المغرب أصبح بلدا لعبور واستقبال المهاجرين

الثلاثاء, 17 نونبر 2009

أبرز السيد مارك فاو المكلف بالتنسيق بين وكالات نظام الأمم المتحدة بالمغرب، أن هذا الأخير، وبالنظر لموقعه الجغرافي المتميز، انتقل من وضعية البلد المصدر للهجرة إلى بلد لعبور واستقبال عدد متزايد من المهاجرين السريين، المنحدرين على الخصوص من إفريقيا جنوب الصحراء.

وأوضح المسؤول الأممي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الدورة الثالثة لمنتدى جامعة الدول العربية للشباب واللقاء التنسيقي العربي- الأوروبي الثاني، واللذان انطلقت أشغالهما الأحد الماضي بأصيلة، إلى ان المغرب بلد " منخرط في طريق حداثة منفتحة على العالم الخارجي، والتدبير الأمثل لهذا المعطى الجيوسياسي الجديد يعد في الوقت نفسه رهانا وفرصة للتنمية".

وأضاف في هذا السياق أن نظام الأمم المتحدة يعمل، بشراكة مع الاتحاد الأوروبي، من أجل دعم المغرب وبلدان أخرى معنية بهذه الظاهرة من خلال مساهمة أزيد من 50 مبادرة تنخرط فيها المنظمات غير الحكومية والوحدات الإدارية اللامتمركزة في مشاريع تربط الهجرة بالتنمية.

وذكر من جانب آخر أنه باختيار الهجرة موضوعا لهذا المنتدى حول الشباب، فإن جامعة الدول العربية " تدعونا إلى التفكير بشأن رهانات ستشكل، دون أدنى شك، أحد أسس العلاقات الدولية في العقود المقبلة : مستقبل الأجيال الصاعدة وحرية التنقل"، مضيفا أن نظام الأمم المتحدة ينخرط بشكل كامل في هذا التفكير من أجل الاستفادة من مؤهلات الشباب.

واعتبر المسؤول الأممي أن الهجرة ليست ظاهرة حديثة، غير أنه وبالنظر لحجمها، فإنها تشكل حاليا، وبشكل أكثر تأكيدا، أحد مراكز الاهتمام الأساسية على الساحة الدولية.

وقال إن الهجرة عامل مهم لفهم المجتمعات المعولمة، مضيفا أنه في بلدان الاستقبال تساهم الهجرة الدولية، أكثر من أي وقت مضى، في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في حين أنه في البلدان الأصلية تشكل تحويلات المهاجرين مصدرا مهما للعملة الصعبة بالنسبة لعدد من بلدان الجنوب، تنافس أحيانا حجم الأموال المستثمرة في هذه البلدان في مجال المساعدات العمومية للتنمية.

وحسب السيد فاو فإن الهجرة تساهم أيضا في تبادل الأفكار والمعلومات على المستوى العالمي، تمكن بذلك كل فرد من القيام بتجربة أكثر غنى وأكثر شمولية، مشيرا بالمقابل إلى ان هذه الظاهرة "لها مع الأسف بعدا أكثر غموضا بالنظر إلى أن تحديد عدد الأشخاص المسموح لهم بالدخول والمراقبة الشديدة للحدود في البلدان المضيفة يدفعان عددا متناميا من المرشحين للهجرة للجوء إلى شبكات الهجرة السرية".

وخلص إلى أن هذه السياسة تفرض على آلاف الاشخاص غالبيتهم من الشباب والطلبة واللاجئين والمهاجرين لدوافع اقتصادية العيش في ظروف صعبة غير قانونية، تخلق معها مظاهر استغلال غير مقبولة، وتضرب بعرض الحائط مبادئ الكرامة الإنسانية.

وتعرف هذه الدورة، التي تنظم تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبتعاون مع المرصد العربي للشباب والمنتدى المتوسطي للشباب والطفولة (المغرب) ومنتدى الشباب الأوروبي والمجلس الأوروبي، مشاركة حوالي 140 شابا وشابة من بلدان عربية وأوربية ، وعدد من المسؤولين ومن ممثلي منظمات دولية ذات صلة بقضايا الشباب والهجرة.

المصدر: وكالة المغرب العربي

«آذار 2015»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
3031     
Google+ Google+