير فيما يمكن القيام به جماعيا حول الموضوعات المثارة فى المجتمع الهولندي بخصوص أهل الأديان، وبحثها وتبادل الآراء حولها والقيام بمبادرات تهم تقوية قيم التعايش السلمي و الأمن الاجتماعي للجميع، ومناصرة الأقليات و محاربة التطرف الديني و المذهبي عند الجميع، و الاتفاق على مجابهة العنصرية و معاداة الإسلام و دعم الأقليات بصرف النظر عن لونهم وعقيدتهم وانتماءاتهم، وتوحيد الكلمة فيما يخص النيل من بعض الشعائر الدينية أو محاولة إلغائها أو تحديدها كما هو الحال بالنسبة لموضوع الختان لدى المسلمين، و موضوع الذبيحة الإسلامية الذي أثارا فى الآونة الأخيرة جدلا واسعا فى الاوساط الهولندية واتجه البعض إلى محاولة منعه للمسلمين و لليهود أيضا لكن المحاولة باءت بالفشل نظرا لتعاون المسلمين واليهود فى هذه الموضوعات.

يتمتع المسلمون فى هولندا بحقوقهم الدينية كاملة، فلهم الحق في تشييد المساجد التي بلغ عددها حوالي خمسمائة مسجد فى أنحاء المملكة الهولندية، كما يتوفر المسلمين على أربعين مدرسة إسلامية ابتدائية وثانويتان إسلاميتان( بتمويل من الحكومة الهولندية ) -أغلقت أحداها للأسف الشديد بسبب تصرفات بعض القائمين عليه غير السوية من المسلمين وضعف المستوى الدراسي والانضباط- .أضف الى ذلك تواجد المساجد فى المستشفيات الهولندية والجامعات والجيش والمطارات وفى بعض أماكن العمل، وأصبح للمسلمين ممن يرغبون في تكوين شرعي معاهد عليا خاصة بهم كمعهد تكوين الأئمة، و كذا الجامعات كالجامعة الحرة بأمستردام حيث يوجد مسلك الدراسات الإسلامية، و قسم العناية الروحية الإسلامية فى مرحلة التكوين الجامعي و التمهيدي والدكتوراه، كما يوجد تكوين الائمة فى مرحلة الماجستير فى نفس الجامعة، كما أن العديد من المسلمين فى هولندا يتبوءون مراكز هامة فى المملكة الهولندية كأساتذة الجامعات والمؤسسات التعليمية والمدنية وأعضاء في البرلمان و كتاب و صحفيين بل و يتبوءون مناصب حتى في الوزارات المهمة داخل هولندا كوزارة الدفاع.

إن هولندا في تاريخيها الطويل فى التعامل مع التعددية الدينية والاختلافات المذهبيىة البينية,اكتسبت خبرة لا نظير لها فى التكيف والتعامل مع هذه المجموعات الدينية والعرقية والمذهبية , ورسخت عبر تاريخها الطويل قيم االسلام الدينى والتعايش الاجتماعى وحماية حقوق الاقليات الدينية والاجتماعية والسياسية , انه لجدير بهذا التجربة ان تثمن وان تجد لها صدى فى العالم, خاصة فى بعض المناطق التى تشهد توترات وصراعات وتصادمات دامية على اساس الدين والعرق واللغة والثقافة انه نظام بديع عز ان يوجد له شبيه او نظير.وكما يقول رسول الانسانية والرحمة والمحبة محمد ابن عبد الله "" الحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو أحق الناس بها.

اولاد عبد الله مرزوق *

*أستاذ التعليم العالي بالجامعة الحرة بأمستردام وعضو المجلس العلمي المغربى لأوروبا – هولندا

9-10-2012

المصدر/ موقع هسبريس

منحت الدولة الفرنسية الشاعر أدونيس وسام جوقة الشرف تقديراً لمساره الشعري والفكري. وفي احتفال أقيم في دار مركور دو فرانس - غاليمار سلّم المفكر الفرنسي الكبير إدغار موران الشاعر الوسام ممثلاً الرئاسة الفرنسية في حضور جمع من الشعراء والكتّاب الفرنسيين والعرب.

وألقى موران في المناسبة كلمة حيا فيها أدونيس ومما قال: «أعتقد أنّ من خلفية إنسانية مشتركة، يُمكنني القول إنني أعتبر أدونيس طفلاً بالنسبة إليّ، أنت ولدت في العام 1930، وأنا كنت أمضي أعوامي العشرة الحاسمة قبل ولادتكم... وأكثر ما أحببته في سيرتك هو مثلّث الهويات التي تُمثّلك «سوري، لبناني، فرنسي»، وهذا يسعدني فعلاً لأنني طالما رفضت أن أعرّف نفسي حصراً ضمن هوية واحدة من هوياتي التي لا كوابح لها. وهنا أقول إنّه إلى جانب «هويّاتنا» يُمكن إضافة واحدة أخرى، المتوسطية، وهي تجمعنا أيضاً لأنّ من بين أسلافي من عاش قرناً كاملاً في ربوع السلطنة العثمانية، أو بمعنى أوضح في ذاك الشرق الذي أتيت أنت منه، هذا الشرق الذي يُشكّل جزءاً مني.

