يتزايد عدد الطلبة الجدد الذين يدرسون الاستشراق وعلوم الإسلام في ألمانيا. فقد وصل عددهم في عام 2011 إلى حوالي أربعمائة طالب. فما هو السر في ذلك؟ DW- عربية تجولت في جامعة بامبرغ وسألت بعضهم عن سبب دراستهم الاستشراق.
دراسة الاستشراق والثقافة الشرقية ليست وليدة اليوم في ألمانيا، فأغلب الجامعات الألمانية تُدرس هذا التخصص العلمي. وخزانة الكتب الألمانية مليئة بالكتب والدراسات والأطروحات الجامعية التي تعالج لغات الشرق وثقافته بمختلف أبعادها. ويمكن الاستشهاد ب"فريديش روكير" أو"رودي باريت" وترجمتهما للقرآن، أو "أني ماري شيميل" المتخصصة في التصوف، وغيرها من الأسماء التي تأثرت بالثقافة الشرقية وعلى رأسها "غوته".
الدراسة كفرصة للبحث في الأصول الشرقية
تتابع سارة، ذات الأصول الأفغانية دراستها علم الاستشراق في جامعة بامبرغ في ولاية بافاريا. وبالنسبة لها فمرحلة الجامعة تشكل فرصة للبحث عن هويتها. والسبب الذي يدفعها للبحث، هو أنها ولدت في ألمانيا لأبوين من أصول أفغانية، وترعرعت في ألمانيا في جو تسود فيه الثقافة الغربية. لكن العديد من التقاليد المشرقية كانت جزءا من تربيتها. وتقول سارة "من خلال الدراسة أريد أن أكتشف وأن أتعلم المزيد من الأمور المرتبطة بجذوري المشرقية".
ويعتبر المجال الصحفي والكتابة من التخصصات التي تستهوي سارة لأنها تريد أن تكتب "عن هموم الناس وتساهم في حل مشاكلهم". حالة سارة ليست حالة استثنائية، فقد لاحظتDW - عربية أثناء تواجدها في الجامعة، وجود العديد من طلبة الاستشراق من أصول تركية، عربية، فارسية وغيرها.
"منذ كنت طفلة صغيرة وأنا مفتونة بمصر القديمة، وقد عمقت معارفي بالشرق من خلال دروس التاريخ في المدرسة"، هذا ما تقوله ليندا برغ في لقائها معDW - عربية. وتعشق ليندا الشرق بسبب "ثقافته الغنية وأسلوب الحياة فيه، المختلف عن أسلوب الحياة الغربي". كما تؤكد على أن "الشرق والغرب كانا على درجة من القرب في وقت مضى"، وتأسف في نفس الوقت عندما "يتحدث بعض الغربيين عن الشرق وثقافته كعناصر غريبة ودخيلة". ثم تضيف ليندا "لقد اخترت دراسة الاستشراق لكي أفهم الثقافة الشرقية على نحو جيد، أنا أهتم كثيرا بالسياسة والعلاقات السياسية بين الغرب والشرق".
"كل شيء بدأ مع حكايات أبي قبل النوم"
بجانب ليندا يدرس فيليب شايتنبرغر الاستشراق وعلوم الإسلام منذ صيف 2011. وبدأ اهتمامه بالمشرق والثقافة الشرقية منذ أن كان طفلا. عن بداية حبه للشرق يقول فيليب لـDW - عربية " كان أبي يقرأ لي قصصا وحكايات من الثقافة الشرقية، كألف ليلة وليلة وحكايات الكاتب وليام هاوف حول خليفة بغداد". هذه القراءات أثارت في فيليب الإعجاب بالثقافة الشرقية وبالمشرق. والذي تحول من مجرد قراءات للكتب إلى واقع، عندما سحرته الهندسة الشرقية وخصوصا الحدائق الشرقية الطراز. رحلات فيليب عبر ثقافات وجغرافية الشرق هي في نفس الوقت سفر للبحث عن جذور الثقافة الغربية، كما يقول "لقد كان الأمر واضحا بالنسبة لي منذ وقت مبكر، أن جذور ثقافتنا الغربية في مجال الحدائق والزراعة مثلا، أصلها من الشرق".
"أريد أن أساهم في الحوار بين الأديان
بدأت علاقة دانييلا بالشرق منذ الصغر. فعندما كانت تلميذة في المدرسة ألقت عرضا حول الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. دفعها فضولها بعد ذلك لأن تشتري كتبا حول الإسلام والشرق. تقول دانييلا " أنا أعشق الثقافة الشرقية خصوصا الفن والشعر الفارسي". في سن العشرين اعتنقت دانييلا الإسلام فاختارت العلوم الإسلامية لتنمية معارفها وتعلم اللغات الشرقية. وطموحها في حياتها العملية، هو المساهمة في الحوار بين الأديان والثقافات.
"عدت من المغرب بأسئلة معلقة"
بعد حصوله على شهادة البكلوريا (المرحلة الإعدادية) في ألمانيا، أمضى فيليكس سنة من الخدمة المدنية في مدينة فاس المغربية. وتعرف هناك على نمط حياة جديد وثقافة جديدة. عن تجربته هذه يقول فيلكس: "في مدينة فاس عملت مع الجمعيات المهتمة بحقوق المرأة، وجمعت تجارب كثيرة في هذا المجال، ولما عدت إلى ألمانيا بقيت مجموعة من الأسئلة عالقة في ذهني، فقررت دراسة علم الاستشراق لمواصلة البحث في هذا المجال". ويأمل فيليكس في الحصول على فرصة عمل في إحدى المؤسسات التي تعمل في الشرق، كمعهد غوته، الذي أمضى فيليكس تدريبا في أحد فروعه في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
أصدقاء المدرسة من أصول شرقية يتركون انطباعا جيدا
أحيانا يلعب الارتباط بصداقات مع أناس من أصول شرقية دورا كبيرا في تحديد توجهات بعض الأشخاص للدراسة، فبالنسبة للطالبة ديبرا، أثرت فيها صديقتها ذات الأصول التركية في المدرسة ودفعتها علاقتها معها إلى التعرف على الإسلام والثقافة الشرقية. عن ذلك تقول ديبرا "كنت أتحدث كثيرا مع صديقتي حول الإسلام. دعتني إلى بيتها فتعرفت على أسرتها وتأثرت كثيرا بحفاوتهم وكرمهم". أحبت ديبرا هذه الأجواء وازداد حبها للشرق بعد رحلاتها المتكررة إلى هناك فأصبحت مغرمة بكل ماهو شرقي، مثل اللغات والموسيقي والشعر والطبخ. هذا العشق للثقافة الشرقية قادها في الجامعة إلى دراسة الاستشراق، فهي تريد "تعلم اللغة العربية والتعمق في الثقافة العربية".
15-05-2012
المصدر/ شبكة دوتش فيله
هل الجيل المقبل من زعماء العالم، من أمثال مانموهان سينج وبي نظير بوتو وبيل كلينتون، سيتلقى العلم في بريطانيا؟
جامعاتنا ذات السمعة العالمية تفسر السبب في أن بريطانيا هي ثاني بلد في العالم، بعد الولايات المتحدة، يقصده الطلاب الأجانب. فالطلاب البالغ عددهم 400 ألف والذين يأتون إلى الكليات والجامعات البريطانية في كل عام يشكلون القسم الأعظم من صادرات التعليم البريطانية التي تبلغ قيمتها 15 مليار جنيه استرليني سنويا، كما أنهم مصدر قيمة دائمة. فهم يأخذون معهم صداقات وولاءات إلى أوطانهم يُستفاد منها في المستقبل على شكل روابط تجارية وثقافية ودبلوماسية.
الجامعات البريطانية قطاع تنافسي عالمي، وهي في موقع جيد يؤهلها للقيام بإسهام أكبر في النمو. ولأن النمو الاقتصادي له أهمية عظيمة، ينبغي لبريطانيا أن تكون حذرة من عرقلته بصورة صناعية. وعلى الرغم من الزيادة في العدد الإجمالي للطلاب الأجانب، إلا أن حصتنا السوقية الإجمالية في تعليم الطلاب الأجانب تراجعت بنسبة 1 في المائة خلال الفترة من 2000 إلى 2009. ومن المهم أن نفهم السبب في أن بريطانيا تمر الآن بحالة تراجع، وأن نفهم ما يمكن عمله في هذا الصدد.
على خلاف كثير من البلدان، لا تميز بريطانيا بين الهجرة المؤقتة والدائمة. فجميع المهاجرين الذين يمكثون أكثر من سنة يظهرون في إحصائية الهجرة طويلة الأمد، بصرف النظر عما إذا كانوا سيغادرون بعد بضع سنين. وهذا يعني أن الطلاب الذين يدرسون في بريطانيا لأكثر من سنة يقعون في أرقام صافي الهجرة المستهدفة بالنسبة للحكومة، على الرغم من الحقيقة التي تقول إنه ليس لديهم تأثير يذكر على المدى الطويل. ويؤدي تقليص أعداد الطلاب الأجانب إلى تخفيضات سريعة على المدى القصير في صافي الهجرة: تصل مجموعات أقل في حين تغادر مجموعات أكبر من السنوات السابقة.
وفي حين أن الهجرة هي إحدى مواطن القلق بالنسبة للجمهور، إلا أن الاستبيانات تشير إلى أن مصدر القلق بالنسبة للشعب البريطاني ليس هو الطلاب الأجانب المجتهدين الذين يمضون أوقاتهم في المكتبات. فالشعب البريطاني لا يشعر بأنه مهدد ثقافياً، أو اقتصادياً من قبل الطلاب الأجانب، وخصوصاً أن احتمال بقاء هؤلاء هو أدنى بكثير من احتمال بقاء المهاجرين الذين يدخلون البلاد عن طريق الفئات الرئيسة الأخرى. وتشير الأدلة إلى أن 15 في المائة فقط من الطلاب يبقون في البلاد بصورة دائمة، مقارنة بنحو الثلث من الذين يدخلون بريطانيا ومعهم أذون عمل، أو من خلال العائلات.
ولأن الحكومة اتخذت الآن إجراءات صارمة فيما يتعلق بمشكلة الكليات الزائفة – التي تعتبر باباً للهجرة غير القانونية – أصبح هناك مجال لإخراج الطلاب الشرعيين من أهداف الهجرة السنوية بحيث نعد فقط الطلاب الذين يقيمون بصورة دائمة للعمل، أو الذين يتزوجون بعد إكمال دراساتهم. وبالفعل، ذلك ما تفعله البلدان الرئيسة المنافسة لنا في السوق العالمية للطلاب. فأستراليا وكندا والولايات المتحدة تعامل الطلاب الدوليين كأشخاص وافدين بصورة مؤقتة، أو غير مهاجرين في إحصائياتها.
