أولاد عبد الله: الموروث الفقهي المتعلق بالعلاقة مع الآخر قد يحول دون الاندماج

قال مرزوق أولاد عبد الله عضو المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة إن انعزالية المسلمين داخل المجتمعات الأوروبية تضيع المصالح، وأنها ضد المفهوم الإسلامي الذي يدعو إلى الاندماج العالمي مع الأمم والشعوب؛ موضحا أن الاندماج هي وسيلة لطرح الأفكار والتفاعل مع المجتمع والمشاركة فيه.

وأشار أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة الحرة بأمستردام في مقابلة مع البوابة الإلكترونية لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إلى أن الجالية المغربية استطاعت أن تندمج وتتفاعل مع جميع تشكيلات المجتمع الهولندي بخلاف الجاليات الأخرى...

أما بخصوص جنوح فئة من المغاربة نحو التطرف قال أولاد عبد الله إن بعض المغاربة يتأثرون بسرعة برأي الغير خاصة بالأئمة القادمين من الشرق؛ مضيفا أنه رغم محدودية انتشار هذه الفئة لكنها مؤثرة وتضم فئات متعلمة وجامعيين وأكاديميين يعملون على نشر هذا الفكر في أوساط المغاربة.

وأكد عضو المجلس الديني بأمستردام إلى أن الإقبال على الفكر المتطرف في بعض الدول الأوروبية في تزايد، وأن الأفراد الذين يتبنون الفكر المتطرف لا يقصدون المساجد أصلا، وأن علاقتهم بالشبكة العنكبوتية هي أكبر من علاقتهم بالمساجد.

أما عن ظاهرة انتشار التشيع في أوساط بعض المغاربة في بعض الدول الأوروبية قال أولاد عبد الله إن هولندا تعتبر اعتناق الأفكار والمذاهب من قبيل الحرية الفردية التي يجب احترامها.

وعزا أولاد عبد الله هذه الظاهرة إلى التطورات التي يعرفها العالم العربي والتي تنعكس على تحركات الناس وما يواجهونه من استقطابات داخل المجتمعات الأوروبية؛ إضافة إلى غياب التحصين الفكري للمغاربة؛ داعيا إلى تظافر جهود كافة المؤسسات المعنية بالجاليات المغربية بالخارج وعلى رأسها المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة والهيئة المكلفة بالتنسيق بين الجاليات الإسلامية والحكومة الهولندية (CMO) من أجل وضع استراتيجات لتأصيل الفكر الإسلامي المعتدل والنموذج المغربي المتعلق بالإسلام في أوروبا ورسم استراتيجيات للتعامل مع المتطرفين بمقاربات فكرية وشرعية.

من جهة أخرى دعا أولاد عبد الله إلى إعادة النظر في الموروث الفقهي والثقافي الذي ليس له علاقة بالنصوص القطعية؛ خاصة الموروث المتعلق بالعلاقة مع الآخر؛ لأنه قد يشكل عائقا يحول دون التعارف والاندماج.

وعن واقع تدريس الإسلام في هولندا أشار أولاد عبد الله إلى أن الجامعة الحرة بأمستردام، ذات الخلفية المسيحية، تضم قسما لتدريس الإسلام من الداخل وليس من الخارج، بمعنى أن هذا القسم ليس قسما استشراقيا إنما هو قسم تدرّس فيه العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية من طرف المسلمين أنفسهم ومفتوح للمسلمين وغير المسلمين.

وأضاف أن هذه الجامعة تضم قسما للعناية الروحية الإسلامية وقسما للدراسات الإسلامية ومركزا للدراسات الإسلامية للأبحاث هدفه استقراء الواقع وتتبع الظواهر الاجتماعية والتحولات وفهمها وتأصيلها من الناحية الشرعية.

أما بخصوص العلاقة بالأديان الأخرى في هولندا، قال أولاد عبد الله إن هناك تعاونا مع بعض المؤسسات المدنية في أمستردام والمؤسسات الدينية اليهودية والمسيحية وبالتعاون مع المسجد الكبير وابن خلدون، حيث تطرح مواضيع ذات الاهتمام المشترك.

للإشارة فإن مرزوق أولا عبد الله شارك مؤخرا في كتاب جماعي باللغة الإنجليزية يحمل عنوان: "التعامل مع المسائل الطبية والأخلاقية من المنظور للمسيحي والإسلامي" (2013).

الصحافة والهجرة

Google+ Google+