وفي أعماقك، أنت تحمل أيضاً هوية، لن أقول إنها الخامسة، ولكنها قد تكون الأهم، وهي أنك إنسان ينتمي إلى النوع البشري الذي نجده اليوم مهدداً بمصير تراجيدي طالما عرفته الإنسانية التي أعتقد أنها مرساة هوياتنا المشتركة كلها. وإن أردت أن أضيف إلى مجموع هذه الهويات واحدة أخرى قد تكون السادسة ولكنها حتماً هي الأعلى لكونها تضمّ الأخريات وتبلورها «شاعرٌ شاعرٌ». انها في طبيعة الحال لا تُدوّن في بطاقة الهوية الرسمية، ولا تُعتبر فئة اجتماعية - مهنية ولكنها أسمى من ذلك، إنها صفة انتروبولوجية، إنسانية لأنّ الشاعر يحكي ما يعجز الكلام عن تعبيره، لأنّ الشاعر يعبّر على حدود كلمات اللغة بخفر، ويكتب على حدّ ما لا يوصف وما لا يُرى. لأنّه يلامس الغموض الذي ينسجنا، لأنّ الشاعر يحكي عن الأهمّ في حياتنا... عن الشعر الذي يُقوّي الإنسان ويُحوّله ويُخلّده.

أدونيس، مع كلّ الألقاب الكبيرة والتكريمات الرسمية والجوائز الدولية والترجمات إلى كلّ اللغات الحيّة وغيرها من الإنجازات التي إن عددتها تتحوّل كلمتي إلى فهرس ثناء، فليس باستطاعتي أن أحصيها ولكن لا بدّ من أن أذكرها. وأكثر ما أريد التكلّم عنه في هذا المقام هو ما يُعذبنا ويجرحنا وما يجمعنا أيضاً، لأنني أنا أيضاً أعتبر نفسي شرقياً، هو ما يجري في سورية اليوم. فهي اليوم تمر في مرحلة تتأرجح بين الاستبداد والتفكك، وهنا تستحضرني مقولة لجوبير: «في الفترات المضطربة، لا تكمن الصعوبة في تقديم واجبنا وإنما في معرفته». والأهم في هذه المرحلة هو تحقيق وحدة الشعب وإنقاذ الحريّات... وأنا أقول مرّة جديدة إن ثمة همّاً يجمعنا، وأكثر ما وددته اليوم في كلمتي هو التركيز على الأمور المشتركة والتشديد على النقاط المشتركة في ما بيننا والتي تكمن في مقاومتنا قسوة العالم وظلمته، وهذا ما جعلنا إخوة».

ثم ألقى أدونيس كلمة قال فيها: «يسعدني أن تمنحني فرنسا هذا الوسام، استمراراً في تحقيق رؤيتها للإنسان والكون والثقافة. وهي رؤية فريدة في انفتاحها على الآخر، بحيث يبدو كأنه بُعدٌ تكوينيٌّ من أبعاد الذات.

يسعدني أيضاً أن يقلّدني إيّاه، إدغار موران، السلطة الفكرية العالية، والصديق الذي يصحّ فيه قول كاتب عربيّ من القرن العاشر هو التوحيديّ: «الصديقُ آخرُ هو أنت».

يسعدني على نحوٍ خاصّ، أن يتمّ هذا التقليد في هذا البيت الكريم الذي فتح صدره لكتاباتي منذ أن كانت تديره سيمون غاليمار، التي كانت تعطي للشعر مكانة كبيرة في حياتها ونظرتها، وتتابعها في ذلك ابنتُها السيدة إيزابيل غاليمار. تأخذ هذه السعادة بعداً خاصّاً بينكم أيها الأصدقاء الذين يرون إلى الصداقة بوصفها شعراً ثانياً».

9-10-2012

المصدر/ جريدة الحياة اللندنية

فاز الفنان المغربي أمين الناجي بجائزة أفضل ممثل خلال الدورة الثانية لمهرجان مالمو للأفلام العربية الذي اختتمت فعالياته أول أمس السبت بالسويد.

وقد حصل الممثل الناجي على هذه الجائزة مكافأة له عن دوره في الفيلم المغربي (المنسيون) لمخرجه حسن بن جلون في حين حصلت على جائزة أفضل ممثلة الفنانة نيللي كريم عن دورها في الفيلم المصري (القاهرة 678 ) لمخرجه محمد دياب.

