معرض الكتاب 2024 (28)
فئات موروثة
7 مؤسسات وهيئات للحكامة الرشيدة والديمقراطية التشاركية
تختتم مشاركتها في المعرض الدولي للنشر والكتاب 2024
جناح مشترك وحصيلة غنية
الرباط، الثلاثاء 21.05.2024 – اختتم كل من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ومؤسّسة وسيط المملكة، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، ومجلس المنافسة، والهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، واللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي مشاركتهم في الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط بتسجيل حصيلة غنية وإيجابية.
وهكذا، استضاف الجناح المشترك 45 لقاء ونشاطًا، وسجل عرض حوالي مائة إصدارا للمؤسسات السبع باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية. كما تم عرض إصدارات بلغة الإشارة وطريقة براي برواق مؤسّسة وسيط المملكة. وشارك في الأنشطة المنظمة أزيد من 2.500 تلميذا وطالبا وباحثا وإعلاميا وموظفا بالإدارات والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية وفاعلا جمعويا، بالإضافة إلى عموم الجمهور، وتفاعلوا مع 90 متدخلا من المغرب ومن 9 دول أخرى.
وشكلت مشاركة الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومكافحتها في هذه الدورة فرصة جديدة لتعزيز قيم النزاهة لدى فئات عدة وإبراز التقدم الذي تم إحرازه على مستوى تعميق المعرفة الموضوعية بظاهرة الفساد، وكذا الرهانات والآفاق ذات الصلة حتى تكون 2024 سنة الانتقال نحو حقبة جديدة في مجال الوقاية من الفساد ومكافحته. وامتدادا لذلك، تم تنظيم أربع ندوات برسم هذه المشاركة، والتي سلطت الضوء على المهام الدستورية للهيئة، والإطار الاستراتيجي الذي يؤطر عملها، فضلا عن المنظومة المؤسساتية ذات الصلة. وفي إطار تعزيز تفاعلها مع المواطنين والالتقائية والتكامل المؤسساتي مع باقي الفاعلين، أعلنت الهيئة عن إطلاق بوابتها المؤسساتية الجديدة والبوابة الوطنية للنزاهة والمنصة الرقمية لتلقي التبليغات عن حالات الفساد.
ومن جانبها، تمحورت مشاركة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في هذه الدورة على تبادل وجهات النظر والتفاعل مع زوار المعرض حول مهام المجلس وأنشطته وأعماله. وعلى صعيد رواقه، عرض المجلس آراءه وتقاريره، ونظم لقاء حول موضوع "الحد من انتشار الأخبار الكاذبة" من تنشيط رئيس المجلس، ولقاءين آخرين حول موضوعي "تنمية الاقتصاد الأزرق" و"النهوض بالقراءة" من تنشيط عضوين بالمجلس.
إلى ذلك، اقترحت مؤسّسة وسيط المملكة، التي جعلت شعار مشاركتها في هذه الدورة "مؤسسة وسيط المملكة: كتاب مفتوح للحوار"، برنامجا تواصليا غنيا تضمن سلسلة من اللقاءات التفاعلية حول الأدوار الدستورية للمؤسسة ومهامها وخدماتها وخلاصات تقاريرها السنوية. وسلطت الندوات العلمية المنظمة الضوء على أدوار المؤسسة، خاصة فيما يتعلق بالوساطة المؤسساتية في إطار التدبير العمومي الجديد، ومساهمة المؤسسة في تقييم السياسات العمومية، وكذا صلاحياتها وتدخلاتها في مجالات الحكامة وضبط المرافق العمومية وإنفاذ القانون وتطبيق مبادئ العدالة والإنصاف. وهكذا، تمت تعبئة عدة أطر طيلة فترة انعقاد المعرض لاستقبال وتوجيه الزوار الراغبين في تقديم شكايات لدى المؤسسة، أو لدى أقرب تمثيلياتها من مقر إقامتهم، أو عبر الخدمات الإلكترونية، أو تطبيق الهاتف المحمول e-WASSIT.