كما أنها تتبع نهجاً أذكى تجاه العمل بعد الدراسة. والطلاب يثمنون هذا النهج عالياً (جزئياً لأنه يمكنهم من البدء في سداد القروض التي حصلوا عليها للدراسة) وسيستثمرون رأسمالهم البشري في بلد آخر إذا لم يكن متاحاً هنا. وقد أدركت الدول المنافسة أن الطلاب يميلون لاختيار البلد قبل اختيار جامعة محددة. وتحرص أستراليا بشكل خاص على كسب حصة في هذه السوق. وقد أعلنت في العام الماضي تحريرا شاملا لقواعد التأشيرات الخاصة بالطلاب.
ومن المهم أن تبني المملكة المتحدة علامة تجارية وطنية باعتبارها مكاناً آمناً ومثيراً للدراسة فيه، يقدم تجربة حياتية حافلة واحتمالات وظيفية قوية. إن طرق باب أعلى المواهب الطلابية على الصعيد العالمي لا يعني فقط أن تحقق المملكة المتحدة مكاسب على صعيد الإبداع والبحث وقاعدة أوسع للعلوم والمهارات، ولكن تبادل الطلاب بشكل أكبر الآن يعني علاقات أقوى فيما بعد. ولا يسع المملكة المتحدة أن تخسر الاتصال بالجيل التالي من صانعي الرأي، أو أن تقيد فهم وجهة النظر البريطانية في الشأن العالمي، أو تسمح بتراجع المملكة المتحدة كمرجع ثقافي.
إن تغيير طريقة تصنيف الطلاب سيكون له أثر ضئيل في قدرة الحكومة على ضبط الهجرة على المديين المتوسط والبعيد. وقد أوجد النجاح في معالجة الكليات الزائفة وطلبات الحصول على التأشيرة الطلابية بواسطة التحايل في المجال السياسي الذي أصبح فيه إحداث تغيير في التصنيف أمراً متصوراً. والحكومة تواجه الآن خيارات حقيقية فيما يتعلق بالسياسة الخاصة بالطلاب الأجانب. والفرق الذي تحدثه في الهجرة الصافية طويلة المدى ضئيل نسبياً. أما الفرق الذي تحدثه هذه الخيارات بالنسبة لقطاع التعليم ولقوة بريطانيا الناعمة حول العالم ولاقتصاد المملكة المتحدة فهو كبير جداً.
نيك بيرس وبو جونسون: مدير معهد بحوث السياسات العامة - والنائب عن منطقة أوربنجتون.
15-05-2012
المصدر/ صحيفة الإقصادية الإلكترونية
كل عام، يجد نحو ألف من الأجانب المقيمين في سويسرا بصفة غير شرعية، أنفسهم أمام بوابات الموانئ الجوية، حيث يستقلون طائرات تحملهم إلى بلادهم أو إلى بلاد أوروبية، ذلك أن بقاءهم في سويسرا لم يعد موضع ترحيب، كما أن سياسة الإبعاد بحق الأشخاص غير المرغوب فيهم، في بلد خُمُس السكان فيه من الأجانب، تبدو أمرا اعتياديا.
في نوفمبر 2010، أي بعد أربع سنوات من تحوير القوانين المتعلقة باللجوء والأجانب باتجاه إضفاء مزيد من التشديد عليها، وافق الناخبون السويسريون على مبادرة الطرد المثيرة للجدل، التي تقدم بها اليمين الشعبوي، والقاضية بالطرد التلقائي من البلاد للأجانب المُدانين بارتكاب جرائم خطيرة، كالاغتصاب والسرقة بالإكراه والاتجار بالمخدرات والاحتيال بغرض سوء استغلال المساعدات الاجتماعية.
ويشار إلى أن صياغة المبادرة، في مشروع قانون، أثارت حينها لغطا كثيرا وشرخا في الرأي العام، ليس فقط لأن النص ربما ينتهك مبادئ الدستور الفدرالي والإتفاقيات الدولية التي صادقت عليها سويسرا، بل كذلك لوجود قلق من أن قائمة الجرائم التي تتضمنها المبادرة تبدو مطّاطة، إلى الحد الذي يمكن، ولو من الناحية النظرية، أن تكون ذريعة لأن تُطبّق على حالات أقل خطرا، كالسطو مثلا.
ومع أن الإحصاءات بشأن الجريمة عززت موقف أولئك الذين يؤيدون انتهاج سياسة أكثر تشددا (انظر الرسم البياني المرفق جانبا)، إلا أن أصواتا أخرى انطلقت تدافع عن ما تعتبره نزعة مُعادية للأجانب باعتبارها مُتهيّئة لتجريم – حتى – أولئك الذين ليسوا مجرمين.
ولكن، يا ترى مَن هُمُ الأجانب الذين يتم طردهم من سويسرا؟ يجيب هندريك كراوْسْكوبْف، الخبير لدى المكتب الفدرالي للهجرة بشأن معايير الإبعاد ، في تصريح لـ swissinfo.ch: "هم صنفان من الأجانب: صنف يدخل ضمن إطار اللجوء، وصنف آخر يدخل ضمن إطار القانون الفدرالي بشأن الأجانب". كما أوضح أن المكتب الفدرالي للهجرة يُعنَى بالشأن المتعلّق بطالبي اللجوء، في حين تتولى السلطات المحلية في الكانتونات التقرير في طرد الأجانب الذين ينتهكون قوانين الهجرة والإقامة في سويسرا.
المغادرون طوعا..
في سياق متصل، أفاد كراوْسْكوبْف، بأن عدد مَن رُحّلوا من سويسرا في عام 2011، عن طريق الجو بلغ 9641 شخص (مقابل 80461 شخص في عام 2010)، ينتمي أكثر من ثلثيهم (6669 شخص) إلى فئة الأشخاص الذين قدموا إلى سويسرا لتقديم طلبات لجوء، وتابع: "إنهم من طالبي اللجوء الذين رُفِضت طلباتهم أو من الذين لم تُعَر طلباتهم اهتماما".
وبالتوقف عند مسألة "عدم إعارة طلب اللجوء اهتماما"، يجدر التنويه إلى أن ذلك يحدث إما لأن الطلب غير قانوني أو لأنه ناقص، وإما لأن طالب اللجوء سبق له أن تقدّم بطلب مماثل إلى بلد أوروبي آخر، وهو ما نصت عليه اتفاقية دبلن التي دخلت حيّز التنفيذ منذ شهر ديسمبر 2008، وبموجبها يحق لسويسرا ترحيل الشخص المعني إلى الدولة الأوروبية ذات الصلة، حيث أن "نصف من تمّ ترحيلهم من طالبي اللجوء، في العام الماضي، هم من الداخلين ضمن اتفاقية دبلن"، على حدّ قول الخبير لدى المكتب الفدرالي للهجرة.
وأكد كراوْسْكوبْف بأن حوالي 40٪ من طالبي اللجوء المرفوضين غادروا البلاد بشكل طوعي، و"هذا معناه، أنهم ذهبوا إلى المطار دون مرافقة من رجال الشرطة، أما في باقي الحالات فقد رافق رجال الأمن الشخص المعني لغاية صعود الطائرة على أقل تقدير".
ومن أجل تشجيع طالبي اللجوء على مغادرة سويسرا بشكل طوعي، تُقدّم الدولة ما يُسمى بالمساعدة من أجل العودة، وهي في العادة منحة مالية، اقترحت الحكومة في شهر أبريل 2012 الترفيع فيها لتصل إلى حد أقصى قدره 2000 فرنك سويسري، وذلك بهدف تسريع عملية الترحيل، وهوتوجّه، مُستقى مما يعرف بـاسم "مشروع المغرب العربي" الذي ابتدره كانتون جنيف، ويتعامل به حاليا مع رعايا شمال أفريقيا من طالبي اللجوء الذين رفضت طلباتهم وممن تكررت إدانتهم في جرائم عدلية.
وفي الواقع، لا يُغادر جميع طالبي اللجوء المرفوضين التراب السويسري، بل هناك من يلجؤون إلى التخفّي والبقاء في البلاد ضمن طوابير المهاجرين السرّيين، دون أي صفة شرعية وبدون تصريح إقامة ساري المفعول. وإلى حد الساعة، لا توجد أرقام رسمية تحدد أعدادهم ولا نسبتهم.
.. والمخالفون لقوانين الهجرة والإقامة
وأما بشأن الأسباب التي تستدعي الطرد من سويسرا، مما لا يمت إلى القضايا المتعلقة باللجوء بصلة، فهي عديدة، بحسب قول غي بيرنينس، رئيس قسم الأجانب في دائرة النفوس في كانتون فو، لـ swissinfo.ch الذي أوضح أنه "من الممكن أن تكون الإقامة غير شرعية، وهذا لا يتعلق فقط بالأشخاص الذين لم يحصلوا على تصاريح إقامة، ولكنه يشمل أيضا الطلاب الذين إقاماتهم مؤقتة وتنتهي بانتهاء دراستهم ولكنهم مع ذلك لا يغادرون البلاد، وقد يتعلق الأمر أيضا بالأجانب الذين يحصلون على تصاريح إقامة بموجب عقد قران، ثم سرعان ما يتم إنهاء العلاقة الزوجية".
إضافة إلى ذلك، ينص القانون على "إلغاء تصاريح الإقامة لبعض الأصناف ممن يعتمدون (في معيشتهم) على الرعاية الإجتماعية"، على حدّ قول بيرنينس، الذي أضاف أنه "يلحق بتلك الأصناف التي لم ترتكب عملا إجراميا، الأجانب الذين هم في نظر القانون مُجرمون حقيقيون، ممن ارتكبوا جرائم خطيرة، أو الذين يشكلون خطرا على النظام والأمن العامّين".
بيرنينس أكد أيضا عدم وجود أرقام حقيقية حول أعدادهم الجملية وقال: "ليس لدينا المعطيات اللازمة لمثل هذه الإحصائيات، وإن كنت أعتقد بأن الأجانب الذين ارتكبوا جرائم خطيرة لا يمثلون غالبية المُبعَدين". في المقابل، أوضح المكتب الفدرالي للهجرة بأن فئة المجرمين هم قلة قليلة من بين المُبعَدين، وأن أعدادهم تترواح سنويا ما بين 350 و 400 شخص، بناء على تصريح أدلى به، في عام 2010، رئيس المكتب آلار دوبوا رومو.
إمكانية التفاوض
من جهة أخرى، كشف غي بيرنينس أن المدة التي يجب أن يغادر فيها الشخص المعني سويسرا تختلف من حالة إلى أخرى، وقال: "يُمنح الأشخاص الذين لا يشكلون تهديدا مهلة قد تصل إلى ثلاثة أشهر، بينما قد تُتّخَذ إجراءات الطرد المباشر في الحالات الخَطِرة".
وفي هذا الصدد، ذكر بيرنينس أنه في كانتون فو، حيث يمثّل الأجانب 30٪ من نسبة السكان، وهي من بين أعلى النِّسَب في البلاد، ثمّة حرص على المغادرة الطوعية، فالشخص الذي لا يتجاوب بالطلب والحث، يجري استدعاؤه إلى مكتب الهجرة لبحث طريقة مغادرته للبلاد. وتابع القول: "نحن على استعداد للتفاوض حول المدّة المطلوبة للتنفيذ، والتي يمكن أن تكون مع عائلة الشخص، على سبيل المثال، وفي بعض الأحيان نعرض المساعدة على العودة، على غرار ما نفعل مع طالبي اللجوء"، والهدف من وراء المساعدة، والتي قد تصل إلى 6 آلاف فرنك سويسري، هو تسهيل إعادة الإندماج في البلد الأصلي.
