يمكن اعتبار كتاب "الإسلام في أوروبا: أي نموذج؟" أحدث الإصدارات العليمة التي تُعنى بتأمل واقع الإسلام والمسلمين في القارة الأوروبية، بحكم أنه صدر منذ بضع أسابيع فقط، هنا في الساحة المغربية، ولو أنه في الواقع عبارة عن تجميع لمجمل المداخلات التي ميزت أشغال الندوة الدولية المنظمة من قبل مجلس الجالية المغربية بالخارج، بالدار البيضاء، يومي 20 و21 يونيو 2009. (صدر الكتاب عن منشورات (de la Croisée des chemins)، ط 1، 2012، الدار البيضاء، وجاء موزعا على 251 صفحة.
تفرعت فصول العمل على أربعة أقسام تحت العناوين التالية: "جغرافية الإسلام في أوروبا"، حيث نطلع على مشاركة أليسّاندمور فيراري، جوسلين سيزاري، هانك فروم وبريجيت مارشال)؛ "الإسلام الأوروبي وإشكالية المرجع" (خالد حاجي، رود بيترز، أليكس سيغليرس غوميس ـ كينتيرو، فرانك فريغوزي، فرانسيس ميسنير، جاك ريفلي وخيما مارتين مونيوث)؛ مائدة مستديرة حول "المرجعية والممارسات لدى النساء والشباب المسلمين في أوروبا" (إريك جوفروا، ناتالي كاكبو، وختيمة بوراس)؛ وأخيرا، "السياق الأوروبي والنموذج المغربي" (عبد الكريم عكيوي وعبد الحميد العلمي).
افتتحت مداخلات هذا العمل عبر كلمة عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، مشيرا بداية إلى هذه الندوة الدولية، تروم على الخصوص طرح أسئلة حول مدى قدرة الإسلام والمسلمين على التأقلم مع الواقع القانوني أو المحيط الثقافي الديني الأوروبي الذي لم يسبق لهم أن عاشوا فيه، باعتبار أن الإسلام كان دائما يعيش في محيط إسلامي ذي أغلبية إسلامية، أما الآن فإنه يعيش في محيط باعتباره أقلية، وبالتالي، مهم جدا الانكباب على نطرح أسئلة تتعلق بمدى قدرة الإسلام على إبداء الأجوبة الواضحة على الأسئلة الجديدة المطروحة عليه في هذا المجتمع بكل خصوصياته القانونية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية.
ومن بين الأسئلة التي انصبت عليها أشغال هذه الندوة الدولية، مدى قدرة المسلمين على معرفة الواقع الذي يعيشون فيه، حيث اتضح في خلاصات ندوة دولية سابقة نظمها مجلس الجالية في فاس، وتطرقت لإشكالية الوضع القانوني للمؤسسات الإسلامية في أوروبا، أن هناك نقصا كبيرا في معرفة الواقع الذي نعيش فيه بكل أبعاده وخلفياته الدينية والتاريخية والسياسية، مما يتطلب، يضيف بوصوف، الاستفسار عن مدى قدرة المسلمين على معرفة الذات الإسلامية بكل أبعادها الدينية والتاريخية، ومدى قدرتهم على رسم الحدود داخل هذه الذات، بين ما هو مقدس وبين ما هو إنتاج بشري قابل للتغيير والتطوير وإعمال النظر.
من الكلمات المفاتيح التي ميّزت مداخلة بوصوف، وربما ميّزت خلاصات اللقاء العلمي، أن مسلمي القارة العجوز، معنيون ــ حتى لا نقول مطالبون ــ بأن يتصرفون اليوم بعقلية المشارك في بناء الحضارة الإنسانية الذي يتفاعل مع الآخرين من أجل البناء الإنساني، أي بعقلية المشارك الذي لا يملك الحقيقة المطلقة، وإنما بتعاونه مع الآخرين يمكن أن يقترب وأن يصل إلى الحقيقة المطلقة، لأن لا أحد منا يملكها منا يملكها بمفرده.
الدين لم يمت في أوروبا
ولأنه يصعب اختزال مجمل ما صدر عن جميع المتدخلين والمشاركين في أشغال هذه الندوة الدولية، فقد ارتأينا التركيز عبى ثنايا بعض المداخلات، دون التقويم أو التقليل من أهمية باقي المداخلات بالطبع.
نبدأ بالذي جاء على لسان أليسّاندمور فيراري، الأستاذ بجامعة إنسوبريا الإيطالية، ويرى أن الدين لم يمت في أوروبا، وأننا نعاين اليوم ما يصفه بالبناء الصامت لنموذج هجين مشترك، والأمر أشبه بثمرة تقارب مختلف النماذج الوطنية، حيث يبدو أن أنظمة أوروبا الجنوبية الكاثوليكية، الموقعة على معاهدة مع البابوية، والأنظمة الانفصالية بالوسط والشمال والأنظمة القائمة على حضور كنيسة للدولة أو كنيسة سائدة مثل الملكيات الاسكندنافية واليونان الأرثوذكسية تتفق على نموذج يتميز بسمو الحرية الفردية واستقلال المعتقدات الدينية والتعاون الانتقائي بين المؤسسات العمومية والمجموعات الدينية.
كما وَجّه فيراري الدعوة إلى المجموعات الدينية (بما في ذلك الأقلية الإسلامية)، بأن تجعل أصواتها متناغمة مع السمفونية الأوروبية الكبرى، وأن تعمل جاهدة على أن تجد في مصادرها المؤسسة ما يجمعها في توافق مع الفاعلين الاجتماعيين الآخرين، وهو وحده الكفيل بإضفاء المشروعية على العمل العمومي للأديان؛ فالحقوق الوضعية يضيف فيراري، تحمل معها إذن من بعض الجوانب الحرية الوضعية إيشياه برلين، أي حرية التفكير على شاكلة ما تطلبه الأغلبية.
أما جوسلين سيزاري، إحدى الأسماء الغربية التي انخرطت منذ عقد ونيف في تقييم واقع الإسلام في الغرب بشكل عام، واشتهرت على الخصوص بكتابها "هل يجب التخوف من الإسلام" (صدر سنة 1997)، فاعتبرت أن الوضع الاجتماعي والمدني للدين يُشكل (ضمن عوامل أخرى بالطبع) عاملا حاسما في مسلسل اندماج المسلمين في بأوروبا، من منطلق أن اللائكية الأوروبية كانت تعني دائما أن تفاعلات السلطة السياسية مع المؤسسات الدينية كانت محايدة، مضيفة أن الإسلام الأوروبي مطبوع أيضا بتعدد الوضعيات والظروف التي تعكس الخصائص السياسية والثقافية لمختلف البلدان الأوروبية، أكثر مما تعكس طبيعة الإسلام الواحد. ومن المدهش، كما تلاحظ سيزاري، أن نلاحظ أن قدوم المهاجرين المسلمين قد فتح في كافة أرجاء أوروبا نقاشا كنا نعتقد أنه أغلق من قبل هو: "العلاقة بين الدولة والأديان". (وواضح أنه نقاش الساعة في المجال التداولي الإسلامي برمته، وليس في المجال التداولي الغربي/الأوروبي وحسب).
أما أهم خلاصة مداخلة سيزاري، بخصوص مستقبل للمسلمين في أوروبا، فلا تخرج برأيها عن ثلاثة سيناريوهات مُمكنة: القبول أو التجنب أو المقاومة، مؤكدة أن هذه المواقف الثلاثة الممكنة تُجسد خلفية تعدد الخطابات والأعمال باسم الإسلام، وتُبين أن هذه الخطابات تستهدف المسلمين أو غير المسلمين. ويعني القبول أن المسلمين يقبلون الخطاب السائد مرفوقا بفقدان للذاكرة الثقافية وبرغبة قوية في الاستيعاب، مؤكدة أن هذا التوجه يبقى هامشيا بين صفوف المسلمين المهاجرين؛ في حين يحل التجنب إلى سلوكات أو إلى خطابات تحاول فصل المجتمعات الإسلامية عن البيئة غير الإسلامية، من خلال بلورة على سبيل المثال، استعمال طائفي للمعتقدات الإسلامية؛ أما المقاومة، فتعني رفض الوضع القانوني الممنوح للإسلام في السياسات والخطابات السائدة، موضحة أن المقاومة ليست عنيفة بالضرورة، بحيث يمكن أن يتعلق الأمر مثلا باعتماد وجهة نظر تتعارض مع وجهة نظر الخطابات السائدة وإنتاج أدبيات غزيرة تشتغل بمثابة تمجيد للإسلام.
بالنسبة لهانك فروم، الأستاذ بالجامعة الحرة لأمستردام، فقد وَجّهَ رسالة صريحة إلى الفقهاء المسلمين المقيمين في القارة الأوروبية، معتبرا أن هؤلاء معنيون بأن يتعاملوا مع الجيل السابق ومع الشباب المسلم الفقير الذي يعيش بالضواحي المهمشة، ومع الأميين والمتعلمين والمثقفين والمهنيين جميعهم. إذ يجب أن ينتظر الإمام حتى يأتي الناس إلى المسجد، وإنما يتعين عليه أن ينظم مجتمعا مسلما في ظل أغلبية غير متدينة، ومضيفا أنه لم يعد مُمكنا للفقهاء المسلمين أن يستمروا في الاعتماد على رعاية الدولة، بل يجب عليهم أن ينظموا أنفسهم ويتحملوا مسؤولياتهم في أوساط المسلمين وداخل المجتمع ككل.
نأتي لمداخلة بريجيت مارشال، أستاذة ومديرة المركز متعدد التخصصات لدراسات الإسلام في العالم المعاصر، بالجامعة الكاثوليكية للوفان ببلجيكا، ففي معرض فهم التطورات على نحو منهجي أكبر، اعتبرت أنه يجب دراسة ثلاث معاينات وآفاق شاملة في الحقبة الراهنة دراسة دقيقة، وهي: تعددية الاتجاهات؛ الطابع المتغير للثقل الخاص بكل واحدة من الحركات؛ وبروز استقطابات جديدة تخترق الحركات من الداخل.
