الإثنين، 25 نونبر 2024 11:51

علي أوعاس .. مغربيّ اختار ارتداء بذلة المحاماة بالأراضي المنخفضة

الإثنين, 18 يوليوز 2016

يشكّل مسار علي أوعاس، الهولندي المغربي ذو الـ45 عاما، نموذجا لما تدرّج عليه أبناء عمّال مهاجرين بسطاء من أجل التّموقع في مكانة أفضل من تلك التي تواجد بها الرعيل الأوّل من الجالية المغربيّة بهولندا؛ فأوعاس آمن بأنّ التطوّر الإيجابيّ مطلوبة مواكبته لتوالي الأجيال، مثلما أيقن بأنّ الرهان على الأخذ بزمام المبادرَة يبقى مربحا أكثر من أيّ خيار آخر يُتاح.

لمّ شمْل

لم يعش علي أوعاس فوق التراب المغربيّ إلاّ خلال السنوات العشر الأولى من عمره، فالرجل الذي رأى نور الحياة أوّل مرّة بمدينة الناظور سنة 1971، اضطرّ إلى مغادرة منطقة الريف سنة 1981، بمعيّة أسرته الصغيرة، من أجل الالتحاق بأبيه الذي كان قد انخرط في تجربة هجرة اقتصادية قبل 16 عاما من تلك الخطوة.

"ارتأى والدي، وهو المستقرّ بهولندا منذ 1965، أن يجمع شمل الأسرة بعدما أيقنّ أن هجرته لا ترتبط بمدَى زمنيّ يمكّنه من تجميع قدر من المال ثم يعود إلى الوطن"، يقول علي قبل أن يسترسل: "وصلنا إلى هولندا دون الاستعداد لذلك بشكل مسبق، إنّما سعادتنا كانت بالغة ونحن نوفر لأنفسنا سقفا يضمّنا جميعا".

اندماج صعب

يستجمع أوعاس ذكرياته التي تعود إلى بدايات ثمانينيات الألفية الماضية كي يشدّد على أن صعوبات وازنة قد طالت حياته بعدما تحقق تنقله الطفوليّ من المغرب إلى هولندا. ويشرح: "كان القدوم خلال شهر فبراير من سنة 1981، وما زلت أحسّ بالبرد القارس الذي كان أول مستقبل لنا في الأراضي المنخفضة، ليكون الطقس أول تحدّ وجب علينا تخطّيه في بيئة عيشنا الجديدة".

ويضيف علي أوعاس عن الفترة ذاتها: "لم يكن هناك مغاربة في محيطِي، ووجدت راحتي في مصاحبة أقراني الأتراك، كما أنّ عدم إتقاني للهولنديّة أذكى محنة تحقيق الاندماج"، وزاد: "بالمراس تحقق تعلمي للسان الهولنديّين مدعوما من طرف والدي، وقد كان ذلك مفتاح اندماجي دراسيا واجتماعيّا، بينما مرحلة تعلّمي مرّت بشكل عاد جدّا إلى أن تحصّلت على الباكلوريا".

عمل وتعلّم

اضطرّ علي أوعاس، بسبب الموارد الماليّة المحدودة لوالده المشتغل عاملا في مصنع، إلى المزاوجة بين إقباله على العمل وإتمام دراسته الجامعيّة، محققا بذلك رغبته في توفير مستلزماته باستقلال عن ذويه، من جهة، والمساهمة في دعم أسرته ماليا، من جهة ثانية، زيادة على تحقيق رغبته في مواصلة التحصيل الدراسيّ.

"اخترت دراسة العلوم القانونية متخصصا في تشريعات الشغل والشركات، كما أنني مارست، بالموازاة مع دراستي، عددا من المهن. وهذا ما جعلني لا أتخرّج إلاّ بعد مرور ستّ سنوات من دخولي مؤسسة التكوين العالي. وما زلت أتذكّر إحدى التجارب التي خضتها بالعمل لصالح إحدى شركات الطيران؛ حيث كنت أخصص 20 ساعة للاشتغال، ثم أغيب لـ20 ساعة أخرى أخصص غالبيتها للدراسة قبل أن أعاود الالتحاق بالعمل"، يقول الهولندي المغربي نفسه.

تشغيل ذاتيّ

يعلّق علي أوعاس عن مرحلة ما بعد تخرجه من دراسة العلوم القانونيّة بالتنصيص على أنّه ولج غمار الأداء السياسي بمدينة هارلم الهولنديّة لمدّة عادلت ستّ سنوات، قبل أن يبصم على إياب صوب مجال تخصّصه. ويفسّر: "حاولت الولوج إلى مهنة المحاماة من خلال الالتحاق بأي من المكاتب المتوفرة، كان ذلك قبل 10 سنوات من الآن، لكنّني لم أُقبَل، فقرّرت أن أشغّل نفسي بإنشاء مكتبي الخاصّ في هارلـم".

ويضيف المحامي عينه: "حصلت على دعم صديق هولنديّ شاركني الانطلاقة مثلما شاطرني النجاحات. لقد تحقق النموّ لكلينا في كل خطوة قمنا بها. وبحلول العام 2014 دخلت في شراكة مغايرة مع صديق يقاسمني الأصول المغربيّة؛ إذ افتتحنا مكتبا في هارلم وآخر بأمستردام، وفريق عملنا يتألف من 11 محاميا ومحاميّة حتّى الآن".

أحلام وتحدٍّ

بمجرّد استفساره عن تقييمه لمساره المهنيّ، يعلن علي أوعاس رضاه، ويبرّر: "نجحت في كفاحي من أجل تأسيس مكتبي الخاصّ، وأتحت فرصة لأناس كثر من أجل الاشتغال، والعمل آخذ في النموّ كمّا ونوعا. هذه أمور تجعلني راضيا جدّا عن مسيرتي التي لا تزال مستمرّة للبصم على تحقيق أحلام تعتريني نحو ما هو أفضل. بدء من افتتاح مكتبين إضافيين للمحاماة بمدينتي لايليستات وألمير في هولندا".

واستنادا إلى تجربته في الهجرة، التي تمتدّ على مدى 35 عاما بين الناظور وأمستردام، يقول أوعاس إن الراغبين في تحقيق ما يصبون إليه، سواء كانوا بالمغرب أو هولندا، أو بأيّ من أراضي المعمور، عليهم أن يتحلوا بالإصرار على حساب التخوفات. ويواصل عليّ: "يجب أن يؤمن الإنسان بقدراته دون اعتماد كلّيّ على الآخرين، كما أن عليه تلافِي ربط خطواته الفاشلة بممارسات الأغيار. من أراد النجاح فسوف يجد الفضاء الملائم لأجل تحقيقه، والبحث المتواصل في الحياة يمكّن المرء من اكتشاف المسار الصحيح. أمّا بخصوص الولوج إلى أسواق العمل، فأنا أوصي، بناء على تجربتي الشخصية، بإيلاء عناية للتشغيل الذاتي".

عن موقع هسبريس

فيضانات إسبانيا

فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق...

01 نونبر 2024
فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق المتضررة

تتعبأ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال خلية الأزمة المركزية، وكذا المصالح القنصلية المغربية بالمناطق الإسبانية المتضررة من الفيضانات، من أجل تقديم المساعدة للمغاربة المقيمين بالمناطق...

Google+ Google+