من جهة أخرى، كشفت برمجة مجلس الجالية المغربية بالخارج، المندرجة تحت عنوان "نكتب المغرب؛ نحكي العالم"، عن التنوع والحيوية الكبيرين الذي يميز الإنتاجات الأدبية والفكرية لمغاربة العالم الذين يعبرون ويكتبون بمختلف لغات العالم. فبدءا بالروايات ووصولا إلى السينما ومرورا بالمسرح، أثارت النقاشات والحوارات قضايا مجتمعية ذات راهنية سواء بالمغرب أو ببلدان الإقامة، خاصة فيما يتعلق بالعنصرية والتمييز ورفض الآخر وسياسات الهجرة... وسلطت الضوء على التحديات التي يتعين رفعها، كما شهدت على مساهمة وانخراط هذه المواهب من آفاق مختلفة (فنانين، روائيين، باحثين، صحفيين، فاعلين جمعويين) في بناء عالم أفضل.
وشهد رواق الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري أنشطة مكثفة ومكن من مباشرة حوار بناء مع الزوار. وركزت أنشطة البرنامج الذي اقترحته الهيئة على موضوعين رئيسيين: تبسيط وتوضيح الغايات المتوخاة من التنظيم المستقل لوسائل الإعلام، والتحسيس باستخدام وسائل الإعلام السمعية البصرية والرقمية. وطيلة الأيام العشرة التي استغرقها المعرض، نشط أطر الهيئة اثني عشر عرضًا وورشة تفاعلية، كما أطروا مختلف الأنشطة المنظمة بجناح الهيئة، من خلال استخدام لوحات الكترونية تفاعلية وتنظيم عدة جلسات تواصلية وتحسيسية لفائدة الزوار، ولاسيما التلاميذ والشباب، ركزت أساسا على التعريف باختصاصات الهيئة فيما يتعلق بحماية الجمهور الشاب، والنهوض بالحق في الحصول على المعلومات، والالتزام باحترام مبادئ حقوق الإنسان من قبل متعهدي خدمات الإذاعة والتلفزيون المغاربة.
وتندرج مشاركة مجلس المنافسة في المعرض في إطار انفتاحه على محيطه وجهوده الرامية للتحسيس بأهمية مبادئ المنافسة الحرة والعادلة. وشكلت هذه المشاركة فرصة للتفاعل مع الجمهور والمتخصصين والباحثين في القضايا المتعلقة بالمنافسة، وللتعريف باختصاصات المجلس وهيكلته وأنشطته وأبرز إنجازاته. وإلى جانب عرض الآراء والتقارير السنوية، شكل رواق المجلس فضاء للإجابة على أسئلة الزوار وتقديم توضيحات حول أنشطته في مجال مكافحة الممارسات المنافية لقواعد المنافسة، ومراقبة عمليات التركيز الاقتصادي، وكذا حول الإحالات والإحالات الذاتية وأنشطة المجلس الاستشارية.
وأخيرا، شكل حضور اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي فرصة لإطلاع عموم الجمهور على مهام وقيم اللجنة. وقد زار جناحها مواطنون من مختلف الفئات العمرية قدموا من مختلف جهات المملكة، مما مكنهم من طرح الأسئلة اللازمة للتعرف أكثر على اللجنة والحقوق التي يكفلها القانون رقم 09.08 للأشخاص المعنيين والتزامات مسؤولي المعالجة بموجب هذا القانون. كما تم تسليط الضوء على برنامج "DATA-TIKA"، مما يدل على التزام اللجنة بمواكبة امتثال المؤسسات العمومية والمقاولات والجمعيات والمنظمات غير الحكومية ومنظوماتها في مجال حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي. إلى جانب ذلك، قدمت اللجنة برنامجا متنوعا وغنيا يتمحور حول مواضيع تتعلق بحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي والحياة الخاصة، تضمن ندوات نظمت لفائدة المواطنات والمواطنين وورشات تفاعلية استهدفت الأطفال واليافعين.
وللتذكير، سعت الهيئات السبع السالف ذكرها، من خلال حضورها المشترك في نفس الجناح، إلى تعزيز إشعاعها، والنهوض بثقافة المواطنة، وتشجيع الحوار مع الزوار. وأتاحت هذه المبادرة، التي تندرج في إطار تصور يرنو إلى تفعيل الانسجام والتكامل بين مجالات اختصاص مختلف المؤسّسات والهيئات المعنية، لجمهور المعرض التعرّف على الأدوار والمهام الموكلة إلى هذه المؤسّسات، والاطلاع كذلك على أنماط اشتغالها وحصيلة أنشطتها.
