الأربعاء، 03 يوليوز 2024 12:31

تكريما للآداب الإفريقية في الهجرة

بمناسبة الدورة 19 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، اختار مجلس الجالية المغربية بالخارج إبراز وتكريم "الآداب الإفريقية في الهجرة". وسيمكن هذا التكريم من خلق جسور التواصل الأدبي مع الكتاب المنحدرين من الهجرات سواء المغربية منها أو الإفريقية أو الكاريبية؛ وكذا لإبراز مكانة هذه الظاهرة في إلهام هؤلاء الكتاب.

باعتبارها فضاء تاريخيا للهجرات والحركية البشرية، تبقى إفريقيا في وقتنا الراهن، تماما كالمغرب، مكانا للمواجهات وللتساؤلات حول الروابط المحفوظة أو المفسوخة بين الجاليات المهاجرة وبلدانها الأصلية؛ وبالنظر إلى كونها رهانا إنسانيا وسياسيا واجتماعيا هاما منذ الفترة الاستعمارية، تخترق الهجرة بالموازاة روايات وأعمال هؤلاء الكتاب سواء تعلق الأمر بالأجيال الجديدة أو القديمة المنحدرة من الهجرات. واستحضر الجميع هذا المعطى للتعبير عن قلق وآمال جيل موزع بين "هنا" و"هناك".

ولد الأدب الإفريقي-الكاريبي في حالة لجوء، عبر هذا الحراك المسمى "السواد" الباريزي. لقد وُجد اللجوء منذ القدم، ولكن تطوره في وقتنا الحالي بالنظر لارتباطه بظاهرة الهجرة، وساهم هذا الموضوع في خلق شخصية أخرى في الأدب، هي "المهاجر". وإذا كان جيل إيمي سيزير وليوبولد سيدار سنغور قد كتب "دفتر العائد إلى الوطن الأم"، فإن الجيل الموالي يمكننا من قراءة دفتر الوافد ثم الحياة في أرض الهجرة، خصوصا بتقديم قضية الهجرة في صورة "جديان" إدريس الشرايبي.

لدى الشخصيات التي نجدها في روايات الأجيال الجديدة فوارق زمنية سواء مع مجتمعاتها الأصلية أو مع جتمعات دول الإقامة؛ لذلك فإن اللجوء يضع الشخص في منزلة بين الإثنين، كما يمنح للكاتب إمكانية تكوين نظرة نقدية حول "الهنا" و"الهناك"، مثل كتابات عابرة للحدود، مثل أدب-عالم كما يطالب به البعض.

Google+ Google+