عبد القادر الرتناني: رجل الكتب
تحتضن مدينة برشلونة الإسبانية، من 8 إلى 11 يوليوز، الأيام الثقافية المغربية الأولى ببرشلونة، التي تنظمها جمعية أبي رقراق وجمعية اتحاد إخوة العالم ببرشلونة، تحت شعار "روح المواطنة .. ثبات والتزام على الدوام".
وأوضح بلاغ لجمعية أبي رقراق أن تنظيم هذه التظاهرة الثقافية يندرج في إطار دعم سبل التعايش مع ثقافات الشعوب الصديقة، ودعم الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة عدة مواد ثقافية تشمل تنظيم معرض للفنون التشكيلية تتخلله ورشات لتعليم فنون الرسم للأطفال، ومعرض للصناعة التقليدية ينظم بتعاون مع غرفة الصناعة التقليدية بعمالة سلا، إضافة إلى عرض للأزياء التقليدية، فضلا عن تنظيم أمسيات فنية تنشطها مجموعة "تكدة" والفنانة الشعبية فاطمة تحيحيت والمعلم الكناوي عبد الكبير مرشان والفنان نجيم أغرب.
29-06-2011
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء
وأوضح بلاغ للمجلس نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه اللقاءات تتوخى تسليط الضوء على مسلسل الإصلاحات التي يشهدها المغرب وتحسيس الجالية المغربية المقيمة في كندا بالخطوط العريضة للدستور الجديد والمكانة التي خصصت للهجرة.
وتمت في السياق نفسه، برمجة عدة لقاءات بعد خطاب جلالة الملك محمد السادس ليوم 17 يونيو الجاري، مع فاعلين جمعويين وسياسيين والمجتمع المدني لمغاربة العالم.
وأضاف المصدر ذاته، أن المجلس شارك يوم الثلاثاء 21 يونيو الجاري في بروكسل، في لقاء حضره وفد يمثل الأحزاب السياسية المغربية، في لقاء مع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، وذلك بهدف تقديم وشرح مشروع الدستور الجديد.
كما شارك في اجتماعين آخرين في كل من امستردام وفرانكفورت، بمبادرة من جمعية "حوار" والمجلس المركزي للمغاربة في ألمانيا.
وعقد آخر اجتماع يوم الأربعاء 29 يونيو في دبي وتميز بنقاش ينشطه مجلس الجالية المغربية بالخارج ، حول "مسلسل الإصلاحات في المغرب ومشروع الدستور الجديد "، بحضور الجالية المغربية المقيمة في المنطقة.
وبحسب البلاغ، يسعى مجلس الجالية المغربية بالخارج، الى مصاحبة مغاربة العالم، في النقاشات المنظمة من طرف الجالية المغربية المقيمة بالخارج، حول الدستور الجديد من أجل فهم أفضل لهذا المشروع التاريخي الذي يؤرخ لمستقبل المغرب.
29-06-2011
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء
أثار تقرير فرنسي المتضمن إلغاء الجنسية الأصلية لكل طالب جنسية فرنسية عن طريق الزواج أو التجنس ردود فعل لدى الطبقة السياسية وحتى لدى الجالية المقيمة بفرنسا، الني ترى في ذلك رغبة في تقسيم الفرنسيين إلى عدة فئات... تتمة المقال
ما زالوا يتناولون فطورهم مع باقي أطفال الروضة، لكن ملامح الإثارة والانفعال البادية على وجوههم تميزهم عن غيرهم. سبب انفعال عمر وألف وسناء هو أن اليوم يصادف مجيء فاطمة، فاطمة قردش الحكواتية التركية، التي تزور الروضة الواقعة في حي يقطنه الكثير من الأجانب كل يوم خميس لتروي قصصها باللغة التركية وتعلم الأطفال بعض الألعاب والأغاني التقليدية التي يعرفها أبناء سنهم في موطن أجدادهم
عند مجيء فاطمة وبعد ترحاب حار من قبل الأطفال، ينزل الأولاد معها إلى الطابق السفلي ويستقرون في غرفة الأشغال اليدوية. الغرفة فسيحة بما فيه الكفاية وتسمح للمجموعة بالانهماك في أشغالها بدون إزعاج الآخرين. تبدأ فاطمة في سرد قصتها وعيون الأطفال متعلقة بوجهها المتفاعل بمهارة مع كلماتها، يرددون نهايات جملها ويردون على أسئلتها الهادفة إلى تحفيزهم على الكلام بالتركية.
نقلة نوعية في تعامل السياسة مع الأجانب
تجاهلت ألمانيا لعقود أنها بلد هجرة، فاستفاقت على واقع المهاجرين الصعب في شتى المجالات. بعد محاولة ساستها لحل المشاكل من خلال فرض حلول ألمانية، ابتداء بمطالبة الأجانب بالمزيد من الاندماج في المجتمع الألماني ووصولاً إلى حظر استعمال لغات المهاجرين في بعض المدارس. لكن بعضهم أنتبه إلى أن الحل الأمثل يكمن في إشراك المهاجرين أنفسهم في مشاريع تحسن أوضاعهم.
أحد هذه المشاريع يحتضن المبادرة التي تنشط فيها الحكواتية فاطمة ويحمل عنوان "جداتنا وأجدادنا يحكون بلغات كثيرة". ويشارك في هذا المشروع عدد من رياض الأطفال تقع غالبيتها في مناطق متفرقة من ولاية شمال الراين ويستفاليا، تشترك في كون نسبة سكانها من المهاجرين مرتفعة. ويضم المشروع عدة لغات من لغات المهاجرين التي لا تحظى باعتبار كبير في المجتمع الألماني، منها التركية والعربية والروسية.
ولقد وجدت فاطمة، وهي أم لأربعة أطفال، في هذا المشروع فرصة مواتية لاستثمار طاقتها وخبرتها التربوية لمساعدة أبناء جاليتها من الأتراك. مساعدة تلقى تقبلاً أكبر من طرف المعنيين لكون المساعد ينتمي إليهم. إضافة إلى ذلك، تستفيد فاطمة شخصياً من المشروع، فهو يحفزها على الاحتكاك بالمجتمع الألماني، مما مكنها من تحسين لغتها الألمانية كثيراً، فضلاً عن نمو ثقتها في نفسها وشعورها بالرضا لمساهمتها في شيء مفيد.
تغيير في النموذج العلمي
قبل الانضمام إلى المبادرة، شاركت الحكواتية في تدريب مركز للإلمام بمهامها الجديدة، التي تقول عنها فاطمة: "أعلم الأطفال ألعاباً كنت نفسي ألعبها في طفولتي. وقبل الشروع في القراءة، أتأمل معهم الصور الموجودة في الكتاب. وبعد الانتهاء من الرواية، أطلب من كل طفل أن يقص علي صفحة من القصة".
هذا الأسلوب ليس بالعشوائي وإنما يرتكز على منظومة علمية يشرف على تطبيقها في هذا المشروع أكسل بيترليش من "مركز تعدد اللغات والاندماج" المدعوم من قبل مدينة كولونيا وجامعتها. مغزى هذا الأسلوب يشرحه بيترليش قائلاً: "من المهم أن يعيش الأطفال اللغة، أن تدخل في حسهم وشعورهم، لأن اللغة لا تتعاطى فقط. لذلك نعرّض الأطفال إلى اللغة من خلال الألعاب والأغاني والتمثيل".
ويعود الفضل الأكبر في تمكين هذه المبادرة إلى تغير النموذج العلمي لدى بعض الساسة الألمان المعنيين فيما يخص تعدد اللغات. فبعد إصرارهم لمدة طويلة على ضرورة تعلم اللغة الألمانية على حساب لغة الأم، ظناً منهم أن الاندماج في المجتمع الألماني يقتضي فقدان الهوية واللغة الأصليتين، وصل إلى مسامعهم أن نظريات اللسانيات تقول إن تعلم أي لغة ثانية، وهذا هو حال الألمانية بالنسبة لأبناء المهاجرين، يشترط لغة أم سليمة ومتينة. مما أدى إلى توفير بعض الدعم للمبادرات والمشاريع الرامية إلى تعزيز لغات المهاجرين الأصلية.
تداعيات اجتماعية
مشروع فاطمة يلقى دعماً من قبل جمعية "الأسر ثنائية الجنسية" وحكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا، ويهدف إلى منح أبناء المهاجرين ثقة في النفس يفتقدونها في أغلب الأحيان لكون المجتمع الألماني ينظر إليهم على أنهم مشكلات لا غير، كما تقول ناتاشا فروليش، المشرفة على المشروع في مدينة كولونيا: "الأطفال يشعرون بافتخار كبير وهم يرون لغاتهم تحظى بالاهتمام. خاصة وأن هذه اللغات هي لغات ليس لها قيمة في ألمانيا. هدفنا الثاني هو أن يطالب الأطفال أولياءهم بأن يتلوا عليهم قصصاً بدورهم، مما يساهم في ترسيخ المطالعة لدى الفئات المنحدرة من أصول أجنبية ويزيد في مستوى تثقفهم".
