بعد عام صعب .. مغتربون في دبي يحزمون أمتعتهم وعيونهم على أسيا

الأحد, 03 يناير 2010

هونج كونج 31 ديسمبر كانون الاول /رويترز/ - بالنسبة للمحامي ويلفريد جوه ظهرت العلامة على أنه قد حان وقت مغادرة دبي في مطلع 2009 عندما بدأت أثار الازمة المالية تظهر لتدفع المؤشر الرئيسي للاسهم بالامارة للانخفاض بنحو 70 في المئة خلال شهور.

وبعدما تحدث مع أصدقاء ومسؤولين حكوميين قرر جوه العودة الى اسيا معتقدا أن هونج كونج أو الصين أو سنغافورة تعرض فرصا أفضل للاعمال. وحصل جوه /47 عاما/ في نهاية المطاف على فرصة عمل في وطنه سنغافورة.

وقال جوه الذي يعمل لدى مؤسسة سنترال تشيمبرز لو القانونية في سنغافورة "شعرنا بأن المناخ الاقتصادي في دبي ليس جيدا بدرجة كبيرة كما أنهم بدأوا يقلصون العمالة."

وبدأ نزوح كبار الموظفين الاجانب المهرة من دبي المركز المالي بمنطقة الخليج في مطلع عام 2009 وهدأ قرب منتصف العام مع استعادة السوق لعافيتها.

الا أن دبي فجرت مفاجأة بعد ذلك في نوفمبر تشرين الثاني بكشفها عن مساع لتعليق سداد ديون هائلة. وهوت أسواق دبي بسبب أزمة الديون البالغ حجمها 26 مليار دولار والتي دفعت الكثير من الموظفين الاجانب للتعجيل بالخروج من الامارة بحثا عن الامن الوظيفي.

وعدد الوظائف المفقودة غير معروف على وجه الدقة غير أن تقديرات تقول ان الاف الاجانب ربما تم تسريحهم أو اضطروا لمغادرة دبي هذا العام.

ويجسد خروج المسؤولين التنفيذيين من دبي الى مناطق مثل هونج كونج اتجاها عكسيا على ما يبدو لتوجه حدث قبل نحو أربع سنوات عندما تدفق مسؤولون تنفيذيون في القطاعين المالي والقانوني من اسيا على دبي للاستفادة من النمو الاقتصادي السريع.

وساعد عدم فرض ضرائب في دبي على جذب المسؤولين التنفيذيين أيضا.

غير أنه ليس كل العمال الاجانب يستعدون للرحيل.

ولكن اذا تدهور الوضع فقد يحدث مزيد من هجرة العمالة الماهرة من دبي مما قد تكون له عواقب خطيرة على اقتصاد الامارة.

وتشير تقديرات الى أن المغتربين يشكلون أكثر من 80 في المئة من سكان دبي البالغ عددهم 7ر1 مليون نسمة.

وقالت دبي في 25 نوفمبر انها ستطلب من دائني مجموعة دبي العقارية المملوكة لها ووحدتي نخيل وليمتلس العقاريتين التابعتين لها تعليق سداد ديون بقيمة 26 مليار دولار. وكانت تلك الانباء سيئة بشكل خاص لنخيل التي ألغت في يوليو تموز 400 وظيفة علاوة على 500 أخرى في 2008 بعد التراجع الشديد للقطاع العقاري في دبي.

وارتفعت مؤشرات الاسهم في هونج كونج ومومباي وشنغهاي بما لا يقل عن 50 في المئة هذا العام في حين ارتفع مؤشر دبي بنحو 13 في المئة.

وقفز مؤشر أسهم دبي الى مستوى 8500 نقطة في نوفمبر 2005 ثم انخفض قبل أن يعود للارتفاع الى 6300 نقطة بحلول فبراير شباط 2008. ويحوم المؤشر حاليا حول مستوى 1800 نقطة.

وانتقلت كارا كيوف - وهي مديرة تسويق بشركة عقارية دولية - من دبي الى سنغافورة في سبتمبر ايلول بعدما أكملت عقدا استمر ثلاث سنوات مع شركة تطوير عقاري كبرى.

وقالت "قررت أنا وزوجي تقييم الخيارات في المدى البعيد. تتقلص بشدة فرص العمل في دبي."

وكانت كيوف /26 عاما/ قد انتقلت هي وزوجها الذي يعمل في مجال التوظيف الى دبي قادمين من برزبين في استراليا عام 2006. وقرر الزوجان في النهاية أن العيش والعمل في سنغافورة سيكون أفضل.

ولا يزال اخرون يرون أملا في مستقبل دبي الاقتصادي رغم الاضطرابات الاخيرة.

وقال ستيف برايس مدير الاسواق العالمية لدى ستاندرد تشارترد في جنوب افريقيا ان المخاوف بشأن نزوح جماعي للعاملين في قطاع الخدمات المالية مبالغ فيها.

وأضاف "/بفرض امكانية احتفاظ المرء بوظيفته في دبي .. لا أرى أي مشكلة بشأن حيوية المنطقة في المدى البعيد."

وكان برايس قد غادر سنغافورة الى دبي في اغسطس اب 2005 ليعمل مديرا لابحاث الشرق الاوسط وافريقيا لدى ستاندرد تشارترد.

وقال برايس الذي غادر دبي لاسباب شخصية //لا تزال أسعار النفط مرتفعة للغاية ولا يبدو انها ستتراجع بشكل كبير خلال السنوات الخمس الى العشر القادمة.

"/في ظل تلك الاجواء أعتقد أن المنطقة ستظل تزدهر وأن دبي ستظل المركز المالي والتجاري لتلك المنطقة."

وعبر زميله فيليب دوبا با عن تفاؤله أيضا.

وقال كبير الخبراء الاقتصاديين لدى ستاندر تشارترد والذي عمل في دبي لعامين "/رغم الصخب المحيط بأزمة ديون دبي .. لا تزال هذه المنطقة احدى أشد المناطق صمودا والتي ينتظرها مستقبل جيد في العالم."

وفي الوقت الذي عبرا فيه عن تفاؤلهما كان اخرون يحزمون أمتعتهم.

وقال مسؤول تنفيذي كبير بشركة متعددة الجنسيات وزوجته عملا وعاشا طوال حياتيهما في دبي انهما يخططان للانتقال الى سنغافورة في 2010.

وقالت الزوجة "من الافضل أن نجرب أجواء العمل في اسيا."

وقال مسؤول تنفيذي كبير في بنك أبوظبي الوطني انتقل الى أبوظبي بعد 11 عاما قضاها في دبي ان التوقعات الخاصة بدبي قاتمة. وطلب المسؤولان التنفيذيان عدم الكشف عن اسميهما لحساسية المسألة.


وقال المسؤول ببنك أبوظبي الوطني "الشركات عاجزة عن جمع تمويل.. اختفت فرص العمل .. القطاع العقاري غاص في مستنقع وتراجعت السياحة."

المصدر: وكالة رويتر


«مايو 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
Google+ Google+