في إطار برمجة مجلس الجالية المغربية بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، تم يوم الأحد 19 ماي 2024 قديم كتاب "طنجة" للمهندس الحضري والعميد السابق لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة الأورومتوسطية بفاس، محمد مطالسي، الصادر بدعم من المجلس عن دار النشر مليكة.
في إطار برنامجه الثقافي في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، احتضن الرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج يوم السبت 18 ماي 2024، ندوة حول موضوع " أجساد وأموات في الهجرة: التحركات والممارسات والآخرية"، استقبلت فيها الباحثة باحثة في المركز الوطني للبحث العلمي والأستاذة في جامعة أنجيه بفرنسا، شادية أعراب، الأنثروبولوجية وعضو مختبر الإثنولوجيا وعلم الاجتماع المقارن بجامعة باريس نانتير، كارولينا كوبيلنسكي، ورضوان فريكش مدير مؤسّسة متعهدي الدفن وعضو في الجمعية الثقافية لمسلمي تريلازي في منطقة أنجيه بفرنسا.
احتضن الرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط يوم السبت 18 ماي 2024 ندوة حول موضوع ماذا لو أصبحت الفنون والآداب وعاء آفاقنا؟، استضاف فيها الكاتب المغربي الفرنسي كبير مصطفى عمي، كلا من الفنان والفاعل الثقافي فؤاد بلامين، والأستاذ الجامعي والمدير السابق للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، إدريس خروز.
تقديم كتاب "مدن وقرى المغرب.. الأصل، التاريخ والأساطير" لمنى هاشم بالرباط
كتبه CCMEفي إطار فعاليات "نادي الكتب" لمجموعة "الصحراء المغربية"/ Le Matin du Sahara" وعلى هامش أنشطة مجلس الجالية المغربية بالخارج في الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، تم مساء الجمعة 17 ماي 2024 تقديم كتاب "مدن وقرى المغرب.. الأصل، التاريخ والأساطير" لمنى هاشم (سوشبريس-مجلس الجالية المغربية بالخارج 2024).
خالد اليملاحي يروي مأساة "باتيه سابالي" في رواية "نصب تذكاري في البندقية"
كتبه CCMEشكل تقديم كتاب " استحضار نصب تذكاري في البندقية" لخالد اليملاحي" (دار الحضور الأفريقي، 2023) بالرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج يوم الجمعة 17 ماي 2024 ، فرصة للتعرف على نموذج آخر من الكتاب المنحدرين من الهجرة المغربية في فرنسا.
الأنثروبولوجي عمر بوم يعيد كتابة تاريخ منطقة طاطا من خلال مسيرة "الرقاص الأخير"
كتبه CCMEفي إطار أنشطة مجلس الجالية المغربية بالخارج في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، تم مساء الجمعة 17 ماي 2024 تقديم آخر إصدارات المجلس وهو مؤلف "الرقاص الأخير" للأنثروبولوجي المغربي المقيم بالولايات المتحدة وعضو أكاديمية المملكة، عمر بوم، الصادر عن دار نشر "لغات الجنوب".
حسناء بوعزة وسميرة الدحماني: مقاربتان مختلفتان والتزام واحد من أجل تعزيز التعددية الثقافية في هولندا
كتبه CCMEاحتضن الرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط صباح الخميس 16 ماي 2024 لقاء حول موضوع "تحولات في الأفاق: كيف تنخرط الأصوات المزدوجة الثقافة في إبداع أنماط جديدة من السرد سواء في هولندا أو في دول الشمال"، بمشاركة كل من الإعلامية والمترجمة ومخرجة الأفلام الوثائقية، حسناء بوعزة، والمقاولة والفاعلة الثقافية في هولندا سميرة الدحماني.
كريمة موال تغير الصور النمطية حول الهجرة عبر مسارات مقاولين ناجحين في إيطاليا
كتبه CCMEقدمت الصحفية المغربية الإيطالية كريمة موال، يوم الأربعاء 15 ماي 2024 بالرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، آخر مؤلفاتها بعنوان "البرد في إفريقيا وقصص أخرى لإيطاليا التي ولدت في مكان آخر" عن منشورات جامعة لويس.