وفاز الفيلم الجزائري الفرنسي (حابسين) للمخرجة جامة صوفيا بجائزة أفضل فيلم قصير فيما حصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي الفيلم المصري الدنماركي (نصف ثورة) للمخرجين عمر الشرقاوي وكريم الحكيم. وحظي الفيلم الفلسطيني النرويجي (يوميات) للمخرجة مي عودة بشهادة تقدير في هذا الصنف.

وعلى مستوى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة حصل الفيلم الروائي (فرق سبع ساعات) من الأردن للمخرجة ديما عمرو على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في الوقت الذي فاز بجائزة أفضل فيلم روائي طويل الفيلم المصري "الخروج من القاهرة" للمخرج هشام عيساوي.

وقد تميز المهرجان بتنظيم ندوة حول مفهوم "سينما الشباب" في جامعة مالمو٬ شارك فيها نقاد وصناع أفلام عرب من بينهم الممثلة ليلى علوي والباحثة المغربية مجدولين العلمي والأكاديمي الجزائري بلعيد بوعكاز والناقدة المصرية أمل الجمل والناقد الأردني ناجح حسن٬ سلطوا فيها الضوء على ما حققته تجارب وإنجازات المخرجين العرب.

9-10-2012

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

أعلنت مجموعة الحكير للمشاريع السياحية الرائدة في امتلاك وإدارة سلسلة من الفنادق في السعودية ودول الخليج عن تعيين الفندقي المعروف خالد أنيب مديرا عاما لقطاع الفنادق.

استطاع رشيد عمروس، شاب مغربي طموح، أن يحقق إنجازات علمية هامة سمحت له بأن يجد لنفسه موطئ قدم عن جدارة واستحقاق وسط عمالقة العلوم الكيميائية داخل وكالة الفضاء اليابانية "جاكسا"، مُتوّجا بذلك مسارا علميا مُشرفا بدأه من بلده المغرب، مرورا بفرنسا، لينتهي به المطاف في بلاد الشمس المُشرقة.

اكد المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية يوم امس الاحد تضامنه "الاخوي" مع الطائفة اليهودية بعد تفكيك خلية اسلاميين متطرفين استهدفوا، على ما يبدو، جميعات يهودية واعرب عن قلقه من "الخلط" بين الاسلام والتطرف.

واتصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي استقبل الاحد ممثلي الطائفة اليهودية، ايضا برئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية محمد موساوي ليؤكد له انه "لا يمكن الخلط بين مرتكبي الاعمال الاجرامية ومجمل الجالية الاسلامية في بلادنا".

وقال هولاند ان "مسلمي فرنسا لا يجب ان يعانوا من التطرف الاسلامي، انهم ايضا ضحاياه".

من جانبه قال موساوي ان المجلس "يؤكد للجالية اليهودية دعمه وتضامنه الاخوي في وجه كل الاعتداءات التي تستهدف افرادها ومؤسساتها".

وقال ان "في حين يتعرض عناصر شبكات متطرفة (...) الى الاعتقال، يخاطب المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية ضمير ومسؤولية كل واحد لتفادي اي خلط مع مجمل المسلمين المستائين كثيرا من استغلال اولائك الناس الدين".

من جانبه دعا عميد جامع باريس دليل ابو بكر المنظمات الاسلامية المكلفة "التفكير في الحلول التي يمكن ان تساهم في تفادي انتشار النشاطات الارهابية المخالفة لقيم الجمهورية والمبادئ الانسانية في الاسلام".

وبعد ان استذكر الاعتداءات التي ارتكبها محمد مراح في اذار/مارس الماضي (واسفرت عن سقوط ثلاثة عسكرين واربعة يهود، بينهم ثلاثة اطفال) شدد ابو بكر على ان "هذه القضية، البعيدة عن ان تكون معزولة واستثنائية، تدل مع الاسف على وجود وتدريب مرشحين جدد الى التطرف والجهاد" في فرنسا.

وفككت الشرطة الفرنسية السبت مجموعة من 12 شابا فرنسيا من المجرمين الصغار الذين اصبحوا متطرفين اسلاميين، للاشتباه في ارتكابهم اعتداء على متجر يهودي والتخطيط لعمليات اخرى تستهدف الجالية اليهودية.

كذلك دعا رئيس المجلس الاسلامي الى ان لا تكون ممارسة المسلمين ديانتهم "مصدرا دائما لجدل ونقاشات يساهم بعضها مع الاسف في تغذية الازدراء ورفض الاخر".

واعرب بوبكر عن هذا القلق في حين فجر احد ابرز قادة اليمين الفرنسي جان فرنسوا كوبي جدلا عندما تحدث في تجمع حزبي عن شاب قال ان "مشاغبين افتكوا منه طعامه" بدعوى انه "لا يجوز الاكل خلال رمضان".