من جهته يرى بيترليش في مشروعه مساهمة كبيرة في السلام الاجتماعي واندماج الأجانب: "عندما نلوم الآخرين مراراً وتكراراً ونقول لهم إن هويتهم الثقافية ليست لها قيمة وإن لغاتهم الأصلية مرفوضة في المجتمع الألماني، فمن الطبيعي جداً أن يشعروا بالتهميش". ويلاحظ بيترليش أن المشروع ساهم فعلاً في تحسين قدرات الأطفال اللغوية، حتى الألمانية منها، مما يعزز فرص أبناء المهاجرين في إكمال مشوارهم الدراسي وفي الحصول على وظيفة محترمة في المستقبل.
26-06-2011
المصدر/ شبكة دوتش فيله
وقال بنشريف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "المغرب من الدول القلائل في العالم التى أولت اهتماما بمواطنيها المقيمين في دول المهجر، من خلال تخصيص أربعة فصول في الدستور الجديد تهم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لهذه الفئة الاجتماعية".
وأشار إلى أن مشروع الدستور الجديد "ثورة هادئة في تاريخ المغرب الحديث" ستنعكس إيجابا على كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، ويتيح لمغاربة العالم حق التصويت والمشاركة السياسية انطلاقا من بلدان الإقامة، كما ينص على تعزيز انخراطهم في مختلف المؤسسات الاستشارية المحدثة والتي تعنى بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية والهوية والثقافة المغربية.
وذكر أن الدستور الجديد الذي يعد بمثابة "ميثاق جديد بين الملك والشعب، ويرقى إلى مستوى تطلعات جيل جديد من أجل بناء مغرب الديمقراطية والحداثة والتعددية والفرص المتكافئة واحترام حقوق الإنسان"، يمنح أيضا الصفة الدستورية لمجلس الجالية المغربية في الخارج لإبداء الآراء بخصوص توجهات السياسات العمومية حول الهجرة بهدف تقوية الروابط بين مغاربة العالم ووطنهم الأم.
وفي هذا السياق، أهاب عضو مجلس الجالية بمغاربة الخليج للمشاركة المكثفة في الاستفتاء يوم الجمعة فاتح يوليوز المقبل، والتصويت ب"نعم" على مشروع الدستور الجديد، لأنه يعكس "واقعا سياسيا جديدا نحن في أمس الحاجة إليه لمواجهة التحديات التي تواجهها بلادنا".
ودعا بنشريف بهذه المناسبة، أفراد الجالية المغربية بدول الخليج إلى "عدم تفويت هذه الفرصة من أجل الإسهام في بناء مغرب الغد، مغرب الحريات والشفافية والديمقراطية، مغرب التغيير المجتمعي المنشود".
28-06-2011
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء
أكد محمد عامر الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ، أمس الاثنين ببرشلونة ، أن مشروع الدستور الجديد جاء ب"خارطة طريق واضحة وشفافة" لتدبير كافة القضايا التي تهم مغاربة العالم.
وأوضح عامر الذي كان يتحدث خلال لقاء مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بكطالونيا (شمال-شرق إسبانيا)، أن هذه الخريطة تتضمن إجراءات تروم ضمان المكاسب وتكريس حقوق المهاجرين المغاربة في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية.
وأبرز، في هذا السياق، العناية الخاصة التي أولاها مشروع الدستور الجديد لمغاربة المهجر، خاصة عبر الاعتراف بحقوقهم كمواطنين يمكنهم المشاركة في الانتخابات المحلية والجهوية والتشريعية، بل وممثلين داخل مؤسسات البلاد.
وأشاد الوزير بمساهمة هذه الفئة من المغاربة في مسلسل التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها المملكة، وكذا دورهم في الدفاع عن القضايا الوطنية في بلد الاستقبال، مضيفا أن الوثيقة الدستورية الجديدة بها فصول منها تلك التي تنص على دسترة مجلس الجالية المغربية بالخارج.
وأشار إلى أن الإصلاح الدستوري سيمكن المهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج ، لاسيما بإسبانيا، من المشاركة في الانتخابات المحلية المنظمة بهذا البلد بعد التوقيع على اتفاقيات المعاملة بالمثل في هذا المجال. وقال إن الأمر يتعلق "بمكسب كبير" من شأنه أن يسمع صوت الجالية المغربية حتى تدافع عن مصالحها وعن قضايا المملكة، مذكرا بأن لجنة مراجعة الدستور قد تلقت بشكل إيجابي المطالب المتضمنة في المذكرات العشر التي تقدم بها ممثلو الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
وحث محمد عامر بالمناسبة المغاربة المقيمين بكاطولونيا على المشاركة بكثافة في الاستفتاء الدستوري المقرر يوم فاتح يوليوز، مؤكدا أن كافة التدابير قد تم اتخاذها لإنجاح هذه العملية وإجرائها في أفضل الظروف.
وقد تخلل هذا اللقاء نقاش عميق وغني بخصوص مشروع الدستور الجديد.
28-06-2011
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء
وبحسب البلاغ الذي نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء فإن منح هذا الوسام مراد الشريف يأتي "اعترافا بالخدمات الاستثنائية التي قدمها للعلاقات البريطانية-المغربية في مجال الأعمال".
واعتبر البلاغ بأن مراد الشريف قام، باعتباره الرئيس المغربي للمجلس المغربي-البريطاني للأعمال، بتوفير المساعدة والدعم للشركات البريطانية التي تريد الاستثمار في المغرب حيث ساهم في الرفع من الصادرات البريطانية نحو المغرب إلى ثلاثة أضعاف، كما ساعد على توطيد أواصر التفاهم بين المملكتين البريطانية والمغربية، إلى جانب مساهمته في تقوية العلاقات المالية والاقتصادية بين البلدين.
وأشار المصدر ذاته إلى أنه سيتم قريبا تنظيم حفل خاص سيتولى خلاله سفير المملكة المتحدة تيم موريس تسليم الوسام لمراد الشريف باسم عاهلة بريطانيا.
وتمنح الأوسمة الشرفية للمملكة البريطانية اعترافا بالإنجازات والخدمات المقدمة للدولة، وتتشكل من عدد من الأوسمة التي يقدم كل واحد منها اعترافا بنوع خاص من المساهمات.
28-06-2011
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء
وبحكم زيارتي لأكثر من بلد أجنبي كنت أعرف مسبقاً أن لكل جالية عربية مقاهي ومطاعم خاصة بها يجتمعون فيها خلال أوقات فراغهم وأثناء إجازة نهاية الأسبوع يتجاذبون فيها أطراف الحديث على أنغام موسيقى بلدهم. وأنا في الطريق من مطار البحرين الدولي، سألت السائق عن مكان تواجد المطاعم أو المقاهي العربية عامة والمغربية خاصة.
وفي اليوم الموالي، توجهت إلى منطقة الجفير التي وصفها لي السائق ووجدتها فعلاً صاخبة ومزدحمة وتضم مقاهي ومطاعم ومتاجر مختلف الجاليات العربية من لبنان وسوريا والأردن والعراق والمغرب ومصر وتونس ... الخ. تجد متجر خياطة مراكش يجاور مطعم زهرة لبنان ومحل تأجير سيارات أغادير يجاور متجراً للحلويات العمانية؛ هنا تـُزال الحدود وتصبح كل الدول العربية إتحاداً لا يحتاج إلى مقر أو أمين عام، لاحاجة إلى التأشيرات في هذا الحيّ؛ لا تفصلك عن بيروت ومراكش سوى خمسة أمتار وبين مسقط وسكيكدة ثلاث خطوات. جميل ما رأيته في هذا الحي الذي لا يختلف كثيراً عن سوق باب الحد في الرباط أو درب غلف في الدار البيضاء أو كازاباراطا في طنجة أو الهديم في مكناس مع اختلاف بسيط في الاحترام والأمن. هنا يمكن أن تنسى محفظة نقودك فوق طاولة المقهى وتعود بعد ساعة وتجدها في مكانها.
وأنا أسير في أزقة وشوارع هذا الحي، ألتفت ذات اليمين وذات الشمال لعلي أرى مطعماً يحمل اسماً من قبيل "مطعم الزردة" أو "النكعة" أو اسماً مغربياً مميزاً. رأيت محلاً للحلاقة يحمل اسم كازابلانكا فتوجهت إليه فلم أجد به سوى هنوداً لا يجيدون العربية، فسألتهم بإنجليزية متلعثمة إن كانوا يعرفون مطعماً مغربياً. فأجاب أحدهم : "رووح سيييدا بعدين دوّر دوّر ما في وكف. أنت إيشوف مسجد، في مطعم باك سايد". لغة ركيكة فهمت منها أن عليّ السير دون توقف وسأجد هناك مطعماً. ذكرتني لهجته بلكنتي عندما بدأت أتعمل الأمازيغية بعد أن تم ارسالي لأول مرة إلى مدينة الناظور لأدرس هناك حيث كنت مضطراً لتعلم بعض العبارات التي يمكنني أن أتواصل من خلالها.