المخرج خالد الزايري يستعيد في "مورا هنا" ذاكرة عمال المناجم المغاربة في فرنسا
كتبه CCMEفي إطار الأنشطة الموازية لمجلس الجالية المغربية بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، كان لجمهور سينما النهضة بالرباط مساء الثلاثاء 14 ماي 2024، موعدا مع العرض الأول للشريط الوثائقي " مورا هنا" للمخرج خالد الزايري، المنظم بشراكة مع مؤسسة هبة والقناة الثانية.
على هامش أنشطته في الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، نظم مجلس الجالية المغربية بالخارج ومنتدى خريجي بلجيكا، بشراكة مع المندوبية العامة والونيا-بروكسل بالمغرب، يوم الأربعاء 15 ماي 2024 بمقهى "لاسين" بالرباط حفل تكريمًا للراقص والكوريغراف والكاتب والمخرج الراحل، لحسن زينون.
قدمت الشاعرة والكاتبة المغربية المقيمة بألمانيا ريم نجمي يوم الإثنين 13 ماي 2024 بالرواق المشترك أخر أعمالها الروائية "العشيق السري لفراو ميركل" بمشاركة الشاعر والصحفي المغربي بألمانيا محمد مسعاد.
شارك رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، يوم الإثنين 13 ماي 2024 في ندوة حول موضوع "مرفق العدالة في خدمة مغاربة العالم" برواق وزارة العدل بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.
ثلاثة أعمال فنية تعرض لأول مرة على هامش مشاركة مجلس الجالية في المعرض الدولي للكتاب والنشر
كتبه CCMEبالموازاة مع الأنشطة التي يحتضنها الرواق المشترك، تتميز برمجة مشاركة مجلس الجالية المغربية بالخارج في الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط هاته السنة بتقديم العرض الأول لثلاثة أشرطة سنيمائية ووثائقية بقاعة سينما النهضة.
تم برواق مجلس الجالية المغربية بالخارج يوم الأحد 12 ماي تقديم الطبعة العربية لكتاب "أصوات من الريف: نساء، ذاكرة ومقاومة"، للكاتب المغربية البلجيكية فتيحة السعيدي، الصادر ضمن مجموعة مجلس الجالية المغربية بالخارج، بشراكة مع دار ملتقى الطرق.
رؤى متقاطعة لكاتبة ومخرج سينمائي حول مكانة الهوية الأصلية في أعمالهم الإبداعية
كتبه CCMEانطلقت برمجة يوم الأحد 12 ماي 2024 بالرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج في المعرض الدولي للنشر والكتاب بنقاش حول موضوع "الحكي بين الضفتين" الذي استضافته فيه الكاتبة والصحفية سندس الشرايبي، المخرج المغربي الأمريكي حكيم بلعباس، والكاتبة هاجر أزيل.
حاول الضيوف في قصصهم أن يرووا تجربتهم بين بلدين، وهي حالة روحية "مليئة بالغموض وحركة دائمة ذهابا وإيابا، مرة في اتجاه الذات وأخرى في اتجاه العالم الخارجي". وهو الأمر الذي تتقاسمه هاجر أزيل في الكتابة وحكيم بلعباس في السينما، وكلاهما ينخرط بشكل طبيعي في هذه الحركية، لكن ثقافتهم الأصلية تبقى هي السائدة على أفكارهم.
بالنسبة لهاجر أزيل فإن فعل الكتابة ليس فقط التزام عاطفي ولكن أيضا التزام فكري، لأن هناك دائما بعد سياسي يجعل الكاتب يبحث عن تغيير أمر ما في الواقع. وبخصوص تجربة الهجرة التي يعيشها كل واحد من منظوره السوسيوثقافي فأن هاجر أزيل كانت على دراية بوجود عوالم عديدة في المغرب وبقدرة المغاربة على إقامة روابط بين الشمال والجنوب من خلال ترجمة مختلف اللهجات.
