في مداخلته خلال أشغال هذه المائدة المستديرة قال الباحث في العلوم السياسية محمد الطوزي، إن العراقيل التي وجدت مع فكرة إنشاء الاتحاد من أجل المتوسط أثرت على طريقة عمل الاتحاد وكانت سببا أساسيا في فشله منذ البداية.
 وأرجع الطوزي هذه العراقيل إلى أسباب سياسية متمثلة أساسا في غياب قناعة مشتركة بين دول الشمال والجنوب على فكرة الاتحاد من الأساس؛ مما جعل بعض الدول التي تعتبر مشروع الاتحاد من أجل المتوسط يستهدف بالدرجة الأولى منع تركيا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى أسباب اقتصادية تخص مصادر تمويل هذا الاتحاد بعد التزام الدول الأوروبية بذلك واحتجاج ألمانيا على ذلك.
 وحول صعود الإسلاميين إلى الحكم في العديد من دول جنوب المتوسط ومدى تأثيره على صيرورة الاتحاد من أجل المتوسط استبعد الطوزي وجود موقف محدد لدى هذه الحكومات، وأكد على أنه من السابق لأوانه الحديث عن هذا الأمر، داعيا دول شمال المتوسط إلى وضع استراتيجيات عمل لإعادة إحياء الاتحاد في سياقه الجديد.
 وفي هذا الإطار استبعد الجامعي الإسباني بيرنابي غارسيا لوبيز، أن يكون للحراك الاجتماعي في دول جنوب المتوسط تأثير على فكرة الاتحاد من أجل المتوسط لكنه دعا إلى ضرورة حل المشاكل الداخلية لبلدان الاتحاد من أجل إعادة إحياء الاتحاد من أجل المتوسط.
 وفي سياق حديثه عن تأثير الازمة الإقتصادية على الفضاء المتوسطي أكد غارسيا أنه وبفضل الأزمة أصبح هناك مسار للتغيير في بعض القضايا كالهجرة مثلا التي لم تعد تقتصر فقط على هجرة الأشخاص من الشمال إلى الجنوب.
 من جانبه تحدث الكاتب العام لاتحاد جامعات دول البحر الأبيض المتوسط فرانكو ريتسي عن دور المجتمع المدني في خلق تحالف بين دول ضفتي المتوسط من أجل إنعاش فكرة الاتحاد.