وفي حال ما إذا أصرّ الشخص على عدم مغادرة سويسرا فلا مفر عندئذ من اتخاذ الإجراءات الخاصة بالترحيل القسري، تبعا لما ذكره مارك أوريل شميد، المتحدث باسم مكتب الهجرة في كانتون زيورخ، وقال: "من الممكن أن يُـوضـع رهن الإعتقال الإداري أو أن يتم ترحيله عنوة".
وفي أقصى الحالات، يعمد المكتب الفدرالي للهجرة وقوات الأمن إلى الترحيل بواسطة "رحلات خاصة"، حيث بلغ عددها 165 حالة في عام 2011، وهذا الإجراء مَثارُ جدلٍ وتُستخدَم فيه القوة البدنية والأصفاد وغيرها من وسائل التثبيت ومنع الحركة.
ممنوع الدخول
ومن الناحية النظرية، يمكن للشخص الأجنبي الذي تمّ ترحيله من سويسرا العودة إليها في غضون أيام، ويكفي لذلك أن يحصل على تأشيرة دخول من إحدى السفارات السويسرية، أو أن يستغل اتفاقية حرية التنقل إذا كان من رعايا إحدى دول الإتحاد الأوروبي. غير أن قرار الطرد غالبا ما يكون مصحوبا بقرار المنع من دخول البلاد خلال "مدة أقصاها خمس سنوات، قابلة للتمديد في الحالات التي تشكّل تهديدا أمنيا"، بناء على ما ألحظ إليه مارك أوريل شميد.
وعلى الرغم من كل تلك التدابير، إلا أنه لا ضمان من عدم عودة المُبعَدين مرّة أخرى إلى الأراضي السويسرية، وهو ما أقرت به شرطة كانتون زيورخ في عام 2011، حين ذكرت بأن أصحاب المكر والدهاء يقومون بتغيير جوازات سفرهم في بلدانهم، ثم لا يترددون في العودة إلى سويسرا بجواز سفر جديد وباسم جديد.
15-05-2012
المصدر/ موقع سويس أنفو
وأبرزت الدراسة التي تم نشرها يوم الثلاثاء 15 ماي 2012، أن البلاد استقبلت في العشر سنوات الأخيرة ما مجموعه 500 ألف مهاجر، مما جعلها تصبح بلد هجرة بامتياز.
كما أفادت المعطيات الإحصائية التي أوردتها جريدة 'لا ليبر La libre" البلجيكية، أن المهاجرين أصبحوا يشكلون 4.5% من مجموع سكان البلاد، وهي نسبة مرتفعة تتجاوز حتى بعض الدول التي تعتبر وجهات تقليدية للمهاجرين مثل كندا والولايات المتحدة وبريطانيا.
المصدر/ مجلس الجالية المغربية بالخارج
15-05-2012
خرج عدد من المهاجرين غير القانونيين في مسيرة بالعاصمة البلجيكية بروكسيل يوم الجمعة الماضي، للمطالبة بتسوية وضعيتهم وتسريع إجراءات الملفات العالقة والمطالبة بالتعليم والإسكان والإدماج في المجتمع البلجيكي... تفاصيل الخبر
14-05-2012
المصدر/جريدة العلم
لا يكاد يمر أسبوع واحد دون أن تتناقل وسائل الإعلام أحداثاً تضعها في خانة الإسلام والمسلمين، سواء في بلدان هؤلاء أو في بلدان المهجر،لتكشف بسلبيات واقع مهزوز وتنذر بآفاق غير مأمونة، طارحة أكثر من تساؤل عن هذا الدين وعن معتنقيه وعن المتلبسين به، لكون أغلب الأحداث يعكس أجواء اجتماعية مشحونة محمّلة بالتوتر أو العنف أو العدوانية.
في هذا السياق،يجري الحديث اليوم عن أبعاد حضور وتمثيلية الإسلام والمسلمين في بلجيكا وعن الهيأة التي اختارت السلطات أن تقوم بتدبير الشأن الديني الإسلامي البلجيكي وتكون جسراً بينها وبين مواطنين من مختلف الأصول والثقافات.
فهذه الهيأة قد أصبحت من إشكاليات الوجود الإسلامي في بلجيكا، تركيبة وهوية ومشروعية، وصارت موضوعاً يصبغ المشهد السياسي قبل الديني،ومادة يتغذى بها اليمين بكل أطيافه،خاصة من خلال تطورات عرفتها الأسابيع الأخيرة والتي يمكن أن توضع في إطار الاحتواء أو الاستغلال أو الاستنزاف ، مما يصرف المسلمين عما هو أهم، على الصعيد المحلي أو العام،ومما من شأنه أن يعرض مسلمي بلجيكا لأكثر من خطر التقييم السلبي.
في محاولة للإلمام بالموضوع بمختلف تشعباته، ارتأينا تسليط الأضواء عليه من أكثر من زاوية، متعرضين لما يجري اليوم أساساُ، وفي استشفاف لما يحضر لمستقبل الإسلام وتمثيليته في بلجيكا تحديداً.
والواقع أن هذه المهمة ليست بالسهلة، لأنها تتطلب استحضار ماضي علاقات البلاد مع هؤلاء القادمين ومع بلدانهم، على المستوى الديني والسياسي على السواء، كما تثير موضوع تطور علاقات الدول والشعوب التي تتحكم فيها ضرورة خلق أعداء حقيقيين أو وهميين، داخليين أو خارجيين، لدرء مختلف الأزمات.
الإسلام المهاجر
لم يعد هناك شك في أن كل المظاهر المرتبطة بالخريطة الجيوسياسية التي ترسم « الشرق الأوسط الجديد « مشرقه ومغربه، تأخذ في اعتباراتها الدين الإسلامي بمذاهبه وحركاته الروحية والسياسية كعنصر يحسب له حسابه السياسي والاقتصادي، فاعلاً تارة ومفعولاُ به في الغالب.
كما لا شك أن الإسلام أصبح من العناصر الأساسية التي تستعملها مختلف الأنظمة السياسية على الصعيد العالمي(ومن بينها الدول الإسلامية) في رسم سياساتها الداخلية والدولية،لفرض سلطتها وسيطرتها وتأمين استقرارها وتحقيق مصالحها من خلال مختلف الخطابات التي لا تخلو من ادعاءات ومزايدات ومقايضات، بشكل يكشف عن مختلف مظاهر استعمال الإسلام، دفاعاً عنه أو تهجماً عليه، بخلفية مذهبية روحية حيناً وسياسية أحياناً أخرى، ناهيك عن الدوافع الاقتصادية التي تأتي على رأس القائمة.
وإذا كانت بوادر هذه السياسة الميكيافلية قد بدأت تتّضح من خلال مختلف التغييرات التي يعرفها العالم العربي والإسلامي، فإن تداعياتها بارزة على صعيد الغرب الذي لا يشك اثنان في أنه يضع مصالحه فوق كل اعتبار، وأن سياسة الهيمنة الاستعمارية التي لازمته في القرن الماضي، لا تزال في صلب تعامله مع شعوب العالم الثالث»المتخلفة» مدعوماً بأنظمة محلية اختارت التحالف الموضوعي معه،مساهمة في تدجين المسلمين داخل بلدانهم وخارجها.
ويمكن القول إن الإسلام أصبح في خضم السياسة الدولية أهم موجة يضبط تواترها صناع القرار في واشنطن ولندن وباريس، حسب معادلة لا يتردد بعض المحللين في تلخيص بارامترها في النفط أولاً وأخيراً، في تلميح بأنه لولا البترول لما كان هناك اهتمام بالإسلام،ولولا مصالح دول بترولية لما تم الحديث عن الفتنة الإسلامية في الشرق والغرب.
فمن الملحوظ أنه حاضر في سياسة الرئيس الأمريكي أوباما عبر منظوره إلى الصراع العربي الإسرائيلي وغزو العراق والتدخل العسكري الأطلسي في ليبيا ومن خلال موقفه تجاه إيران عبر اهتمامه بسوريا وتفاهمه مع السعودية، وهو الذي يضع في حسابه أفغانستان وباكستان والشيشان، مستعداً لخوض معركته الانتخابية الثانية بعد عمليات تمويه وتجميل صورة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم العربي والإسلامي.
وهو حاضر في الحملة الانتخابية التي شنها الرئيس الفرنسي ساركوزي واليمين المتطرف والتيارات المعادية للمهاجرين ومسلمي أوربا، وذلك بتأجيج العداء ضدهم،في سياق شرعنة العداء للإسلام وقضايا الشعوب العربية على العموم. فبعض المهتمين (ومن بينهم مسؤول مخابرات فرنسي سابق) لا يستبعدون ميكيافلية بعض العمليات الإرهابية، في تولوز وفي غيرها. كما يبدو بديهياً ومنطقياً،لجوء أجهزة الأمن على العموم،إلى استخدام أشخاص مهمشين يعيشون وضعيات اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية هشة،لتنفيذ خطة ما،لأهداف ما،لصالح جهات ما، بعيدة كل البعد عن الاسلام.
كما هو حاضر بمختلف تجلياته مؤخراً في عملية إضرام النار في مسجد ببروكسيل، كعنصر من عناصر تعبئة العداء المستجد تجاه نظامي سوريا وإيران، ومحاولة حشر مسلمي بلجيكا من المغاربة على الخصوص في صراعات هامشية عبر إثارة مختلف النعرات المذهبية والقومية والإقليمية،مما من شأنه فتح الباب أمام إجراءات أمنية تتضافر جهود الدول المعنية لفرضها باسم الحرب على الإرهاب،كما تثبت الأحداث في أكثر من بلد.
لن نتعمق اليوم في أبعاد مختلف العمليات التي يربط مدبروها أو منفذوها الهجرة بالإسلام وبالإرهاب...
لكننا نكتفي بالإشارة إلى أن الحديث يجري الآن وفي أكثر من محفل،عن اطلاع أو بالاستنتاج،عن سيناريوهات يوضع في دور بطولتها التي تنتهي بالانتحار أو القتل،شباب من أصل عربي أو مسلم،تعلق على عناقهم لائحة طويلة من النوايا والتنقلات والتجارب والارتباطات التي لا يستوعبها مجموع سنوات أعمارهم،وفيها أفغانستان وباكستان وبن لادن والقاعدة والسلفية والجهادية وقضية فلسطين وحرب الجزائر و اللاسامية وغيرها من التوابل المتفجرة التي خلفها القرن العشرون لتوضع كلها على الصحن المقدم إلى الرأي العام لخلط الأوراق وإرباك الشعوب.