هذا الثراء الثقافي وقفت عليه في ذاتها من خلال تغيير الأماكن والدول، الشيء الذي يدفعها إلى التفكير في أن الحكي بين ضفتين ليس تمزقا بل مصدر سعادة. وعلى هذا الأساس فإن الكتابة بحسب أزيل تجسد هويتها ذات التحول الدائم وتمكنها من الحديث عن أحداث مؤسفة بكلمات سعيدة، لأن تغيير المكان يرافقه أيضا تغير المشاعر.
من جهته، يصف المخرج حكيم بلعباس السينما بأنها ملاذ لتغيير بشاعة الواقع، ومفر خلقه في مخيلته وترجمه إلى واقع يسمح له بتغيير الفضاء وتغيير ذاته. فرحلته إلى الولايات المتحدة في البداية جعلته يعتقد بأنه قام فقط بتغيير المكان، ليدرك في الحقيقة أنه لم يعد الشخص الذي كان عليه من قبل، وبأن الواقع الذي كان يرغب في تغييره أصبح مصدر إلهامه الرئيسي.
يعتبر بلعباس أن غنى وتعدد ثقافته المغربية أصبح يشكل بصمته الفنية الفريدة التي تظهر في أبسط تفاصيل أعماله، "حتى مشاهد ولقطات الكاميرا مستوحاة من ثقافتي الأصلية" يقول بلعباس، مبرزا أنه اليوم عندما يشاهد بناته يتحدثن العربية بنبرة أمريكية فإنه يرى في ذلك روعة الثقافة المغربية وقدرتها على التحليق في الأفق، وانتقال الثقافة المغربية من جيل إلى جيل يعطيها رؤيا أخرى ويجعلها أكثر غنى.
في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، احتضنت قاعة الرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج يوم الأحد 12 ماي 2024 حلقة نقاش حول موضوع "تجربة الهجرة الأوروبية عبر الأعمال الروائية: تقاطعات التجارب والذكريات"، استضاف فيها الأستاذ بالجامعة الدولية بالرباط فريد العسري، كلا من الأستاذة ومديرة مختبر أبحاث الآداب والفنون والهندسة التربوية بجامعة ابن طفيل، سناء غواتي، وأستاذ الأدب، والعميد السابق مصطفى بن الشيخ.
اللقاء عرف مناقشة مجموعة من المواضيع المرتبطة بنشأة الأدب المغاربي باللغة الفرنسية وأهم مراحل تشكله، والقضايا التي رافقت كتابه بداية بمعالجة مواضيع الهوية والتفكير في الذات التي تميزت بها أعمال الرواد كالشرايبي والصفريوي وبعدهم اللعبي والخطيبي، وصولا إلى بروز كتاب وكاتبات من الأجيال الجديدة التي تتميز كتاباتهم بنوع من التحرر والجرأة، وطريقة تعبير مختلفة، بحسب سناء غواتي.
خلال تقديمه لأرضية النقاش ومختلف محاوره توقف فريد العسري الذي يشغل أيضا منصب عميد كلية العلوم الاجتماعية في الجامعة الدولية بالرباط، على أهمية الرواية في تشكيل الذاكرة خصوصا بالنسبة للكتاب المغاربة المنحدرين من الهجرة المغربية في أوروبا، والخصوصيات التي تحملها أعمالهم.
في هذا الإطار يرى مصطفى بن الشيخ أن الكتابة في الهجرة هي في حد ذاتها هجرة لأن التعبير يكون في لغة ليست اللغة الأم، ويتم التعبير عن مسارات مختلفة؛ مستدركا بأن الرواية الجديدة هي أكثر انفتاحا ولها بعد كوني ولا يمكن حصرها في قالب نظري واحد، داعيا النقاد إلى البحث عن هؤلاء الكتاب الجدد وعدم البقاء في الأشكال النمطية.
وفي تفاعله مع واقع الأدب المغربي في أوروبا والديناميات التي يقترحها، عبر بن الشيخ عن تفاؤله بالأجيال الجديدة من الكتاب الذين يعتبر أن لهم علاقة جديدة باللغة خصوصا الذين ولدوا وعاشوا في الدول الأوروبية، وتتميز لغتهم بلون جديد وتحمل بصمات هوياتية.
أما الأستاذة بجامعة ابن طفيل، فترى بأن إبداعات مغاربة العالم، والقادمة من أوروبا على وجه التحديد، ستمكن من إثراء الثقافة المغربية والأدب المغربي المحلي، لأن هؤلاء الكتاب يتحدثون عن إشكاليات جديدة تجعلنا أمام أدب كوني.
