شارك رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج إدريس اليزمي يوم الإثنين 8 يوليوز في الافتتاح الرسمي للدورة الخامسة عشر للجامعة الصيفية لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج التي ينظمها قطاع المغاربة المقيمين بالخارج بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من 6 إلى 14 يوليوز 2024 بمدينة طنجة.
وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الجامعة الصيفية ذكّر اليزمي الشباب الحاضر بأنهم ينتمون إلى بلد متعدد وله تاريخ عريق وملكية متجذرة، كما أن هجرته تمتد لأزيد من قرن من الزمان على خلاف ما تعتقد فئة من الرأي العام في بلدان الإقامة.
وسلط اليزمي الضوء على أهم محطات تاريخ الهجرة المغربية منذ أواسط القرن التاسع عشر في اتجاه منطقة وهران، مرورا بمشاركة ألاف المغاربة، اغلبيتهم من جهة سوس، في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الجيش الفرنسي لتحرير فرنسا وأيضا من أجل العمل في الحقول والمعامل الفرنسية؛ ونبّه في نفس الوقت إلى مساهمة الهجرة المغربية في تشكيل الثقافة المغربية خلال القرن العشرين سواء في السينما أو الأدب أو الموسيقى، بالإضافة إلى مساهمتها في الحياة السياسية المغربية.
وبخصوص التحولات التي شهدتها الهجرة المغربية أبرز رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج أن حضور شباب من واحد وثلاثين دولة في هذه الجامعة الصيفية يعكس عولمة الهجرة المغربية، التي تتميز أيضا بخاصية التأنيث والتشبيب، وكذا بالحضور القوي للكفاءات العالية التكوين والتي تمثل 20 بالمائة في صفوف مغاربة العالم، مشددا في هذا الإطار على أن التنافس على مستوى الدول الأوروبية من أجل وضع استراتيجيات لاستقطاب الموارد البشرية يطرح على المغرب تحدي الاستفادة الأمثل من الكفاءات التي تزخر بها جاليته.
من جهة أخرى أبرز اليزمي على أن المغرب يعتبر من البلدان الأولى التي وضعت سياسة موجهة إلى جاليتها في الخارج، وأضاف بان هاته الخصوصية تفسر العلاقة القوية التي تجمع مغاربة العالم ببلدهم إلى جانب تجذرهم واندماجهم الكلي في بلدان الإقامة.
وفي هذا السياق تحدث عن الفصول الدستورية المخصصة لمغاربة العالم في دستور 2011، من بينها الفصل 16 الذي يشير إلى هاته الدينامية المزدوجة وينص على أن الدولة "...تسهر على تقوية مساهمتهم في تنمية وطنهم المغرب، وكذا على تمتين أواصر الصداقة والتعاون مع حكومات ومجتمعات البلدان المقيمين بها..."؛ وأضاف اليزمي أمام الشباب المشارك في الجامعة الصيفية على أن "التحدي الكبير الذي ينتظركم وينتظرنا هو كيف نجعل من الجالية المغربية بالخارج جسرا للصداقة والتعاون والتسامح وتنمية قيم حقوق الإنسان".
هيأة التحرير