وبقدر ما يبدو واضحاً إصرار الأنظمة القائمة في البلدان الإسلامية نفسها على وضع استمرار سلطتها واستقرارها على رأس قائمة الأولويات،ولو على حساب الإسلام والمسلمين المستضعفين مسلحة بالمشروعية التاريخية أو الجغرافية،فإن وضع دول المهجر، يبدو أكثر تعقيداً وغموضاً،نظراً لجدة هذا الدين على أرضها ودساتيرها،ولتوافد آلاف المسلمين عليها لجوءاً أو جهاداً، من الناهلين من منابع ومشارب دينية متشعبة متقاطعة. فهذه الدول قد أصبحت مواجهة بظاهرة مستحدثة لا تتوفر على أدوات فك رموزها،مطالبة بالاجتهاد في التعامل مع مواطنيها الجدد،بمذاهبهم وتياراتهم،ومجبرة على إيجاد ضوابط تتلاءم مع قواعدها الديمقراطية المعلنة، لكن، ضمن سياسة عدم إفساح المجال أمام هذا المد الديني الجديد لزعزعة القيم المتداولة فيها، خاصة وأن هؤلاء القادمين من آفاق بعيدة،تمكنوا من تحقيق ازدواجية الاندماج الاقتصادي السياسي الاجتماعي بموازاة تأكيد حضورهم الديني.
والحالة أن هؤلاء يجدون أنفسهم أمام أكثر من امتحان. فهم يكتشفون رغم كل شيء أن الإشكال ليس في دينهم الإسلامي الذي استجلبوه بحد ذاته، ولا حتى في مدى استعداد «أرض الجهاد» للقبول به أو لمحاربته كما يعتقد بعضهم، وإنما في أنفسهم في غالب الحالات.
فالمسألة تكمن في تبلور التواجد والتعايش بين ثقافات وهويات مختلفة مستجلبة من بعيد، متنافرة أحياناً، في محيط جغرافي صغير واحد، بتدبير مؤسساتي موحد. كما تكمن في اختلاف وتعارض السلوك والعقليات التي أصبح مفروضاً عليها هذا الوضع المستجد، في ظل ميول بعضها إلى فرض منطقها على غيرها وإقامة عالمها الخاص على أنقاض عوالم الآخرين .
ويكفي مسح سريع للخريطة الإسلامية في بلجيكا هناك لمعرفة أن هناك مسلمين مهمومين بمسيرة المسلمين وبمصير الاسلام في بلجيكا وأوربا على العموم، يبذلون الجهد لإيجاد صيغة لهذا «المجتمع الجديد» الأوربي المسلم أو الإسلامي الأوروبي في ظل هذه الصعوبات، وبشكل لا يقدس ارتباط المعنيين بالأمر ببلدانهم الأصلية ولا يلغيه، فيما يتعلق بدينهم بالأساس.
ولعل خلاصة اجتهاد هؤلاء هي ما ذكره أحدهم من أن الدين بالنسبة للإنسان المحتاج إليه، مثل جهاز الاستدلال GPS وهو بالتالي يتطلب التحيين والتكيف مع الخرائط، وإلا ساهم في التيه والتضليل، بدل الهداية والتنوير.
لإدراك ما يجري بهذا الشأن، سنتولى في هذا الملف الذي نفتحه اليوم، تقديم عرض سريع للأوضاع المعقدة التي يعيشها الإسلام على الصعيد البلجيكي عموماً، لننكب في مرحلة تالية على ما يجري بشأن تمثيلية المسلمين في بلجيكا بالتحديد، في غير ما سرد لما يظهر في هذا البلد من ركام أو ملامح معاداة الاسلام والعروبة والمهاجرين الذين يُحمّلون مختلف الأوزار، ولا لما يحْمِله هؤلاء من ركام أو آفاق واعدة قد تغير مختلف المقاربات الراهنة.
14-05-2012
المصدر/ جريدة الاتحاد الاشتراكي
تجمع العشرات من المغاربة المنحدرين من أصول أندلسية، أول أمسي بكلية الآداب بالرباط لتأسيس تنظيم يحمل اسم "جمعية ذاكرة الأندلسيين المهجرين" بهدف جمع شمل الموريسكيين، واستحضار ما تعرض له حاملو هذه الحضارة من اضطهاد وتهجير بعد سقوط غرناطة سنة 1492... تفاصيل الخبر
14-05-2012
المصدر/ جريدة أخبا اليوم المغربية
الموسيقى تلك اللغة العالمية المشتركة بين البشر في مختلف أنحاء العالم، التي يمكن من خلالها مد الجسور بين الثقافات والمجتمعات على اختلافها. لذلك بإمكان الموسيقى أيضاً إنجاح عملية اندماج الأجانب وذوي الأصول الأجنبية في مجتمعاتهم الجديدة. وهذا ما دفع 24 طالباً من ثقافات مختلفة لدراسة تخصص جديد بجامعة هيلدزهايم. ويعد هذا التخصص الأول من نوعه في ألمانيا، وما يميزه هو السماح للطلبة بالعمل والدراسة في آن واحد، إذ لا يطلب منهم التفرغ التام للدراسة، التي تستغرق عامين ويتعلم الطلاب خلالها كيفية استعمال الموسيقى كوسيلة للاندماج في المدارس ورياض الأطفال والمؤسسات الاجتماعية.
نصف الطلاب الـ 24 الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 60 عاماً، ذو أصول أجنبية، وينحدرون من المغرب وتركيا وإيران وطاجيكستان، مثل معلم المدرسة يوسف شينغور (50 عاما) من الأصول التركية والذي يصف هذا التخصص الدراسي بأنه حلم حياته، ويتذكر أيام طفولته حين اضطر للعمل في بلده الأم تركيا كعامل في حقول القطن، من أجل جمع الأموال اللازمة لشراء آلته الموسيقية المحببة: الساز، وهي آلة وترية تركية تقليدية
الدافع والحماس بدل الشهادة
تعلم يوسف شينغور الموسيقى بشكل سماعي من خلال عزفه على آلته التقليدية الساز، وبعد ذلك استطاع تعلم العزف على الغيتار، وهو ما أهله لدراسة هذا الفرع الجديد؛ الذي لا يُشترط في المتقدمين أن يكونوا حاصلين على الشهادة الثانوية أو شهادة من أحد المعاهد الموسيقية، وإنما يجب عليهم فقط اجتياز اختبار القبول، الذي يتم التركيز فيه على دوافعهم لاختيار هذا التخصص ومدى حماسهم لذلك ومواهبهم الموسيقية.
البروفيسور رايموند فوغلس، المسؤول عن هذا التخصص الجديد "عالم الموسيقى" في جامعة هيلدزهايم، يشير إلى أنه خلال عمله سابقاً في جامعة هانوفر لأكثر من عشرة أعوام، كباحث في الموسيقا وتأثيرها على السعوب وثقافاتها، اكتشف بأن "الطلاب لم يستوعبوا حقيقة أن الثقافات الموسيقية في العالم متساوية ولها ذات الإمكانات الجمالية والثقافية". وهو ما شجعه على افتتاح هذا الفرع التخصصي في جامعة هيلدزهايم لتوظيف الموسيقى كلغة للحوار بين الشعوب. البروفيسور رايموند درس الموسيقى في ألمانيا وأفريقيا ويشغل حالياً رئاسة مركز "الموسيقى العالمية" في الجامعة، وهو المركز الذي يحتوي على أكثر من 3500 آلة موسيقية والكثير من الكتب والنوتات الموسيقية من مختلف أنحاء العالم
التعرف على مكانة الموسيقى
التخصص الجديد يتكون من مواد دراسية مختلفة، كعلم الأجناس الموسيقية والتربية الموسيقية وإدارة المشاريع الموسيقية. معظم المحاضرات تكون في عطلة نهاية الأسبوع، ويتعرف الطلاب من خلالها على مكانة الموسيقى في الثقافات المختلفة، بالإضافة إلى تصنيف الآلات الموسيقية من شتى أنحاء العالم وفقاً لنغماتها. كما يُطلب منهم تعلم العزف على آلة موسيقية تعود إلى ثقافة مختلفة عن التي ينتمون إليها. الطالبة يوهانا أوديرت، التي تعزف على آلة الكمان، تتعلم مثلاً الآن العزف على آلة موسيقية إيرانية، وتقول إنها "متحمسة لتعلم كيفية التعامل مع النغمات الموسيقية الصادرة من آلة موسيقية جديدة".
وسيقدم الطلاب عرضهم الموسيقي الجماعي الأول تحت عنوان "القرية العالمية"، خلال "مهرجان الثقافات" الذي سيقام نهاية شهر أيار/ مايو الجاري في مدينة هانوفر شمالي المانيا.
14-05-2012
المصدر/ شبكة دوتش فيله
بعمر 22 عاما أصاب الملل مصطفى من العمل كموظف في البنك. دخل بكل حشرية الى متجر الوظائف العائد للجيش الهولندي واقتنع على الفور. خلال أسابيع قليلة بدأ تدريبه الأول بالزي العسكري للجيش الهولندي. بعدها تم إرساله في مهمات عسكرية الى البوسنة وأفغانستان والعراق.
- ماذا يعني ان تكون مسلما ومغربيا في الجيش الهولندي؟
ينظر في الجيش بشكل إلى خلفيتك الدينية او العرقية بشكل اقل مما يحصل في المجتمع المدني. في الجيش انت تنتمي الى نفس المجموعة مثل الآخرين، وتلبس الزي العسكري نفسه، وتخدم نفس الهدف. بالتالي تصبح الاختلافات اقل أهمية. في الغالب لا يلاحظ الكثير من الناس أنني مسلم، الا في شهر رمضان مثلا لأنني لا اذهب لتناول الغداء معهم.
بطريقة ما لديك ميزة في الجيش كمغربي هولندي. انا من عائلة مغربية تقليدية فيها تنظيم هرمي واضح. والدي كان، إذا جاز التعبير، الجنرال في البيت وامي الكولونيل. شخص لديه خلفية من هذا القبيل، يحتاج لمجهود اقل للتعود على حياة الجيش، مقارنة مع شخص نشأ في أمستردام وتربى بطريقة ليبرالية.
- كيف كانت ردة فعل عائلتك وأصدقائك على قرارك بالانضمام الى الجيش الهولندي؟
عدم تصديق جماعي، ليس اعتراضا على الجيش، بل لأنني كمراهق كنت اكرر مرارا عدم رغبة بان أصبح عسكريا. بعد ان تجاوزوا الدهشة ومع مرور الوقت، زاد عدد الذين كانوا يشجعونني بالقول " حسنا فعلت، هذه مهنة جيدة!
- يرى العديد من المسلمين الهولنديين الحرب في أفغانستان والعراق على أنها عدوان غربي على الاسلام. هل وجهت اليك على مر السنين مثل هذه التعليقات؟
يحدث أحيانا ان اسمع مثل هذا التعليق. لكن بنظري انا إن أمريكا هاجمت أفغانستان والعراق لأسباب سياسية وليس من اجل شن حرب على الإسلام. لو كان الامر كذلك، عندها كان يتوجب مهاجمة السعودية، لانها المركز الديني للاسلام، وليس العراق او أفغانستان. في نهاية المطاف، الامر يعود لاعتبارات سياسية، وكون غالبية السكان مسلمة، برأي ان الأمر هو من قبيل الصدفة.