وجدت خلف مسجد مطعماً صغيراً يحمل اسم "مكناس" وهناك تعرفت على أول مغربي صادفته. كان يشتغل في شرطة المطار وكان معه شخص آخر قليل الكلام وتـُرى عليه أثر النعمة أو هكذا كان يبدو. تناولت طاجيناً باللحم والجلبان ورقائق البطاطس المقلية على الطريقة المغربية. أول نصيحة تلقيّتها من الشرطي هو الابتعاد عن مقهى مشبوه يحمل اسماً فرنسياً ويرابط فيه بعض المغاربة الذين فقدوا وظائفهم ولايريدون خروج البلد ربما خوفاً من شماتة الناس أو الجيران. أوصاني بمقهى آخر يجلس فيه مغاربة أشراف ولهم مستوى ثقافي جيد.
مع أنني لا أثق كثيراً في كلة "مثقف"، ذهبت في المساء إلى مقهى يدعى "قوس قزح"؛ إنه مقهى ينطبق فيه الاسم على المسمى. يضم أطيافاً مختلفة من "الطبقة الوسطى المغربية". ضباطاً في الشرطة والحرس الأميري، أساتذة، أطباء، ممرضين، بعض العاملين في مجال القضاء ومترجمين وصحافيين ... إلخ. أحياناً يتحدثون وأحياناً يتصفحون الجرائد، منهم من يدخن بشراهة ومنهم من يعيف رائحة التدخين. أعجبت كثيراً بفئة كنت أجهل عنها الكثير: إنهم المترجمون !.
يشتغلون في جميع المؤسسات تقريباً، بما في ذلك الوزارات والهيئات المحلية والإقليمية والدولية والمجالس الحكومية والدوائر القضائية ودواوين الحكام والأجهزة الأمنية بمختلف أصنافها. أقلهم حظّاً يحصل على راتب يساوي راتب نائب برلماني في المغرب؛ بعض التراجم يحصلون على راتب يفوق ما يتقاضاه وزراء المغرب بقليل.
ما يلفت الانتباه في هذه الفئة أنهم شباب في مقتبل العمر لا يتجاوز أكبرهم عقده الرابع بحكم أن الترجمة الفورية والتحريرية في المغرب تخصص حديث نسبياً.
لأول مرة أعرف أن هناك في المغرب معهد حكومي للتعليم العالي متخصص في الترجمة يلج إليها الطلاب بعد حصولهم على الإجازة في إحدى اللغات الأجنبية مع ضرورة تفوقهم في اختبار الولوج الذي سيكون مما لاشك فيه صعباً بحكم العدد القليل من التراجم الذين يتخرجون في المغرب.
وقد عرفت من أحدهم أن المعهد العالي للترجمة بمدينة طنجة يخرج سنوياً وفي أحسن الأحوال 40 مترجماً في أربعة تخصصات، بواقع عشرة في كل تخصص. عندما تتناقش مع هؤلاء الشباب تجد نفسك أمام أشخاص يسمعون لك قبل أن يتحدثوا إليك. في كلامهم تحس بالكثير من التناسق والتناغم في الأفكار وكأنهم يقرأون لك من كتاب حرص كاتبه على استغلال كل الحجج المتاحة. إن إتقان اللغات الأجنبية سوق لا تبور في دول الخليج وبعض الدول العربية الأخرى.
باركهم الله وجعلهم خير سفراء لبلدهم.
28-06-2011
المصدر/ جريدة هسبرس الإلكترونية
إلا أن الكثير من عملائه الأتراك انتقلوا إلى ضواح أبعد، ومما زاد الوضع سوءا أن قدرة العملاء على الوصول لمتجره تعطلت، بسبب أعمال إنشاء قضبان «ترام» في الشارع الكائن أمام متجره.
وعن الوضع الراهن، قال كيليغ: «لا تسير الأمور على ما يرام»، بينما انهمك على تجميع نقانق من اللحم البقري وجبن تركية بيضاء، يطلق عليها اليونانيون «فيتا»، من أجل أحد الزبائن.
الآن يخالجه الخوف من تردي الأوضاع أكثر، حيث من المقرر أن يصوت البرلمان الهولندي، الثلاثاء، على مشروع قانون، حال إقراره، سيلزم الجزارين اليهود والمسلمين بتدويخ الحيوانات حتى تفقد الوعي قبل ذبحها، سواء ميكانيكيا أو كهربيا أو باستخدام الغاز، لينتهي بذلك الاستثناء الموجود في القانون الحالي.
كان حزب صغير معني بحقوق الحيوانات، ويحظى بمقعدين بالبرلمان، قد اقترح مشروع القانون، بدعوى أن عدم إفقاد الحيوانات وعيها يعرضها لألم لا داعي له.
وكشفت استطلاعات رأي تأييد أكثر من 60 في المائة من العينة التي شملها الاستطلاع لمشروع القانون، ومن المتوقع أن تصوت جميع الأحزاب المشاركة في المجلس الأدنى من البرلمان على مشروع القانون، بحيث ينتقل بعد ذلك إلى المجلس الأعلى للموافقة عليه. ولم يعارض المشروع سوى الأحزاب الديمقراطية المسيحية، لكن ليس انطلاقا من اعتبارات تتعلق بحقوق الحيوانات، وإنما دفاعا عن الحرية الدينية.
وعلى الرغم من أن خيرت فيلدزر، السياسي الهولندي البارز المشهور بعدائه للمسلمين، ليست له علاقة بالقانون الجديد، فإن اسمه بات مرتبطا به بين أوساط المهاجرين.
مثلا، أكد كيليغ أن «قانون (خيرت فيلدزر) ضد اللحوم الحلال. ويخالجني شعور غير طيب حياله، وإذا رغب أحد في حظر لحومنا، فإننا سنضطر حينئذ لاستيرادها».
وعلى الرغم من أن رفض المجتمع المسلم لمشروع القانون الجديد كان قويا، فإنه جاء مشتتا ليعكس الطبيعة المشتتة لعناصر هذا المجتمع المتنوع بين أتراك، وهم المجموعة الأكبر، والمغاربة وآخرين. ومع ذلك، أعلنت قيادات مسلمة بوضوح معارضتها لمشروع القانون، وانضمت لأخرى يهودية في محاولة لمنعه.
في المقابل، يتسم المجتمع اليهودي، الذي يتركز نصفه تقريبا في أمستردام بينهم نحو 10000 مهاجر إسرائيلي، بأنه أفضل تنظيما، لكنه سيتأثر بدرجة أقل كثيرا عن نظيره المسلم بالنظر إلى أن نحو 3000 رأس فقط من الحيوانات تذبح سنويا طبقا لقواعد الشريعة اليهودية، وتحت رقابة بيطرية وثيقة. إلا أنه داخل مجتمع هولندي ذي طابع علماني متزايد، يشعر القادة اليهود بأن ممارساتهم الدينية باتت تحت الحصار.
من جهته، قال روني أيزنمان، محام يتولى رئاسة الجالية اليهودية في أمستردام: «ليس من الصعب حماية الحريات الدينية عندما يكون مجتمع ما متدينا، لكن عندما يتحول الأفراد للعلمانية على نحو متزايد، هنا يصبح الأمر صعبا».
من جهتها، نفت مريان ثييم، 49 عاما، محامية ورئيسة الحزب المناصر لحقوق الحيوانات، أي عداء من جهة حزبها تجاه المجموعات الدينية، وذكرت في إجابات كتابية على أسئلة وجهت لها أن القانون ضروري لأن التنظيمات العامة لعملية الذبح، بما في ذلك إفقاد الحيوان وعيه قبل القتل، «تنحى جانبا في حالات الذبح، طبقا لشعائر دينية».
وأضافت أن هناك «إجماعا عالميا بين العلماء حول أن الحيوانات تعاني ألما هائلا حال ذبحها قبل إفقادها الوعي».
ودفاعا عن القانون، استشهدت بعلماء يهود مثل آرون إس غروس، أستاذ الدراسات الدينية بجامعة سان دييغو، الذي أوضح أن الكثير من المجتمعات اليهودية الأكثر ليبرالية، بما في ذلك بعض المجتمعات الموجودة داخل الولايات المتحدة، تمارس بانتظام عملية إفقاد الحيوان وعيها قبل ذبحها.
ومع ذلك، ينظر الكثير من المسلمين واليهود إلى مشروع القانون المقترح باعتباره أحدث حلقة من مسلسل عداء أوروبي متزايد تجاه المهاجرين والتنوع.
