ناقش مجموعة من الكتاب٬ مساء السبت بالدار البيضاء٬ دور الأدب في حفظ الذاكرة الإفريقية٬ خلال مائدة مستديرة نظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج حول موضوع "الأدب والذاكرة وتوظيفات الماضي"٬ في إطار الدورة التاسعة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب الذي ينعقد بالدار البيضاء.
وأكد الكاتب الكامروني٬ أوجين إيبودي فكرة الكاتب الغيني٬ تييرنو مونينيمبو٬ القائلة بأن التاريخ يشبه مسرحية كوميدية نخفي داخلها أشياء لنبرز أخرى.
وتوقف إيبودي عند إعلان الاستقلال الأمريكي الذي أكد أن "جميع البشر خلقوا متساوين٬ وأنهم وهبوا من خالقهم حقوق غير قابلة للتصرف٬ وأن من بين هذه الحقوق حق الحياة والحرية والسعي وراء السعادة".
وأشار إلى أن السود في أمريكا كانوا مهددين على الدوام بالقتل٬ وعاشوا تحت وطأة الاستعباد ولم يكن بإمكانهم بالتالي٬ في الوضع الذي كانوا عليه٬ "السعي وراء السعادة".
وانطلاقا من هذا المعطى تظهر أهمية الكتاب الذي ألفه إيبودي بعنوان "الوردة في الحافلة الصفراء" والذي قدم خلال هذا اللقاء٬ ويحكي قصة روزا باركس٬ التي ثارت ضد الميز العنصري سنة 1955 عندما رفضت ترك مقعدها في الحافلة لمسافر ابيض.
واعتبرت الكاتبة الفرنسية٬ روكايا ديالو٬ أن اعتقال روزا باركس لرفضها ترك مقعدها لمسافر أبيض كان وراء حركة المقاطعة التي قام بها السود لوسائل النقل٬ والتي كان لها أثر اقتصادي فادح على شركات النقل٬ ما دفع هذه الأخيرة إلى الضغط على حكام الولايات لتغير سياستهم٬ وهو ما انتهى بحصول السود على حقوقهم.
وأضافت أنه انطلاقا من ذلك يظهر كيف يغذي الدافع الاقتصادي الإيديولوجية العنصرية٬ داعية إلى نبذ كل أشكال العنصرية.
ويعتبر مونينيمبو "أن التاريخ هو أسطورة يختلقها الأشخاص الموجودين في السلطة"٬ ويضيف٬ صاحب كتاب "الإرهابي الأسود"٬ أنه في السياق الاستعماري٬ "كان السادة البيض هم من يصنعون تاريخ المستعمرات٬ حتى صار المنتج الفكري الإفريقي بنفسه عبارة عن إعادة إنتاج للمسالك الفكرية والفلسفية والجغراسية للمستعمر"٬ معتبرا أن إفريقيا السوداء تجد صعوبة في تصفية استعمارها.
من جهته٬ تأسف الكاتب روميالد فونكوا عن النقص الملاحظ في العمل الفكري٬ "ما يجعل الأدب الكولونيالي الحلقة المفقودة في الأدب الفرنسي المعاصر".
وفي نظر الكاتب أوجين إيبودي فالأدب يمكن من فتح حوارات مع المستقبل تتطرق لقضايا مثل العدل والمساواة والحقوق٬ معتبرا أن الأرض الإفريقية التي تعاني من الانقسام وتخوض حربا ضد نفسها٬ يمكنها أن تجدد عهدها مع حوارات مفيدة من هذا القبيل.
ومع