وتضيف مراشال، أن القوة والوزن النسبي للحركات يتغيران في الزمان، علما بأن المصالح والرهانات تطرأ عليها تعديلات، معتبرة أن ما كان يهيمن في أوروبا السبعينات هو إسلام تقليدي، قائم على التقوى حتى وإن ظهر، على العموم، بأن المعطى الديني ظل آنذاك محدودا في الدائرة الخصوصية بل وكان أقل رسوخا. وفي الثمانينات لوحظ بروز إسلام دعوي يشدد على الممارسة ويقدم مجموعة من المعالم المعيارية المتعلقة بالسلوك وكان ممثلا أساسا بجماعة الدعوة والتبليغ. وقد ظلت هذه الأخيرة ذات وزن داخل المجموعات الهند باكستانية والمغاربية إلى غاية منتصف التسعينات. ولوحظ بموازاة ذلك استقرار محصور نسبيا لشبكات إسلامية جاءت لتنافس الإسلام التقليدي وقد كان اهتمامها منصبا على الخارج بشكل خاص. وفي التسعينات بدأ مجموع الجالية المسلمة يتحسن آثار الدعاية الموسعة لصالح الشعارات الإسلامية التي تعدت محيط شبكات المنفيين السياسيين والطلاب.
ستة أنماط من التدين الإسلامي في الغرب
ومن بين أهم أنماط التديّن الإسلامي التي توقفت عندها الباحثة، نجد أنها أحصت ستة اتجاهات كبرى:
هناك في المقام الأول، إسلام تقليدي مصبوغ بالتقوى، ويبدو أحيانا أن تشجيعه قد أصبح رهانا حقيقيا بالنسبة لبعض الدول الأصلية، وذلك راجع إلى اعتبارات سوسيو-اقتصادية- سياسية ثم دينية، ولا يتعلق الأمر فقط بالاحتفاظ بوشائج الارتباط بالبلد الأصلي قصد تقوية وزنه في نفوس المهاجرين المقيمين في البلدان الأوروبية، ولكن أيضا بهدف التشجيع على إيجاد بديل للتأويلات النصية للدين؛
وهناك ثانيا النشاط النضالي الإسلامي بمختلف أشكاله، والإحالة بالطبع على مختلف أطياف التيار الإسلامي الحركي؛
وهناك في المقام الثالث، الحركات الدعوية التي تتعاطى على الخصوص لتمجيد أفعال الحقبة النبوية؛ والإحالة خصوصا على جماعة الدعوة والتبليغ؛
وهناك في المقام الرابع، الطرقية الصوفية، واعتبرت في هذا الصدد أنه بالرغم من "جاذبية" التصوف لدى الأشخاص الباحثين عن المدد الروحي، لكن الظاهرة يجب قراءتها أيضا باعتبارها أداة للمقاومة الاجتماعية للفردانية السائدة أو كسبيل لاستعادة مرح العالم.
وهناك في المقام الخامس تأسيس قطب لـ"مسلمين لائكيين"، عازمين على إسماع صوتهم؛
وأخيرا، تُسجل بريجيت مارشال عزم تنظيمات، أقلية من حيث العدد، إثبات ذاتها من غير عقد واعتبارها بدعة من قبل الأغلبية السنية: العلويون، والبهائيون، والشيعة إلخ.
أما خالد حاجي القلم المغربي الرصين المقيم في فرانكفورت، ومؤلف كتاب "من مضايق الحداثة إلى فضاء الإبداع"، فاعتبر أن المسلمين، كغيرهم من أهل الديانات والعقائد الأخرى، هم كذلك في حاجة إلى إصلاح يخرجهم من جملة المآزق التي تضيق عليهم أفق الإبداع في الكون، لكن شرط نجاح هذا الإصلاح أن يأتي استجابة لحاجة ذاتية وأن يكون مطلبا محليا مستساغا، لا مطلبا مجردا مستهجنا. كما أن الحديث عن "إصلاح الإسلام" يستدعي بيئة فكرية تغلب روح الحكمة وتشجع على الالتزام بآداب الحوار وبأخلاق التناظر والتفاكر، أخلاق "لجم الذات" بتعبير ميشل سير، أو "أخلاق في منتهى الاستعداد لاستقبال حقيقة واردة من الخارج".
وفي هذا الإطار لا يشك حاجي في أن التمكين من الثقافة والتاريخ والأفكار والأساطير والآداب والفنون الأوروبية سيرفع الجاهزية الثقافية والفكرية للمسلمين المقيمين في الغرب، ويجعلهم أكثر قدرة على التنظير للعلاقة بين الديني والسياسي، كما سيُكسِبهم قدرة على التمفصل مع المجتمعات الأوروبية وعلى الانخراط بفعلهم السياسي في السياق الأوروبي، مؤاخذا على العقل الإسلامي كونه استطاب خطاب الأفول الحضاري وسقوط الغرب وتدني الأخلاق فيه، ومضيفا أن من أهم مآزق هذا النمط من التفكير، كونه فَوّتَ على هذا العقل إدراك الطبيعة الحقيقية لعلاقة المسلمين بالغرب: إذا صح أن المسلمين في الغرب يمثلون كتلة روحية منعزلة عن السياق الحضاري الذين يحيون داخله، فهذا معناه أن علاقتهم بالغرب هي علاقة صدام بين كتلة روحية متجانسة وكتلة مادية موحدة، يضيف حاجي.
واختتم خالد حاجي مداخلته القيمة بالتأكيد على أن الجمع بين الحداثة و"ما بعد الإسلام السياسي" قد يسعف في بلورة منطق ثالث يسمح بفتح فضاء تثاقف وتمفصل بين المسلمين والغرب، دون أن يكون معنى ذلك أن باب التفكير في تغيير الثوابت والأصول التي تنبني عليها المدنية في الغرب قد فتح أمام المسلمين. فكما لا يخفى، فإن الحضارة الغربية وصلت إلى صيغ مخصوصة بها والتوليف بين الديني والسياسي بعد قرون من الصراعات الدامية، فإنه أمام تراجع الشأن الديني (le fait religieux) في السياق الحضاري الغربي، انتصبت سلط جديدة في مقابل سلطة الكنيسة، من قبيل السياسي، وسلطة المعرفي، وسلطة الفني، وسلطة الإعلامي، وارتضيت العلمانية في هذا السياق صيغة لإدارة الصراع بين هذه السلط مجتمعة: متى ما وعى المسلمون في أوروبا السياق الحضاري الذي هم فيه منخرطون، وجب أن يحصل لهم الوعي كذلك باستحالة رفع سلطة الديني فوق السلط الأخرى دون المساس بالثوابت الضامنة لاستقرار المجتمعات في الغرب.
أما الباحث فرانك فريغوزي، مدير البحث بالمركز الوطني للبحث العلمي (C.N.R.S)، باستراسبورغ، فسوف نكتفي بالتوقف عند أهم خلاصات مداخلة الهامة، وجاء فيها أن أشكال تعبئة المسلمين في أوروبا تشهد على تعدد في كيفية تصور الانتساب إلى الإسلام والارتقاء به والدفاع عنه واستعماله وفق استراتيجيات لرفع مطالب أو لتقديم احتجاجات، ووِفق أنماط من منطق المصالح تكون أحيانا متنافضة.
ويضيف فريغوزي أن هذا التعدد يعكس الصعوبة المتواتر والمتمثلة في عدم الحديث عن الإسلام الأوروبي إلا في صيغة المفرد، وعدم النظر إلى مسلمي أوروبا إلا باعتبارهم يشكلون مجموعة متجانسة، هناك في معيشهم اليومي، حيث يبذل أغلبهم مجهودا كبيرا ليقدموا لنا الدليل على أن التنافر هو القاعدة وأن التجانس هو الاستثناء.
من مرجعية العمل التزكوي، تدخل الباحث إريك جوفروا، الأستاذ بجامعة استراسبورغ، وأشار بداية إلى أن انحلال الثقافة الإسلامية منذ حوالي الخامس عشر ــ ومعلوم أنها ظاهرة يتفق عليها كل المؤرخين ــ أدى إلى هيمنة المحلي على الكوني أو إلى ما هو أسوأ: تحول الكوني إلى محلي.
ويضيف جوفروا، أننا نُعاين الأوساط المسلمة الأوروبية المعاصرة، ضغوطا جليّة للمجموعات الأصلية واستمرار المذاهب الامتثال القديمة ونوعا مما يصفه بـ"النفاق الديني"، وهو أمر مرده، من وجهة نظره، إلى وضع ما هو ثانوي قبل ما هو أساسي، مثل أولئك النسوة اللائي يرتدين الحجاب في حين أنهن لا يؤدين الصلاة. وتنتشر فوق الأرض الأوروبية سلوكات قبلية وفيودالية وزبونية في حين ينبغي أن تكون الثقافة الإسلامية الأوروبية الجديدة عاملا ينشر التحرر والحرية الداخلية.
كما يخلُص المتدخل إلى أن المسلمين يطالبون بهويتهم من خلال منتوجات ثقافية أو مادية من شأنها أن تحمل علامة إسلامية، وأنه إذا أدمجنا الطابع الكوني للإسلام فإن كل شيء يصبح إسلاميا، أو لا يكون أي شيء إسلاميا. وعلى سبيل المثال فإن الفن أو الموسيقى التي تصبو نحو الجمال تطابق في ذاتها أخلاق الإسلام، حتى وإن لم تكن لها أية علاقة مع ثقافات العالم الإسلامي. ففي سياقنا المتسارع للعولمة، سيتم استبطان المعالم أكثر فأكثر لأن قدرة الأشكال الخاصة على المقاومة، المحلية ستصبح ضعيفة أكثر فأكثر. وآنذاك سيتأكد بكيفية جذرية لا مراء فيها، دور الروحانية، ذلك أن هذا البعد "العمودي" سيظهر بطلان الإيديولوجيات، سواء أكانت سياسية او مجتمعية أو دينية، والباحث هنا منسجم تماما مع مرجعيته في النهوض أو التقويم، وهي مرجعية تقوم على تزكية الذات.
روح وفلسفة النموذج المغربي في التديّن
نختتم هذا العرض بالعروج على كبرى خلاصات القسم الرابع من الكتاب، كما جاءت في مداخلة عبد الكريم عكيوي، الأستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير، عندما اعتبر أن النموذج المغربي في التديّن يحتوي لائحة من قواعد التفكير ومناهج النظر، بما يناسب أحوال المسلمين داخل السياق الأوروبي، ويقصد بالنموذج المغربي في التديّن منهج النظر والتفكير والاجتهاد من أجل تنزيل أحكام القرآن الكريم والسنة النبوية على الواقع المغربي في تجدده عبر الزمان، مضيفا أن هذا النموذج يهتدي بالمدرسة المالكية في الفقه والاجتهاد، وهذا عين ما أشارت إليه عبد الله بوصوف في الكلمة الافتتاحية لأشغال الندوة، عندما أشار إلى أن هذا النموذج المغربي يملك قدرة على الإجابة عن الأسئلة المطروحة اليوم في أوروبا، بحكم أنه مبني على الأصول المتعددة التي تفسح مجالا كبيرا للباحث وللفقيه بأن يعمل النظر من أجل إيجاد الأجوبة لمناسبة للأسئلة المطروحة.
