إذا كان تكوينها الجامعي قد هيأها لخوض مسار مهني في عالم الاقتصاد والأعمال، فلا شيء كان يوحي، في بادئ الأمر، أن تنتقل السيدة خديجة مهيل إلى السنغال وتستقر بها، وتنخرط قلبا وقالبا في إبراز المؤهلات القوية للتبادل التي توفرها الشراكة بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء.
فبعد حصولها على إجازة في العلوم الاقتصادية سنة (1997-1996) من كلية الدار البيضاء، واصلت بنت العاصمة الاقتصادية للمملكة التي ولدت سنة 1973، وهي على أتم الاستعداد لمواجهة تحديات ورهانات عالم التجارة والأعمال، دراستها بالحصول على شهادة ماستر في التدبير التجاري بشعبة المالية من (المدرسة العليا للتجارة الرباط-بوردو)، بتفوق.
هذا التكوين مكن مهيل من تملك الأدوات الأكاديمية والتحضير بثبات لمسار مهني متألق بعدما ولجت، بعد بضع سنوات، مجال التسويق الدولي ولاسيما الشراكة جنوب- جنوب.
كانت خديجة مهيل حديثة عهد بالتخرج من الجامعة حين ولجت من دون تردد، وفي السنة ذاتها، عالم الشغل من أوسع أبوابه حيث التحقت سنة 1998 ب(مجموعة أوطو هال) بالدار البيضاء، كمسؤولة عن التسويق والتواصل، وهو المنصب الذي شغلته لمدة عشر سنوات.
تقول خديجة، الشابة المتحمسة والشغوفة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنها تعلمت، انطلاقا من هذه التجربة، "الصرامة" و"الصلابة التجارية" و"حس التنظيم" و"تدبير الأهداف". وتضيف "إنها تجربة غنية مكنتني بشكل متواصل من الإبداع وتحديد الأهداف والعمل بلا كلل من أجل تحقيقها".
إثر هذه التجربة، شعرت خديجة مهيل أنها باتت مسلحة بما يكفي لتخوض غمار تجربة جديدة وتسعى لرفع تحديات جديدة في مجال السيارات واللوجيستيك. وهو ما تأتى لها بالفعل سنة 2008 حين التحقت بمجموعة (سوماجيك)، وباشرت محطة مهنية جديدة وفرت لنفسها من خلالها مناسبة للمساهمة في إطلاق الماركة الصينية (سينوتراك) وبرنامج تجديد حظيرة عربات النقل الطرقي للبضائع بالمغرب.
"هذه التجربة الجديدة ألقت بي في عالم التصدير ومكنتني من تلمس أهمية ما يحدث في الخارج، ولاسيما بإفريقيا التي اكتشفت فيها سوقا كبيرة توفر العديد من الفرص والإمكانيات"، تقول مهيل مؤكدة أن برنامج تجديد حظيرة عربات النقل الطرقي للبضائع بالمغرب كان له إسهام قوي في إطار مشروع مماثل ستواكبه في ما بعد بالسنغال.
طيلة مسارها المهني بالدار البيضاء، راكمت السيدة مهيل معارف كثيرة وتمكنت من التوفر على مذكرة عناوين مهمة وقيمة. طموحها الكبير سيجعلها في ما بعد تتخذ قرار التحليق في عالم الأعمال بأجنحتها الخاصة، حيث أسست سنة 2012 مقاولة لتنظيم التظاهرات وتنظم خلال السنة ذاتها المعرض الدولي لحلول النقل واللوجيستيك بالسنغال، البلد الذي اكتشفته في إطار أنشطتها السابقة، وأحبته.
وقد أتاح هذا المعرض الذي يندرج في إطار المبادرات المتعددة التي تكرس الشراكة النموذجية التي تربط المغرب بالسنغال، للشابة المغربية الطموحة، فرصة للتعرف على عالم الأعمال بالسنغال وفرض ذاتها بثقة ك"متخصصة" و"حاملة أفكار" لا ينضب معينها من أجل تعزيز الشراكة جنوب-جنوب التي أصبحت قاطرة للسياسة الاقتصادية والعلاقات الخارجية للمملكة.
حسن أوراش
وكالة المغرب العربي للأنباء