- عندما تمضي عطلتك في المغرب، ماذا يقول الناس هناك عندما يعلمون انك منضوي الى جيش بلد آخر؟
في كثير من الاحيان تكون مفاجأة سارة لهم. في وسائل الإعلام يسمعون دائما ان احوال المغاربة سيئة في اوروبا. عندها اقول لهم: يمكنك ان تنتقد ما شئت، لكن في هولندا باستطاعة مصطفى هلالي المسلم ان يصبح برتبة رائد ( ميجور) في القوات المسلحة الهولندية. يروق للناس سماع مثل هذا الامر . في المغرب، وحسب معرفتي، لم يستطع اي شخص بخلفية مسيحية او يهودية ان يحقق ذلك.
- لقد خدمت في بلدان مسلمة مثل البوسنة وافغانستان والعراق. بسبب التوتر الناجم عن الحرب لربما حصل ان تلفظ احد الزملاء من الجنود بعبارات مسيئة للمسلمين.
أُطلقت بعض الملاحظات البسيطة، لكن هذا يحدث في كل المؤسسات. وفي وضع متأزم تعرف من اين تأتي مثل هذه، اذا اتت من زملاء، اقول لنفسي نحن في ظل اوضاع ضاغطة ويحدث احيانا ان يكون هناك زلات لسان. عندها اقول "ربما حان الوقت لابقاء فمك مقفلا ونناقش الامر لاحقا". بعدها يتبين ان الامر ليس كراهية موجهة للمسلمين بل مجرد وضع ضاغط.
- هل استفدت من خلفيتك المسلمة في بلدان مثل افغانستان والعراق؟
في العراق كان علي التواصل مع السكان المحليين، مثل زعماء القبائل، لانني اتكلم العربية. كمسلم يمكنك في كثير من الاحيان ان تتخيل ما يدور في بالهم من افكار. في احد المرات كان هناك شخص، واول ما فكرت فيه ان هذا الرجل يشبه عمي تماما. من حيث طريقة مقاربته للاشياء.
وفي افغانستان شاركت في عيد الاضحى بصلاة مشتركة في مسجد محلي. هذا الامر اعجب السكان كثيرا. تكسر بذلك صورة راسخة لديهم، يرون عسكريا هولنديا بينهم ويصلي مثلهم. يأتي الناس اليك ويلقون التحية عليك ويسألون هل هناك المزيد من المسلمين لديكم؟ انها لحظات جميلة بالنسبة لك كجندي هولندي واعتقد هي كذلك بالنسبة للسكان المحليين .
- كمغربي لديك تلقائيا جنسية مزدوجة. البعض من الهولنديين يجدونها فكرة غير سارة ان يكون هناك اشخاص في الجيش لديهم ولاء اقوى لدين آخر وبلد آخر. ما رأيك بذلك؟
اعتقد ان هذا هراء. هذه اهانة لمئات العسكريين من خلفية اسلامية والذين ذهبوا بمهمات تحت العلم الهولندي الى البوسنة والعراق وافغانستان والتشاد وغيرها من البلدان. انها اهانة ان نقول لهم : نحن لا نثق بكم . لا يوجد سبب لذلك. لقد تعاطينا في القوات المسلحة منذ فترة طويلة مع اناس من خلفيات دينية وعرقية مختلفة. لم يحصل ابدا ان ارتكب احد الخيانة العظمى.
14-05-2012
المصدر/ إذاعة هولندا العالمية
تم يوم الأحد 13 ماي٬ بضواحي بروكسيل تنظيم وقفة اعتراف وتقدير للجنود المغاربة الذين قضوا شهداء من أجل تحرير بلجيكا خلال الحرب العالمية الثانية٬ وذلك بمناسبة الذكرى الíœ72 لمعركة جامبلو.
وأكد المشاركون٬ في الاحتفالات المنظمة ب "النصب التذكاري أيمز" بجامبلو (40 كلم جنوب بروكسيل) وفي مقبرة شاستر حيث يرقد مئات الجنود المغاربة الذين قاتلوا إلى جانب قوات الحلفاء من أجل تحرير أوروبا من قبضة النازية والفاشية على الأهمية التي يكتسيها إحياء هذه الذكرى التي تخلد مرحلة هامة من التاريخ المشترك بين المغرب وكل من بلجيكا وفرنسا.
وأبرز المتدخلون البلجيكيون والفرنسيون والمغاربة٬ بالمناسبة٬ التضحيات الجسام التي بذلها الجنود المغاربة الأشاوس الذي استرخصوا أرواحهم من أجل تحرير بلجيكا٬ مؤكدين على ضرورة أن يستديم واجب الذاكرة التاريخية المشتركة التي تشكل موروثا غنيا من الأحداث البطولية يجسد القيم الإنسانية والكونية النبيلة التي على الجميع صيانتها.
وحضر هذه الاحتفالات٬ التي تميزت بتحية الأعلام الوطنية للبلدان الثلاثة ووضع أكاليل من الزهور على قبور الجنود شهداء تحرير بلجيكا٬ بالخصوص٬ رئيس مجلس النواب البلجيكي، أندري فلاهوت٬ والمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، المصطفى الكثيري٬ وسفير المغرب ببلجيكا واللوكسمبورغ، سمير الظهر٬ وسفير فرنسا ببروكسيل، ميشال بوكوز.
وعلى هامش هذه الاحتفالات٬ نظم سفير المغرب ببروكسيل لقاء جمع مسؤولين بلجيكيين وفرنسيين ومغاربة٬ بفاعلين من المجتمع المدني وشباب مغاربة مقيمين ببلجيكا٬ لإبراز الدور الأساسي الذي قام به الجنود المغاربة بجامبلو حيث سقط منهم أزيد من ألفي شهيد من أجل الحرية والسلم بأوروبا.
وأكد سمير الظهر٬ بالمناسبة٬ أنه "من الأهمية بمكان تبادل الحديث مع الأجيال الصاعدة حول المغزى العميق لتخليد ذكرى معركة جامبلو واستدامة واجب الذاكرة حتى لا تدخل تضحيات الجنود المغاربة في طي النسيان ".
وقال السفير المغربي إنه على الشباب المغربي المزداد في بلاد المهجر "التعرف على ما بذله أسلافهم في سبيل الحرية والسلم ببلدان الاستقبال٬ وأن يعوا أيضا بأن تواجدهم بأوروبا مشروع بالنظر لهذه التضحيات".
كما أكد على أهمية "أن يدرك البلجيكيون أن المغاربة دافعوا عن بلجيكا وأنه إذا كان بلدهم اليوم حرا٬ فإنه بفضل هذه التضحية التي بذلها الجنود المغاربة".
وأبرز سمير الظهير أن تنظيم مثل هذا اللقاء وسيلة لإيقاظ الضمائر بشأن القيم التي تجمع اليوم الشعب المغربي والشعوب الأوروبية٬ والمتمثلة في الصداقة والأخوة والتضامن والتضحية والانفتاح على الآخر.
وشدد السفير على أن هذه القيم ينبغي أن تلقن بالضرورة للشباب والأجيال الصاعدة التي ستتكفل مستقبلا بنقلها لمن هم أصغر منهم كي تستمر الذكرى.
من جهته٬ أشار المصطفى الكثيري إلى أن تخليد معركة جامبلو يشكل مناسبة لإبراز قيم الوطنية والتضحية ومعنى الواجب٬ فضلا عن مثل الحرية والكرامة الإنسانية والتعايش التي دافع عنها المغرب باستمرار.
كما ركز على الأعمال الشجاعة والبطولية التي قامت بها الفرق المغربية في الحرب العالمية الثانية٬ مضيفا أن الجنود المغاربة استجابوا بكثافة وتلقائيا لنداء الراحل جلالة الملك محمد الخامس الداعية للانخراط في جيوش الحلفاء.
وأشار المندوب السامي في هذا الصدد إلى أن هؤلاء الجنود تميزوا ببطولتهم وجرأتهم ببذلهم تضحيات جسيمة٬ معتبرا أنه يحق للمغرب الافتخار بهذه الملحمة المكتوبة بدماء جنوده البواسل والتي ستظل محفورة للأبد في التاريخ المشترك للمغرب وأوروبا.
14-05-2012
المصدر/ عن وكالة المغرب العربي للأنباء
يقوم عبد اللطيف معزوز٬ الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج٬ بزيارة عمل للمملكة المتحدة من 13 إلى 16 مايو الجاري.
وأوضح بلاغ للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج٬ ٬ أن هذه الزيارة تروم تعزيز علاقات التعاون مع دول إقامة الجالية المغربية بالخارج٬ وتكثيف التواصل مع مختلف مكونات هذه الجالية وكفاءتها للاطلاع على أحوالها وإبلاغها بما استجد من إجراءات وتدابير خدمة لقضاياها ورعاية لمصالحها.
وأضاف البلاغ أن الوزير سيجري٬ خلال هذه الزيارة٬ مباحثات مع المسؤولين المكلفين بالقطاعات ذات الصلة بالهجرة في الحكومة البريطانية٬ وكذا مباحثات مع المنتخبين والمسؤولين المحليين بالعاصمة البريطانية وضاحيتها بهدف استشراف السبل التي تمكن الجالية من اندماج منسجم في بلد الإقامة مع احتفاظها وتنميتها لعلاقاتها الثقافية والاجتماعية مع بلدها الأصلي.
وتتضمن هذه الزيارة٬ يضيف البلاغ٬ لقاءات مع ممثلي الجمعيات والكفاءات المغربية بإنجلترا٬ ومن ضمنهم أطر المؤسسات المالية والاقتصادية٬ كما سيلتقي السيد معزوز مع الشباب من أصل مغربي في إطار برنامج "أنسبير"ومع الأئمة والطائفة اليهودية المغربية بلندن.
14-05-2012
المصدر/ عن وكالة المغرب العربي للأنباء
بالنظر إلى الموقع الجغرافي الإستثنائي للمغرب، قد كانت الهجرة بالنسبة إلى أبنائ أفقا للترحال والكتابة والمغامرة أيضا. ولم يعدم الأدب المغربي من عصر إلى عصر مهجريه من الشعراء والكتاب والرحالة. وكان هؤلاء يهجرون في بداية الأمر إلى المشرق لأسباب ترتبط بالعصر نفسه... تتمة المقال
11-05-2012
المصدر/ جريدة أخبار اليوم المغربية
عادت مسألة اضطهاد «الموريسكيين» أو «الأندلسيين» إلى الواجهة في المغرب بعد أن كان قد طواها الزمن، حيث صدرت بعض الكتابات الوازنة حول تلك المأساة الإنسانية، إضافة إلى عزم «الموريسكيين» إنشاء جمعيات لإحياء تاريخ وتراث هذه المجموعات التي هربت من الاضطهاد في إسبانيا قبل قرون وانتقلوا إلى شمال أفريقيا، خاصة المغرب والجزائر وتونس. كان الموريسكيون تعرضوا منذ انهيار الحكم العربي الإسلامي في الأندلس لشتى أنواع الإهانة والإذلال، وحتى التقتيل، بسبب اعتناقهم الإسلام. ويتزامن هذا الاهتمام بالموريسكيين اليوم مع مرور 400 سنة (1609/ 1614) على ترحيلهم. الموريسكيون، أو الأصح الأندلسيون، الذين تم ترحيلهم إلى الضفة الجنوبية من الحوض المتوسطي، وقصد الكثيرون منهم المغرب، وتوجه آخرون إلى المدن الشمالية في الجزائر وتونس وحتى ليبيا، يعملون اليوم لتحريك الذاكرة والمواجع التاريخية المؤلمة.