وبالطبع، وحتى لا يُساء المقصود من الترويج لهذا النموذج في ندوة من المفترض أنها ندوة دولية، وتعرف مشاركة باحثين من الداخل والخارج، فقد أكد بوصوف أنه لا يدعو بتاتا إلى استنساخ هذا النموذج بكل تفاصيله وبكل جزئياته وتفاصيله الفقهية، لأنه لا يمكن أن يكون صالحا لمجتمع آخر يختلف مضمونا شكلا عما نعيش عليه، وإنما يدعو إلى استثمار روحه وفلسفته وأبعاده الروحية، مختتما مداخلته ومعها نختتم هذا العرض، بالإشارة إلى أن المذهب المالكي في أوروبا يُعتبر من المذاهب القليلة أو المذهب الوحيد الذي هو معروف من خلال وجوهه البارزة التي أصبح لها صيت كبير في أوروبا، وأنه إذا أحسنا استثمار هذه الوجوه في مقاربتنا، فلا شك أننا سنصل إلى إحداث نوع من التقارب بين الإسلام وبين ما نسميه في بلداننا الإسلامية بـ"الغرب".
29-03-2012
المصدر/ موقع الرابطة المحمدية للعلماء
يحتضن معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية بمدينة ليل الفرنسية، ندوة دولية حول موضوع مستقبل تعليم اللغة العربية في أوروبا، وذلك من 22 إلى 24 يونيو 2012.
تهدف هذه الندوة، بحسب ورقة تقديمية لمعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية، إلى تشجيع تعليم اللغة العربية في أوروبا باعتبارها لغة أجنبية من أجل تقوية التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات، وخلق نقاش سياسي صريح بين المسؤولين الحكوميين الأوروبيين والعرب حول أهمية تعليم اللغة العربية كعامل أساسي لنجاح عملية اندماج الأطفال المنحدرين من الهجرة؛ بالإضافة إلى إغناء وتنويع التبادلات والشراكات الأكاديمية بين الجامعات والمعاهد الأوروبية ونظيراتها العربية...
يتمحور النقاش في هذه الندوة حول أربعة محاور أساسية هي: تعليم اللغة العربية في القوانين والسياسات الأوروبية؛ تعليم اللغة العربية كعامل للاندماج والحوار بين الثقافات؛ العربية كلغة دبلوماسية ولغة للتبادل الاقتصادي والتجاري؛ اللغة العربية والميثاق الأوروبي للغات الجهوية ولغات الأقليات والميثاق الأوروبي للحقوق الأساسية.
يشارك في تنظيم هذه الندوة إضافة إلى معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية، كل من البرلمان الأوروبي والوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وسيعرف حضور باحثين وأكاديميين ومتخصصين أوروبيين.
29-03-2012
المصدر/ مجلس الجالية المغربية بالخارج
ذكرت تقارير صحفية ألمانية أن الكتلتين البرلمانيتين لطرفي الائتلاف الحكومي في ألمانيا، اتفقتا على تخفيف القيود على هجرة العمالة الأجنبية من الأشخاص ذوي التأهيل العالي من خلال تخفيض الحد الأدنى للراتب السنوي بالنسبة للراغبين من هؤلاء في السفر إلى ألمانيا.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز دويتشلاند "الصادرة اليوم الأربعاء 28 مارس، فإن الكتلتين البرلمانيتين للائتلاف الحكومي، الذي يضم التحالف المسيحي المنتمية إليه المستشارة أنغيلا ميركل والحزب الديمقراطي، اتفقتا على السماح للشخص الذي يصل راتبه السنوي إلى 44 ألف و800 يورو فأكثر بالهجرة إلى ألمانيا، بالإضافة إلى إعطائه "البطاقة الزرقاء" التي تخول لصاحبها إمكانية الحصول على إقامة دائمة بعد قضاء ثلاثة أعوام في ألمانيا، طالما كان يعمل.
وتجدر الإشارة إلى أن القواعد المعمول بها حتى الآن لا تجيز الهجرة إلى ألمانيا لمن يقل راتبه السنوي عن 66 ألف يورو. وذكرت الصحيفة استنادا إلى مصادر بالائتلاف أن الحد الأدنى بالنسبة للراتب السنوي للأطباء والمهندسين والمتخصصين في مجال المعلومات الراغبين في الهجرة إلى ألمانيا سينخفض عن هذا المستوى ليصل إلى 34 ألف و200 يورو.
وقد أعلن عن هذه الشروط في برلين اليوم الأربعاء راينهارد غرينديل من الحزب المسيحي الديمقراطي وهارتفريد فولف من الحزب الديمقراطي الحر. ومن المخطط أن يتم التصويت على هذا القانون الجديد في نهاية شهر أبريل/نيسان القادم في البرلمان الألماني.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة تفكر في إصدار تأشيرة بحث عن العمل تمنح للأجانب غير المنتمين إلى دول الاتحاد الأوروبي بالإقامة لمدة ستة أشهر بغض النظر عن مؤهلهم العلمي ودخلهم السنوي. وبالنسبة لمن يجيد الألمانية من هؤلاء فتعتزم الحكومة منحهم إقامة غير محددة بعد مضي عامين. كما ينتظر أن تمنح الحكومة الألمانية الأجانب من خريجي الكليات الألمانية تأشيرة بمدة أطول للبحث عن عمل.
29-03-2012
المصدر/ شبكة دوتش فيله
قال جمال خراطة، مستشار رئيس اللجنة الإعلامية والتواصل، لتجمع المغاربة المقيمين بالسعودية، إن التجمع له "أهداف وطنية بالدرجة الأولى، إذ أنه شارك، أخيرا، في الملتقى العالمي الثاني حول الصحراء المغربية، الذي نظم بمراكش، فضلا عن الأهداف الإنسانية، المتمثلة في الدفاع عن المهاجرين المقيمين بالسعودية، الذين يوجد عدد كبير منهم في السجون"، مضيفا أن "التجمع يتولى الدفاع عنهم، أمام قوانين وتقاليد صارمة"، لافتا لمسألة هجرة الأطر المغربية، إلى كندا، عوض أن يستفيد منها المغرب الذي أنفق عليها أموالا طائلة".
وشدد خراطة، في حوار مع "المغربية"، على ضرورة إنشاء مكاتب للتعريف بالمنتوج الاقتصادي والسياحي المغربي الجاهز، لتسهيل استقطاب رجال أعمال ومستثمرين سعوديين، وعلى ضرورة العناية بالجالية المغربية المقيمة بالمملكة العربية السعودية، لأن "تحويلاتها كبيرة جدا، تضاهي 5 مرات تحويلات الجالية المغربية المقيمة بأوروبا".
ما هو تجمع المغاربة المقيمين بالمملكة العربية السعودية؟
- تجمع المغاربة المقيمين بالسعودية، أنشئ منذ أزيد من أربع سنوات، إذ كنا نشتغل في صمت، أمام العقبات التي كانت تقف حجر عثرة في طريق إنشاء التجمع، لكن، أمام إصرارنا على ضرورة تكوين هذا الإطار، تضافرت جهودنا، ورفعنا التحدي، لتذليل جميع العراقيل، وفي الأخير، جرى إنشاء التجمع، لأن هدفنا لم يكن ماديا، بل إنسانيا، ووطنيا بالدرجة الأولى، ووجد ترحيبا، ودعما حقيقيا، من السلطات السعودية، التي ساعدتنا كثيرا، خصوصا من الناحية المادية، بينما لم نتلق أي دعم مادي من بلدنا.
كم عدد المهاجرين المغاربة المقيمين بالمملكة العربية السعودية؟
يصل عدد المهاجرين المغاربة المقيمين بالمملكة العربية السعودية، حسب الإحصائيات الموجود بالسفارة المغربية، إلى 30 ألفا، ينقسمون إلى عمال، وتجار، وأطر مغربية.
وبالمناسبةـ يجب الانتباه إلى هجرة الأطر المغربية الموجودة في الخليج، لأن استقطابها أصبح سهلا، ومستهدفا من طرف كندا، فكل يوم نقرأ على صفحات الجرائد عروضا مغرية للعمل والهجرة لكندا، فعوض أن تستفيد بلدنا من هذه الأطر، التي صرفت عليها الدولة أموالا طائلة، تستفيد منها دولة أجنبية، خصوصا أنه يوجد محامون نشطون، من الأردن، أو لبنان، يحملون جنسيات كندية يشتغلون على مسألة الهجرة إلى كندا، واستقطاب الأطر العليا المغربية للعمل في كندا، انطلاقا من بلدان الخليج، وتجري العملية بسهولة، ودون عراقيل.
ما مدى تأثير الأزمة الاقتصادية على الجالية المقيمة بالسعودية؟
- بالنسبة للأزمة الاقتصادية العالمية، لم تمس المملكة العربية السعودية، التي شهدت هذه السنة انتعاشا ملحوظا، فضلا عن أن غالبية المقيمين في هذا البلد يشتغلون تحت كفلاء لهم إذ إن كل كفيل يؤدي عن مشغليه كل شيء، ومن لا يشتغل، لا يمكن له الحصول على وثائق، ولا يمكن له أن يعيش هناك، وتحويلات المغاربة المقيمين بالسعودية، تضاهي خمس مرات التحويلات التي تأتي من جميع الدول الأوروبية، والناتج الذي يحصل عليه العامل في السعودية يعود للمغرب، لأن اغلبهم يرسلون رواتبهم إلى أهلهم، وهم بذلك يساهمون في تحسن اقتصاد البلاد.
ما هي أهم المشاكل التي تواجه الجالية المغربية المقيمة بالسعودية؟
- تتخبط الجالية المغربية المقيمة بالسعودية في مشاكل عدة، أبرزها مشكل السجناء، وتشكل النساء نسبة مهمة جدا منهم، خصوصا بالنسبة للواتي يسافرن عن طريق عقود وهمية، لكن، بمجرد وصولهن هناك، تواجهن مشاكل لا حصر لها، ففي الوهلة الأولى يأخذ الكفيل زواج سفرهن، ويصبحن رهينات، لا يمكن مغادرة مكان عملهن، أو البلد، خصوصا بالنسبة لخادمات البيوت اللواتي يصدمن بمشاكل، كالتحرش الجنسي، والمعاملة السيئة من طرف المشغل، أو من طرف أسرته، وإذا رفضن الانصياع، تلفق لهن تهم، ويزج بهن في السجن دون ذنب.
