شكل موضوع الرهانات الهوياتية للشباب المغربي في هولندا محور مائدة مستديرة احتضنها رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج في إطار مشاركته في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء.
بحسب الأكاديمي المغربي في هولندا، حميد المذكوري، فإن الهوية شيء متحول ومركب يتطور مع تطور الإنسان وظروفه، بينما يجب الاهتمام أكثر بالمواطنة التي تفرض تحمل المسؤولية في المحيط بغض النظر عن الأشخاص والاكتفاء فقط بالتعامل مع الآخر أساسا من خلال إنسانيته.
وهو الأمر الذي اختلف معه أستاذ اللغات والثقافات بجامعة تيلبورغ الهولندية، عبد الرحمان العيساتي، الذي اعتبر خلال مداخلته بأن الشباب المغربي في هولندا يعيش أزمة حقيقية مرتبطة أساسا بالهوية، مبرزا أن الجيل الثاني من مغاربة هولندا يعيش في معزل تام عن كل ما هو مغربي، خلافا للأتراك مثلا الذين لا يترددون في التعبير عن انتمائهم وفرض وجودهم في هولندا حتى على الهولنديين أنفسهم.
من جانبها اعتبرت عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج، نادية بوراس، أن الجيل الثاني من المغاربة في هولندا يتعرض لضغط كبير، نظرا إلى الصور المتداولة عليهم في وسائل الإعلام على أنهم مصدر جميع المشاكل.
وترجع الباحثة في تاريخ الهجرة المغربية في هولندا ذلك إلى أواخر الثمانينات حيث ارتفعت نسبة البطالة في صفوف المهاجرين المغاربة في هولندا، وارتفعت بالموازاة مع ذلك نسبة التجمع العائلي في إطار أسر كبيرة.
أما الدبلوماسية الهولندية السابقة بيترا نيستينين، فقد تطرقت في مداخلتها إلى ظاهرة رفض الآخر التي يعرفها المجتمع الهولندي بصفة عامة، والتي زادت حدتها ضد المهاجرين المغاربة بصفة خاصة بعد مقتل المخرج الهولندي فان غوخ، وهو ما أدى إلى بروز بعض أحزاب اليمين المتطرف مثل حزب الحرية الذي يقوده خيرت فيلدرز، والذي يحاول تركيز جميع الإشكاليات التي يعرفها المجتمع الهولندي في "المشكل المغربي".