يقول نجيب لوباريز، أحد المغاربة من أصول أندلسية، إن الديناميكية التي خلقها كتاب «الموريسكي» «جعلت الناس يدركون حجم المآسي وشكلها الحقيقي وأهمية ما ينبغي القيام به مستقبلا». والمقصود بكتاب «الموريسكي» الرواية التي ألفها قبل سنة الكاتب والمفكر المغربي الدكتور حسن أوريد باللغة الفرنسية، قبل أن تصدر ترجمتها باللغة العربية، الشيء الذي جعلها تصل إلى أكبر عدد من القراء باللغتين. وهي في الواقع كتابة روائية للتاريخ أكثر منها عملا أدبيا.
ويقول حسن أوريد إنه كان يجهل الكثير عن تاريخ الموريسكيين ولم يكن ينوي أن يكتب عن الموريسكيين إلى أن قرأ كتاب «ناصر الدين على القوم الكافرين» الذي كتبه أحمد بن القاسم شهاب الدين. وتجسد زخم المعلومات التاريخية التي اطلع عليها الكاتب والاتصالات المباشرة التي أجراها مع عائلات موريسكية في العاصمة المغربية في شكل رواية تراجيدية تاريخية. وكان ثمة اعتقاد أن هذه الرواية ستكون لها تأثيرات في تجديد وتشكيل وعي الموريسكيين، ليس فقط في المغرب وإنما في الضفة الجنوبية للحوض المتوسطي في تونس والجزائر، كما سيشكل الكتاب تنبيها للضمائر الإسبانية حول ما اقترفه أسلافهم من جرائم بحق الموريسكيين.
وقال أوريد لـ«الشرق الأوسط» إنه اعتبر كتابه عند تقديمه أول مرة بالرباط رسالة إلى إسبانيا والمغرب، وإلى الضفتين الجنوبية والشمالية للحوض المتوسطي.
وطالب عدد من المثقفين المغاربة حضروا مناسبة تقديم الإصدار زملاءهم المخرجين السينمائيين بتحويل فصول الرواية إلى فيلم تاريخي ليتمكن عدد كبير من الجمهور غير القارئ من الاطلاع على هذا العمل الفني.
أول الردود والمواقف التي أعقبت رواية «الموريسكي» هو سعي المغاربة من أصول إسبانية أو أندلسية إلى تأسيس جمعية تعنى بالمسألة الأندلسية انطلاقا من المغرب، وتكون إطارا مدنيا يجمع نضالات المهتمين في هذا المجال. يقول نجيب لوباريز، أحد الفاعلين ونشطاء المسألة الأندلسية: «كنا نتفرج على التاريخ، والآن ينبغي التحرك من أجل تثبيت الذاكرة التاريخية الأندلسية في المغرب لنقلها إلى الخلف». ويضيف لوباريز أنه «لا نقاش حول الانتماء لهذا الوطن»، يقصد المغرب.
من جهته يرى الدكتور عبد الرؤوف سوردو، وهو أحد الباحثين المغاربة في التاريخ الأندلسي، أن هناك شيئا ما يجب القيام به أيضا على المستوى الخارجي، وبالضبط في إسبانيا، «إذ يجب إقناع الطرف الإسباني بضرورة إعادة قراءة التاريخ الإسباني، وهذا هو الأهم».
تتجلى أهمية القراءة العلمية المتجددة لهذا التاريخ في الإشارة إلى «الوجود الإسلامي باعتباره جزءا عضويا من تاريخ إسبانيا، لا على أساس ما يعتبره الإسبان مجرد حادثة تاريخية عابرة».
يستغرب المغاربة من أصول إسبانية كيف تكون 8 قرون، أي 800 سنة من حياة شعب ما، مجرد حادثة عابرة. لا يستسيغ الأندلسيون كيف قدم ملك إسبانيا الاعتذار عام 1400 ميلادية ثلاث مرات لليهود على ما قام به الإسبان في حق اليهود ومعتنقي الديانة اليهودية في إسبانيا، في حين تم اقتراف جرائم لا تقل فظاعة ضد المسلمين من قبل الجهة الإسبانية نفسها ولم يتم لا الاعتراف بذلك ولا الاعتذار عن ذلك.
تراجع قوة المسلمين قبل قرون جعل مسلمي الأندلس يؤدون ضريبة الهوان مضاعفة، إذ وصل بهم الإذلال من قبل غير المسلمين إلى حد امتهان كرامتهم الإنسانية، من خلال بقر بطون المسلمات الحوامل، وقطع ختان المسلمين، وغير ذلك مما تحفل به الكتب التي أرخت لهذه المآسي في تاريخ الإنسانية.
تعكس بعض أشعار الشعراء الموريسكيين في المنفى أو في المواطن التي تم تهجيرهم إليها قسرا، مسحة الألم الناتج عن التيه بين الضفتين.
الشاعر الأندلسي محمد ربضان، الذي وجد نفسه في تونس بعد ترحيلة من مسقط رأسه سرقسطة عام 1610، كتب قصيدة طويلة في هذا الموضوع يتوسل فيها إلى الله.
يروم الأندلسيون إلى جانب تصحيح التاريخ وإنصاف الوجود الإسلامي فيه، إعادة الاعتبار لهم «في الوسط الإسباني ذاته، باعتبارهم شريحة إسبانية مطرودة دون وجه حق».
هل النخبة المفكرة والسياسية في إسبانيا مستعدة لتقبل هذه المطالب؟
يجيب الدكتور عبد الرؤوف سوردو، وهو من أفراد الخلية المؤسسة لـ«جمعية ذاكرة الأندلسيين المهجرين»، بأن المعلومات المتوفرة من خلال «جلسات مع خبراء مغاربة متخصصين في التاريخ الإسباني، والموريسكي تحديدا، تظهر أن هناك اهتماما كبيرا لدى الإسبان بالموضوع، وأن أبحاثهم كثيرة على الأقل من الناحية العلمية».
المغاربة يشهدون أن هناك رجوعا إلى القراءة الموضوعية للتاريخ الإسباني، بما في ذلك المحنة الموريسكية، وهذا يبين، حسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» في الموضوع، أن هناك أرضية فكرية خصبة قابلة لأن تشكل فضاء للحوار.
ليس وحدهم المفكرون والأكاديميون والمؤرخون الإسبان من يهتم بهذا الجانب من المسألة الأندلسية؛ فحسب هذه المصادر، هناك جمعيات من المجتمع المدني الإسباني لها اهتمام بالموضوع، وهي جمعيات أسسها إسبانيون من المنطقة الأندلسية، وأكيد أن لهم جذورا إسلامية.
وعلى المستوى السياسي في إسبانيا، يقول عبد الرءوف سوردو: «باستثناء الحزب الشعبي الذي له رأي مخالف للأحزاب السياسية اليسارية والاشتراكية، كان هناك توجه حتى داخل البرلمان من أجل الاعتراف بما تعرض له الأندلسيون».
محمد بركاش، واحد من أحفاد الأندلسيين المهجرين أو المرحلين الذين التقتهم «الشرق الأوسط»، يرى أن لبسا كبيرا يكتنف استعمال كلمة الموريسكي أو الموريسكيين من حيث المعنى والهوية والتاريخ. ويستدل مشيدا بالدستور المغربي الجديد الذي أشار في ديباجته إلى البعد الأندلسي في الهوية المغربية، قائلا إن الدستور ذكر الأندلسيين وليس الموريسكيين، بنفس المنطق الذي فضل اختيار عبارة الأمازيغية وليس البربرية.
يعتبر محمد بركاش نفسه من عائلة إسبانية كانت مسيحية ثم أسلمت، ويقدر تاريخ ظهور اسم عائلته أول مرة في إسبانيا بأزيد من 900 سنة. وكان لعائلة بركاش دور بعد التهجير إلى المغرب، حيث اضطلع جده برئاسة ما سمي في تاريخ مدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط، بديوان سلا الجديدة، الذي كان يشن هجمات حربية ضد السفن المسيحية في إطار ما عرف في الأدبيات الأوروبية بالقرصنة وبالجهاد البحري في الأدبيات التاريخية. ومحمد بركاش من الشخصيات التي اهتمت بالمسألة الأندلسية مبكرا.
يقول بركاش: «إن لفظة الموريسكي أو الموريسكيين تم إطلاقها عام 1521 على المسلمين الذين ارتدوا وعادوا إلى المسيحية». وبالتالي يكون «المؤرخون مجانبين للحقيقة باستعمالهم هذا النعت القدحي قبل التاريخ المذكور في حق المسيحيين الذين أسلموا وتعرضوا للاضطهاد بسبب حفاظهم على دينهم الجديد الإسلام». ويضيف بركاش أنه لم يسبق له أن كان « عربيا ولا أمازيغيا، وإنما هو إسباني أسلم».
ووفق حكاية بركاش فإن «الموريسكيين يعيشون في إسبانيا وليسوا معنيين بما نحن بصدد القيام به»، ويتوقع أن تعمق الجمعية المزمع تأسيسها في غضون أيام البحث والتوضيح بشأن من يكون الموريسكي والأندلسي وغيره. ونتبنى هنا كلمة الموريسكي أو الموريسكيين عملا بقاعدة «خطأ شائع خير من صواب مجهول».
الموريسكيون أو الأندلسيون كانوا، حسب رواية أوريد، «القربان الذي أدى إلى جزر الحضارة الإسلامية، وكبش الفداء الذي نصبته إسبانيا محاكم التفتيش. كانت هويتها تمر عبر محو الحضارة العربية الإسلامية ومخلفاتها التي يمثلها الموريسكيون.. والحال أن الموريسكيين لم يكونوا من حيث العقيدة ولا الممارسة الدينية وحدة منسجمة، ولكن الآيديولوجية الطهرانية لمحاكم التفتيش التي كانت تأخذ بها الدولة الإسبانية كانت ترفض كل أشكال التلاقح والتفاعل. كان أغلب الموريسكيين مسيحيين جددا، مثلما كان يطلق عليهم في أدبيات إسبانيا آنذاك، ولأنهم كذلك فهم زائغون عن الجادة أو مهرطقون.. لا مكان إلا للمسيحية (الصافية) التي تقرها الكنيسة وتشهد عليها محاكم التفتيش».