 

وانتقد اليسار بشدة كوبي الذي يتطلع الى خلافة نيكولا ساركوزي على رئاسة اكبر حزب معارض، الاتحاد من اجل حركة شعبية، واتهمه باستعارة نظريات اليمين المتطرف وقسم من اليمين.

واعتبر فرنسوا باروان، وزير مالية حكومة نيكولا ساركوزي ان "تلك العبارات سامة وخطيرة" و"تضر بالوفاق الجمهوري".

من جانبه اعلن فرنسوا هولاند الاحد انه "لن يتسامح، ان يتعرض رجال او نساء في جمهوريتنا، بسبب انتماءاتهم الدينية، الى التهجم بعبارات غير مناسبة".

8-10-2012

المصدر/ موقع إيلاف نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية

استطاع رشيد عمروس، شاب مغربي طموح، أن يحقق إنجازات علمية هامة سمحت له بأن يجد لنفسه موطئ قدم عن جدارة واستحقاق وسط عمالقة العلوم الكيميائية داخل وكالة الفضاء اليابانية "جاكسا"، مُتوّجا بذلك مسارا علميا مُشرفا بدأه من بلده المغرب، مرورا بفرنسا، لينتهي به المطاف في بلاد الشمس المُشرقة.

ويعمل عمروس حاليا مهندس أبحاث وتطوير بوكالة الفضاء اليابانية "جاكسا"، وينحدر من أصول دكالية، وبالضبط من منطقة "أولاد فرج" بإقليم الجديدة...وبعد حصوله على شهادة الإجازة في علوم الكيمياء بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة بميزة حسن الرتبة الأولى سنة 2000، التحق بجامعة "بواتيي" بفرنسا ليكمل الدراسات المعمقة في كيمياء الحفازات الكيماوية والبيئة.

وحاز رشيد، في ربيعه السابع والعشرين، على شهادة دكتوراه الدولة الفرنسية سنة 2010 بميزة "مشرف جدا" بنفس الجامعة، وذلك بشراكة مع الشركة الفرنسية لإنتاج الغازات ووكالة الفضاء الفرنسية. وبعد ذلك بسنة واحدة التحق الشاب "الدكالي" بوكالة الفضاء اليابانية للاشتغال في سلسلة من البحوث التي تخص إشعال السوائل الطاقية بواسطة الحفازات الكيماوية.

ويطمح عمروس، ضمن مشروعه العلمي رفقة زملائه اليابانيين، إلى إمكانية تبديل "الهيدرازين" كوقود طاقي سام وخطير بسوائل أخرى أقل خطورة، وكذا التحكم في مسار الأقمار الاصطناعية بتجريب العديد من الدواسر الكيماوية.

وقال عمروس، في تصريحات خص بها هسبريس، إنه يشعر بالفخر والشرف الكبير بتحقيق عدد من الإنجازات العلمية في بلد يتطور بسرعة في مجال علوم الفضاء، والتي كانت حكرا فقط على الولايات المتحدة وأوروبا.

وتابع العالم المغربي بأن العمل في اليابان، المعروفة بصرامة مواطنيها وانضباطهم الشديد، مكنه كمغربي يعتز بتمثيل بلده أحسن تمثيل من تقديم الصورة المثلى للبلد في أقصى شرق الكرة الأرضية، لافتا إلى أن التجربة اليابانية أتاحت له تطوير طاقاته بسرعة متناهية، لأن "هذا الشعب يضع لك طريقا مفروشا بالورود في سبيل الحصول على النتائج المرجوة"، يؤكد عمروس.

وخلص الباحث إلى أن "المغرب مليء بالطاقات الشابة، والقليل من الاهتمام بها سيجعلها تضاهي طاقات الدول المتقدمة في شتى الميادين"، مشيرا إلى ضرورة "التركيز على التعليم والاعتناء باللغة الأم، وهذا ما جعل اليابان تقفز من لا شيء لتنافس أمريكا بأكملها".

وجدير بالذكر أن رشيد عمروس قام بنشر أبحاثه في كبريات المجلات العلمية العالمية، وكذلك مناقشتها في العديد من المؤتمرات الدولية التي تهتم بشؤون الفضاء، كما أنه فاز أخيرا بجائزة أحسن عرض علمي بمؤتمر عالمي في مدينة كيبيك بكندا.

8-10-2012

المصدر/ موقع هيسبريس

أعلنت مجموعة الحكير للمشاريع السياحية الرائدة في امتلاك وإدارة سلسلة من الفنادق في السعودية ودول الخليج عن تعيين الفندقي المعروف خالد أنيب مديرا عاما لقطاع الفنادق.