الأسبوع الماضي، نجح يهود ومسلمون في انتزاع تنازل من المشرعين، عندما وافق المجلس الأدنى من البرلمان على إدخال تعديل على مشروع القانون يقضي بأنه حال إثبات المؤسسات الدينية أن أسلوب الذبح الذي تنتهجه لا يسبب ألما بالحيوانات أكبر مما يسببه الذبح الصناعي، فإنها ستحصل على رخصة لخمس سنوات.
إلا أن أيزنمان سخر من هذا البند، بقوله: «بالنظر لعدم وجود رقم محدد للألم والمعاناة داخل المذابح الصناعية، كيف يمكنك إذن إثبات أن أسلوبك يؤلم بدرجة أقل؟ إن هذا القانون يضرب بالحرية الدينية عرض الحائط».
ويتفق خبراء يهود آخرون مع هذا الرأي، مثلا، قال جو إم ريغينستاين، بروفسور علوم الطعام، الذي يدير برنامج يعنى بالطعام الموافق للشريعتين اليهودية والمسلم داخل جامعة كورنيل: «هذا الأمر لا يتعلق بحقوق الحيوانات، وإنما هو دعوة لليهود والمسلمين لمغادرة البلاد».
* خدمة «نيويورك تايمز»
28-06-2011
المصدر/ جريدة الشرق الأوسط
من بين الإشكالات العميقة والمهمة التي تواجه المسلمين حاليا في الغرب، إشكالية الرغبة في التعايش والاندماج الإيجابي - من دون ذوبان - والتحديات والأسباب الحقيقية التي تحول وتعوق دون تحقيق ذلك، التي لم تعد مجرد شأن داخلي يخص مسلمي الغرب وحدهم، بل أصبحت من القضايا الفكرية العالمية العاجلة والمهمة التي تخص جميع الأفراد والمجتمعات والدول لتحقيق التعايش والحوار مع الآخر، مهما تباعدت الأقطار وتعددت العقائد والديانات والثقافات والألسنة واللغات.
جاء المسلمون إلى الغرب بحثا عن حياة كريمة ومستقبل أفضل لهم ولأبنائهم، وهم في نفس الوقت عليهم أن يتقبلوا ويتفاعلوا مع القيم والتقاليد الثقافية الجديدة للآخر، مع الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية في الدول التي هاجروا إليها والمجتمعات الموجودين فيها، فأصبحوا بين خيارين، هما الاندماج والانفتاح دون الذوبان، والإحجام والانغلاق والانعزال والتقوقع، ومع كلا الخيارين هم مطالبون وبمنهجية وعقلانية بإبراز الوجه الحقيقي المشرق الحضاري والأخلاقي المعتدل والمتسامح للإسلام والمسلمين وتمثيل أنفسهم خير تمثيل لدحض الرؤى والأفكار والاتجاهات السلبية في الغرب التي تسيء إليهم وإلى الإسلام، والتي تقف حجر عثرة في طريق رغبتهم في التعايش الكريم.
ينقسم المسلمون في الغرب إلى فئتين، فئة ترفض وتحجم عن التعامل والتفاعل مع المجتمع الغربي، وفئة أخرى ترغب في التعايش والاندماج الإيجابي، دون ذوبان، لكن هناك من التحديات والأسباب الخاصة بهم أو الموجودة في المجتمع الغربي التي تحول دون تحقيقهم لذلك.
وعلى الجانب الآخر، هناك فئة قليلة استطاعت أن تحقق التوازن بالتوصل إلى صيغة ورؤية ثقافية تتضمن المعالم والقيم الإنسانية الأساسية المشتركة بين ثقافتهم وهويتهم الإسلامية والجوانب الإيجابية في ثقافة الغرب والبلاد الوافدين إليها والمجتمعات المستقرين فيها، رؤية تضمن لهم الاحترام المتبادل والعيش الكريم المشترك بعيدا عن التعصب الديني أو الآيديولوجي والتطرف والغلو والكراهية.
ويواجه المسلمون في الغرب في سبيل تحقيق الرغبة في التعايش والاندماج دون ذوبان في المجتمع مع الحفاظ على ثقافتهم وهويتهم الإسلامية، الكثير من التحديات، من بينها: اللغة، التي تعد المفتاح الأساسي لتحقيق ذلك، فاللغة هي وسيلة التواصل والاتصال وتبادل الرؤى والأفكار بين الأفراد والمجتمعات، إذ تعتمد عليها كل الثقافات في انتقالها والتعرف عليها، فتعلم لغة الدولة التي تستقر فيها الجاليات المسلمة تيسر لهم القيام بواجباتهم وعلاقاتهم بالآخرين أفرادا ومؤسسات وكذلك حصولهم على مطالبهم وحقوقهم. لكن أدى غياب اللغة إلى صعوبة تواصل واتصال وتكيف وتأقلم المسلمين مع مكونات المجتمعات المستقرين فيها وبخاصة المهاجرون من الجيل الأول والثاني، وقد أدى ذلك إلى انعزالهم وتقوقعهم لحد كبير عن المجتمع الغربي.
كما أن تحدي البطالة وصعوبة الحصول على فرصة عمل ونوعيته وطبيعته وارتباطه بالمكانة والتأثير في المجتمع وصياغة القرارات، قد ساهم أيضا في صعوبة اندماج الجالية المسلمة وبخاصة مع تزايد صور الإساءة للإسلام والمخاوف من تشغيل المسلمين وافتقارهم لمهارات سوق العمل، لهذا فقد اتجهت الغالبية منهم للعمل في الأنشطة التجارية.
ومن القضايا الأخرى المهمة المرتبطة بتحدي الاندماج في المجتمع الغربي، التي تشهد جدلا واسعا، قضية الأئمة وخطابهم الديني، فقدوم معظم الأئمة من خارج دول الغرب ومعرفتهم المحدودة بلغة وثقافة الغرب، وخطابهم الديني الذي لا يتماشى مع عوامل الزمان والمكان، قد جعل من الصعب عليهم توصيل رسالتهم وأفكارهم بسهولة حول الكثير من القضايا الدينية والفكرية المستجدة في الغرب، وبخاصة تواصلهم مع الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين.
كما أن الكثير من وسائل الإعلام الغربية تسيء للإسلام والمسلمين من خلال نشر تقارير سطحية ورؤى وأفكار وصور سلبية هدامة، نتيجة عن جهل أو تجاهل للوجه الحقيقي للإسلام، الأمر الذي يؤثر على الرأي العام الغربي، وبالتالي في إعاقة المسلمين عن الاندماج والمشاركة الإيجابية في المجتمع الغربي.
من خلال هذه التحديات وغيرها، يمكن القول بأن من بين الآليات والوسائل المهمة التي تسهل وتيسر تعايش المسلمين مع الغرب، تتمثل أولا في التغلب على عائق اللغة وتعلم لغة الدولة التي يستقرون فيها، لتيسير حياتهم والحصول على حقوقهم والقيام بدورهم في التعريف بالوجه الحقيقي المشرق للإسلام وتحسين صورتهم لدى الغرب من خلال اتصالهم وتواصلهم مع أفراد ومؤسسات المجتمع. مع أهمية التأكيد على نقاط وجوانب الالتقاء بين الثقافتين الإسلامية والغربية، التي تساهم في بناء جسور للتعامل والتفاعل والتواصل بينهما، مع تجاوز أو تأجيل المحاور والنقاط التي قد تتسبب في إشاعة التوتر والخلاف. ومن المهم أيضا التأكيد على أهمية ما يسمى في العصر الحالي «فقه الواقع» أي فهم للإسلام يجمع بين النص والواقع، وبخاصة تجاه القضايا والمسائل التي قد تعوق تحقيق التعايش والاندماج الإيجابي مع الآخر، حتى لا يتعرض المسلم في الغرب للحيرة والعزلة والانفصام. مع ضرورة الاستمرار والتوسع في تعميم حملات تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب على كافة الصعد ورفع مستوى وعي وفهم الجاليات المسلمة بالواقع والمجتمع الذي استقروا فيه وتعزيز قدرتهم على التعايش السلمي الذي يتوافق معه مع الحفاظ على ثقافتهم وهويتهم ومعتقداتهم الإسلامية، وتحسين صورة الإسلام لدى الأجيال الجديدة من المسلمين الذين ولدوا ونشأوا في الغرب، فقد لا يكون لديهم الوعي الكافي بالوجه الحقيقي التاريخي والحضاري المشرق للإسلام، وذلك لحمايتهم من الذوبان في هذه المجتمعات ولأنهم سوف يتسلمون راية تمثيل الإسلام في الغرب. مع أهمية التركيز على التعليم والتربية كركيزة أساسية في إحلال السلام وحل النزاعات والصراعات، من خلال إمداد الأجيال الناشئة بالقيم الإنسانية المشتركة مثل التسامح وقبول واحترام الآخر والتحاور معه، التي توحد فيما بينهم وتجعلهم مواطنين صالحين، وبالتالي يصبح العالم أجمع مكانا أفضل للحياة لكل البشر.