نستقبل يوميا العديد من المكالمات، كي تتدخل الجمعية لمساعدتهن، وأمام القوانين والعادات الصارمة، لا يمكننا إلا أن نتصل مباشرة بالكفيل، ونحاول إقناعه للتنازل عن الشكاية، أو أن نرفع خطابا إلى أمير منطقة الرياض، نطلب منه العفو، وعند إطلاق سراحهن، نسلمهمن للسفارة كي ترحلهن، كما تتدخل الجمعية، في حالة نقل جثامين المتوفين هناك، وساهمنا هذه السنة في حل مشكلة عودة بعض الحجاج المغاربة، الذين واجهتهم بعض المشاكل من طرف بعض الشركات السياحية المغربية، التي تخلت عنهم، فتولت الجمعية عملية إيوائهم في خيام، وتتبعت مسألة ترحيلهم.
والمشكلة الكبيرة، التي يعانيها أبناء الجالية تتمثل في عدم وجود مدارس مغربية، تدرسهم مناهج وبرامج التدريس المغربية.
ما هي أهم الأنشطة التي يمارسها تجمع المغاربة المقيمين بالسعودية؟
- أنشئ التجمع من أجل الدفاع عن مصالح الجالية المغربية المقيمة بالسعودية بالدرجة الأولى، إذ تتقاطر علينا يوميا عشرات المكالمات، من طرف المغاربة المقيمين هناك، من أجل التدخل لحل مشاكلهم، كما أننا لا نتوانى في المشاركة في الأعياد، والاحتفالات، والمناسبات الوطنية، فضلا عن مشاركتنا في بعض الأنشطة الرياضية. وشاركنا أخيرا مع جمعية الصحراء المغربية للتنمية والتضامن في تنظيم الملتقى العالمي الثاني حول قضية الصحراء المغربية بمراكش، والذي حضرته شخصيات تنتمي إلى كل أقطار العالم، ونحن الآن بصدد تنظيم أسبوع ثقافي مغربي، في هذا البلد العربي الشقيق.
29-03-2012
المصدر/ جريدة الصحراء المغربية
يعتبر مشروع "Beyond irregularity" (أبعد من الوضعية غير القانونية) ثمرة شراكة بين مجلس الجالية المغربية بالخارج والعديد من المؤسسات الدولية مثل: معهد الأبحاث في السياسات العمومية البريطاني، ومركز البحث حول الهجرة بجامعة سوسيكس البريطانية، ومركز إيواء النساء بإيف البريطانية، والأرضية الدولية للتعاون حول المهاجرين غير القانونيين البلجيكية، ومركز التنمية والبحث النيجيري.
وضعت دراسة فرنسية صادرة مؤخرا عن الأمانة العامة للهجرة، المغاربة المقيمين في فرنسا ضمن خانة المهاجرين "المؤهلين جدا"، وقدرت عدد المهاجرين المغاربة الحاصلين على درجة التعليم العالي بـ 66 ألف مهاجر... تفاصيل الخبر
28-03-2012
المصدر/ جريدة الخبر (المغربية)
أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، بمجلس النواب أمام أعضاء لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج عن قرب إحداث مراكز قنصلية جديدة، وإعادة هيكلة التقطيع القنصلي بهدف "تقريب الإدارة من المواطن"... تفاصيل الخبر
28-03-2012
المصدر/ جريدة الصباح (المغربية)
أكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج، أمام مجلس النواب، أن وزارته تتوصل بحوالي 3000 شكاية خلال السنة الماضية من طرف أفراد الجاليات المغربية بالخارج، مبرزا أن أعداد المغاربة بالخارج ناهز سنة 2011 حوالي 3 ملايين و716 مغربي ومغربية استنادا غلى ارقام القنصليات المغربية... تفاصيل الخبر
28-03-2012
المصدر/ جريدة التجديد
قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء ان الربيع العربي ساعد في زيادة عدد طالبي اللجوء السياسي في الغرب بنسبة 20 بالمائة العام الماضي مع فرار أعداد قياسية من صراعات ليبيا وسوريا وساحل العاج.
وأضافت المفوضية أن عدد طلبات اللجوء المسجلة في 44 دولة صناعية بلغ إجمالا 441300 طلب عام 2011 بالمقارنة مع 368000 في العام السابق وشكل الأفغان أكبر مجموعة منهم تلاهم الصينيون ثم العراقيون.
وقالت المفوضية في تقرير //فيما يعكس الاضطرابات في غرب إفريقيا والعالم العربي سجلت طلبات اللجوء من ساحل العاج وليبيا وسوريا ودول أخرى مستويات قياسية في 2011 بزيادة 16700 طلب عن عام 2010 .
وقالت المفوضية ان أكبر زيادة إقليمية كانت بين المتقدمين بطلبات لجوء لدول جنوب أوروبا. ووصل أغلبهم في زوارق الى ايطاليا ومالطا قادمين من شمال افريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء. وشهدت تركيا كذلك زيادة كبيرة في أعداد اللاجئين العراقيين.
وبيانات 2011 هي الأعلى منذ 2003 عندما تقدم أكثر من 505 الاف شخص بطلبات لجوء للدول الصناعية.
ويمثل اللجوء والهجرة بشكل عام مشكلة سياسية في العديد من الدول الاوروبية منها بريطانيا وفرنسا وايطاليا فضلا عن استراليا والولايات المتحدة.
وتلقت ايطاليا اكبر عدد على الإطلاق من طلبات اللجوء السياسي إليها العام الماضي حيث تشير إحصاءات حكومية مؤقتة الى انها بلغت 34 الف طلب على الأقل. وقالت مفوضية شؤون اللاجئين ان هذا الرقم مثل زيادة نسبتها 240 في المائة.
وقال طارق ابو شباك خبير الإحصاء الكبير بمفوضية شؤون اللاجئين في افادة صحفية إن الحكومة الايطالية لا تزال تنظر طلبات من 2011 لذلك فمن المرجح ان يرتفع هذا العدد بضعة الاف.
واضاف زاد عدد الطلبات في فرنسا وألمانيا ..فرنسا للمرة الرابعة على التوالي وألمانيا ألان للمرة الثالثة على التوالي لذلك الارقام ارتفعت بصورة كبيرة.
وقال انطونيو جوتيرس مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين ان من المهم وضع أحدث البيانات في سياقها.
وأضاف "عدد طلبات اللجوء التي تلقتها جميع الدول الصناعية مازال أقل من سكان داداب وهو مخيم واحد للاجئين في شمال شرق كينيا."
ويأوي داداب وهو أكبر مخيم للاجئين في العالم حاليا 462856 لاجئا صوماليا فروا من الحرب والجفاف في بلادهم.
وطلب نحو 35700 أفغاني اللجوء إلى دول غربية العام الماضي بارتفاع نسبته 34 بالمائة وتقدم 24400 صيني بطلبات لجوء نصفهم الى الولايات المتحدة. وجاء العراقيون في المرتبة الثالثة حيث تقدم 23500 عراقي بطلبات لجوء الى دول صناعية.
وكانت أوروبا هي الوجهة الأكثر تفضيلا للاجئين فتلقت دول القارة وعددهم 38 دولة 327200 طب لجوء بزيادة بنسبة 19 بالمائة عن العام السابق. وتلقت دول الاتحاد الأوروبي وعددها 27 دولة 277400 طلب لجوء بزيادة 15 بالمئة.
لكن الولايات المتحدة ظلت أكبر بلد متلق لطلبات اللجوء الجديدة وبلغت 74 ألف طلب أي واحد من كل ستة طلبات إجمالا. وزادت طلبات اللجوء للولايات المتحدة بنسبة 33 بالمائة نصفهم من الصين والمكسيك والسلفادور. وتلقت كندا 25300 طلب بزيادة تسعة بالمئة.
وتلقت فرنسا ثاني اكبر عدد من طلبات اللجوء العام الماضي وبلغ 51900 طلب بزيادة نسبتها ثمانية بالمائة بسبب زيادة الطلبات من مواطنين من ارمينيا وساحل العاج غير ان الروس شكلوا المجموعة الاكبر.
وجاءت ألمانيا في المرتبة الثالثة بعدد 45700 طلب اي بزيادة نسبتها 11 في المئة بسبب زيادة الاعداد من افغانستان وسوريا وباكستان.
وقالت مفوضية اللاجئين ان عدد طالبي اللجوء الى استراليا ونيوزيلندا تراجع تسعة بالمئة العام الماضي الى 11800 فيما يرجع بشكل أساسي الى انخفاض عدد الساعين للجوء الذين وصلوا الى استراليا بالقوارب.
وأضافت المفوضية //مستويات اللجوء في استراليا لا تزال اقل من تلك المستويات القياسية المسجلة في كثير من الدول الصناعية وغير الصناعية الأخرى.
28-03-2012
المصدر/ عن وكالة رويترز للأنباء
أكد عبد الله بن ناصر آل خليفة، رئيس مجلس الإدارة بمعهد الدوحة الدولي للدراسات الأسرية والتنمية، أنه من وجهة نظره ومن وجهة نظر خليجية، لا توجد هجرة إلى الخليج وأن المقيمين يدخلون في إطار العمالة المؤقتة التي تأتي على أساس عقود عمل واضحة ومحددة بوقت وزمن معينين، وأن هذا لا يعتبر هجرة لأن إقامة الشخص تنتهي بانتهاء عقد العمل في حال عدم تجديده.
جاء ذلك في تصريحات صحفية له على هامش ندوة "الهجرة والأسرة..الانعكاسات والتأثيرات"، التي ينظمها معهد الدوحة الدولي للدراسات الأسرية والتنمية، أوضح فيها أنه من الأولى الكلام عن المهاجرين العرب في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ولاسيما أن بعضهم محرومون من حقوقهم الإنسانية ويعانون من الاضطهاد والتمييز.
وقد أكد المشاركون في الندوة، التي انطلقت أمس(الثلاثاء)، ضرورة اهتمام الدراسات والبحوث بموضوع انعكاسات وآثار الهجرة على العائلة، وأهمية أخذ تداعيات الهجرة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية على البنية الاجتماعية في البلدان الأصلية للمهاجرين، وبلدان العبور والبلدان المستقبلة للمهاجرين بعين الاعتبار، وذلك بهدف التوصل إلى معرفة الممارسات الأفضل والحلول العملية لمعالجة المشاكل المتصلة بالهجرة الدولية.