ويمتلك انيب الذي باشر العمل مؤخرا رصيداً حافلاً من الخبرات والانجازات المشرفة في قطاع الضيافة العالمية ناهزت 14عاما حيث عمل قبيل تعيينه مديرا لإدارة ممتلكات فنادق ومنتجعات "بنيان تري" المشهورة بالفخامة والرقي في مملكة البحرين .

وقد تقلد خالد انيب خلال مسيرته المهنية في قطاع الضيافة العديد من المناصب الإدارية والمهام في الفنادق والمنتجعات السياحية من متوسطة و كبيرة الى إدارة فئات عالية المستوى.

خالد انيب من أصل مغربي ويبلغ من العمر 47 عاما حاصل على درجة الماجستير في ادارة الاعمال من جامعة ستراثكلايد ببريطانيا، وفي هذا الصدد أكد ماجد بن عبد المحسن الحكير الرئيس التنفيذي في المجموعة على ان استقطابهم للخبرات تأتي ضمن الاولويات في استراتيجية المجموعة وأضاف قائلاً : " .. إننا واثقون بإذن الله بأن السيد خالد انيب سيكون إضافة جيدة لقطاع الفنادق لدينا نظرا لخبراته المتنوعة وإنجازاته المتعددة ومستوى عملة المتخصص وتأهيل العلمي جميعها مقومات تجعل منه شخصية مثالية لقيادة القطاع والارتقاء بنجاحاته".

8-10-2012

المصدر/ عن جريدة الرياض السعودية

كيف يتصور صحفيو المهجر المغاربة مساهمتهم في النهوض بالمشهد الإعلامي المغربي؟ هذا ما حاولت الوقوف عليه من خلال استقراء آراء ثلاثة صحفيين مغاربة في المهجر أعضاء ملتقى الصحافيين المغاربة في الخارج. وردا على هذا السؤال قال محمد العلمي كبير مراسلي «الجزيرة» المعتمد في واشنطن قائلا بنوع من التوجس: «يبدو أنها مستبعدة حتى الآن وكان مثيرا بالفعل استبعادها كجهة اقتراحية أثناء التهييئ لخطة الإصلاح. لإن زملاء المهنة راكموا بالفعل تجربة يتعين الاعتزاز بها في مختلف قارات العالم وبلغات ووسط ثقافات متعددة وداخل مؤسسات متنوعة عريقة وحديثة وبامكانهم ولديهم الرغبة في ذلك». ينتشر عدد من الصحفيين المغاربة في كثير من وسائل الإعلام العالمية منها القنوات العمومية كـ«بي بي سي» و«الدويتشه فيله» و«فرانس 24» والفضائيات مثل «الجزيرة» و«العربية» و«سكاي نيوز» التي انطلقت مؤخرا. وهو ما جعل العديد منهم يكتسب خبرة كبيرة. أو كما صرحت حسناء الداودي المقيمة في باريس ومديرة موقع «أطلس إنفو» بقولها «العديد من الصحفيين المغاربة يعمل في مؤسسات ذات صيت دولي كبير. ومشهود لهم بمهنيتهم وكفاءتهم . ويمكن لوجهة نظرهم واقتراحاتهم أن تضاف إلى مجهودات زملائهم في المغرب».

إنه الرأي نفسه الذي تتبناه الإعلامية والكاتبة المغربية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعمل ضمن طاقم «راديو سوا» فدوى مساط التي تعتبر مساهمة زملائها في المهجر «إضافة نوعية عن طريق الإدلاء بأفكارهم ووضع الخبرات الكبيرة التي اكتسبوها من العمل في غرف أخبار دولية رهن إشارة الجهات المسؤولة عن الإعلام في المغرب».

«طرح النقاش بهذه الحدة يعكس مستوى إعلامنا»

لا غرو أن النقاش الذي عرفه المغرب مؤخرا حول دفاتر تحملات القطب العمومي، يعتبر سابقة في تاريخ المغرب. تؤكد كل المؤشرات أن هذه القضية ستظل في الواجهة باستمرار لعدة أسباب تجعلها تحظى بالراهنية. ويعتبر محمد العلمي أن أبرز نقاط القوة في هذا النقاش هو «طرح الموضوع للنقاش العام وبهذه الطريقة الملحة والاستعجالية والشمولية والاهتمام العام الذي قوبل به هذا النقاش من خارج المهتمين بطريقة مباشرة بالقطاع يشكل يعكس مدى القلق العام من المستوى الذي وصل اليه القطب العمومي في بلدنا».

