في مداخلته خلال هاته الجلسة سلط التشكيلي فؤاد بلامين الضوء على واقع التكوين والتعليم ومدارس الفنون الجميلة في المغرب، وأضاف أن الساحة الفنية أصبحت تهتم بأعداد الأعمال الإبداعية وليس بجودتها، منتقدا ما سماه ثقافة الواجهة التي تطبع المجال الفني في المغرب مع استمرار دور الثقافة في الإغلاق.
ودعا بلامين إلى الاستفادة من غنى الحرفيين المغاربة ومن تنوع مكونات الثقافة المغربية في بلورة أرضية لنهضة ثقافية مغربية، وتطوير المجالات الثقافية والإبداعية مثل فن الديكور والإضاءة، واللباس في المسرح... لتكون أكثر مهنية عبر برامج قادرة على إعطائها بعدا عالميا؛ وعدم الاكتفاء فقط بتكوين التقنيين والمهندسين، بل تعزيز الحس الإبداعي لدى الشباب عن طريق الفن.
من جهته أبرز إدريس خروز، أن الثقافة هي من تسمح للشخص أن يكون حرا في إدراكه، وتتطلب معرفة عميقة بالسياق والمحيط المحلي، "لأن الإبداع لا يمكن إدراجه في حالة الطبيعة، بل في حالة الثقافة والمعرفة" يقول إدريس خروز، الذي يرى أن الثقافة لا يمكنها أن تكون دائما فاضلة، وأن الفن يحمل مهمة تغيير العالم لكنه قد يذهب في اتجاه إيجابي ويعطي إبداعات رائعة كما يمكن أن يذهب في اتجاه سلبي.
وأبرز المدير السابق للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية على أن الفن لا يمكن أن يوجد إلا في إطار جماعي، مؤكدا عدم وجود فن بدون سقف، وبأن الإبداع يكتسب قيمته بفضل قدرته او قدرة الوسائل التي يستعملها لكي تتناسب مع البيئة التي يوجد فيها.
وفي هذا السياق يشدد إدريس خروز على أن الانتقال إلى الإبداع لا يمكن تحقيقه إلا عندما تُحل مشكلة المنفعة لأن الفن لا يمكن أن يكون مهنة بل هو شكل من أشكال التعبير، معتبرا أن المدرسة والجامعة لا يجب أن تُكوّن الطلبة للعمل في وظائف محددة، ولكن عليها الاجتهاد في تمكينهم من المعرفة التي ستمكنهم من المساهمة في الذكاء الجماعي