وفي هذا الإطار، أوضحت نور عبدالله المالكي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للدراسات الأسرية والتنمية، أنَّ نسق الهجرة العالمية ارتفع بصورة ملحوظة خلال العقد الأخير، مشيرة إلى أن عدد المهاجرين حاليا يقدر بحوالي 214 مليون نسمة أي ما يمثل نسبة 3% من سكان العالم حسب تقدير المنظمة الدولية للهجرة وأنه إذا استمرت أعداد المهاجرين في تزايد بالوتيرة نفسها سيصل أعداد المهاجرين عام 2050 إلى 405 ملايين مهاجر.
وأضافت في كلمتها الافتتاحية للندوة، التي انطلقت أمس وتستمر ثلاثة أيام بمركز الدوحة للمؤتمرات، إن الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية هي السبب الأول وراء الهجرة ومن بينها الفقر وعدم المساواة والتمييز بين الجنسين، وانعدام فرص العمل بالإضافة إلى العنف، بأشكاله المختلفة، والنزاعات المسلحة والتغير المناخي والكوارث الطبيبعية في البلدان الأصلية للمهاجرين، مشيرة إلى أن الندوة ستبحث انعكاسات الهجرة الدولية وتأثيرها على الأسرة والفرد، وتداعياتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية على البنية الاجتماعية في بلدان المهاجرين الأصلية، والعبور، وبلدان الوجهة وذلك بهدف التوصل إلى معرفة الممارسات الفضلى والحلول العملية لمعالجة المشاكل المتصلة بالهجرة الدولية، وتقديم هذه الحلول على شكل توصيات تساهم في رفاه المهاجرين وعائلاتهم في جميع أنحاء العالم.
ولفتت إلى أن الهجرة، ورغم ما تجلبه عادة من رخاء اقتصادي، تقود إلى انحراف الأطفال ولاسيما في حال هجرة الوالدين حيث تنتقل مسؤولية رعاية الأطفال إلى الأجداد أو أي فرد من أفراد الأسرة خلال فترة غياب الأبوين، بالإضافة إلى ما ينتج عن الهجرة من الشعور بالحرمان النفسي واحتمالية وقوع المهاجر فريسة للمتاجرين بالبشر أو العمل القسري مما يؤكد ضرورة بذل المزيد من الجهود لوضع سياسات وقوانين تكفل حماية الأطفال المهاجرين، ولاسيما أن هجرة الأطفال والمراهقين تزداد بحثا عن الأمن والتعليم والحماية من العنف سواء كانوا بمفردهم أو بصحبة ذويهم.
من جهة أخرى، تطرقت نور المالكي إلى الهجرة المتعلقة بالنوع ، حيث باتت النساء والفتيات يشكلن 50% من المهاجرين على مستوى العالم، مشددة على ضرورة أن تتماشى اتفاقيات حماية حقوق الإنسان، ومن بينها اتفاقيات تعنى بحماية النساء والأطفال، مع القانون الدولي الإنساني لتمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين.
ولفتت إلى موضوع اللاجئين الذين قد يواجهون تهديدات وتحديات عدة ولاسيما في هذه الفترة التي تشهد ركودا مما يزيد إمكانية تعرض المهاجر إلى كل أشكال العنصرية والكراهية ضد الأجانب، حيث ينظر إليه بوصفه جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل، موضحة أن الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت، ولاتزال، على المهاجرين بطرق مختلفة من بينها تخفيض نسبتهم وزيادة المتطلبات الأكاديمية والمالية لقبولهم وتقليص التحويلات المالية، مع أنه من غير المتوقع أن يتسبب الركود الاقتصادي والتدابير والسياسات المقيدة في الحد من ظاهرة الهجرة.
وفي حين اعتبرت المالكي أن الهجرة باتت ظاهرة عالمية آخذة في الازدياد، شددت على ضرورة إيجاد مقاربة شاملة تتضافر فيها جهود المعنيين في بلدان المهاجرين الأصلية، وبلدان العبور، وبلدان الوجهة تعمل على تسهيل الهجرة الشرعية، مشيرة إلى أن التعاون الدولي بإمكانه أن يسهم في هذا الخصوص في دعم النمو الاقتصادي، والتنمية المستدامة، ولاسيما أن وضع السياسات والأنظمة للهجرة الشرعية على كل المستويات لن يساهم في تحسين اندماج وحماية حقوق المهاجرين والحد من التمييز فقط، بل أيضا سيساهم في محاربة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين.
وفي ختام كلمتها، شددت المالكي على أهمية رفع الوعي بشأن الهجرة وأهمية مساهمة المهاجرين بشكل فعال لأن السياسات لن تنجح إذا اصطدمت بالتصورات الخاطئة والصورة النمطية حول المهاجرين، مؤكدة أهمية الاستفادة من التجارب المكتسبة على المستويات الإقليمية والوطنية والدولية، آملة أن تكون الندوة فرصة لصياغة السياسات والتدابير اللازمة لتحسين ظروف عيش المهاجرين وأسرهم وفتح الفرص أمامهم.
من جانبه، رأى حافظ شقير، المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة أن اختيار موضوع الأسرة والهجرة والكرامة يعتبر على جانب كبير من الأهمية ولاسيما أن الأسرة تشهد في السنوات الأخيرة تحولا مستمراً في بنيتها مما أفقدها بعضاً من وظائفها وأدى إلى تفككها وهجرة بعض أفرادها، استجابة لتطلعاتهم للتغيير وتحسين أوضاعهم المعيشية حتى أصبحت الهجرة ظاهرة عالمية متسارعة ومتعددة الأبعاد والاتجاهات.
وأوضح شقير أن عدد المهاجرين العرب في الخارج بلغ حسب تقريرالمنظمة العالمية للهجرة لسنة 2010 ما يناهز 26.6 مليون شخص (وهو ما يعادل 13.5% على المستوى العالمى)، علماً أن عدد المهاجرين قد زاد بـ 4.5 مليون شخص مقارنة مع العام 2005، مضيفا أن تغير أنماط العمل وأماكنه وظهور الحاجة الملحة إلى عمالة بمواصفات عالية من الكفاءة أدت إلى تزايد وتيرة الهجرة العربية الخارجية وهجرة الكفاءات والمتعلمين، حيث يوجد ما يزيد على مليون كفاءة عربية المولد تقيم وتعمل في بلدان أوروبا، وهو ما يمثل 11% من مجموع الكفاءات المماثلة بالدول العربية.
من جهة أخرى، لفت شقير إلى أن الهجرة القسرية والنزوح الجماعى من أبرز الهجرات فى المنطقة العربية وأكثرها كثافة ، ولاسيما تلك التي ترتبط بالنزاعات والحروب، قائلا: "هجرة الفلسطنيين مثلاً من أقدم الهجرات وأطولها عالمياً، حيث لم تتوقف منذ 1948، وهي تهم 4 ملايين لاجئ، كما أجبرت الحرب والصراعات العرقية فى العراق 1600000 عراقي (270 ألف أسرة) على مغادرة إقاماتهم، وهو ما يعادل 5.5% من إجمالي سكان هذا البلد".
ورأى شقير أن الندوة ستشكل قيمة مضافة في الأبحاث المهتمة بالأسرة والهجرة والكرامة، كونها ستتيح الفرصة لتحليل ومناقشة ما استجد من أبحاث ومقاربات في موضوع الهجرة والأسرة وقياس آثار الهجرة على أفراد الأسرة وسلوكياتهم في بلدان الأصل والاستقبال، وذلك وصولا إلى الخروج بتوصيات بناءة تهدف الى تحسين حال الأسر المعاش، ونفعاً بينياً للمهاجرين وأسرهم، كي يساهموا فى أضفاء المزيد من التجانس والتناغم بين المجتماعات من جهة، وفي التنمية البشرية من جهة ثانية.
أما باتريك تاران، رئيس الرابطة العالمية لسياسة الهجرة- بمبادرة معهد الدوحة الدولي للدراسات الأسرية والتنمية، فاعتبر أن تبني موضوع "الهجرة والأسرة" يعتبر على جانب كبير من الأهمية لانه من الموضوعات البالغة الأهمية، ولاسيما أن العديد من البحوث قد تطرقت إلى موضوع الهجرة والأسرة دون الربط بينهما وأن معهد الدوحة كان سباقا في الربط بينهما وتدارس انعكاسات الهجرة وتأثيراتها على الأسرة.
ورأى تاران أنَّ الندوة تُعتبر فرصة غير مسبوقة لتداول موضوعات تتعلق بالهجرة والأسرة ولاسيما أنَّ الهجرة تزداد عاما بعد عام، وأن الاحصائيات تؤكد أن هناك 240 مليون نسمة يعيشون خارج بلدانهم، وأن هذه الأعداد ستزداد مع حلول عام 2050، لافتا أن هناك أشخاصا يعيشون بطرق غير شرعية فبالتالي لا توجد بيانات رسمية بأعدادهم، وأغلبهم يعيشون دون مأوى.
وبين أنَّ الدول بدأت تلتفت إلى ضرورة تخفيض أعداد القوى العاملة، فعلى سبيل المثال لا الحصر ستعمل الصين على تخفيض القوى العاملة من 190 إلى 100 مليون نسمة خلال العشر سنوات المقبلة، وهذا الحال ينطبق على روسيا التي ستخفض العدد إلى مليون نسمة سنويا، إلى جانب إيران، ولبنان، والمغرب، ودول الخليج.
ورأى تاران أن بالإمكان اعتماد بدائل، فمثلا في دولة كالصين عليها السماح بمشاركة المرأة في التنمية، ورفع سن التقاعد، لحماية الأشخاص من الهجرة من بلادهم لما لذلك من انعكاسات سلبية ولاسيما أن الفقر هو الذي يدفع الوالدين إلى ترك أبنائهم والهجرة بحثا عن فرص عمل توفر لهم حياة كريمة، آملا أن يتمكن الخبراء المشاركون بالندوة في التوصل إلى توصيات ونتائج يمكن تبنيها وبالتالي تطبيقها، إذا تعتبر هذه الندوة بداية لإيجاد حلول لظاهرة الهجرة التي تشغل العالم بسبب الآثار التي تخلفها على الأسرة فحسب.
28-03-2012
المصدر/ عن جريدة الراية (القطرية)
تلخص عبارة "إنك تمنعني من كل ما أريده" التي وجهتها (صوفيا) لوالدها في أحد مشاهد فيلم (قيلولات غرناطية) جانبا من المشاكل التي تتخبط فيها بعض العائلات على الضفة الجنوبية من المتوسط كما تختصر عبارة"أريد أن تتفرجا 'أنت ومطلقتك أمي' علي وأنا أؤدي هذه الرقصات الإفريقية"٬ برأي الفيلم الوصفة السحرية للخروج من نفق هذه المشاكل.