أما نقاط القوة في نظر فدوى مساط فتتجلى «في انخراط المنشغلين بقضايا الإعلام المغاربة سواء داخل البلاد أو خارجها في حوار حقيقي حول وضعية الإعلام العمومي في المغرب، و«انكشاف» الأقنعة التي كان يختفي وراءها كثير ممن يتباكون على حال هذا الإعلام من قبل... وتسريب أرقام تكشف عن «إعلام الريع» الذي تستفيد منها جهات تدافع باستماتة على «مكتسابتها» حتى تبقى دار لقمان على حالها».

«الإصلاح ليس نصوصا قانونية فقط»

الإصلاح في نظر العلمي «ليس نصوصا قانونية فقط، ولكن ارادة سياسية وشعبية لتوفير الظروف الملائمة للمهنيين من موارد بشرية ومالية وهوامش واسعة من الحرية لنقل آمال وألام المغاربة على شاشتهم التي يدفعون تكاليفها من جيوبهم في الاخبار والنقاش والترفيه».

إن التحدي الأكبر هو الانتقال من وسائل الإعلام «الرسمية»، إلى العمومية، من أجل تقديم منتوج مختلف عما ساد لحد الآن. أو ما ساد في الأنظمة الشمولية، حيث تكون المحطات الإذاعية والقنوات والوكالات و الجرائد، المملوكة للدولة، بوقا للنظام و بطرق و أساليب تشابه آلة التسلط و الهيمنة على الشعب.

يستحق المغاربة في نظر الاعلامية المغربية المقيمة في أمريكا فدوى مساط «إعلاما عموميا ينقل لهم الأحداث التي تقع في بلدهم ويفتح شاشاته وموجات إذاعاته لمختلف الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين والمدنيين بغض النظر عن انتماءاتهم وإديولوجيتهم وعدم إقصاء أي كان بدعوى مخالفته لتوجه «العام زين». لأنه اذا لم نتحدث عن مشاكلنا بالجراة والصراحة الضرورتين فقد يفعلها آخرون نيابة عنا باسلوبهم وعيونهم وطرق مقاربتهم التي قد تختلف وستختلف حتما عن معالجة اصحاب الشأن انفسهم. كما صرح صاحب كتاب يوميات العاصفة «كاتارينا مرت من هنا».

أي إعلام يريد المغرب ؟

من حسنات ما يعرف بالربيع العربي أنه أعاد طرح النقاش حول الاعلام على أجندة الاصلاحات في المغرب. هذه الاصلاحات التي توجت بمراجعة دستورية أقرت بالحق في الولوج إلى المعلومة. وهو أحد المطالب الأساسية للمهنيين الذين يتمنون ألا يتطلب تنزيله معركة أخرى طويلة الأمد. ففي ظل النقاش حول دفاتر التحملات وما أفرزته من حروب صغيرة وكبيرة، وما نجم عنه من تعيينات جديدة في الهاكا وخروج الصحفي رشيد نيني من السجن. في ظل هذا كله أعلن وزير الاتصال مصطفى الخلفي عن إصلاح قانون الصحافة تحت إشراف لجنة برئاسة العربي المساري. إنها خطوة في غاية الأهمية نظرا لما يتمتع به المساري من ثقة ومصداقية.

وفي هذا السياق نطرح سؤالا حول مصير الكتاب الأبيض وتوصياته التي كانت نتيجة حوار وطني تحت إشراف جمال الدين الناجي. حوار وطني كلف ملايين الدراهم مولها دافعوا الضرائب ولا أحد يعرف مصير هذا العمل. فهل يكون مصيرها هو مصير العديد من المناظرات أو كما جاء على لسان العلمي:

«تعقد مناظرات ضخمة وترصد لها الأموال والطاقات ويحتفي بها إعلاميا وتسوق على انها بداية الخلاص لكن حينما يأتي موسم إصلاحي آخر لاتتم العودة والاستفادة من مقررات تلك المناظرات الكبرى». وفي السياق ذاته تذهب الإعلامية مساط بقولها: «كل وزير يأتي إلى كرسي الوزارة يُجبُّ مجهودات الوزير الذي سبقه ويبدأ من الصفر.... وهكذا دواليك مع كل حكومة جديدة». لا يسعنا إلا أن نختم مع هذه الاشارة لمحمد العلمي: «المغاربة في الداخل والخارج يريدون رؤية انفسهم على شاشاتهم بطموحاتهم وبحراكاتهم الداخلية وبالقضايا الجدية التي يخوضونها. الواضح ان الاعلام المغربي أخفق اخفاقا ذريعا في نقل ما يعتمل داخليا».