11-05-2012
المصدر/ جريدة الشرق الأوسط
أثار مرسوم صدر عن الحكومة الإسبانية، شهر أبريل 2012، يقضي بخفض ميزانية التعليم ورفع رسوم التسجيل في الجامعات موجة انتقادات واسعة في صفوف الطلاب الأجانب في الجامعات الإسبانية.
وجاء سن هذا المرسوم-قانون الذي يعتبر أحد الإجراءات ذات الطابع الإستثنائي، وفقا لما تضمنه النص المنشور في الجريدة الرسمية الإسبانية يوم 21 أبريل 2012 ، بالنظر إلى "الظرفية الاقتصادية الراهنة، بهدف المساهمة بشكل حاسم في تحسين فعالية النظام التعليمي الإسباني". كما يعتبر أحد القوانين الهادفة إلى خفض ميزانية التعليم تطبيقا للسياسة التقشفية التي تنهجها حكومة الحزب الشعبي اليميني، برئاسة ماريانو راخوي، لمواجهة إحدى أصعب الأزمات التي يمر بها الاقتصاد الإسباني.
إجراء تقشفي
بموجب هذا المرسوم سيتعين على 44 ألف طالب أجنبي من خارج دول الاتحاد في الجامعات الإسبانية، بحسب تقرير المرصد الدائم للهجرة بإسبانيا، والذين يشكل المغاربة من بينهم بين 3000 و4000 طالب، دفع 100% من واجبات التسجيل في الجامعات الإسبانية عوض 15% التي يؤدوها حاليا، وبصفة أدق، فإن الطالب الذي كان يؤدي 1000 يورو للموسم الدراسي سيصبح ملزما بدفع ما بين 6000 و9000 أورو كرسوم تسجيل.
"هذا القانون يفرض أيضا على الطلاب الراسبين في إحدى المواد الدراسية دفع من 30 إلى 40% من مبلغ رسوم التسجيل إن أراد إعادة المادة للمرة الثانية، وبين 65 و75% لإعادتها للمرة الثالثة في حين يستوجب عليه دفع 100% من قيمة الرسوم في حالة إعادة المادة للمرة الرابعة" تشرح دينا، طالبة مغربية في شعبة العلوم السياسية بجامعة مدريد.
ليس الطلبة الأجانب وحدهم المتضررون من مرسوم حكومة الإسبانية، بل حتى الطلبة الإسبان أو المنتمين إلى إحدى الدول الأوربية غير راضين عن زيادة رسوم التسجيل في الجامعات بأزيد من 25% في وقت تمر فيه جل العائلات الإسبانية من ظروف اقتصادية لا تسمح لها بتحمل مصاريف إضافية، مما قد يدفع الكثير من الطلاب إلى ترك الجامعة.
رفض طلابي
"الأسباب كافية، تنقص الصرخات" كان هذا شعار الحملة الاحتجاجية التي يخوضها طلبة مغاربة رفقة آخرين يحملون جنسيات دول خارج الاتحاد الأوروبي ويتابعون دراستهم في الجامعات الإسبانية. ومنذ الإعلان عن هذا المرسوم قرروا تأسيس إطار لتوحيد "نضالهم" من أجل سحب هذا المرسوم، فأسسوا مجموعة على الموقع الاجتماعي فايس بوك تحمل اسم أرضية الدفاع عن الطلبة الأجانب في إسبانيا.
"قرر العديد من طلبة الجامعات الإسبانية على الصعيد الوطني من مختلف الجنسيات، تأسيس أرضية الدفاع عن الطلبة الأجانب في إسبانيا، للعمل بصفة مشتركة على التنسيق بين جميع الجامعات من اجل إيصال صوتها والاحتجاج، كما تقوم في نفس الوقت بالدعوة إلى جمع التوقيعات من جميع أنحاء إسبانيا رغبة منها في الوصول إلى 500 ألف توقيع لتقديمها للسلطات امن أجل التعبير عن رفض المرسوم الجديد"، تقول الصافيا، إحدى الطالبات المغربيات النشيطات على مستوى في الأرضية.
وتضيف الطالبة المغربية في جامعة غرناطة، في مقال لها حول الموضوع نشر في جريدة إسبانية، أن مطالب هذه الأرضية تتلخص في عدم تطبيق مقتضيات المرسوم الجديد، وعدم عدم إلزام الطلبة من خارج دول الإتحاد الأوروبي بدفع مصاريف التسجيل كاملة، أو على الأقل معاملة الطلبة الأجانب كباقي الطلبة سواء الإسبان او المنتمين إلى الاتحاد الأوروبي، حتى لا يصبح الأمر بمثابة تمييز ضد هذه الفئة وهو ما يتعارض مع المادة 14 من الدستور الإسباني".
في ظل هذا المرسوم المثير للجدل قررت جمعيات ونقابات الطلبة ببعض الجامعات الإسبانية كجامعات مدريد وإشبيلية وفلنسيا، التصعيد من اجل سحب هذا المرسوم، ودعت في بلاغات لها إلى إضراب عام ومقاطعة مدرجات الجامعة يوم الخميس 10 ماي 2012 ، احتجاجا على مقتضيات هذا المرسوم التي تمثل" تراجعا على مستوى جودة التعليم وتقلص فرص الولوج إلى الجامعة" بحسب بلاغ حول ارتفاع الرسوم الجامعية، أصدرته لجنة طلاب كلية الاتصالات والعلوم الإنسانية والتوثيق لجامعة كارلوس الثالث بمدريد.
محمد الصيباري
11-05-2012
ما حجم المساحات والكتب والأفلام الوثائقية والخطب وأطروحات الدكتوراه التي كتبت وأنتجت حول الاسلاموفوبيا؟ وما حجم الاستنكارات التي رفعت في وجه الساركوزيين واللوبينيين والفيلديريين من جراء سياسات العداء للهجرة (اقرأ العداء للإسلام) - أو ضد وباء العنصرية على الطريقة البريفيكية (سفاح النروج)؟
المشكلة في كل هذا تكمن في كون المجتمعات الإسلامية - أم علينا أن نطلق عليها تسمية المجتمعات الشرق أوسطية؟ - تسمح لنفسها بالظهور كما لو أنها نقية كثيرا في مواجهة هذا الهراء، فضلاً عن كونها بريئة من تهمة العنصرية.
لذا نقدم تحذيراً صحياً الى كل القراء العرب لهذا العمود: قد لا تستلطفون لغتي المنمقة هذا الأسبوع مع فائق الاحترام. وذلك لأني أخشى جداً من أن يكون فيديو التعذيب الذي تعرضت له في بيروت آلم ديكاشا نموذجياً جداً بالنسبة للمعاملة المحلية التي يلقاها العاملون الأجانب على امتداد العالم العربي (ثمة 200 ألف عامل في لبنان وحده).
فقد شاهد مئات الآلاف، حتى الآن، مشاهد الاعتداء الذي تعرضت له السيدة ديكاشا (33 عاماً) حيث أذلّت ودفعت الى داخل سيارة الأجرة من قبل، الوكيل اللبناني الذي استقدمها إلى لبنان كعاملة محلية. ثم نقلت الى جناح للأمراض النفسية حيث قامت في 14 آذار بشنق نفسها.
وقد تظاهرت النساء اللبنانيات في وسط بيروت احتجاجاً، كما تظاهرت «الأمم المتحدة» أيضاً، الجميع تظاهروا. واتهم الوكيل رسمياً بالمساهمة في موتها. غير أن المسألة انتهت عند هذا الحد.
فالثورة السورية فضلاً عن البحرينية، بالإضافة إلى النهضة العربية قامت بغسل مأساة آلام ديكاشا من نشرات الأخبار. كم قارئاً يعرف، على سبيل المثال، أنه منذ فترة ليست بعيدة من موت ديكاشا تعرضت عاملة بنغالية للاغتصاب من قبل شرطي كان مولجاً بحمايتها في إحدى قاعات المحاكم في مدينة النبطية، بعدما اعتقلت اثر فرارها من رب عملها البذيء؟
كلّ من يعيش في لبنان أو في الأردن ومصر وسوريا، وخاصة في الخليج، يعي جيداً معنى هذا الانتهاك، وان يكن مصحوباً بصمت ورع من قبل السياسيين ورجال الدين والأعمال في هذه المجتمعات.
فالمجتمعات العربية تعتمد على الخدم. وما يقرب من 25 في المئة من العائلات اللبنانية لديها عامل مهاجر يقيم معها، استناداً الى البروفيسور راي جريديني من «الجامعة اللبنانية الأميركية». وهؤلاء يُعدّ وجودهم ضرورياً لا من أجل الحيوات الاجتماعية لرؤسائهم فحسب، بل من أجل الاقتصاد اللبناني الأوسع أيضاً.
وفوق ذلك، لا تزال المعاملة التي تلقاها العمالة المهاجرة - من كلا الجنسين - في منطقة الخليج مثار فضائح. الرجال الآتون من القارات الفرعية يتوزعون على الأحياء الفقيرة، ثمانية في الغرفة الواحدة، حتى في جنة المليارديرات في الكويت. وهم يتعرضون للمضايقات، وللمعاملة بوصفهم مواطنين من الطبقة الثالثة، كما يتم اعتقالهم بناء لأضعف تهمة.
وقد وقعت المملكة العربية السعودية منذ عهد بعيد في عادة قطع رؤوس العاملين المهاجرين المتهمين بالاعتداء أو القتل أو تهريب المخدرات، غداة محاكمات لا تمت بصلة الى العدالة الدولية.
في العام 1993، على سبيل المثال، تعرضت عاملة مسيحية فيليبينية، متهمة بقتل رئيسها وعائلته، للجرّ الى ساحة عامة في الدمّام، حيث أجبرت على الركوع بعدما قام جلادها بنزع الغطاء عن رأسها، ومن ثم قطع رأسها بسيف.
11-05-2012
المصدر/ جريدة السفير اللبنانية
أكد المؤتمر الدولي حول "حقوق المهاجرين: النساء المهاجرات والعمال المنزليون"٬ المنعقد حاليا في العاصمة الكينية نيروبي بمشاركة المغرب٬ أن البعد المتعلق بحقوق الإنسان في مجال الهجرة المعاصرة يلقى المزيد من الاهتمام من جانب الفاعلين الرئيسيين٬ لاسيما صناع القرار والباحثين ونشطاء المنظمات غير الحكومية.
وأبرز المشاركون في المؤتمر أنه إذا كانت مثل هذه المنتديات للنقاش والحوار وتبادل الخبرات٬ تعمل على تعزيز تقديم الدعم لحماية حقوق المهاجرين عند إعداد سياسات الهجرة٬ فإن التحليلات تكشف٬ من جانبها٬ عددا من المجالات الهامة حيث يمكن تحسين التشريعات حول العمل والحماية الاجتماعية في بلدان الاستقبال أو في البلدان المصدرة للهجرة على حد سواء .
وقدمت اقتراحات في هذا السياق تروم تحسين وضعية النساء المهاجرات٬ مثل استحداث الحماية القانونية والاجتماعية بخصوص العمل في المنازل٬ وتحرير مساطر الدخول والخروج للمهاجرين في إطار الهجرة من أجل العمل المؤقت.
