في إطار مشاركته السابعة في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، يحتضن رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج في دورة 2015 برنامجا غنيا ومتنوعا؛ فإذا كانت فلسطين هي ضيفة الشرف هذه السنة، فإن برمجة رواقنا خلال هذه الدورة تتضمن أيضا احتفاءً بالمسارات المتضامنة بين المغاربة والفلسطينيين.
بالإضافة إلى ذلك، سيكون لمستجدات تحولات الهجرة في أوروبا مكانها في البرنامج من خلال مواضيع تمسّ قضايا العيش المشترك والتوترات؛ خاصة الهوياتية والقيمية منها، الناتجة عن فشل القدرة على تحقيق هذا العيش.
إن باختياره موضوع "هجرة، تنوع، مواطنة: تحدي العيش المشترك" شعارا لمشاركته في الدورة 21 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، يستلهم المجلس الإكراهات الكبرى التي يواجهها مغاربة العالم في دول الإقامة خصوصا مع تنامي التشنجات الهوياتية والثقافية التي تزيد من إذكاء نارها بروزُ المواقف المتطرفة أيا كان مصدرها؛ وهي تشنجات تؤثر سلبا على الجاليات المغربية المقيمة بالخارج وتزيد من حدة التعقيدات التي تواجهها خاصة في بعض الدول الأوروبية.
إن هذا التنوع يشكل في حد ذاته قيمة مضافة للمجتمعات سواء من الناحية الاجتماعية أو الثقافية ما دام يمنح الفرصة لزيجات متعددة تنبثق منها إبداعات جديدة وتتبلور من خلالها قوة الأفراد والمجتمع الذي يحتضنهم على العطاء المستمر والمثمر. غير أنه يضع الناس في مواجهة تحدٍّ صعب يتمثل في القدرة على التأقلم مع فضاءات العيش اليومي، وقبول الآخر رغم اختلافه، وتجاوز ما من شأنه أن يفرقنا مع الآخر والتركيز على ما يجمع به. إنه تحدي القدرة على العيش المشترك الذي لا يمكن للمرء أن يكسب رهانه إلا باحترام ضوابط وشروط المواطنة الصالحة في المجتمع الذي يحتضنه.
وستكون دورة المعرض لهذه السنة، كما في الدورات السابقة، فرصة لتقديم المؤلفات الجديدة للمجلس أو تلك التي دعمّها.
كما سيستقبل رواقنا عددا من الكُتاب والمفكرين الذين يوجدون في قلب النقاشات المرتبطة بقضايا الهجرة والتنوع والمواطنة والعيش المشترك؛ من خلال إنتاجاتهم الفكرية، وذلك بهدف تسليط الضوء على هذه القضايا البارزة، والتبادل المثمر مع جمهور القراء المغاربة والمشاركة في نقاشات حول آخر أعمالهم الصادرة سواء بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج أو من دونه.
من ناحية أخرى، ستكون هذه المشاركة مناسبة لتسليط الضوء على العناية المولوية السامية بمغاربة العالم، وذلك من خلال معرضٍ للوحات تتضمن عرضا خطيا لأقوال جلالة الملك المتعلقة بهم.
ولا يمكننا ختم هذا التقديم دون الإشارة إلى ان هذه المشاركة ستعرف تكريم المجلس لأمهات المهاجرين المغاربة، وكذا برمجة مخصصة للأطفال التي تتعزز سنة بعد أخرى؛ سواء من حيث جودة الفقرات وكذا من حيث أعداد الأطفال الذين يزورون رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج.
عبد الله بوصوف
الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج
