الأحد، 22 دجنبر 2024 15:57

شهادات مؤثرة في تكريم الفنان الشامل الراحل لحسن زينون

على هامش أنشطته في الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، نظم مجلس الجالية المغربية بالخارج ومنتدى خريجي بلجيكا، بشراكة مع المندوبية العامة والونيا-بروكسل بالمغرب، يوم الأربعاء 15 ماي 2024 بمقهى "لاسين" بالرباط حفل تكريمًا للراقص والكوريغراف والكاتب والمخرج الراحل، لحسن زينون.

عرف هذا التكريم حضور زوجة زينون، ميشيل باريت، وعائلته وعدد من أصدائه وشخصيات من مشارب الفن والثقافة، وبشهادات حملت كلمات مؤثرة لمجموعة من الشخصيات التي استعادت ذكرياتها مع الفنان المثقف وسلطت الضوء على المشاريع الإبداعية التي شاركوها معه، من بينهم على الخصوص رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، ومستشار صاحب الجلالة، أندري أزولاي، ورئيس منتدى خريجي بلجيكا مروان الطوالي، ومديرة معهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي لطيفة أحرار، والناشرة ميشيل ديموت، ورئيسة فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، نائلة التازي.

وتميزت كلمة زوجة لحسن زينون، ميشيل باريت، باستعادة مسار الفنان المغربي بتأثر، وإبراز بعض من صفاته الشخصية النبيلة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على إنجازاته العملية وحبه للفن وللثقافة ونضاله من أجل تعزيزهما، وصولا إلى إقامتها معا لمشروع مدرسة للرقص في الدار البيضاء التي مازالت تحتفظ ببصمته وبفنه وتوصله إلى الأجيال الجديدة. وبهذه المناسبة أنجزت أرملة الراحل ورفيقة دربه رقصة فنية عرفانا وتكريما لذاكرته.

في كلمته خلال التكريم تذكر رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، لحظات الصداقة التي جمعته مع لحسن زينون في مناسبات ثقافية عدة، وكذا جوانب من مسار زينون الذي يندرج ضمن الهجرة الثقافية الغير معروفة كثيرا، "بما في ذلك هجرة الطلبة وهجرة المبدعين الذين شكلوا جزءا أساسيا من تاريخ الهجرة المغربية ولعبوا دورا مركزيا في الحداثة للمغربية"، يضيف اليزمي، داعيا إلى حفظ الذاكرة الفنية للحسن زينون صاحب كتاب "الحلم الممنوع" وتمريرها إلى جيل الشباب.

من جانبه اعتبر مستشار صاحب الجلالة، أندري أزولاي، في كلمته بهذه المناسبة على أن ما كان يربطه بالفنان الراحل لحسن زينون الذي وصفه برفيق الدرب الفريد، هو "النهم الغير منقطع لكل ما أعطته هذه الأرض من قول وثقافة، وحب تاريخ المغرب وثقافته و"القدرة على إقناع الأخرين بالانضمام إلى هذا النادي النخبوي الذي أردنا من خلاله التعبير عن غنى المغرب عبر الثقافة".

ونوه أزولاي في هذا الإطار بخاصية تميز بها زينون هي الهدوء خلال أوقات الشدة، وتدبيرها والتغلب على هاته الشدائد بالابتسامة وليس بالضرورة بالمواجهة.

لقد أجمعت مختلف الشهادات في حق الراحل على "صفات رجل ذي قيم كبرى" بحسب الناشرة ديموت ميشيل؛ والكوريغراف ذو الرؤية البعيدة، والشاعر صاحب الإحساس المرهف وكذا النحات المبعد" كما قالت الصحفية والممثلة فطيم العياشي وهي تروي بتأثر مشاركتها في أحد الأفلام التي أشرف عليها لحسن زينون.

ويعتبر لحسن زينون، الذي رحل مؤخرا عن سن يناهز الثمانين سنة، أول راقص من أصل مغربي يحصل على لقب الراقص النجم «danseur étoile» في أوروبا، ليعود بعدها إلى وطنه حيث سيدخل غمار مسيرة فنية طويلة ومتعددة الأوجه. افتتح الفنان مع زوجته الراقصة ميشيل باريت، سنة 1978، مدرسة للرقص بالإضافة إلى تأسيس فرقة مسرح الباليه زينون، حيث تم وما يزال تكوين العديد من الراقصين، من بينهم ابناهما، جاييس الحائز على الجائزة الأولى في لوزان (سويسرا) عام 1988 وعضو في باليه سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)، وشمس الدين، الراقص في فرقة الباليه الملكية في فلاندرز بأنتويرب (بلجيكا) ثم في باليه الشمال بفرنسا، والذي توفي في حادث سير سنة 2008.

شارك المرحوم لحسن زينون مع شريكة حياته ورفيقة دربه، طموحه في الحفاظ على تراث الفن المغربي، حيث عمل الثنائي باستماتة ومثابرة لتمكين الشباب المغربي من الاستفادة من التكوينات الفنية المتينة. كما قام لحسن زينون بإخراج أربعة أفلام قصيرة وفيلمين طويلين. وقبل تعرضه لوعكة صحية أدت إلى وفاته يناير من هذه السنة، كان في طور التحضير لمشروع فيلم جديد.

وللإشارة فقد قام منتدى خريجي بلجيكا قبل سنة (ماي 2023)، بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج، بإصدار طبعة جديدة ومُحينة لكتاب السيرة الذاتية للحسن زينون، "الحلم الممنوع" (دار النشر مها)، التي تم تقديمها منذ عام تقريبا في الرباط بمناسبة الدورة الأخيرة من المعرض الدولي للنشر والكتاب.

هيئة التحرير

Google+ Google+