في بداية اللقاء سلط الأستاذ الجامعي ميمون أزيزا الذي أشرف على إدارة اللقاء الضوء على المسار الإنساني لفتيحة السعيدي المزدادة بالجزائر قبل الوصول إلى المغرب ومنه إلى بلجيكا حيث انخرطت في العمل السياسي لعدة سنوات، وإسهاماتها في المجتمع المدني وفي الحياة الثقافية سواء في بلجيكا أو في المغرب.
من جانبها أكدت الكاتبة فتيحة السعيدي أنها تحاول أن تكتب بشكل عملي من أجل حقوق النساء ومن أجل الديمقراطية ومن أجل جبر الضرر كما هو الشأن بالنسبة للمغاربة المطرودين من الجزائر، معتبرة أنه "عندما تكون لدى الشخص القدرة على الكتابة فإن عليه أن يستخدمها بشكل جيد"؛ وهو ما حاولت القيام به في روايتها "أصوات من الريف" التي أرادت من خلالها تكريم النساء في منطقة الريف اللائي ليست لهم القدرة على الكتابة وعلى التعبير، والتعريف بهن وحفظ ذاكرتهن.
وفي حديثها عن المؤلف تقول السعيدي إن شهادات السيدات الريفيات التسع الواردة في الكتاب تستمد قوتها من العلاقة الخاصة التي نسجتها الكاتبة معهن، وجو الثقة الذي تم فيه جمع الشهادات، بحيث حرصت الكاتبة على منحهن الكلمة بدون قيود للحديث بكل أريحية وباللغة التي يتحدثونها.
تقول السعيدي عن مراحل إخراج هذا المؤلف: "جاءت فكرة الكتاب من قبل عندما عاينت قوة المرأة الريفية في الأزمات من خلال الوقوف على صمودهن خلال زلزال للحسيمة، ثم قررت سنة 2008 البدء بجمع الشهادات ومراجعتها، ثم تفرغت للكتاب مباشرة بعد الانتهاء من العمل السياسي في بلجيكا".
ومن بين أهم المضامين التي أرادت فتيحة السعيدي الوقوف عندها في هذا المؤلف هو مفهوم الحرية عند هؤلاء النساء، اللائي يستطعن خلق فضاءات للتعبير بحرية على الرغم من البيئة المحافظة، بالإضافة إلى استقلالهن المادي من حلال ما ينتجن محليا، ودعت المؤرخين والأكاديميين إلى إكمال العمل الذي بدأه هذا الكتاب.
وعن حضور عائشة الخطابي في الكتاب تقول فتيحة السعيدي في هذا اللقاء إنها تقتسم معها نفس المسار بما انهما ولدتا في سياق الهجرة، وكلاهما حملتا معها حب الريف على الرغم من كونهما لم يعيشا فيه لمدة طويلة.
هيئة التحرير