الأحد، 30 يونيو 2024 22:14

نقاش حول إشكاليات الأدب والترجمة بين المغرب وإسبانيا في معرض الكتاب

في إطار أنشطة مجلس الجالية المغربية بالخارج في الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، احتضن الرواق المشترك يوم السبت 11 ماي 2024 لقاء حول موضوع "المغرب وإسبانيا: الأدب والترجمة من أجل لغة كونية".

كان الهدف من اللقاء الذي عرف مشاركة الكاتب المغربي المقيم بإسبانيا محمد المرابط، والأستاذ بالجامعة الحرة لمدريد، غونزالو فيرنانديز بارييا، والأستاذة في قسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إشبيلية روسيو روخاس ماركوس، تسليط الضوء على مختلف أبعاد الأدب والترجمة بين المغرب وإسبانيا، الوقوف على واقع نوع الأدب المترجم بين البلدين من أجل استشراف سبل الرفع من وتيرة الترجمات والتقريب بين عناصر ثقافة البلدين.

في هذا السياق أجمع المتدخلون على أهمية الترجمة في جعل النص ينتمي إلى الثقافة التي ترجم إليها وكذا قدرتها على كسر الحواجز بين الأمم والدخول في أدب عالمي، وهو ما يمكن التوقف عليه مثلا "من خلال ترجمة كليلة ودمنة إلى الإسبانية، بحيث أصبحت جزءا من الثقافة الإسبانية"، يقول غونزالو بارييا وهو المدير السابق لمدرسة الترجمة في طليلطة، قبل أن يستعير عبارة للكاتب البرتغالي خوسي ساراماغو قال فيها إن الأدب المحلي يكتبه الأدباء، بينما الأدب العالمي فيكتبه المترجمون.

وفي نفس الاتجاه ذهبت روسيو روخاس ماركوس، التي شددت على أنه لا يمكن معرفة الآخر بدون الترجمات، فأوروبا الحالية لم تكن لتصبح على هذا الشأن لولا الترجمات العربية في العصور الوسطى.

محمد شكري على خطى دون كيشوت؟

محمد المرابط طرح للنقاش مقارنة حضور شخصية دون كيشوت كموروث أدبي إسباني في الثقافة المغربية وغياب شخصية أدبية بهذا الحجم في المخيال الإسباني. وفي محاولة للإجابة عن الموضوع توافق الأستاذان الجامعيان الإسبانيان على أن الشخصية الأدبية المغربية الأقرب إلى الإسبان هي شخصية محمد شكري الذي قرب العوالم المغربية من الجمهور الإسباني بقوة أدبه وبقوة سرده فأصبح محل اهتمام القارئ الإسباني.

فشكري تُرجم للفرنسية قبل أن تتم ترجمته إلى الإسبانية وإيصال أعماله الأدبية إلى الإسبان. وهنا يطرح إشكال أدبي أخر بين المغرب وإسبانيا مرتبط بلغة الترجمة.

فقراءة الأدب المغربي في إسبانيا يمر في جل الأحيان عبر الترجمة من الفرنسية إلى الإسبانية، وهذا أمر حتى وإن كان يساهم، على الأقل، في إيصال الأعمال المغربية إلى الجمهور الإسباني لكنه قد يغير من بعض مضامين الثقافة بحسب المترجم.

يرى غونزالو بارييا في هذا الإطار أن أغلب الأدباء المغاربة المترجمين للإسبانية هم من كتبوا بالفرنسية على الرغم من أن أكثر الكتابات في المغرب بالعربية، معتبرا أن الأمر مرتبط ربما بسهولة الترجمة من الفرنسية إلى الإسبانية مقارنة بالترجمة من العربية نحو الإسبانية التي تبقى أكثر تعقيدا وأكبر تكلفة.

لكن روسيو روخاس ماركون، تضيف فكرة أخرى في هذا السياق مرتبطة بمكانة إسبانيا القارية، والتي تجعلها توجه منظورها الثقافي نحو البلدان الأوروبية أكثر من اهتمامها بالمغرب، وتفضل ترجمة أعمال مغربية انتشرت في فرنسا على أعمال قادمة من المغرب.

أما محمد المرابط فقد خلص إلى أن الصعوبة قد تكمن في صعوبة الترجمة من العربية نحو الإسبانية، لأن الأمر يحتاج أيضا لفهم الثقافة، وبالتالي فمسألة الاعتياد على ترجمة الأعمال من الفرنسية تكون أسهل في إسبانيا.

ماذا عن الكتاب من أصل مغربي في إسبانيا؟

وعن حضور الكتاب المنحدرين من الهجرة المغربية في إسبانيا في الساحة الثقافية، يرى غونزالو بارييا أن مجلس الجالية المغربية بالخارج يمكنه التعريف بالكتاب المنحدرين من الهجرة المغربية في إسبانيا وتقريبهم من الكتاب المغاربة.

فهؤلاء الكتاب من أصل مغربي باللغة الإسبانية برزوا في العقدين الأخيرين في إسبانيا، ويتميز أدبهم في المرحلة الأولى بالاهتمام بقضايا الهوية والجذور وقضايا الاندماج في بلد الاستقبال، لكنهم سرعان ما "يتحرروا" من هاته المواضيع ويخوضون في مواضيع أخرى.

تعلق روسيو روخاس على هاته المسألة بأن الأمر مرتبط بطبيعة الأدب في حد ذاته وهو تطور طبيعي. فأي عمل أدبي يسعى كاتبه في البداية إلى شرح وضعه داخل المجتمع الجديد.

إلا أن محمد المرابط، صاحب رواية "التخلي عن الطاقة الشمسية" ورواية "شتاء طيور الحسون" كان له رأي أخر عندما قال إنه ككاتب مغربي في إسبانيا لا يعرف مسبقا حول ماذا سيكتب ولا تكون المواضيع في البداية واضحة بالنسبة إليه. "انا اكتب في بحث مستمر عن الموضوع".

هيئة التحرير

Google+ Google+