وحسب عدد من المشاركين٬ فإن مسألة هجرة النساء تستحق تحليلا معمقا وأجوبة سياسية ملائمة لمدى تعقيد هذه الظاهرة٬ مستدلين على ذلك بالانتهاكات العديدة لحقوق المهاجرين٬ كما ذكرها المقرر الخاص للأمم المتحدة الخاص بالحقوق الإنسانية للمهاجرين
وترتكب هذه الانتهاكات في جميع أنحاء العالم٬ وتضفي طابع الجريمة على الهجرة غير الشرعية٬ والطرد٬ والإبعاد٬ وسوء المعاملة٬ والحرمان من الحرية ومن الرعاية الصحية.
ويفرض هذا الواقع إيلاء عناية خاصة للنساء المهاجرات ولعمال البيوت٬ الذين بلغ عددهم ذروته في عام 2010٬ حيث أظهرت التقديرات أن 46,8 في المائة من أصل 19,2 مليون مهاجر بإفريقيا هم من النساء.
وسجل متدخلون أن عاملات البيوت يعتبرن الفئة الأكثر تضررا بين العمال المهاجرين حيث هن ضحايا التمييز والاعتداءات الجنسية والجسدية٬ التي يرتكبها وكلاء ومرافقون لهم طيلة فترة عبورهم٬ ملاحظين أنه في البلدان المضيفة٬ تمارس الكثير من النساء المهاجرات مهام غير مختصات فيها نسبيا٬ من قبيل العمل في البيوت أو الاشتغال في قطاعات الترفيه من دون وضع شرعي٬ مع محدودية فرص الحصول على خدمات صحية.
وأعربوا عن الأسف لكون هؤلاء النساء والفتيات غالبا ما يجهلن حقوقهن٬ مما يزيد من تدني وضعهن بسبب عدم وجود آليات قانونية وطنية تعترف بهذه الحقوق وتحميها.
غير أن تحليلات ذهبت إلا أن الحكومات بذلت جهودا كبيرة من أجل توفير حماية أفضل لحقوق المهاجرين٬ إيمانا منها بأن غالبيتهم اضطروا إلى مغادرة مواطنهم الأصلية لاعتبارات سياسية واقتصادية أو اجتماعية صعبة.
وعلى الرغم من ذلك٬ لا تزال حقوق المهاجرين مصدر قلق وموضع نقاش بالنسبة للمجتمع الدولي.
لذلك٬ فإن من شأن مؤتمر نيروبي تعزيز التعاون بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق القانونية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المشروعة للمرأة المهاجرة ولتوفير عمل لائق لعمال المنازل٬ في أفق المساهمة في التنمية في إطار الشراكة بين الجانبين في مجال الهجرة والتنقل والتشغيل.
ويعد هذا المؤتمر الذي يعقد في إطار الشراكة بين إفريقيا والاتحاد الأوربي٬ منتدى للنقاش السياسي بين الدول٬ ويمنح فرصة للتفكير في الأجوبة السياسية وأفضل الممارسات لحماية حقوق المهاجرين.
ويشارك في المؤتمر الذي انطلق٬ أمس الخميس٬ ممثلو بلدان أعضاء بالاتحادين الأوربي والإفريقي٬ وتجمعات اقتصادية إقليمية بالقارة السمراء٬ ومنظمات غير حكومية وأخرى دولية عاملة في مجال حقوق المهاجرين٬ علاوة على بعض الفاعلين الخواص.
ويبحث المشاركون على مدى يومين المشاكل والتحديات الأساسية التي تطرحها حماية حقوق المهاجرين٬ كما يتبادلون التجارب الوطنية وأفضل الممارسات المتضمنة في الاتفاقات الثنائية والمتعددة الأطراف بهدف ضمان الحماية القانونية والاجتماعية للمهاجرين٬ بمن فيهم النساء المهاجرات وعمال المنازل٬ فضلا عن تدارس سبل وآليات النهوض بالإطارات القانونية والمؤسساتية٬ في أفق مواجهة الخروقات وتأمين حماية النساء المهاجرات وعمال المنازل.
ويمثل المغرب في أشغال المؤتمر محمد باعلال٬ المسؤول عن التعاون بوزارة التشغيل والتكوين المهني.
11-05-2012
المصدر/ عن وكالة المغرب العربي للأنباء
بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج تحتضن مدينة الناضور في الفترة الممتدة من 10 إلى 16 ماي 2012، تخليد الذكرى المئوية لرحيل المقاوم الشريف محمد امزيان.
وسيعرف تخليد هذه الذكرى تنظيم ندوة دولية تتطرق إلى مجموعة من المواضيع، خاصة مسار المقاوم الشريف محمد أمزيان والهجرة الريفية إلى أوروبا إضافة إلى التاريخ والذاكرة المشتركة للمنطقة منذ بداية القرن 20، بحضور خمسين مؤرخا ومختصا في العلوم الإنسانية قادمين من إسبانيا وكندا وهولندا والإمارات العربية المتحدة وقطر والمغرب.
كما سيعرف تخليد هذه الذكرى، تنظيم عدة أنشطة موازية ثقافية وفنية ورياضية، إضافة غلى توقيع كتاب "إسبانيا والريف والشريف محمد أمزيان 1909-1912" لرشيد ياشوطي، ومعرض للصور الفوتوغرافية، بالإضافة إلى عرض شريط وثائقي "الحرب الكيماوية بالريف" و "مجتمع مناجم الريف ببني بو إفرور 1921-1930".
يشار إلى أن هذا الحدث ينظم من طرف شبكة جمعيات الزغنغان بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج والمجلس الوطني لحقوق الإنسان وجامعة محمد الأول بوجدة، والكلية المتعددة التخصصات بالناظور، إضافة إلى عمالة الناظور وبلدية الزغنغان، ووكالة تنمية الأقاليم الشرقية والبنك الشعبي.
محمد الصيباري
11-05-2012
قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن القانون الإماراتي المقترح بشأن عاملات المنازل يعد بإدخال قدر كبير من التحسن على معالجة مشكلة انتهاكات حقوق العمال.
وبحسب ما أورده موقع هيومان رايتس ووتش نقلا عن تقرير لجريدة غولف نيوز الإماراتية، فإن مشروع القانون المتعلق بعاملات المنازل بالإمارات يفرض على مكاتب استقدام المهاجرين والمهاجرات للعمل ضمان إخبار العاملات المنزليات بشروط ومواصفات العمل، مثل طبيعة العمل والراتب، قبل خروجهن من بلادهن إلى الإمارات.
ويفرض مشروع القانون الذي لم ينشر نصه بعد بشكل كامل، على أصحاب العمل توفير ظروف معيشية لائقة لخادمات المنازل المهاجرات، تحترم خصوصيتهن ما إن تصل العاملة إلى الإمارات.
كما ورد في التقرير أن مشروع القانون ينص على أنه إذا فسخ صاحب عمل عقداً مع عاملة منازل مهاجرة، فعليه أن يوفر لها تذكرة طيران لتعود إلى بلدها، مع تعويض بواقع راتب شهر واحد، ونفقات أخرى. إلا أن العاملة تتحمل كلفة السفر إلى بلدها إذا قررت هي فسخ عقدها، إضافة إلى دفع جميع النقود المستحقة للعاملات خلال عشرة أيام من فسخ العقد، ومكافأة العاملة التي تتم عاماً من الخدمة على الأقل على نهاية خدمة بدفع راتب شهر عن كل عام خدمة.
وفي تعليقها على ما تسرب من مقتضيات مشروع القانون الإماراتي، قالت نيشا فاريا، باحثة أولى في قسم حقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش، إن مواد القانون الموعودة تُعد إقراراً هاماً بالحاجة إلى احترام عاملات المنازل بكفالة قوانين حقيقية لهن، وليس اعتماداً على نوايا أصحاب العمل الحسنة فحسب، معتبرة أن مشروع القانون هذا ربما يكون المرجع الأساسي لممارسات حماية العمالة المنزلية في شتى أنحاء الخليج.
ودعت هيومن رايتس ووتش السلطات الإماراتية إلى مراجعة مشروع القانون بما يضمن التزام جميع مواده باتفاقية منظمة العمل الدولية الخاصة بظروف العمل اللائقة لعاملات المنازل، مع الكشف عن نص مشروع القانون علناً وفتحه للمناقشة والتعليق.
يذكر أن الإمارات العربية المتحدة قامت في يونيو 2011 بالتصويت بالموافقة على تبني منظمة العمل الدولية لاتفاقية ظروف العمل اللائقة لعاملات المنازل، والتي تطالب الدول التي تصادق عليها بتوفير تدابير حماية لعاملات المنازل، تعادل تلك الممنوحة للعمال الآخرين، ومنها تنظيم ساعات العمل ودفع أجر على العمل الإضافي.
محمد الصيباري
11-05-2012
انتهى أول أمس الاثنين (7 ماي)، تقديم أعضاء حزب اليسار الأخضر الهولندي ترشيحاتهم لانتخابات زعامة الحزب الذي تتنافس عليه أسماء مرموقة، وتبقى حظوظ المغربي “توفيق ديبي” الأوفر حظا بين خصومه، الذين ستكشف لائحة نهائية عن أسمائهم أواخر شهر يونيو المقبل، بعد فرزها من طرف لجنة حزبية مختصة.
ديبي ولد من أبوين مغربيين سنة 1980 في هولندا، وولج عالم السياسة بعد أحداث الــ 11 شتنبر الإرهابية، ليحظى بأول مقعد برلمانيٍ في هولندا سنة 2006 . عُرف ديبي بجرأته على إثارة قضايا ذوي الأصول غير الهولندية داخل قبة البرلمان، ما وضع حزبه اليساري في مواجهة مباشرة مع أحزاب اليمين المتطرف والأحزاب المسيحية الثلاث الممثَّلة في التشريعي الهولندي، حيث كان الشاب المغربي مهندس “عريضة العفو عن اللاجئين القاصرين” المدعومة من كافة أطياف المجتمع الهولندي رياضيا واجتماعيا وسياسيا، والتي أثارت ضجة في الإعلام المحلي، علاوة على اتهامه الشهير للحكومة الهولندية بتضخيم أرقام المهاجرين لأهداف سياسية محضة.
10-05-2012
المصدر/ موقع كيفاش
أوردت معطيات رسمية إيطالية بأن التحويلات المالية التي يجريهاالمغاربة هناك، قد عرفت نموا كسر التراجع الذي عرفته منذ سنتين، محددة نسبة هذا النمو في 5.8%... تتمة الخبر
10-05-2012
المصدر/ جريدة الخبر (المغربية)
فيضانات إسبانيا
فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق...
تتعبأ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال خلية الأزمة المركزية، وكذا المصالح القنصلية المغربية بالمناطق الإسبانية المتضررة من الفيضانات، من أجل تقديم المساعدة للمغاربة المقيمين بالمناطق...