ملتقى الصحافيين المغاربة في المهجر

يضم ملتقى الإعلاميين المغاربة بالخارج أزيد 180 صحفيى، يعملون في مؤسسات إعلامية موزعة على القارات الخمس. ويحاول كما يقول منسقه أنس بوسلامتي يكون في صلب، ما يجري، في الساحة الاعلامية ومواكبة المستجدات. لقد أصبح المنتدى قوة اقتراحية حقيقية بالنظر إلى عدد الكفاءات التي يضمها. كفاءات تنتظر إشراكها في مشروع إصلاح الإعلام بكل فروعه والاستفادة من خبراتها في مختلف الهياكل الخاصة بالمجال الإعلامي. وتزامنا مع النقاش حول دفاتر التحملات أصدر بيانا سجل فيه بارتياح إخراج دفاتر التحملات الخاصة بالقنوات العمومية إلى العلن» ودعا إلى نهج طريق الشفافية وتفعيل آليات الحكامة الجيدة في تدبير وتنزيل هذه الدفاتر.

كما طالب بادخال الإصلاحات الضرورية لواقع قطاع معتل ومقدمة لوضع السياسات العمومية في المجال السمعي البصري على قاعدة وضوح العلاقة بين الدولة ومرافق الإعلام العمومي لإعلام عمومي مواطن في خدمة الشعب ويرسخ قيم الحداثة والديمقراطية والتعدد والاختلاف ويحافظ على الهوية المغربية الغنية بتنوع روافدها.

وخلق آليات قانونية لمحاسبة المسؤولين بالنظر لعقود من سوء تدبير مؤسسات الاعلام العمومي الذي نتج عنه تحوله الى بيئة طاردة لعشرات المهنيين والكفاءات الإعلامية. بالاضافة إلى مطالبته بإحقاق حقوق الزملاء حسن الراشدي انس بنصالح محمد البقالي وعمر المخفي الذين حرموا من حقهم في العمل.

8-10-2012

المصدر/ عن جريدة الاتحاد الإشتراكي

تعتزم المنظمة الدولية للهجرة القيام بأكبر عملية لنقل مهاجرين أفارقة غير شرعيين، بعضهم عالقون منذ أشهر في المغرب، إلى بلادهم. لكن مصدرا في المنظمة قال، في بيان نشر على موقعها، إن مكتبها في الرباط يحتاج إلى مبلغ 800 ألف دولار لتمويل هذه العملية، مشيرا إلى أن السلطات المغربية التزمت بتحمل تكلفة نقلهم جوا. وقدرت المنظمة عددهم بنحو ألف مهاجر، وأطلقت نداء من خلال موقعها على الإنترنت للحصول على هذا المبلغ.

وقالت آنك ستراوس، رئيسة مكتب المنظمة في الرباط، لـ«الشرق الأوسط»، إن المنظمة تلقت مساهمات قليلة لا تفي بالغرض، مشيرة إلى أنه بعد الحصول على المبلغ ستقدم المنظمة مساعدة مالية لهؤلاء المهاجرين الذين يعيشون في ظروف مزرية حاليا في المغرب، عند عودتهم إلى بلادهم. وتتوخى المنظمة من الدعم المالي مساعدة المهاجرين في الاستقرار وبدء مشاريع صغيرة مدرة للدخل، أو تمويل تدريبات تكسبهم مهارات جديدة تساعدهم على العيش في مواطنهم الأصلية. وكان هؤلاء المهاجرون وصلوا إلى المغرب فرادى أو في مجموعات صغيرة على أمل الانتقال إلى أوروبا عبر قوارب خشبية تعبر مضيق جبل طارق بين المغرب وإسبانيا، لكن هذه الرحلات المميتة ظلت تؤدي باستمرار إلى غرق معظم هؤلاء المهاجرين، ومن يفلتون من الغرق يلقى عليهم القبض من طرف حرس الحدود والحرس المدني الإسباني، ويعاد ترحليهم. وقالت منظمة الهجرة الدولية إن المهاجرين يتحدرون من الكاميرون ونيجيريا والسنغال وساحل العاج.

ويعيش معظم المهاجرين الأفارقة في أحياء شعبية في الرباط في ظروف ضنك قاسية، وبعضهم يمارس مهنا هامشية، وكثيرا ما يتعرضون إلى الاعتقال من طرف الشرطة، في حين أن بعضهم يعيشون داخل غابات في شرق المغرب قرب مدينتي وجدة والناظور، في ظروف أكثر بؤسا. وقالت آنك ستراوس، إن من بين هؤلاء المهاجرين يوجد قُصّر ونساء حوامل ونساء مع أطفالهن الذين يعاني بعضهم من أمراض مزمنة ومعدية. وأشار إلى المنظمة رحلت من المغرب 3500 مهاجر غير شرعي على مدى سبع سنوات إلى بلدانهم الأصلية، كما قدمت لهم مساعدات جرى تمويلها من طرف كل من سويسرا وبلجيكا، مشيرا إلى أن هذا البرنامج توقف في يونيو (حزيران) الماضي. يشار إلى أن المنظمة الدولية للهجرة تأسست في عام 1951، وهي تهتم بتدفق المهاجرين حول العالم من خلال العمل ضمن برامج مشركة مع الحكومات والمهاجرين لإيجاد حلول مقبولة للمشاكل التي تطرحها تدفقات المهاجرين عبر أنحاء العالم. وانضم المغرب لهذه المنظمة عام 1998، حيث فتحت المنظمة فرعا لها في المغرب لمتابعة أوضاع المهاجرين غير الشرعيين.

