فرضت غرامة على امرأة تونسية عمرها 26 عاما لارتدائها نقابا بينما كانت في الطريق إلى مسجد في شمال ايطاليا مما أذكى نقاشا متزايدا حول دمج الأقليات المسلمة في أوروبا.
واعترضت الشرطة في مدينة نوفارا معقل رابطة الشمال المعادية للهجرة المرأة المسلمة يوم الجمعة بينما كانت تسير مع زوجها لأداء الصلاة وكانت ترتدي نقابا أسود.
وفي ألمانيا قال وزير الداخلية توماس دي ميزير أن الحديث عن حظر النقاب "غير ملائم ومن ثم لا لزوم له." وكان الوزير يتحدث في أعقاب تصويت البرلمان البلجيكي لصالح حظر النقاب بجميع أشكاله وبعد أن قالت فرنسا أنها ستبدأ قريبا النقاش حول حظر محتمل للنقاب.
وفرضت الشرطة الايطالية غرامة قدرها 500 يورو على المرأة التونسية بموجب لائحة أقرها في يناير كانون الثاني الماضي رئيس بلدية نوفارا التي تحظر ارتداء ملابس في الأماكن العامة تمنع الشرطة من التعرف على الأشخاص.
وقال ليوناردو بورجيسانو مفتش الشرطة لرويترز "نطبق للتو قانونا محليا يمنع الناس من تغطية وجوههم بالقرب من أماكن حساسة كالمدارس أو المستشفيات أو مكاتب البريد."
وأضاف "ندرك أن الغرامة ثقيلة ولكن يمكن الطعن فيها."
وتضغط رابطة الشمال الشريك المحافظ في التحالف الذي يقوده رئيس الوزراء سيلفيو برلكسوني لإصدار تشريع يحظر ارتداء ملابس تغطي الوجه في الأماكن العامة.
ويقول المدافعون عن الحظر أن النقاب يتعارض مع مقتضيات الأمن العام ومع كرامة المرأة. ولكن زعماء المسلمين في أوروبا احتجوا على حظر النقاب باعتباره تمييزا ضد المسلمين.
ودافع زوج المرأة المنقبة عن تقاليد المسلمين. وقال لصحيفة كورييري ديلا سيرا "احترم القانون الايطالي. أعيش هنا منذ عشر سنوات... ولكن لا يمكن لرجل أخر أن يرى أمل (زوجته)."
وقال ماسيمو جيوردانو رئيس بلدية نوفارا المنتمي الى رابطة الشمال أن النقاب الذي يغطي الوجه يحط من شأن المرأة. وأضاف في بيان "لا يمكننا أن نقبل ثقافات تدمر كرامة المرأة."
وثار الجدل بعد أن أعطي مجلس النواب البلجيكي موافقته الأولية على تشريع يقضي بفرض غرامة تتراوح بين 15 و25 يورو والسجن لمدة قد تصل إلى سبعة أيام لمن ترتدي نقابا يغطي الوجه.
وقدمت رابطة الشمال مؤخرا مشروع قانون قد يجري تعديله في البرلمان بعكس الاقتراح البلجيكي لكنه قد يؤدي إلى غرامات أشد تتراوح بين 250 و500 يورو.
وقال باولو جريمولدي من رابطة الشمال التي أعدت مشروع القانون لرويترز "يهدف القانون الذي اقترحناه أن تؤيد دمج الناس في ثقافة الدولة المضيفة وليس العزل."
وفي ألمانيا قال دي ميزير لصحيفة لايبزيجر فولكس تسايتونج اليومية أن ما يقدر بحوالي 100 امرأة تغطي وجهها هناك ومن ثم فانه من غير الملائم طرح قضية النقاب في اجتماع مقرر عقده في 17 مايو أيار بين مسؤولين وزعماء للمسلمين.
وقال ان المسألة الأكثر أهمية هي كيف نفصل بين الإسلام كديانة وبين الإسلام السياسي المتشدد. وقال "نريد أيضا الحديث عما إذا كان هناك مزاج معاد للإسلام في هذا البلد."
المصدر: وكالة رويترز