وإذا كانت العبارة الأولى قد أطلقتها صوفيا بغضب في وجه والدها بعد احتدام الصراع بينهما فإن العبارة الثانية كانت المشهد الأخير والعاطفي من الفيلم الذي تم عرضه بسينما اسبانيول ضمن فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان حوض المتوسط.
يرصد فيلم المخرج السينمائي محمود بن محمود (تونس) قصة مهاجر تونسي اسمه وحيد اغترب بالديار الفرنسية وتزوج بامرأة من بلاد موليير ورزقا بفتاة تحمل اسم صوفيا.
وبعدما بلغت المشاكل بين الزوجين أوجها٬ عاد وحيد قافلا الى السنغال٬ وحينما علم أن صوفيا وقعت في غرام شاب سنغالي عاد قافلا هذه المرة الى بلدته بتونس.
ربما كان على يقين أنه سينعم بحياة سعيدة في البلدة بعيدا عن المشاكل التي يمكن أن تثيرها صوفيا إذا ما عاشا بالمدينة٬ لكن هذه الفتاة كانت تخرق وتتجاوز في كل مرة ما يراه أب محافظ كوحيد أمرا محرما كالسفر لوحدها أو العودة الى البيت في وقت متأخر من الليل أو الوقوع في غرام شاب ما.
وبلغ وحيد حد التمزق حينما وقع بدوره في غرام مذيعة تلفزيونية تهتم بقضايا التونسيين في المهجر وحينما رفضت ابنته صوفيا الوافدة الجديدة الى الأسرة وتجرأت حتى على وصفها بالعنصرية٬ وسيتخذ هذا الصراع بين الفتاة والمذيعة أنيسة بعدا خطيرا جدا حينما تشارك صوفيا في برنامج أنيسة وهي المشاركة التي سرعان ما تحولت الى اشتباك على الهواء مباشرة قطع على إثره بث البرنامج٬ ومعه رزق المذيعة.
ويعرض الفيلم لمشكلة الهجرة السرية، أحد أبرز القضايا بالمنطقة المتوسطية٬ من خلال رصده لعلاقة عاطفية بين شاب عسكري من البلدة وصوفيا٬ سرعان ما اقترح عليها الهجرة الى ايطاليا على متن قارب متهالك لكنها ذكرته بأنهما سيكونا طعما سهلا للبحر ووحوشه قبل أن يبلغا الى بر الامان على الشواطئ الايطالية٬ لكنه لم يرهف السمع لتحذيراتها.
وواصل الفيلم رصد تحدي الفتاة المتحررة صوفيا لوالدها وتوجهها الى أحد المدن التونسية لحضور عرض موسيقي تحييه فرقة افريقية ٬ وفي هذه الأثناء علم الاب أن طليقته الفرنسية قدمت الى تونس لاسترجاع ابنتها٬ فكان أن غادر البلدة ولحق بالمدينة حيث ابنته التي أبهرت الجمهور بمشاركتها للفرقة في الرقص٬ وأخبرها بأنه يتعين عليهما مغادرة البلاد ٬ وبعد أخذ ورد قالت صوفيا في المشهد النهائي من "قيلولات غرناطية" لوالدها "أريد أن تتفرجا 'أنت ومطلقتك أمي' علي وأنا أؤدي هذه الرقصات الإفريقية" في درس بليغ لا تخفى دلالاته.
27-03-2012
المصدر/ ميدل إيست أونلاين
السير في سوق مدينة لي بوسكيتس بضاحية كليشي سو بوا يجعل من السهل أن تنسى أنك في إحدى ضواحي باريس، أو أنك حقا في فرنسا نفسها.
فمع تنوع الأطعمة غير المعتادة المعروضة بهذا السوق، ومع انتشار أصوات الموسيقى العربية، يبدو هذا السوق وكأنه أحد الأسواق الحيوية في إحدى دول شمال إفريقيا.
ويبدو أيضا أن الانتخابات الرئاسية الفرنسية ليس لها مكان في هذا السوق.
ويقول رباح الذي يبيع اسطوانات الكمبيوتر في السوق: " لم نر أي شخص يقوم بعمل حملات انتخابية هنا."
يعلم الناس أن هناك انتخابات ستجري، لكنهم يتابعونها من بعيد. "كأنها( الانتخابات) تجرى في دولة أخرى" ، كما تقول لورانس ريبيوكورت التي عمل في مجال الخدمة الاجتماعية بالمدينة.
وهناك أيضا شعور بالتهميش متجذر بعمق في هذا المكان. فضاحية كليشي لديها أسوأ سمعة بين ضواحي فرنسا كما تقول الأقليات المهاجرة.
وقد أشعلت وفاة شابين من سكان هذه الضاحية عام 2005 اضطرابات استمرت لثلاثة أسابيع سادت خلالها أعمال النهب والسرقة وحرق السيارات في المناطق السكنية في جميع أنحاء فرنسا.
وبعد مرور أكثر من ست سنوات على هذه الأحداث، يشعر السكان أنهم أُهملوا أكثر من أي وقت مضى.
وقال بيراما فوفانا، البالغ من العمر ثمانية وثلاثين عاما، والذي كان يحتسي شرابا في أحد المراكز الشعبية للتسوق في كليشي: "لا أسمع أحدا يتكلم عن المشكلات التي نعاني منها هنا."
وأضاف أنه خلال الانتخابات الرئاسية عام 2007، وعندما كانت ذكريات الشغب لا تزال حية في الأذهان، "كان الجميع يتحدث عن سكان الضواحي الفقيرة، لكن لا أحد يفعل ذلك الآن، فقد نسونا."
المسار الخاطئ
ويعتقد البعض أن أعمال الشغب التي وقعت قد زادت الوضع سوءا.
ويقول أحد المهاجرين من سكان كليشي إن اسم المدينة أصبح مرتبطا بالعنف، حتى أن أبناء المدينة لم يعد لديهم أمل في العثور على وظيفة. وأضاف: "إذا كنت من سكان كليشي، فسوف يعتقد أصحاب العمل أنك مجرم."
وقد أدرك سكان مثل هذه الأحياء الفقيرة أن التحدي الرئيسي الذي يواجهونه هو التمييز ضدهم، فقد تخطت نسبة البطالة بين الشباب في هذه الضواحي 40 في المئة.
وفي عام 2008 ، عبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن غضبه من أن النجاح في البلاد لا يعتمد على الكفاءة ولكن يعتمد "بشكل كبير على أصولك الاجتماعية، والمنطقة التي تسكنها، واسمك أو لون جلدك."
وتضيف لورانس ريبيوكورت أن التحسن خلال هذه السنوات الخمس من ولاية الرئيس الفرنسي ساركوزي كان قليلا، وأن التمييز الوظيفي لا يزال منتشرا "بشكل كبير".
وتذكر ريبيوكورت قصة أحد الطلاب الذين وجدت أن لديه خبرة سابقة في العمل في المخابز، وقالت إنه عندما رأى صاحب العمل أن هذا الطالب أسود اللون، رفض حصوله على الوظيفة.
وبالإضافة إلى التمييز ضدهم، يحجم سكان هذه الأحياء عن الانخراط في المجتمع نتيجة لعدد من الأسباب الاجتماعية، مثل الفقر، والمخدرات، والتفكك الأسري، وهي مشكلات لا تظهر لها حلول في الأفق.
بعض التغيير
لكن من الإنصاف أن نذكر أن المنطقة لم تُهمل تماما من قبل الدولة تحت ولاية الرئيس ساركوزي. فقد تم اعتماد خطة حكومية لتطوير المنطقة تبلغ تكلفتها 380 مليار يورو، وهي تنفذ الآن من خلال مشروعات للإسكان تمتد من كليشي إلى مدينة مونفيرمي المجاورة.
كما تجدد وتطلى المباني لتحل محل الأبراج القديمة التي أقيمت في الستينات.
وافتتح وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان مركزا للشرطة لمدينتي مونفيرمي وكليشي، وهو أمر طال انتظاره من قبل أبناء المنطقة التي ترتفع فيها معدلات الجريمة والتي كانت الشرطة لا تجرؤ على الدخول إليها إلا نادرا .
لكن يبدو أن هذه التحسينات لم تحدث فرقا كبيرا كما يقول أحد التجار بالسوق والذي يرى أن " الشكل يبدو أنه يتغير، لكن المشكلات الموجودة لا تزال كما هي."
وهناك نموذج لفتاة جزائرية مهاجرة في الخامسة والعشرين من عمرها تدعى ليندا والتي تعيش في مبنى من هذه المباني الجديدة، لكن شقتها غالية الثمن وضيقة أيضا بالنسبة لعائلتها.
فهي تعيش مع زوجها وابنها الصغير، وكذلك أبويها وأختها وابن أختها المراهق في نفس الشقة، ويعيش جمعيهم على معاش العجز الذي يتقاضاه والدها.
ولا تستطيع ليندا أن تحصل على وظيفة لأنها لا تمتلك أوراق العمل. ولا يستطيع زوجها محمد أن يحصل على وظيفة كذلك، والذي أوشكت مدة الإقامة الممنوحة له على الانتهاء.
وحتى ابنها الذي ولد في فرنسا حرم من الحصول على الجنسية الفرنسية.
ويقول محمد: "بالنسبة لنا جميعا، الأوراق هي المشكلة الكبيرة."
ويرى محمد وزوجته أن الرئيس ساركوزي معاديا لهما، وأنه أصبح يتبنى سياسات قاسية ضد المهاجرين بشكل متزايد.
وتقول ليندا: "ساركوزي لا يحبنا، فهو من أجل الناس الأغنياء وليس من أجل الفقراء، فبالرغم من وعوده لم يغير شيئا، بل جعل الأمور أسوأ مما كانت عليه."
مشكلات المسلمين
وتنتشر مثل هذه المشاعر بين سكان هذه الضواحي والتي وعد ساركوزي عام 2005 عندما كان وزيرا للداخلية بأنه سيطهر المناطق السكنية، ولكنه لم يفعل.
لكن في المقابل، لا يوجد هنا تأييد كبير للمرشح الرئاسي ليسار الوسط فرانسوا هولاند.
ويقول أحمد هادف، وهو أحد أعضاء المجلس المحلي لمدينة مونفيرمي، إن مجلس الشيوخ الفرنسي مرر مؤخرا مشروع قانون من شأنه أن يحظر الرموز الدينية، بما في ذلك الحجاب الإسلامي، في مراكز الرعاية اليومية، ودور تربية الأطفال التي تتلقى دعما من الدولة.