وفي موضوع منفصل، قالت وكالة الأنباء المغربية إن جنود القبعات الزرق المغاربة العاملين تحت لواء الأمم المتحدة في إطار عمليات حفظ السلام في ساحل العاج قدموا مساعدات إنسانية لقرابة 149 لاجئا من ليبيريا قرروا العودة طواعية إلى بلدهم. ونسبت الوكالة إلى مصدر أممي قوله إن نحو 149 لاجئا ليبيريا تلقوا مساعدات من قبل أفراد القبعات الزرق المغاربة العاملين في إطار بعثة السلام في ساحل العاج خلال عملية ترحيلهم الطوعية من هناك إلى وطنهم والتي نظمت الأسبوع الماضي من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة. وأضاف المصدر أن القوات المسلحة المغربية أشرفت بالخصوص على ضمان أمن اللاجئين قبل مرافقتهم في مدينة توليبلو (في ساحل العاج) نقطة انطلاقهم إلى ليبيريا. وأشارت مصادر الأمم المتحدة إلى أن عناصر القبعات الزرق المغربية تواصل تقديم مساعدات للاجئين آخرين مرشحين للعودة الطوعية في الأسابيع المقبلة. وينشر المغرب مجوعتين عسكريتين تضمان نحو 1600 جندي ضمن بعثتين لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كل من الكونغو وساحل العاج.

8-10-2012

المصدر/ جريدة الشرق الأوسط

أفاد مصدر رسمي بروما بأن وزارة الداخلية الإيطالية توصلت عبر الانترنت بحوالي 64 ألف و 956 طلبا لتسوية الوضعية القانونية للأجانب العاملين بصفة غير قانونية بالبلاد٬ وذلك قبل أسبوع من انقضاء الأجل المحدد لهذه العملية التي انطلقت في 15 شتنبر الماضي.

ويتصدر قائمة طالبي تسوية الوضعية غير القانونية إلى غاية أمس الأحد على الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي٬ المواطنون المغاربة ب 8573 طلبا٬ متبوعين بمواطني بنغلاديش (8422) والهند (7351) ومصر (6276).

وحسب المعطيات التي نشرتها وزارة الداخلية الإيطالية٬ فإن 38 ألف و917 طلبا تم إرسالها بشكل مباشر من طرف أفراد٬ في حين تم إرسال 23 ألف و 947 طلبا من قبل الجمعيات وأرباب العمل٬ و1955 طلبا من قبل مستشاري قطاع الشغل و137 من طرف الجماعات.

وأشارت نفس المعطيات إلى أن أكبر عدد من الطلبات وردت من إقليم ميلانو (9675)٬ يليه إقليما روما (6864) ونابولي (5852).

وتجدر الإشارة إلى أنه تطبيقا لمذكرة توجيهية أوروبية لسنة 2009 ٬ صادقت إيطاليا يوم سادس يوليوز الماضي على مرسوم قانون ينص على فرض عقوبات صارمة في حق أرباب العمل الذين يشغلون أزيد من ثلاثة أجانب في وضعية غير قانونية وقاصرين تقل أعمارهم عن 16 سنة.

ويفرض هذا النص٬ الذي تم نشره في 31 يوليوز الماضي بالجريدة الرسمية٬ أيضا تشديدا في العقوبات في حق كل شخص يشغل عمالا بصفة غير قانونية وكذا عقوبات إدارية قد تصل إلى 150 ألف أورو٬ بالإضافة إلى غرامة تتناسب مع الكلفة المتوسطة لترحيل كل عامل يشتغل بصفة غير قانونية.

وستستمر عملية تسوية وضعية العمال الأجانب الذين يشتغلون بصفة غير قانونية بإيطاليا إلى غاية 15 أكتوبر الجاري.

وتعود آخر عملية لتسوية وضعية العمال بصفة غير قانونية إلى سنة 2009 ٬ غير أنها لم تشمل حينها العمال بالمنازل والمساعدين المنزليين.

وبحسب المعهد الإيطالي للإحصائيات٬ فإن حوالي 500 ألف مهاجر لا يتوفرون على وثائق الإقامة بإيطاليا٬ مقابل 3,6 مليون مهاجر قانوني.

8-10-2012

المصدر/ عن وكالة المغرب العربي للأنباء

Google+ Google+