28-06-2011
المصدر/ جريدة الشرق الأوسط
أثار انعقاد "قمة مكافحة التطرف" يوم الجمعة (24 يونيو 2011) في العاصمة الألمانية برلين والتي دعا إلى عقدها وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش مع ممثلين عن المسلمين في ألمانيا وخبراء أمن، أثار ردود فعل متباينة. فعلى الصعيد السياسي انتقدت أحزاب المعارضة في البرلمان الألماني (بوندستاغ) هذا الاجتماع وسط تحذيرات من وضع المسلمين في ألمانيا تحت الاشتباه العام، فيما دعت الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم الجمعيات الإسلامية إلى الانخراط في الشراكة الأمنية من أجل مكافحة التطرف. من ناحيته دعا وزير الداخلية الألماني المشاركين في القمة إلى تعزيز التعاون المشترك لمنع انتشار التطرف بين الشباب ومواجهة من "يريدون إساءة استخدام الدين لأهدافهم المتطرفة".
ويسود شبه إجماع لدى الخبراء على أن وضع برامج لمكافحة التطرف بات أمراً ضرورياً، لكن شكل ومضامين هذه البرامج مازال غير مكتمل وبعض جوانبها تثير جدلاً في الأوساط السياسية والجمعيات والمنظمات التي تمثل المسلمين في ألمانيا. فما هي إذا أهمية هذا اللقاء وتوقيت انعقاده وما هو حجم التهديد الذي يمثله فعلاً التطرف الإسلامي في ألمانيا لاسيما في أوساط الشباب المسلم؟ وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات والجمعيات الإسلامية في جهود بلورة الإستراتجية التي يرغب وزير الداخلية الألماني وضعها للتعرف مبكراً على التوجهات المتطرفة للشباب المسلم في ألمانيا؟
فكرة جيدة وتوقيت غير مناسب
حامد عبد الصمد، باحث وروائي وصاحب كتاب حامد عبد الصمد، باحث وروائي وصاحب كتاب "سقوط العالم الإسلامي" في حوار مع دويتشه فيله اعتبر الباحث والروائي المصري حامد عبد الصمد أن فكرة التعاون بين الجاليات الإسلامية بصفة عامة والجمعيات والروابط الإسلامية بصفة خاصة مع جهات أمنية ألمانية ومسؤولين ألمان حول مكافحة الإرهاب "جيدة من حيث المبدأ". لكنه أشار إلى أنها جاءت "في توقيت غير مناسب". ويرى عبد الصمد أن "الجو العام تشوبه بعض الخلافات والمشاكل بسبب الاندماج الذي يُناقش منذ سنوات وأيضاً بسبب تصريحات وزير الداخلية الألماني الأخيرة بأن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا وما ترتب عنه من غضب". ويضيف في السياق ذاته: "من الصعب تحفيز المقيمين في ألمانيا للتعاون الأمني مع المؤسسات الألمانية بحيث يشعرون بأنهم غير مرحب بهم في هذا البلد".
أما توماس أوبارمان، المدير التنفيذي للشؤون البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي فقد لفت في تصريح لوكالة الأنباء ( إي بي دي) إلى أن من يريد عزل المتطرفين، عليه دعم المسلمين المعتدلين في ألمانيا والترحيب بهم. في حين انتقدت المتخصصة في الشؤون الداخلية لكتلة اليسار في البرلمان الألماني، أوله يلبيكه، "قمة مكافحة التطرف"، معتبرة أن وزير الداخلية الاتحادي حصر علاقة ألمانيا بالإسلام عند الإجراءات الأمنية.
وحول حجم التهديد الذي يمثله التطرف الإسلامي في ألمانيا لاسيما في أوساط الشباب أشار عبد الصمد إلى أن التيار السلفي شهد نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة وبات يجذب تيارات كبيرة من المسلمين والألمان كما أصبح من أكثر التيارات إثارة للمشاكل في الوقت الحالي.
إشراك المؤسسات الإسلامية في جهود مكافحة التطرف
وحذر العديد من المراقبين من انتشار الفكر السلفي في أوساط الشباب في ألمانيا وما قد يترتب عنه من مخاطر أمنية، الأمر الذي حذا بالمسؤولين السياسيين والأمنيين إلى التفكير في وضع استراتيجيات للتعرف مبكراً على التوجهات المتطرفة للشباب المسلم والبحث عن صيغة لإشراك المؤسسات الإسلامية في هذه الجهود. وتنبع أهمية إشراك هذه الجمعيات في هذه الجهود والتنسيق معها من الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات والمساجد التابعة لها في رصد المتطرفين أو الحيلولة دون ظهور تيارات متطرفة يمكنها أن تشكل تهديداً على الأمن الداخلي والخارجي. وحول ذلك يقول عبد الصمد: "المساجد ممكن أن تكون أكثر يقظة، لأن التطرف لا يأتي في الغالب من وسط المسجد ولكن من الأطراف، عندما يشعر بعض الشباب بالانعزال وبأن لغة إمام المسجد لا تتناسب مع طموحاته وأفكاره وحماسه السياسي".
ويضيف بالقول: "لذا لابد للمساجد أن تمتص هذا التطرف. ليس كافياً أن تطرد الشاب الذي ظهرت عليه أعراض التطرف بل أن تتناقش معه وأن تحاوره وأن توضح له الرؤية الصحيحة وألا ترفضه، وإلا كانت النتيجة أنه سيذهب إلى مجموعة أكثر تطرفاً". من جانبه، حذر رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا أيمن مازيك في مقابلة مع صحيفة "شفيبيشه تسايتونغ" الألمانية من أن "هؤلاء الذين يتجه فكرهم إلى التطرف بين المسلمين أقلية ضئيلة مختفية"، مؤكدا أن تجمعات المساجد والتجمعات الدينية المسلمة لا تنطوي على أي خطر وأن ملاحظة الاتجاهات المتطرفة وتحديدها "هي واجب الكل في ألمانيا وكذلك المسلمين".
تحصين الخطاب الديني كأداة لمحاربة التطرف
وحول سبل تجنيب الشباب المسلم من الانزلاق في التطرف الإسلامي وما قد ينجم عنه من أعمال عنف قال عبد الصمد: "نعرف أن أسباب التطرف اجتماعية وسياسية في المقام الأول قبل أن تكون لإسباب دينية أو عقائدية". ويلقي باللائمة هنا على بعض المساجد التي تستخدم خطاباً دينياً متطرفاً يقسم على حد تعبيره "العالم إلى مؤمن وكافر وتستخدم الجهاد كأحد البدائل المطروحة أمام الشباب لتغيير حياتهم". لذا يرى عبد الصمد أن جهود مكافحة التطرف ينبغي أن تبدأ من المساجد وتحصين الخطاب الديني الموجود فيها.
لكن هذه الجهود لا يمكن أن تكلل بالنجاح في نظره دون إشراك المدرسة والأسرة التي تعد في رأيه إلى جانب المسجد الركائز الأساسية التي يمكن من خلالها محاربة التطرف الديني، إذ أن "التطرف له بعد ديني واجتماعي وسياسي، لها نفس الأهمية ولا يمكن فصل الواحد منها عن الآخر". وفي سياق متصل تشير كلاوديا دانتشكه، الخبيرة الألمانية لدى الجمعية الألمانية للثقافة الديمقراطية ZDK في برلين في حوار مع موقع القناة الألمانية الأولى، إلى أهمية العمل الاجتماعي في جهود محاربة التطرف الديني والتي لا يمكن في نظرها أن تقوم به مؤسسات الدولة بمعزل عن تنسيق العمل مع الأسرة والشباب أنفسهم.
25-06-2011
المصدر/ شبكة دوتش فيله
وتم الإعلان عن أيام الصداقة المغربية هذه بمناسبة الزيارة التي يقوم بها وفد من القنصلية العامة المغربية للمملكة بالولايات المتحدة، التي أحدثت "قنصلية متنقلة" بريفيرا بيتش لتقديم الخدمات الإدارية لأفراد الجالية المغربية بالمنطقة، وإطلاعهم على المقتضيات الجديدة لمشروع الدستور الجديد الذي سيعرض على الاستفتاء يوم الجمعة المقبل.
وسلم عمدة ريفيرا بيتش طوماس ماستر بالمناسبة للوفد المغربي مفتاحا رمزيا للمدينة، مشيرا بهذا الخصوص إلى رغبته في إقامة توءمات بين مدينته ومدن المملكة.
يذكر أن السلطات الدبلوماسية والقنصلية المغربية في الولايات المتحدة، وفي إطار الاستعداد الجاري للتصويت على مشروع الدستور الجديد، وضعت رهن إشارة المواطنين المغاربة العديد من مكاتب الاقتراع عبر الولايات الأساسية التي تعرف تواجدا مهما للجالية المغربية.