ويقول هادف إنه ربما يصوت لصالح المرشح اليميني نيكولا دوبون اينيان "لأنه الشخص الوحيد الذي لا يهاجم الإسلام."
وقد أصبحت الأمور المتعلقة بالمسلمين في فرنسا جزءا مهما في حملات الدعاية الانتخابية، وكانت هناك ادعاءات بشأن انتشار استخدام اللحوم التي لا تحمل شعار "حلال".
وقد أغضب ذلك العديد من المسلمين، ويقول عمار براهيمي الذي يرأس الجمعية الثقافية للمسلمين بمدينة مونفيرمي إن الدين ينبغي أن يُفصل عن السياسة وخاصة في دولة علمانية مثل فرنسا.
ويؤكد براهيمي على أن المسلمين مواطنون فرنسيون أيضا وأن موضوع اللحوم الحلال أثير من أجل "تهميش قطاع من الأمة مقابل الحصول على أصوات."
ولم تقتصر المخاوف من وجود طائفية بين المسلمين على بعض السياسيين الانتهازيين. ففي شهر أكتوبر الماضي ، قال غيلى كيبيل الخبير في شؤون الإسلام والذي أمضى وفريقه عاما كاملا داخل كليشي و مونفيرمي في تقرير حديث له إنه لاحظ وجود "تكثيف للهوية الإسلامية" بين سكان هذه الضواحي وكذلك وجود انفصال عن المجتمع الفرنسي الأكبر الذي يهملهم.
وأثار هذا التقرير جدلا واسعا، لكن اللامبالاة المتبادلة بين مرشحي الرئاسة وسكان مدينة كليشي انعكست على ما يبدو في نتائج هذا التقرير.
وكما يعبر عن ذلك أحد سكان المنطقة الذي أمضى بها أكثر من عقدين من الزمان بالقول:"إنه عالم منفصل تماما."
27-03-2012
المصدر/ شبكة البي بي سي
قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أعداد طالبي اللجوء إلى الدول الصناعية قد ارتفعت بنسبة 20% في عام 2011.
وأشارت المفوضية إلى أن 441,300 طلب لجوء قد قدم في العام الماضي مقارنة مع 368,000 في عام 2010.
ويغطي التقرير الذي أعدته المفوضية 44 بلدا في أوروبا وأمريكا الشمالية واسترالاسيا (المنطقة التي تضم استراليا ونيوزلندا وبابوا غينيا الجديدة) وشمال شرق اسيا.
ويوضح التقرير ان اكبر زيادة كانت في جنوب أوروبا، حيث ارتفعت طلبات اللجوء بنسبة 87% لتصل الى نحو 67000 طلب.
وتقول المفوضية إن معظم هذه الطلبات جاءت من أناس قادمين عبر السفن الى ايطاليا ومالطا من شمال افريقيا.
وشهدت الدول الاسكندنافية واسترالاسيا انخفاضا في عدد طالبي اللجوء اليها.
"سنة مصاعب"
كان اكبر عدد لطالبي اللجوء من افغانستان بزيادة نسبة 34% ليصل الى 35,700
وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين انتونيو غيتيريس ان عام 2011 "كانت سنة صعوبات كبيرة للعديد من الناس".
وكانت مناطق الاضطراب الرئيسية في غرب افريقيا والعالم العربي حيث وصل عدد طالبي اللجوء من بلدان امثال ليبيا وسوريا وساحل العاج الى مستويات قياسية.
وكان اكبر عدد لطالبي اللجوء من افغانستان بزيادة نسبة 34% ليصل الى 35,700.
وجاءت الصين بالمرتبة الثانية بعدد 24,400 طالب لجوء، ثم العراق بأكثر من 23000 طالب لجوء.
ويقول غيتيريس ان النظام الدولي للتعامل مع اللاجئين مازال متماسكا على الرغم من الضغوطات التي يواجهها.
ويوضح أن عدد طلبات اللجوء في كل الدول الصناعية هي اقل من سكان داباب، وهو معسكر لجوء في شمال شرق كينيا.
27-03-2012
المصدر/ شبكة البي بي سي
في كل مباراة يخوضها برشلونة الإسباني على ملعبه الشهير "كامب نو"، تحرص الشابة المغربية سعاد العفاني على التواجد في المدرجات حاملةً علم فلسطين وشعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية من بينها لافتة تدعو لإنقاذ المسجد الأقصى، وهو أمر أثار انتباه المشجعين الإسبان على نحو متزايد.
وتقول الفاني في حوار حصري لـ"العربية.نت" إنها تحرص على حضور معظم مباريات برشلونة في "كامب نو" كونها تقطن على بعد أمتار فقط من الملعب البيتي للفريق الكاتلوني الشهير، وتشجع كما معظم سكان المدينة الفريق المهيمن على لقب الدوري الاسباني خلال المواسم الثلاثة الأخيرة.
وعن سر إحضارها أعلام فلسطين واللافتات المؤيدة للقضية الفلسطينية تؤكد الشابة المغربية المنحدرة من مدينة وزّان، إن حبها لهذا البلد يدفعها إلى السعي للفت أنظار العالم لقضيته، من خلال مبادرة بسيطة لا تكلفها سوى بعض القماش والأقلام.
ورغم أن سعاد تعترف بأن فعلها هذا قد لا يكون له نتائج عملية على أرض الواقع، فإنها تعتقد أن رفع أعلام فلسطين وكتابة اليافطات التي تدعو العالم للانتباه لقضية هذا البلد المحتل، وإنقاذ المسجد الأقصى من خطر التهويد، قد تحرّك ضمائر البعض، كون مباريات برشلونة تحظى بمتابعة مئات الملايين عبر العالم.
وتشدد سعاد التي تعمل ممرضة في مدينة برشلونة، في حديثها لـ"العربية نت"، على أنها ستواصل العمل على حشد التأييد لقضية فلسطين على طريقتها الخاصة، وستحرص على كشف حقيقة الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يعرف كثير من الإسبان حجم المعاناة التي يسببها للشعب الفلسطيني.
ولم تتعرض سعاد لأي مضايقات – كما تقول – بل إن كثيرا من مشجعي برشلونة أبدوا دعمهم لها، بعدما أصبحت وجهاً مألوفاً في مدرجات "كامب نو"، مؤكدة أنها ستعمل على أن تكون المبادرات جماعية في الفترة القادمة بالنظر إلى وجود مئات من الشباب العرب القاطنين في مدينة برشلونة.
27-03-2012
المصدر/ العربية نت
جمّعت كانتونات ومدن سويسرية قـواها في سياق الجهود المبذولة من أجل القضاء على المشاعر العنصرية التي يقول مراقبون إن نسبتها في ارتفاع. ومع أن الحملة تستمر أسبوعا كاملا، إلا أنها لم تشمل كامل ربوع الكنفدرالية.
وفي مناسبة الإحتفال باليوم العالمي لمناهضة التمييز العنصري، أطلقت سبعُ كانتونات سويسرية من الأنحاء المتحدثة بالفرنسية والإيطالية في الأسبوع الثالث من مارس 2012، أول حملة للحدّ من العنصرية، تحت شعار "هل التعددية من القيم السويسرية؟".
ويوم الأربعاء 21 مارس، قالت غابرييلا آماريللي، المسؤولة عن قسم اندماج الأجانب في مدينة لوزان أمام الصحافة في مناسبة انطلاق الحملة: "إن رغبتنا المشتركة تكمُن في تمرير رسالة إيجابية عن التعددية".
في الواقع، تُعتبر سويسرا اليوم - التي تتميز باعتماد أربع لغات وطنية - أشبه بالبوتقة التي تمتزج فيها أعراق وجنسيات تقدم من دول متعددة وتنتمي إلى ثقافات وديانات مختلفة. كما أن عدد الأجانب فيها يزيد عن 1،7 مليون نسمة يشكلون نحو 22،3% من مجموع السكان. وتختلف هذه النسبة من منطقة إلى أخرى، حيث تتراوح ما بين 40% في مدينة جنيف إلى 8% في كانتون أوري بوسط البلاد.
من جهتها، شدّدت إيزابيل روشا، الوزيرة المكلفة بالشرطة في الحكومة المحلية لكانتون جنيف على أهمية إبراز التعددية في سويسرا والتقاليد المتعددة الثقافات، وقالت: "إن التوترات الحالية قد تقود إلى استغلال الوضع من قبل الأحزاب ذات النزعة الشعبوية". وأضافت "إننا نمر بمرحلة تطغى فيها مظاهر عـدم التسامح الذي له صلة بواقع العالم المنقسم إلى تكتلات، والذي تغذيه المخاوف من انعدام الأمن والبطالة، لحد أن المخاوف من الإحساس العنصري أصبحت واضحة في المجتمع".
المبادرة التي أطلقتها كانتونات جنيف وفُـو وجُورا وفريبورغ ونوشاتيل وفالي وتيتشينو، تركز اهتمامها على قطاعات رئيسية في مجال الاندماج مثل المدارس، والسكن، والعمل، والرياضة، كما تستخدم فيها حملات متنوعة عبر اللافتات وعبر شبكات التواصل الاجتماعي (مثل فايسبوك) من ضمن برنامج شامل.
وبالتزامن مع انطلاق الحملة التي تستمر حتى يوم 28 مارس، أعلن كانتون جنيف عن افتتاح خط هاتفي ساخن مخصّص لمحاربة العنصرية يمكن لضحايا تصرفات عنصرية أو الأخصائيين في هذا المجال استخدامه، وهي خطوة شبيهة بما أقدمت عليه مدينة لوزان في شهر مايو 2011.
تضخم هنا.. وضُمور هناك
في سياق متصل، لا زالت الحملات الرامية لمناهضة التمييز العنصري في سويسرا حديثة العهد، حيث لم تنطلق إلا في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وكانت تركز أساسا على الشأن المحلي. وكانت جنيف قد أطلقت في عام 2006 حملة لمناهضة العنصرية لمدة أسبوع، مُقلدة في ذلك المبادرة التي أطلقتها مقاطعة كيبيك الكندية في عام 2000، وهو ما اقتفت أثره عدة مدن سويسرية فيما بعد.
ومن ضمن 104 بلدية مناهضة للعنصرية منضوية تحت راية التحالف الأوروبي للمدن المناهضة للعنصرية الذي تأسس سنة 2004، نجد كلا من جنيف، وبرن، وزيورخ، وفينترتور، لكن خبراء يقولون إن الحملة الحالية لمناهضة العنصرية ليست فعالة في كل مناطق البلاد، ولاحظوا أن الأنحاء المتحدثة بالألمانية تفتقر لمزيد من النشاطات.
