الأحد، 30 يونيو 2024 17:20

 "معرفة وآراء" زاوية مفتوحة في وجه الباحثين والمختصين في قضايا الهجرة ومتعلقاتها لعرض آرائهم ووجهات نظرهم وفتح باب النقاش بخصوص مختلف الأسئلة المتصلة بهذه القضايا..

"معرفة وآراء" أفق لبناء حوار هادئ ومسؤول قادر على بلورة مقاربات تتسم بالعمق والدقة والصدقية.

خالد اليملاحي يروي مأساة "باتيه سابالي" في رواية "نصب تذكاري في البندقية"

شكل تقديم كتاب " استحضار نصب تذكاري في البندقية" لخالد اليملاحي" (دار الحضور الأفريقي، 2023) بالرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج يوم الجمعة 17 ماي 2024 ، فرصة للتعرف على نموذج آخر من الكتاب المنحدرين من الهجرة المغربية في فرنسا.

فقد جمع الكاتب خالد اليملاحي ابن مدينة الرباط الذي ذهب إلى فرنسا من أجل استكمال مساره الدراسي في الهندسة، بين الكفاءة المهنية في مجال اشتغاله، وبين شغف الكتابة والتأليف. شغف سكنه منذ الصغر بفضل وسطه الأسري الذي جعله في تواصل دائم مع الكتب والثقافة، وشكل عنده في سن مبكرة عادة القراءة للكتاب العرب كجبران ومنيف والكنفاني، ومكنه من اكتشاف عوالم الثقافة الفرنسية عبر المؤلفات والأشرطة السينمائية التي كان يكتريها من المعهد الفرنسي بالرباط.

في هذا اللقاء المندرج ضمن المعرض الدولي للنشر والكتاب، استطاع الفاعل الثقافي ومنسق العديد من المعارض الدولية، يونس أجراي، استفزاز ذاكرة خالد اليملاحي لإعادة رسم مسار كاتب شاب من مغاربة العالم.
لقد دفع عشق الكتابة خالد اليملاحي إلى اختيار دراسة الأدب في باريس بعد استكمال دراسته الهندسية وولوج سوق الشغل، "في النهار كنت اشتغل مهندسا واعود لاشتغل في الآداب ليلا"، يستعيد خالد اليملاحي، الذي يحكي من خلال مساره الهجروي أيضا الاختلاف بين العوالم الفرنسية والأنجلوساكسونية باعتراره درس في جامعات إنجليزية وبريطانية، خصوصا في التعامل مع الشباب الذي يجد في العالم الأنجلوساكسوني المساواة والإشراك والحوار المستمر على خلاف العلاقة الاستعلائية في الجامعات الفرنسية.

وعن روايته الأخيرة المعنونة ب" استحضار نصب تذكاري في البندقية" يقول اليملاحي إنه لم يختار موضوع الرواية بل الموضوع هو من وجد الطريق إليه، وأراد من خلال هاته الرواية الحديث من القصة الواقعية لغرق شاب مهاجر غامبي في نهر مدينة البندقية الإيطالية والصدمة التي خلفتها لدى الكثيرين عبر العالم، بحيث لم يجد الكاتب الشاب من وسيلة للتفاعل مع هاته المأساة أفضل من الكتابة.

بالنسبة للكاتب فقد شكل غرق باتيه سابالي تحت أنظار جميع زوار "فينيزيا" الذين شاهدوه وهو يرمي بنفسه في القناة في عز البرد، وأيضا وهو يغرق، صدمة وفشل جماعي، خصوصا أمام الاحتقار ولامبالاة هاته المدينة التي استمرت في الحياة بشكل طبيعي وهي تتفرج على شاب يلفظ أنفاسه الأخيرة، في إنكار تام للأخر.

فرواية خالد اليملاحي كتبها في قالب يمزج بين عدة أجناس أدبية كالقصة والتحقيق والشعر، وغايته في ذلك من هو أن الرواية والأدب عموما لا يمكن أن يعطي بالضرورة إجابات عن كل شيء، وبالتالي فهو أراد ترك جوانب مظلمة ومبهمة من حياة المهاجر الغامبي، يقول الكتاب، مؤكدا أنه أقحم في الرواية قصصا أخرى لمهاجرين ولاجئين قادمين من غامبيا تكريما لهم ولباتيه سابالي.

مختارات

Google+ Google+