وتهم مكاتب التصويت هذه ولايات واشنطن وفيرجينيا ونيويورك وفلوريدا وكاليفورنيا وتكساس وإيلينوا.
27-06-2011
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء
وأوضح محمد عامر نهاية الأسبوع الماضي في لقاءين مع أعضاء من الجالية المغربية المقيمة في كل من بروكسيل وأمستردام، أن التقدم الديمقراطي الذي قام به المغرب ثمرة لتعبئة جميع مكونات المجتمع، وخاصة أفراد الجالية.
وبعدما تطرق للأسباب التي تشكل الاستثناء المغربي مقارنة مع ما يسمى الربيع العربي، وكذا السياق الذي تندرج فيه هذه الإصلاحات العميقة، أبرز الوزير دسترة قضية الهجرة مسجلا أنه من بين 180 مساهمة تم تقديمها في إطار مشروع الدستور، عشرة منها صادرة عن ممثلي أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
ووصف عامر هذه المنهجية ب"الشفافة والديمقراطية والنموذجية " مضيفا أن نص المشروع الجديد يضم مجموعة من الفصول التي تهم الجالية المغربية المقيمة بالخارج والمتعلقة بالأساس بالتزام الدولة في الدفاع عن هذه الفئة من المواطنين وجعلهم مساهمين في الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية للمغرب، ولا سيما من خلال تعبئة الكفاءات.
وأكد عامر أيضا على أن الحكومة تعمل، من الآن، على ضمان مشاركة المغاربة المقيمين بالخارج في العملية الانتخابية سواء كمرشحين أو ناخبين، مشددا على ضرورة معالجة قضاياهم بتشارو مع بلد الاستقبال.
ودعا الوزير، بنفس المناسبة، أفراد الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا وهولندا، بالتصويت بكثافة لفائدة الدستور الجديد، مذكرا بانه تم وضع رهن إشارة المغاربة المقيمين بالخارج في المغرب وفي بلدان الاستقبال مكاتب للتصويت، سواء على صعيد البعثات الدبلوماسية أو في مراكز العبور.
وقال إن مواد هذا المشروع المتعلقة بمسألة الهجرة تعد بمثابة خارطة الطريق تمهد لعمل حكومي في مجال تدبير قضايا المغاربة المقيمين بالخارج.
وبعد أن جدد التأكيد على أهمية هذا النص الجديد والذي سيرتقي بالمملكة إلى مصاف الدول الديمقراطية والمحترمة لحقوق الإنسان، اعتبر السيد عامر أن الأبعاد الثقافية تعد أساسية في صون وتعزيز الروابط بين المواطنين المغاربة بالخارج والبلد الأصلي.
وتميزت هذه الاجتماعات بإجراء نقاش مفتوح وشفاف مع أفراد الجالية المغربية حول مشروع الدستور الجديد وكذا حول عملية التصويت يوم فاتح يوليوز المقبل.
27-06-2011
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء
وتم الإعلان عن أيام الصداقة المغربية هذه بمناسبة الزيارة التي يقوم بها وفد من القنصلية العامة المغربية للمملكة بالولايات المتحدة، التي أحدثت "قنصلية متنقلة" بريفيرا بيتش لتقديم الخدمات الإدارية لأفراد الجالية المغربية بالمنطقة، وإطلاعهم على المقتضيات الجديدة لمشروع الدستور الجديد الذي سيعرض على الاستفتاء يوم الجمعة المقبل.
وسلم عمدة ريفيرا بيتش طوماس ماستر بالمناسبة للوفد المغربي مفتاحا رمزيا للمدينة، مشيرا بهذا الخصوص إلى رغبته في إقامة توءمات بين مدينته ومدن المملكة.
يذكر أن السلطات الدبلوماسية والقنصلية المغربية في الولايات المتحدة، وفي إطار الاستعداد الجاري للتصويت على مشروع الدستور الجديد، وضعت رهن إشارة المواطنين المغاربة العديد من مكاتب الاقتراع عبر الولايات الأساسية التي تعرف تواجدا مهما للجالية المغربية.
وتهم مكاتب التصويت هذه ولايات واشنطن وفيرجينيا ونيويورك وفلوريدا وكاليفورنيا وتكساس وإيلينوا.
27-06-2011
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء
وأوضح محمد عامر نهاية الأسبوع الماضي في لقاءين مع أعضاء من الجالية المغربية المقيمة في كل من بروكسيل وأمستردام، أن التقدم الديمقراطي الذي قام به المغرب ثمرة لتعبئة جميع مكونات المجتمع، وخاصة أفراد الجالية.
وبعدما تطرق للأسباب التي تشكل الاستثناء المغربي مقارنة مع ما يسمى الربيع العربي، وكذا السياق الذي تندرج فيه هذه الإصلاحات العميقة، أبرز الوزير دسترة قضية الهجرة مسجلا أنه من بين 180 مساهمة تم تقديمها في إطار مشروع الدستور، عشرة منها صادرة عن ممثلي أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
ووصف عامر هذه المنهجية ب"الشفافة والديمقراطية والنموذجية " مضيفا أن نص المشروع الجديد يضم مجموعة من الفصول التي تهم الجالية المغربية المقيمة بالخارج والمتعلقة بالأساس بالتزام الدولة في الدفاع عن هذه الفئة من المواطنين وجعلهم مساهمين في الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية للمغرب، ولا سيما من خلال تعبئة الكفاءات.
وأكد عامر أيضا على أن الحكومة تعمل، من الآن، على ضمان مشاركة المغاربة المقيمين بالخارج في العملية الانتخابية سواء كمرشحين أو ناخبين، مشددا على ضرورة معالجة قضاياهم بتشارو مع بلد الاستقبال.
ودعا الوزير، بنفس المناسبة، أفراد الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا وهولندا، بالتصويت بكثافة لفائدة الدستور الجديد، مذكرا بانه تم وضع رهن إشارة المغاربة المقيمين بالخارج في المغرب وفي بلدان الاستقبال مكاتب للتصويت، سواء على صعيد البعثات الدبلوماسية أو في مراكز العبور.
وقال إن مواد هذا المشروع المتعلقة بمسألة الهجرة تعد بمثابة خارطة الطريق تمهد لعمل حكومي في مجال تدبير قضايا المغاربة المقيمين بالخارج.
وبعد أن جدد التأكيد على أهمية هذا النص الجديد والذي سيرتقي بالمملكة إلى مصاف الدول الديمقراطية والمحترمة لحقوق الإنسان، اعتبر السيد عامر أن الأبعاد الثقافية تعد أساسية في صون وتعزيز الروابط بين المواطنين المغاربة بالخارج والبلد الأصلي.
وتميزت هذه الاجتماعات بإجراء نقاش مفتوح وشفاف مع أفراد الجالية المغربية حول مشروع الدستور الجديد وكذا حول عملية التصويت يوم فاتح يوليوز المقبل.
27-06-2011
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء
أمام تنامي ظاهرة الهجرة السرية وتكاثر عدد الأفارقة المرشحين لها وانتشار أعداد هائلة من الأكواخ المنصوبة في محيط جامعة محمد الأول بوجدة قامت السلطات المحلية في الأسابيع الماضية بإحراق العشرات من الخيام البلاستيكية والبيوت القصديرية التي نصبها هؤلاء الأفارقة المنحدرون من جنوب الصحراء... تتمة المقال
تتوجه أنظار ما يقارب 500 ألف مواطن مغربي شاركوا في قرعة امريكا 2012 إلى الولايات المتحدة، التي ستجري بها عملية سحب قرعة "الغرين كارد" في الأيام المقبلة ... تتمة المقال
اتفق زعماء دول الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة على تشديد إجراءات الهجرة ومن بينها إمكانية إعادة فرض قيود على الحدود بين دول الاتحاد في رد مثير للجدل على التزايد الكبير في أعداد المهاجرين من شمال افريقيا.
وتمهد هذه الأفكار الطريق للمزيد من القيود على العبور بين دول الاتحاد في حالات فشل الحكومات في حماية الحدود الخارجية للاتحاد بكفاءة من موجات المهاجرين غير الشرعيين.
وليس من شأن الاجراءات الجديدة ان تفرض قيودا شديدة على حرية الحركة للأشخاص لكنها تلقي الضوء على تصاعد العداء للهجرة الشرعية والمخاوف التي يثيرها التنقل بلا قيود في بعض مناطق أوروبا.
ويسمح لمواطني دول الاتحاد وعددها 27 دولة عموما بالسفر بحرية داخل الاتحاد. ومضت 22 دولة من دول الاتحاد وثلاث دول ليست من أعضاء الاتحاد الى ما هو ابعد من ذلك بإلغاء إجراءات العبور على الحدود بينها تماما وفقا لاتفاقية شنجن التي تحمل اسم قرية في لوكسمبرج وقعت فيها الاتفاقية عام 1985.
