قال طارق أوبرو الإمام الفرنسي من أصل مغربي، إن الخطاب الإسلامي في المجتمعات الأوروبية لا يزال معزولا عن الواقع والسياق الثقافي والاجتماعي والحضاري لهذه المجتمعات.
وأضاف إمام مسجد بوردو الكبير في حوار مع البوابة الإلكترونية لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن هذا الخطاب يفتقد إلى إبستمولوجية ومنهجية معرفية تتعامل وتتفاعل بإيجابية مع معطيات الواقع والعولمة.
وانتقد أوبرو نظرة المسلمين في الغرب -بشكل عام- للإسلام في علاقته بالمحيط، وقال في هذا الصدد "إننا نستعمل الإسلام كذراع يحمينا من المجتمع"، وهو ما خلق نوعا من الصدام مع مكونات المجتمع الأوروبي والغربي بشكل عام.
وأشار إلى أن هذا الخطاب في علاقته بالآخر والغرب تغلب عليه مجموعة من الثنائيات القاتلة، ومن أبرزها ثناءية المسلم/الكافر، حيث -يؤكد أوبرو- "أسقطنا أحكام الآخرة على أحكام الدنيا وأخذنا مكان الله"، فخلقنا أعداء وهميين...
وأرجع إمام مسجد بوردو الكبير هذا المنحى في التفكير لدى المسلمين في الغرب -في عمومهم- إلى ما يشعرون به من "عقدة النقص" تجاه الآخر، وإلى "ثقل الاستعمار" الذي لم يتخلصوا منه بعد.
ودعا أوبرو المسلمين في الغرب إلى تجاوز "الخلل الموجود في المنظومة الفكرية الإسلامية"، وإلى العمل على "تأصيل خطاب الإسلامي"، وإلى الانتقال من "إسلام الظواهر" إلى "إسلام القلوب" الذي ينفذ إلى تلك الفطرة التي فطر الله الناس عليها جميعا.
وفيما يتعلق بموضوع الإسلاموفوبيا المنتشرة حاليا في بعض الأوساط الغربية السياسية والإعلامية... قال أوبرو إنه بدل استنزاف الجهود والطاقات في الحديث عن هذه الظاهرة يجب الاشتغال على سؤال أكثر أهمية وهو: لماذا يخافون من الإسلام؟، وأكد أنه الآن -على الأقل في فرنسا- ليس هناك من يشرف ويقدم صورة تليق بعظمة الإسلام، وأن ما يعيشه المسلمون في هذه الديار من تفرق وتشتت يجعل من مسألة تمثيلية الإسلام شيئا غير ذي أهمية كبيرة.
وفي سياق متصل يرى أوبرو أهمية وضرورة التأصيل لنوع من "العلمانية الإسلامية" أو كما يسميها إمام بوردو ب "الفروقية الإسلامية" التي تميز وتفرق بشكل إجرائي بين مختلف مجالات التدبير.