محور أخر طرحه فريد العسري للنقاش خلال هاته الجلسة مرتبط بتطور الكتاب المغاربة في أوروبا وبروز إنتاجات أدبية مهمة للأجيال الجديدة من الكتاب المنتمين إلى الهجرة.
في هذا الإطار اعتبرت سناء غواتي أن الكتاب المغاربة الشباب في أوروبا لهم أشكال تعبير جديدة ونماذج إبداعية قد تكسر مع أجيال الكتاب المغاربة السابقين في الهجرة، مبرزة أن الكتاب الشباب من مغاربة العالم لهم رؤية منفتحة وينهلون من الآداب العالمية، مع تسجيل بروز عدة كاتبات شابات وبالتالي فالأدب المغربي في الهجرة يسير في الطريق الصحيح، وفق تعبيرها.
ليلى باحساين تكشف أحد أوجه "الهيمنة" في رواية "ما أعرفه عن السيد جاك"
كتبه CCMEقدمت الكاتبة الفرنسية المغربية ليلى باحساين بقاعة الجناح المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج يوم السبت 11 ماي 2024 أخر أعمالها الأدبية الذي يحمل عنوان "ما أعرفه عن السيد جاك" (منشورات ألبان ميشال- فرنسا) في جلسة أدارتها الصحفية المهتمة بالقضايا الثقافية غيثة الزين.
المزيد...
نقاش حول إشكاليات الأدب والترجمة بين المغرب وإسبانيا في معرض الكتاب
كتبه CCMEفي إطار أنشطة مجلس الجالية المغربية بالخارج في الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، احتضن الرواق المشترك يوم السبت 11 ماي 2024 لقاء حول موضوع "المغرب وإسبانيا: الأدب والترجمة من أجل لغة كونية".
كان الهدف من اللقاء الذي عرف مشاركة الكاتب المغربي المقيم بإسبانيا محمد المرابط، والأستاذ بالجامعة الحرة لمدريد، غونزالو فيرنانديز بارييا، والأستاذة في قسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إشبيلية روسيو روخاس ماركوس، تسليط الضوء على مختلف أبعاد الأدب والترجمة بين المغرب وإسبانيا، الوقوف على واقع نوع الأدب المترجم بين البلدين من أجل استشراف سبل الرفع من وتيرة الترجمات والتقريب بين عناصر ثقافة البلدين.
في هذا السياق أجمع المتدخلون على أهمية الترجمة في جعل النص ينتمي إلى الثقافة التي ترجم إليها وكذا قدرتها على كسر الحواجز بين الأمم والدخول في أدب عالمي، وهو ما يمكن التوقف عليه مثلا "من خلال ترجمة كليلة ودمنة إلى الإسبانية، بحيث أصبحت جزءا من الثقافة الإسبانية"، يقول غونزالو بارييا وهو المدير السابق لمدرسة الترجمة في طليلطة، قبل أن يستعير عبارة للكاتب البرتغالي خوسي ساراماغو قال فيها إن الأدب المحلي يكتبه الأدباء، بينما الأدب العالمي فيكتبه المترجمون.
وفي نفس الاتجاه ذهبت روسيو روخاس ماركوس، التي شددت على أنه لا يمكن معرفة الآخر بدون الترجمات، فأوروبا الحالية لم تكن لتصبح على هذا الشأن لولا الترجمات العربية في العصور الوسطى.
محمد شكري على خطى دون كيشوت؟
محمد المرابط طرح للنقاش مقارنة حضور شخصية دون كيشوت كموروث أدبي إسباني في الثقافة المغربية وغياب شخصية أدبية بهذا الحجم في المخيال الإسباني. وفي محاولة للإجابة عن الموضوع توافق الأستاذان الجامعيان الإسبانيان على أن الشخصية الأدبية المغربية الأقرب إلى الإسبان هي شخصية محمد شكري الذي قرب العوالم المغربية من الجمهور الإسباني بقوة أدبه وبقوة سرده فأصبح محل اهتمام القارئ الإسباني.