وقال رؤساء الدول السبع والعشرين في قمة في بروكسل ان القيود على الحدود من الممكن ان تسري في ظروف "استثنائية جدا" لكنهم أضافوا ان حرية التنقل للأشخاص هي حرية أساسية.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد القمة انه دون اصلاحات فان الاجراءات الفردية التي تقوم بها دول الاتحاد تهدد منطقة شنجن.
وقال "سعدت جدا باتخاذنا لهذه الخطوة لأنني حقا اقدر شنجن وأكدت انه في حالة عدم إصلاح شنجن فسوف يكون هناك خطر أن تختفي.
24-06-2011
المصدر/ وكالة رويترز
من الخارج، لا يبدو هناك ملمح مميز يلفت الأنظار لهذا الفرع لسلسلة «ستاربكس» القائم في مركز تجاري بمنطقة فولز تشترش، على بعد بضعة أميال إلى الغرب من طريق إنترستيت 395. يقع «ستاربكس» بين مطعم «آينشتين بروس بيغيلز» ومتجر «أوفيس ديبوت» في منطقة تعرف باسم سكايلاين، ويواجه ساحة كبيرة للسيارات، يوجد خلفها مركز تجاري آخر يبدو خاليا من الروح وبمثابة واحد من المعالم المميزة للثقافة التجارية الأميركية.
لكن مع اقترابك من «ستاربكس» ينكشف أمامك عالم من مغاربة يتجاذبون أطراف الحديث حول نتائج مباريات كرة القدم، ومصريين يناقشون تطورات الثورة ببلادهم، وصوماليين يتجادلون حول قضايا سياسية، وجميعهم مجتمعون داخل سلسلة مقاهٍ تحولت لنقطة جذب للمهاجرين الساعين لتنسم أجواء أوطانهم الأصلية.
بعد أيام عمل طويلة، كسائقي سيارات أجرة أو عمال بناء أو علماء أو أصحاب نشاطات تجارية، يفد المهاجرون إلى المقاعد الخارجية للمقهى كل مساء في محاولة لمحاكاة منظر المقاهي في عالمهم القديم؛ حيث يتبادل الرجال الحديث أثناء تناولهم النارجيلة واحتسائهم القهوة.
عن ذلك، قال الفاضي، 31 عاما، الذي يعمل بمجال البناء ويعيش في الإسكندرية: «إن هذا جزء أصيل من ثقافتنا، ارتياد القهوة وتناول الأحداث الجارية من حولنا. كمسلمين لا نتناول الخمور ولا نرتاد الحانات ولا نتسكع بالشوارع، وإنما هذا هو ما نفعله».
أثناء الحديث دخل المقهى رجل بدين رمادي الشعر ولوح بيديه قائلا: «السلام عليكم».
ورد 7 أو 8 رجال كانوا جالسين على المقاعد المعدنية حول طاولة واحدة: «وعليكم السلام».
ونهض شاب أصغر سنا وعرض على الوافد الجديد الجلوس على مقعده، بينما ظل هو واقفا وانهمك في الحديث مع أصدقائه بمزيج مغربي بين العربية والفرنسية والإسبانية ولغات أخرى. وتناقلوا عبر أجهزة «بلاك بيري» مقطع فيديو لبرنامج تلفزيوني واقعي جديد يجري تصويره في صحارى وشواطئ وجبال أوطانهم.
وقال مو معوض، 29 عاما، مسؤول تسويق من منطقة فيرفاكس: «سيشارك أميركيون بهذا البرنامج». وضحك على لقطة ظهر بها زعيم قبلي يقول إنه لا يرى في أي من المتسابقات الأميركيات الصفات التي يتمناها في زوجته المستقبلية. وقال معوض: «سنشاهد ذلك».
يغلب الرجال على المشهد بوجه عام، وقد حرص الرجال على التجمع هنا منذ عام 1997، بعد عام واحد من افتتاح «ستاربكس».. وبدأت أعداد قليلة من المغاربة والصوماليين والمهاجرين من دول أفريقية وشرق أوسطية أخرى، عاشوا أو عملوا في الحي، في التدفق على المقهى. وأخبروا أصدقاءهم أن يقابلوهم هناك، وأخبر أصدقاؤهم مزيدا من الأصدقاء، الذين بدأوا في ارتياد المقهى بانتظام كل ليلة لتدخين النارجيلة واحتساء القهوة.
وعن المقهى، قال معوض الذي كان يتناول «مكياتو»: «إنه مكان استراتيجي، فهو قريب من منازلنا، وقريب من أعمالنا؛ لذا يحضر الكثيرون هنا. الأمر لا يتعلق بالقهوة، وإنما بالأشخاص».
وهذا كان أول ما جذب أحمد عبد الله، 55 عاما، سائق سيارة أجرة من الصومال، للمقهى في أواخر تسعينات القرن الماضي. وقال: «كان لديَّ صديق صومالي أخبرني أن آتي هنا، ووعدني بتقديمي للمجموعة التي ترتاد المكان».
الآن، يعيش عبد اللطيف على الجهة المقابلة للمقهى، ويأتي إليه أحيانا مرتين وثلاثا يوميا؛ حيث يتناول القهوة مع صوماليين آخرين ويتحدثون عن مشكلات وطنهم، مثل القرصنة والأصولية. وقال مبتسما: «أحيانا نتحدث بصوت مرتفع، فعندما نتحدث عن السياسة يغلب علينا الحماس. وعندما يرى الأميركيون من أبناء البلاد الأصليين أشخاصا يتحدثون بصوت مرتفع بلغة لا يفهمونها، يتملكهم الخوف».
بيد أن أغلب رواد المكان إما يتجاهلون الحديث الدائر بالصومالية أو العربية أو الأمهرية، وإما يبتسمون لمقابلتهم كل هذا التنوع على نحو غير متوقع تماما.
عن ذلك، قالت جون هوانغ، التي تعيش في فيرفاكس وتصطحب ابنتها لمدرسة رقص قريبة يوميا وتتجه لـ«ستاربكس» لاحتساء القهوة: «يخالج الكثيرين الاعتقاد بأن جميع المراكز التجارية متشابهة في مختلف أرجاء العاصمة واشنطن، لكن هذا المقهى مختلف تماما، فهو يضم مجتمعا خاصا به. إنه أمر رائع. أتمنى لو أن الحي الذي أقطنه كان به مكان مثل هذا».
من وقت لآخر، ينضم أشخاص أميركيو المولد للمحادثات، بما في ذلك طلاب يدرسون العربية سمعوا عن المقهى ويرغبون في ممارسة مهاراتهم في المحادثة. وفي صباح بعض الأيام، يدخل المقهى رجل أميركي ويلتقط صورا للمهاجرين باستخدام هاتفه النقال، ولا يدرون السبب. في أغلب الأوقات، لم يواجه المهاجرون مشكلة هنا، وهو أحد الأسباب وراء تنامي أعدادهم.
من ناحيته، قال مصطفى محمدية، مغربي: «اعتدت ارتياد (ستاربكس) في بنتاغون سيتي»، لكن الوضع تبدل في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية عندما بدأ رجل يفد إلى المقهى يوميا ويسب المسلمين «وينتظر منا رد فعل».
مثلما الحال في «ريكس كافيه» في فيلم «كازابلانكا»، يجلس جمهور «سكايلاين ستاربكس» حول طاولات مقسمة حسب الوطن الأم أو اللغة الأصلية. إلا أنهم احتشدوا معا عندما تعرض ملاذهم للخطر؛ حيث أخبرتهم مديرة جديدة للمقهى أنها لا ترغب بوجودهم، واستدعت الشرطة عدة مرات للشكوى من أنهم يتلكأون في الرحيل حتى وقت متأخر. وعلق رشيد الغاتع، سائق شاحنة من أرلنغتون، قادم من المغرب: «لم تعتَد من قبل على رؤية تجمع مثل ما رأته هنا. وكانت ترغب في أن يتناول العملاء القهوة ويرحلون». وعليه، جمع رواد المقهى المنتظمون قرابة 300 توقيع وبعثوا بخطاب للمقر الرئيسي لسلسلة المقاهي والتقى خمسة منهم - اثنان صوماليان و3 مغاربة - مسؤولين من «ستاربكس». والآن، تولى مدير جديد إدارة المكان.
من جهتها، قالت ستيسي كروم، المتحدثة الرسمية باسم «ستاربكس» إنه ليس بإمكانها التعليق حول ما إذا كانت المديرة السابقة قد استُبدلت بسبب الشكاوى، لكنها استطردت أنه «قطعا كان هناك سوء تفاهم وخطأ في التواصل». وقالت: «لقد بنينا مكانا رائعا، فهذا المقهى يمثل الكثير من مقاهينا، وهو مكان يمكن لأبناء المجتمع الواحد الالتقاء فيه».
