الخميس، 26 دجنبر 2024 20:16

جدل حول الهجرة يضع الحزبين الرئيسيين في أمريكا أمام مخاطر

الثلاثاء, 27 أبريل 2010

من حدود ولاية أريزونا الأمريكية ووصولا الى قاعات الكونجرس يمثل البروز المفاجيء لقضية إصلاح الهجرة المثيرة للانقسام على السطح مرة أخرى مخاطر كبيرة أمام الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة وذلك قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقررة في نوفمبر تشرين الثاني.

وقد تتعرض جهود الحزب الجمهوري لاستعادة تأييد فقده بين أوساط الامريكيين من أصل لاتيني وهم أكبر الاقليات في الولايات المتحدة وأسرعها نموا لضربات قاتلة بسبب جدل محتمل في مجلس الشيوخ واجراءات صارمة بشأن الهجرة في أريزونا أقرها مشرعون جمهوريون ووقع عليها حاكمة ولاية جمهوري.

ولكن الرئيس الامريكي باراك أوباما وزملاءه في الحزب الديمقراطي يواجهون تحديات خاصة بهم في مواجهة قانون أريزونا وحشد دعم لتغيير يتعلق بالهجرة من شأنه حتما أن يثير غضب المحافظين الحانقين أصلا بسبب مبادرات أوباما في الانفاق والرعاية الصحية.

وقال ستيفن شير وهو محلل سياسي في كلية كارلتون في مينيسوتا "بغض النظر عن الطرق التي سترى بها هذا الامر فهناك مخاطر أمام الحزبين ... سياسة الهجرة قضية معقدة تؤثر في الاتجاهين."

ويواجه هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ حملة انتخابية صعبة للفوز بفترة جديدة في مسقط رأسه بولاية نيفادا ويقول ان الديمقراطيين سيبحثون تغيير سياسة الهجرة فور انتهاء حزبهم من العمل في اصلاح مالي تنظيمي.

ومع مواجهة الديمقراطيين خسائر كبيرة محتملة في نوفمبر فان مسودة قانون حول الهجرة تتضمن طريقا لمنح الجنسية الامريكية للعديد من المهاجرين غير الشرعيين الى الولايات المتحدة وعددهم 11 مليونا قد تساعد على تعزيز التأييد القوي للحزب الديمقراطي من قبل الأمريكيين من أصل لاتيني في سباقات انتخابية مهمة بمجلس الشيوخ في ولايات كولورادو وكاليفورنيا ونيفادا.

ويرى الجمهوريون أن اهتمام ريد بالدفع بإصلاح يتعلق بالهجرة هو جهد ساخر يحمي به نفسه. ولكن الأمر قد يعني مشاكل أكبر بالنسبة للديمقراطيين في مجلس النواب حيث سيصبح العشرات منهم في المناطق ذات التوجه الجمهوري في دائرة الضوء مجددا بعد تصويتات شاقة بشأن اصلاح الرعاية الصحية والانفاق.

وقال ريتش جالين وهو استشاري جمهوري "سيكون الديمقراطيون في هذه المناطق التي لا تحسم توجهها كمن يسير على الحبل. ولقد اهترأ هذا الحبل الى حد كبير ... عند نقطة ما سيمل هؤلاء الديمقراطيون من المجازفة. لا أعتقد أن ذلك يحدث."

وذكر شير أن وضع ما يصل الى 60 عضوا ديمقراطيا في مجلس النواب في المناطق التي لم تحسم توجهها سيكون على المحك في اطار جدل متجدد حول اصلاح الهجرة.

وأضاف "انها قطعة حطب أخرى تؤجج النيران. ستثير حماسة المحافظين والجمهوريين في هذه المناطق."

ولكن الجمهوريين قد يواجهون أيضا خطرا سياسيا على المدى البعيد اذا عارضوا اصلاح الهجرة ودعموا قانون أريزونا الذي تصفه جماعات الامريكيين من أصل لاتيني بأنه انتهاك صارخ للحقوق المدنية.

ويلزم القانون الشرطة بتحديد شرعية وجود الاشخاص في الولايات المتحدة كما يمنحها سلطة استجوابهم مما أثار مخاوف بين الامريكيين من أصل لاتيني من التصنيف العنصري.

وقال أنطونيو جونزاليس رئيس مشروع تعليم تسجيل الناخبين في الجنوب الغربي"الهجرة قضية اختبار بالنسبة لمجتمع الامريكيين من أصل لاتيني."

وأضاف في اشارة الى احتجاجات الحقوق المدنية التي نظمها السود في الستينيات من القرن العشرين "بالنسبة للامريكيين من أصل لاتيني فان أريزونا هي ألاباما ومقاطعة ماريكوبا هي سيلما."

وتقرب الجمهوريون من الامريكيين من أصل لاتيني لسنوات أيام حكم الرئيس السابق جورج بوش الابن وبلغ الامر ذروته عام 2004 عندما فاز بوش بأكثر من 40 في المئة من أصواتهم لكنهم تحولوا الى أوباما في انتخابات عام 2008 بعدما ساهم الجمهوريون في وأد اصلاح يتعلق بالهجرة في الكونجرس.

وفاز أوباما بأصوات الامريكيين من أصل لاتيني وهم جماعة محافظة اجتماعيا ومثلت أكثر من سبعة في المئة من الاصوات في انتخابات الرئاسة بفارق تقدم أكثر من اثنين الى واحد على المرشح الجمهوري جون مكين. ونسب الفضل الى الامريكيين من أصل لاتيني في فوز أوباما في ولايات نيو مكسيكو ومساعدته في نيفادا وكولورادو وغيرهما.

وقال فيل سينجر وهو استشاري ديمقراطي "سيلعب الجمهوريون بالنار فيما يتعلق ببقائهم على المدى البعيد اذا استمروا في استخدام لاعبيهم الاكثر تشددا."

وأضاف "انهم يجازفون بابعاد جزء حي ومتنام في القاعدة الانتخابية والى الابد."

ولكن جونزاليس أشار الى أن بعض الامريكيين من أصل لاتيني يشعرون بخيبة أمل بسبب موقف أوباما من الهجرة وينتظرون ما سيفعله الرئيس الامريكي في مواجهة قانون أريزونا.

وقال ان قانون أريزونا "يمثل ضغطا هائلا على أوباما ... فهناك شعور في مجتمع الامريكيين من أصل لاتيني بأن الاشخاص الذين اعتقدنا أنهم حلفاؤنا لم يتحركوا. أوباما لم يبرز عضلاته لاصلاح الهجرة."

المصدر: وكالة رويترز

Google+ Google+