نظم مركز الهجرة والسياسة والمجتمع COMPAS التابع لجامعة أوكسفورد البريطانية يوم الخميس 6 يونيو 2024 ندوة حول موضوع "حكامة الهجرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط: نحو وضع أجندة جديدة؟ ".
في مداخلته خلال هاته الندوة التي أدارتها الباحثة في مركز COMPAS، مريم شرتي، قدم رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، نبذة تاريخية عن تطور تدبير الهجرة المغربية منذ بداية الستينات حيث بدأ التدبير الرسمي عبر توقيع المغرب على اتفاقيات لليد العاملة مع كل من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا؛ مرورا بفترة السبعينات التي تميزت بسياسات لا تشجع على الاندماج في بلدان الاستقبال، وصولا إلى المرحلة الحديثة التي أصبحت فيها الهجرة في صلب الاهتمام الرسمي بفضل تعليمات صاحب الجلالة.
وأكد اليزمي أن السياسات العمومية الموجهة إلى الجالية المغربية عرفت تطورا ملحوظا منذ أواخر التسعينات بتنظيم أول مناظرة دولية حول الجالية المغربية بالخارج وإشراك بعد الهجرة في هيئة الإنصاف والمصالحة، وهي المبادرات التي توجت بخلق مجلس الجالية المغربية بالخارج، مبرزا أن الهجرة المغربية اليوم تضم أزيد من ستة ملايين شخص وتتميز بخصائص العولمة لانتشارها في ربوع العالم، والتأنيث، وبارتفاع نسبة الكفاءات ذات التأهيل العالي في صفوفها.
كما استعرض اليزمي المبادرات التي قادها المغرب في مجال الهجرة سواء على الصعيد الوطني من خلال مبادرة تسوية وضعية آلاف المهاجرين فوق التراب المغربي سنة 2013 وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء؛ وأيضا عبر احتضان ميثاق مراكش من أجل هجرة أمنة ومنظمة ونظامية سنة 2018، أو على الصعيد الجهوي عبر تقديم صاحب الجلالة لأجندة الإفريقية حول الهجرة، كرائد للهجرة في الاتحاد الإفريقي، واحتضان الرباط للمرصد الإفريقي للهجرة، بالإضافة إلى دور المغرب المحوري في الحوار الأوروبي الإفريقي حول الهجرة المعروف بمسار الرباط الذي انخرط فيه منذ 2006.
وحول تدبير مسألة الهجرة في الفضاء المغاربي توقف اليزمي حول مسألة الاستقلالية في وضع السياسات المتعلقة بالهجرة، وأكد على أن المغرب على خلاف بعض الدول المغاربية كتونس والجزائر، قام بوضع سياسته للهجرة بشكل حصري وبالاستقلالية تامة عن سياسات الاتحاد الأوروبي، مبرزا في نفس الوقت تعدد الأولويات لدى البلدان المغاربية في مسألة الهجرة، بالنظر لتعدد التحديات التي تواجهها لكونها بلدان استقبال وتصدير وعبور للمهاجرين، على خلاف الاتحاد الأوروبي الذي يضع مسألة مراقبة السواحل ومنع وصول المهاجرين كأولوية وحيدة.
يذكر أن هذه الندوة عرفت أيضا مشاركة كل من الأستاذة بجامعة لايدن بهولندا كاترينا ناتر، والأستاذ بجامعة ساسكس الانجليزية مايك كولير اللذان استعرضا تجارب تدبير الهجرة في كل من تونس والجزائر. وتندرج هاته الندوة في إطار سلسلة اللقاءات التي ينظمها مركز COMPAS حول موضوع "حكامة الهجرة في الجنوب: حالة إفريقيا بين الاستمرارية والتغيير" وهو مشروع تنسقه الباحثة مريم شرتي، ويهدف إلى مناقشة تدبير الهجرة في القارة الإفريقية وما تتيحه من أفاق ومقاربات تحليلية جديدة وتأثيراتها السياسية مما يساعد في إغناء البحث في هاته المواضيع.
هيأة التحرير