من وجهة نظر المهاجرين، تعتبر الساعات الطويلة التي يقضونها هناك أمرا جيدا للمكان من الناحية التجارية. عن ذلك قال عبد الله: «عن نفسي، أنفق شخصيا قرابة 400 دولار شهريا هناك. وأتناول هناك ثلاثة أقداح لاتيه كبيرة يوميا. وهناك من يشربون أكثر من ذلك».
أما كروم فلم تكشف عن أرقام، واكتفت بالقول إن الشركة «سعيدة بالتأكيد بأداء هذا المتجر».
أما المديرة الجديدة جيسي فوستر، التي يطلق عليها الفاضي وأصدقاؤه لقب «المباركة»، فأكدت أنها زارت الكثير من مقاهي «ستاربكس» ولم تجد وضعا مشابها لما تراه هنا. وأضافت: «أشعر بأن هذا المكان مميز». هنا، يجلس الإريتريون والإثيوبيون - الذين تورطت دولتاهما في حرب استمرت 30 عاما - معا ليتحدثوا عن العمل وسنوات الدراسة الجامعية.
وقال سليمان ياريد، عالم حاسب آلي إثيوبي يعيش في الإسكندرية: «الحرب انتهت الآن، ولسنا مضطرين للحديث عنها». وتعرف مؤخرا من خلال المقهى على عالم تربة من إريتريا. يوجد المقهى بالقرب من مسجدين، ويوجد لدى الكثيرين من رواد المكان برنامج على هواتفهم النقالة ينبه لأوقات الصلاة. عندما يسمع الفاضي أذان الصلاة يذهب لأحد المسجدين أو يتسلل خلسة لمكان ما من المركز التجاري يكون أكثر نظافة وبعيدا عن الأعين ليصلي به. أحيانا يأتي الرجال للمكان برفقة أطفالهم، لكن لا يدرون ما إذا كان أبناؤهم سيحافظون على هذا التقليد بعدما يتقدم بهم العمر.
وأوضح عبد الله: «نحن أول جيل صومالي. ربما لا يفعل أبناؤنا ذلك، وسيكونون أكثر اندماجا في المجتمع». يفد بعض الرجال على المقهى في الـ5.30 صباحا عندما يفتح أبوابه، ويظل بعضهم جالسا أمامه حتى بعد أن يغلق أبوابه في الـ10 مساء. وإذا لم يحضر أحدهم عدة أيام متتالية، يذهبون للاطمئنان عليه. وإذا فقد أحدهم عمله أو كان وافدا حديثا إلى البلاد، يعرضون عليه النصيحة وما هو أكثر منها. منذ بضع سنوات جمعوا 75 ألف دولار لأرملة صديق كان يعيش على الجانب الآخر من الشارع وتوفي بسبب السرطان.
عن هذا، قال إبي نجدي، 45 عاما، الذي يعتبر بمثابة أحد الآباء المؤسسين وبدأ في القدوم للمقهى عام 1997: «نساعد بعضنا البعض مجانا؛ لأنهم عندما يمنحون الأفراد البطاقة الخضراء لا يعلمونهم كيفية الحصول على عمل أو تراخيص أو الحصول على أوراق الضمان الاجتماعي وأي المدارس أرخص لتعلم الإنجليزية وكيف يمكن شراء سيارة».
الملاحظ أن بعض العاملين بالمقهى من المهاجرين أيضا، ومنهم موسى كمارا، 22 عاما، القادم من فري تاون بسيراليون منذ 8 أعوام. وقال: «معظم مناطق أفريقيا بهذا الشكل، ليس هناك الكثير من العمل؛ لذا يتبادلون أطراف الحديث معا معظم الوقت».
من وجهة نظر محمد عبد الإله، رئيس الجالية المغربية - الأميركية، فإن المشهد يمثل خطوة الأمام نحو الانتقال لنمط الحياة الأميركية. وأضاف: «في نيويورك، منذ سنوات، كان الإيطاليون يجلسون حاملين أقداح القهوة وقطع الكيك ويجلسون مع جيرانهم. أعتقد هذا هو ما يعنيه العيش داخل حي».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»
المصدر/ جريدة الشرق الأوسط
من هو عمر الرداد، الذي يعرفه الفرنسيون جميعا؟
إنه بستاني مغربي، اتهم بقتل السيدة مارشال التي كانت تشغله عندها بستانيا، وهي أرملة ثرية، بغرض الاستيلاء على أموالها، بسبب ولعه بالقمار في مدينة نيس الفرنسية. وقد ساهم ولعه بالقمار، إضافة إلى أصوله المغربية (من ريف المغرب)، وكذا جهله المدقع باللغة الفرنسية، في منحه صورة «المذنب المثالي». ولكنه أصر على براءته، ولم تنفع مرافعة المحامي الشهير جاك فيرجيس (الذي صدح بمقارنة رهيبة بين البستاني عمر الرداد والضابط ديروفيوس: أدين الأول لأنه يهودي ويدان الثاني لأنه عربي!) في إطلاق سراحه، فقضى 7 سنوات في السجن قبل أن يصدر عفو رئاسي لفائدته.
ولكن عمر الرداد الخارج من الزنزانة لم يكن سعيدا، بشكل كامل، لأنه لا يريد أقل من تبرئته.
والحقيقة أن قضية عمر الرداد شغلت الرأي العام الفرنسي، فقسمته شطرين، من يرى فيه البريء ومن يرى فيه المذنب الحقيقي. وإذا كان القاضي لورونت دافيناس Laurent Davenas، يرى أنه مذنب ويتهم المحامي فيرجيس بأنه صنع من عمر الرداد «بريئا مثاليا»، فإن الكثير من المثقفين الفرنسيين، وعلى رأسهم الأكاديمي جان ماري روارت، يتشبثون ببراءة البستاني المغربي، وقد أصدر كتابا في هذا الصدد، وهو من المدافعين عن فكرة إعادة محاكمته.
ومن هذا المنطلق تصدى الممثل والمخرج رشدي زيم لهذه القضية التي لم تستطع أن تتركه لا مباليا. ولكنه يصر، منذ البدء، على أن ما يهمه في القضية ليس هو استعادة كل ما تفوهت به الميديا الفرنسية حينها، بل تركيز الكاميرا على عمر الرداد (مثل الدور الفنان المقتدر سامي بوعجيلة، الذي عرفناه في فيلم أندجين)، والطريقة التي عاش بها قضيته، وهو بهذا المعنى يريد أن يحمل الفيلم نظرة إنسانية عن هذا «المذنب المثالي»، من دون إبداء أي رأي يبرئ الرجل أو يتهمه، خصوصا أن جورج كيجمان محامي عائلة الأرملة القتيلة، بالمرصاد، بل ونصح المخرج بعدم المضي في إخراج الفيلم.
الملامح الكبرى عن المحاكمة موجودة في الفيلم، وهي معروفة من قبل الجمهور الفرنسي، الذي تتبع أطوارها وتفاصيلها المعلنة، وخصوصا الجملة التي كتبت على الحائط وتقول: «قتلني عمر»، وتحمل خطأ نحويا غير جدير بالأرملة الثرية.
ليس من شك أن الفيلم سيعرف نجاحا كبيرا (معظم المقالات التي خصصت له كانت إيجابية). فعوامل النجاح متوفرة، ابتداء من مشاركة ممثلين ناجحين، عرفا من قبل في فيلم «أندجين»، إضافة إلى لغز المحاكمة وشعور قطاع واسع من الفرنسيين أن ثمة أشياء كانت تستحق أن يتوقف عندها في المحاكمة ولم يفعل، وهو ما كرره المحامي جاك فيرجيس، كما أن عمر الرداد أصبح، الآن، أكثر فصاحة من ذي قبل، بعد أن حل الله عقدة من لسانه.
ومثلما استطاع فيلم «أندجين» أن يحرك مشاعر الفرنسيين وعلى رأسهم الرئيس شيراك، فقرر تسوية الأوضاع المادية لمحاربين عرب وأفارقة قدامى في الجيش الفرنسي كانوا يعيشون فقرا كبيرا، يراهن على أن يتسبب الفيلم في تهيئة الرأي العام الفرنسي لإعادة محاكمة عمر الرداد، مرة أخرى. على الأقل هي رغبة المخرج رشدي زيم ورغبة عمر الرداد نفسه.
هي رغبة عمر الرداد، الذي يريد أن يكتشف ابنه، أخيرا، براءته وأن لا ينادي عليه كما فعل، إثر خروجه من السجن، بعد سنوات سبع، بـ«السيد».
ربما هنا سيكون مكمن أهمية الفيلم ورسالته، وربما هي رغبة رشدي زيم الدفينة، إلى جانب الرواج التجاري، طبعا.
26-06-2011
المصدر/ جريدة الشرق الأوسط
فيضانات إسبانيا
فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق...
تتعبأ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال خلية الأزمة المركزية، وكذا المصالح القنصلية المغربية بالمناطق الإسبانية المتضررة من الفيضانات، من أجل تقديم المساعدة للمغاربة المقيمين بالمناطق...