فشكري تُرجم للفرنسية قبل أن تتم ترجمته إلى الإسبانية وإيصال أعماله الأدبية إلى الإسبان. وهنا يطرح إشكال أدبي أخر بين المغرب وإسبانيا مرتبط بلغة الترجمة.
فقراءة الأدب المغربي في إسبانيا يمر في جل الأحيان عبر الترجمة من الفرنسية إلى الإسبانية، وهذا أمر حتى وإن كان يساهم، على الأقل، في إيصال الأعمال المغربية إلى الجمهور الإسباني لكنه قد يغير من بعض مضامين الثقافة بحسب المترجم.
يرى غونزالو بارييا في هذا الإطار أن أغلب الأدباء المغاربة المترجمين للإسبانية هم من كتبوا بالفرنسية على الرغم من أن أكثر الكتابات في المغرب بالعربية، معتبرا أن الأمر مرتبط ربما بسهولة الترجمة من الفرنسية إلى الإسبانية مقارنة بالترجمة من العربية نحو الإسبانية التي تبقى أكثر تعقيدا وأكبر تكلفة.
لكن روسيو روخاس ماركون، تضيف فكرة أخرى في هذا السياق مرتبطة بمكانة إسبانيا القارية، والتي تجعلها توجه منظورها الثقافي نحو البلدان الأوروبية أكثر من اهتمامها بالمغرب، وتفضل ترجمة أعمال مغربية انتشرت في فرنسا على أعمال قادمة من المغرب.
أما محمد المرابط فقد خلص إلى أن الصعوبة قد تكمن في صعوبة الترجمة من العربية نحو الإسبانية، لأن الأمر يحتاج أيضا لفهم الثقافة، وبالتالي فمسألة الاعتياد على ترجمة الأعمال من الفرنسية تكون أسهل في إسبانيا.
ماذا عن الكتاب من أصل مغربي في إسبانيا؟
وعن حضور الكتاب المنحدرين من الهجرة المغربية في إسبانيا في الساحة الثقافية، يرى غونزالو بارييا أن مجلس الجالية المغربية بالخارج يمكنه التعريف بالكتاب المنحدرين من الهجرة المغربية في إسبانيا وتقريبهم من الكتاب المغاربة.
فهؤلاء الكتاب من أصل مغربي باللغة الإسبانية برزوا في العقدين الأخيرين في إسبانيا، ويتميز أدبهم في المرحلة الأولى بالاهتمام بقضايا الهوية والجذور وقضايا الاندماج في بلد الاستقبال، لكنهم سرعان ما "يتحرروا" من هاته المواضيع ويخوضون في مواضيع أخرى.
تعلق روسيو روخاس على هاته المسألة بأن الأمر مرتبط بطبيعة الأدب في حد ذاته وهو تطور طبيعي. فأي عمل أدبي يسعى كاتبه في البداية إلى شرح وضعه داخل المجتمع الجديد.
إلا أن محمد المرابط، صاحب رواية "التخلي عن الطاقة الشمسية" ورواية "شتاء طيور الحسون" كان له رأي أخر عندما قال إنه ككاتب مغربي في إسبانيا لا يعرف مسبقا حول ماذا سيكتب ولا تكون المواضيع في البداية واضحة بالنسبة إليه. "انا اكتب في بحث مستمر عن الموضوع".
هيئة التحرير
سبع مؤسسات ، رواق مشترك
تمت بلورة برنامج مجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع:
برمجة مجلس الجالية في معرض الكتاب تعكس إبداعات مغاربة العالم في مختلف مجالات الثقافة
كتبه CCMEفي إطار الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، انطلقت بشكل رسمي يوم الجمعة 10 ماي 2024 أنشطة الرواق المشترك الذي يشارك فيه مجلس الجالية المغربية بالخارج رفقة 6 مؤسسات دستورية وهيئات للحكامة والحقوق.
- بنك المغرب يفاوض نظرائه في فرنسا وإسبانيا حول تحويلات مغاربة أوروبا
- Meloni relance l’offensive contre l’immigration lors du sommet européen
- ياسين العواق: قصة نجاح مغربي في ريادة الأعمال بأوروبا
- نجاة فالو بلقاسم تنوه بدور مجلس الجالية في الحفاظ على الروابط مع مغاربة العالم
- تتويج أربعة مغاربة بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها العاشرة