التصويت على حظر بناء المآذن بسويسرا لن يتكرر بأوروبا على الأرجح

الثلاثاء, 01 دجنبر 2009

ان تصويت سويسرا على حظر بناء الماذن تعبير صريح عن بواعث القلق الأوسع نطاقا من الإسلام في أوروبا لكن من غير المرجح تكرار الخيار السويسري بإجراء نقاش وطني واستفتاء حولها في أماكن أخرى.

وتزين المآذن بالفعل مئات المساجد التي بنيت في أنحاء القارة في العقود الأخيرة حيث زادت الهجرة من أعداد السكان المسلمين زيادة كبيرة ويقدر عددهم ألان بما بين 15 و18 مليون نسمة الى حد أن الديانة الإسلامية باتت ثاني اكبر ديانة من حيث عدد من يعتنقونها في بعض الدول.

بينما هناك ألاف المساجد الأخرى بلا مئذنة او تعلوها مجرد مئذنة رمزية اما لان تلك المساجد أقيمت في مبان موجودة بالفعل او لان السلطات المحلية وضعت حدا لارتفاع المآذن.

وتنبع أهمية المئاذن اعتبارها إعلانا عن هيمنة المسلمين. وليس الاستماع الى صوت الأذان مألوفا سوى لقلة قليلة في أوروبا.

وتستغل أحزاب الأقلية اليمينية المتطرفة قضية المآذن لإذكاء المخاوف الشعبية لكن مسؤولين أوروبيين كثرا أصبحوا يتقبلونها ما دامت ملائمة لمحيطها المحلي.

وفي فرنسا التي توجد بها أقلية مسلمة من خمسة ملايين نسمة وهي اكبر جالية إسلامية في أوروبا أفسح الجدل المحتدم بشأن المساجد في العقود الأخيرة في معظم الأحيان الطريق لاتفاقات براجماتية بشأن ارتفاع المآذن. وهناك مساجد مركزية كبيرة تحت الإنشاء في العديد من المدن.

وقال سعيد برانين رئيس تحرير موقع أمة على الانترنت في باريس وهو موقع اخباري اسلامي "فكرة إجراء استفتاء على بناء المآذن في فرنسا غير واردة... لكن اليمين المتطرف سيحاول استغلال التصويت السويسري سياسيا."

وقال باتريك هايني وهو سويسري متخصص في الديانة الإسلامية لصحيفة لوموند الفرنسية "الملمح السويسري يكمن في نظام الاقتراع الذي يدعو الناخبين لاتخاذ قرارات لا تطرح بهذه الطريقة في أماكن أخرى."

وقال ستيفانو ألييفي وهو اختصاصي في علم الاجتماع من ايطاليا في تقرير صدر مؤخرا ان الصراعات بشأن الإسلام يمكن أن تزيد حين تصبح أوروبا أكثر تنوعا لكن الاتجاه على المدى الأطول كان نحو مزيد من التكامل.

ويبدو هذا واضحا في فرنسا حيث تدرس لجنة برلمانية حظرا مقترحا لارتداء النقاب لكن رئيسها اعترف قبل أسبوعين بأنها لن توصي بحظره قانونيا.

في الوقت نفسه استغلت مارين لوبان نائبة زعيم حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف التصويت السويسري لتقول ان الاوروبيين "يرفضون العلامات التفاخرية والتي كثيرا ما تكون مستفزة (التي تدل على) الجماعات السياسية الدينية المسلمة."

وقال برانين ان الجبهة الوطنية ستؤكد هذا في حملتها للانتخابات الاقليمية في مارس اذار لاستعادة تأييد الناخبين المحافظين الذين ساندوا موقف نيكولا ساركوزي الصارم من قضية القانون والنظام في حملته الانتخابية قبل عامين.

وأشار الييفي في تقريره الى أن بناء المساجد أصبح اشبه بالروتين في فرنسا. وأعطت مرسيليا مؤخرا الضوء الأخضر لبناء مسجد كبير وقد وضع البناؤون قبة فوق مسجد ستراسبورج الكبير الاسبوع الماضي.

وكتب يقول ان تأكيد بريطانيا على التعددية الثقافية والحقوق الدينية "أسهم في خلق مناخ ادى الى وجود الإسلام بوضوح."

ويقول ألييفي ان عدد المساجد في المانيا اكبر من عددها في اي دولة أوروبية أخرى لكن البوسنة كانت منفتحة نسبيا على اقامة الماذن.

وكان هناك العديد من الاحتجاجات والمناقشات الحامية لليمين المتطرف بشأن مسجد كبير كان من المخطط بناؤه في كولونيا لكن المشروع الذي شمل مئذنتين رفيعتين على الطراز العثماني طول الواحدة منها 55 مترا يمضي ألان قدما بدعم من حكومة المدينة.

وأصبح العداء المتزايد للإسلام أكثر وضوحا بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 من خلال الجدل الذي ثار حول المساجد في دول أوروبية أخرى حيث الجاليات المسلمة أحدث عهدا.

ويحظر بناء المآذن في إقليمين بالنمسا لكنه مباح في مناطق أخرى. ونظم حزب رابطة الشمال بايطاليا سير خنازير على مواقع بناء مساجد لتدنيسها.

وكتب ألييفي أنه على الرغم من زيادة في المشاعر المعادية للمسلمين فان هولندا "تظل دولة منفتحة على مجموعة متنوعة من أماكن العبادة بما في ذلك الاماكن الخاصة بالمسلمين." واليمين المتطرف في بلجيكا قوي لكنه يتبع سياسات براجماتية فيما يتعلق بالمساجد.

وأضاف "الصراع أقل قوة ويتكرر بمعدل أقل حيث يتمتع المسلمون بمزيد من الحقوق وأكثر قوة ويتكرر بمعدل اكبر حيث يتواجد المتعهدون السياسيون لرهاب الإسلام."

غير أن الحديث عن "صدام الحضارات" بين الإسلام والغرب "يتناقض تناقضا غريبا مع الاتجاهات للوجود الاسلامي على المدى الطويل وهو تحرك تدريجي نحو الاندماج وإضفاء طابع مؤسسي."

المصدر: وكالة رويتر


«مايو 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
Google+ Google+