في هذا السياق، تقول مارتين برونشفيغ - غراف، رئيسة اللجنة الفدرالية لمناهضة العنصرية في تصريح لـ swissinfo.ch: "يتوقف الأمر على الكانتون، لأنه حتى في الأنحاء الناطقة بالألمانية يوجد مسؤولون عن الإندماج، ويتم تنظيم نشاطات معزولة لمناهضة التمييز العنصري، ولكن ليست هناك حركات شعبية مناصرة". وأضافت "كيف يُمكن توسيع نطاق هذه الحملة في الوقت الذي يتمسك فيه كل واحد بخصوصياته المحلية؟ هذا هو التحدي الكبير!"، على حد تعبيرها.
من جهته، يذهب هانس شتوتس، الصحفي من لوتسرن الذي غطى العديد من القضايا التي لها علاقة بالتمييز العنصري والعرقي، إلى أبعد من ذلك وقال: "ليس هناك شيء يُذكـر في الجزء المتحدث بالألمانية من سويسرا"، مضيفا أن "عدد المنظمات المناهضة للعنصرية هنا أقـل بكثير مما كان عليه الحال من قبل".
ويضيف هانس شتوتس أن "الناس في المناطق الناطقة بالفرنسية يميلون أكثر إلى تقليد فرنسا في تفكيرها الثقافي وفي ما تعرفه من نشاط، أما في الأنحاء المتحدثة بالألمانية فإنه من الصعب تكوين حركة شعبية أو الحصول على دعم نشطاء ومُموّلين".
زيادة نسبة عدم التسامح؟
يأتي إطلاق هذه الحملة في الوقت المناسب الذي يتزامن مع مراجعة السياسات والممارسات السويسرية من قبل توماس هاماربيرغ، رئيس قسم حقوق الإنسان في المجلس الأوروبي، الذي دعا في شهر فبراير الماضي إلى "ضرورة إجراء مراجعة شاملة لكامل قوانين وسياسة مناهضة التمييز العنصري في سويسرا"، لمُواجهة الإرتفاع الكبير في نسبة عدم التسامح والشعور العنصري.
مع ذلك، يبقى تحديد نسبة هذا الإرتفاع في حالة عدم التسامح صعب الإثبات، نظرا لأنه لا يتم تجميع الإحصائيات المتعلقة بحالات التمييز العنصري بنفس الطريقة في كافة أنحاء البلاد، كما أنه بالإمكان تحليلها بطرق مختلفة، كما يقول الخبراء. وتقول آماريللي: "لا زلنا في بداية المشوار بالنسبة لعملية المراقبة، ونحن في بداية بناء شبكة مناهضة العنصرية".
في الأثناء، أشار التقرير الأخير الصادر عن اللجنة الفدرالية لمناهضة العنصرية، ومنظمة Humanrights.ch غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان إلى وُجود حالات تمييز ضد أفارقة ومسلمين في سويسرا سنة 2010.
وفي وقت سابق من شهر مارس الجاري، قالت منظمات مناهضة للعنصرية إن نسبة الهجمات على المصالح اليهودية في سويسرا تزايدت في عام 2011، لكن دراسة تحت عنوان "العنصرية في سويسرا" أعدتها مؤسسة مناهضة العنصرية والعداء للسامية أوردت بأن نسبة الحوادث التي لها دوافع عنصرية لم تتجاوز 66 في العام الماضي مقارنة مع 109 في عام 2010 و 139 في عام 2007.
بعض التقدم؟
رغم كل شيء، يرى نُشطاء أنه تم تسجيل بعض التقدم. وفي هذا السياق، يقول روني بيرنهايم، رئيس مؤسسة مناهضة العنصرية والسامية: "إن إحصائيات عام 2011 ستبقى عالية بسبب أحداث العام الماضي، لكنها قد لا تصل إلى مستوى العام المنقضي نظرا لأن التوجّه العام يسير نحو الإنخفاض".
وفي معرض تعليل ذلك، أورد بيرنهايم أن "عام 2011 شهد أحداثا أقل عنفا من الناحية السياسية"، كما أن الناس أصبحوا "يُولون اهتماما أكثر" لهذه القضايا، وأضاف "أعتقد أن الجهود التي بذلتها مختلف المنظمات والحكومة بدأت تؤتي ثمارها".
على العكس منه، يُبدي السيد شتوتس قدرا أكبر من التحفظ ويشير إلى أن "الأمور تحسّنت نوعا ما بسبب الجهد المبذول في مجال محاربة العنصرية. فالناس أصبحوا أكثر وعيا بعدم تجاوز الحدود. كما أن هناك العديد من الأمور التي تحدث ولا يتم الإعلان عنها نظرا لعدم وجود مجموعات مناهضة للعنصرية أو نشطاء للحديث عنها". وخـلُـص إلى أن "هناك الكثير من حالات الثلب ضد المسلمين، لكن المنظمات الإسلامية في سويسرا لا تعمل (مُشتركة) على تجميع المعلومات المتعلقة بذلك على خلاف المنظمات اليهودية".
27-03-2012
المصدر/ سويس أنفو
أصيب أربعة أفراد من الجالية المغربية بإيطاليا بحروق متفاوتة الخطورة ٬ وذلك في حريق اندلع٬ مساء أمس الاثنين في المصنع الذي كانوا يشتغلون به والمتواجد في دائرة قريبة من مدينة تورينو (شمال غرب إيطاليا).
وأفاد مصدر بالقنصلية المغربية ببيمونت٬ اتصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء٬ بأن الحالة الصحية للمصابين٬ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 38 و 47 سنة٬ لا تبعث على القلق٬ موضحا أن اثنين منهم غادرا وحدة العلاجات المكثفة بالمستشفى٬ التي كانوا قد أدخلو إليه في وقت سابق.
وحسب وسائل الإعلام٬ فإن المغاربة الأربعة يعانون من حروق من الدرجة الثانية والثالثة٬ وكذا من صعوبات في التنفس جراء استنشاقهم لمواد سامة.
ويقع المصنع الذي اندلع فيه الحريق والمتخصص في جمع ومعالجة النفايات الصناعية في جماعة فيلاستيلون.
ويعتقد أن أسباب هذا الحريق تعود إلى إلى وقوع انفجار لم تحدد بعد أسبابه.
وكان شخص خامس من جنسية تونسية قد أصيب هو الآخر بحروق في هذا الحادث٬ إلا أن حالته الصحية لا تدعو إلى القلق.
27-03-2012
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء
شكل غنى وتنوع مكونات الثقافة المغربية موضوع احتفاء خاص٬ احتضنته نهاية الأسبوع الماضي مونريال٬ وذلك بمبادرة من مجموعة من المغاربة المقيمين بكيبيك٬ الذين استحضروا من خلال برنامج احتفالي متنوع وممثل للتقاليد المغربية مختلف هذه المكونات وروح هذه الخصوصية.
وتحت شعار "نافذة على المغرب" تواصلت٬ على مدى يومين٬ هذه الاحتفالية٬ الأولى من نوعها بدار الثقافة والجالية بالحي الشمالي الشرقي لدائرة مونريال (شمالا) حيث تقطن بكثافة جالية هايتية ومغاربية وأيضا لاتينية وإفريقية.
وشهد برنامج هذه التظاهرة لقاءات للنقاش وتبادل المعرفة بين أفراد الجاليات المقيمة بهذا البلد وسط أجواء احتفالية تقليدية تحول فيها ديكور القاعة الرئيسية للدار إلى صالون مغربي ضم معروضات مختلفة من ملابس ومجوهرات وكتب ولوحات تشكيلية وغيرها من المصنوعات الحرفية المغربية.
وشكل هذا اللقاء٬ الذي حضرته كؤوس الشاي والحلويات وروح تقاليد الضيافة المغربية٬ فرصة أخرى للتأكيد مرة أخرى على أن "الاندماج يمر أساسا عبر الثقافة".
وفي هذا الصدد٬ أكد مدير مؤسسة الجاليات "مسار للجميع" دانيال مالو أن "ما رأيناه٬ هو تجسيد لإرادة العديد من المواطنين من أصل مغربي لتبادل ثقافتهم مع مونريال الشمال"٬ مؤكدا أن"ما هو مهم في الحياة المدنية٬ هو أن تعرف وتعترف."
27-06-2012
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء
عقد رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله ابن كيران، نهاية الأسبوع الماضي بالرباط لقاء تواصليا مع وفد من الجالية المغربية يضم أزيد من 30 شخصية من مستثمرين وطصر علمية عليا من الجيلين الأول والثاني، يقيمون بكل من فرنسا وبلجيكا... تفاصيل الخبر
26-03-2012
المصدر/ جريدة التجديد
أسرعت وزارة الداخلية في إعادة تنظيم وتقنين إقامة الأجانب بالمغرب من خلال ثمانية قرارات تم توقيعها في 13 فبراير، ودخلت حيز التنفيذ في 15 مارس الجاري بعد نشرها بالجريدة الرسمية، تروم بحسب جريدة أخبار اليوم المغربية ضبط حركة وتنقلات الأجانب بالمغرب، وتنظيم زضع الزوج الأجنبي أو الزوجة الأجنبية والأطفال من زواج مختلط، وكذلك تنظيم الإقامة ذات الطابع الاستثنائي، وكذلك تقنين الإقامة بالمغرب لدواعي الزيارة أو العمل أو الدراسة... تفاصيل المقال
26-03-2012
المصدر/ جريدة أخبار اليوم المغربية
أفادت دراسة بعنوان "هجرة العمالة من المغرب العربيّ إلى أوروبا: هولندا نموذجًا" أصدراها أصدر المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات بالدوحة، أنه من المتوقع أن يصل عدد المغاربة في في هولندا من الجيلين الأول والثاني إلى ما يقارب 470 ألف مواطن بحلول عام 2050... تفاصيل الخبر
26-03-2012
المصدر/ جريدة الخبر
- المغاربة يتصدرون الجاليات الأجنبية المقيمة بإسبانيا سنة 2024
- مجلس الجالية يثمن التعديل المرتقب لمدونة الأسرة ويتطلع لتشريع في مستوى الإنتظارات
- أهم الخدمات الموجهة إلى الجالية المغربية بالخارج في قطاع العدل
- وزيرة من أصول مغربية في الحكومة الكندية
- بنك المغرب يفاوض نظرائه في فرنسا وإسبانيا حول تحويلات مغاربة أوروبا