السبت، 23 نونبر 2024 09:31

لقاءات فاس " تبحث السفر من أجل الحج وعبر الكتب المقدسة كمرحلة في مدارج الكمال وتزكية النفس

الثلاثاء, 08 يونيو 2010

شكل السفر من أجل الحج وعبر الكتب المقدسة كجزء من المرحلة المسارية في مدارج الكمال من أجل تزكية النفس الإنسانية والارتقاء بها إلى الأسمى موضوع لقاءين فكريين نظما، اليوم الاثنين وأمس الأحد، ضمن " لقاءات فاس " المقامة في إطار الدورة 16 لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة بمدينة فاس.

وعكف المشاركون في لقاء اليوم، وهو ثالث لقاء ينظم في هذا الإطار، على بحث موضوع الحج الذي هو فريضة على المؤمن في الإسلام، وعمل يدل على الإيمان في المسيحية واليهودية وفي ديانات أخرى غير توحيدية، مبرزين مراميه وأبعاده، وكذا رمزية الأماكن المقدسة التي ظل الناس يقومون منذ قرون بأسفار إليها من أجل التعبد وإقامة الشعائر الدينية باعتبارها المنابع الأصلية للإيمان وفيها تتجدد وتترسخ التقوى.

وقد شارك في هذا اللقاء الباحث المختص في شؤون الهند في مركز الدراسات الاجتماعية بفرنسا، والأستاذ المشرف على أطروحات الدكتوراه في جامعة بارس السربون وكلية العلوم السياسية بها، ماكس جان زينس، والذي تناول في عرض بعنوان " "المشي والحج.. بناء الهند"، خاصية وآليات المشي ودوره في المسيرات الجماعية عند الهنود البوذيين نحو الجبال والأماكن المقدسة من أجل إقامة الشعائر الدينية والتبرك والسمو بالذات.

كما شارك في هذا اللقاء الباحث والصحفي الجزائري سليمان زغيدور بعرض تحت عنوان "الحج إلى مكة ، عودة إلى الأصول أو سفر نحو المستقبل " ركز فيه على الحج إلى مكة باعتباره يتميز بالطابع الفردي في الإسلام عكس الديانات الأخرى التي يكون فيها الحج جماعيا، وبكونه ركن من أركان الإسلام الخمسة، بينما هو في الديانات الأخرى عبادة طوعية.

وقدم المخرج المغربي المقيم في فرنسا إسماعيل فروقي شهادة حول فيلم يقوم حاليا بإعداده بعنوان " الرحلة الكبرى " ويتناول فيه رحلة الحجاج المسلمين المقيمين في أوروبا إلى الديار المقدسة.

ويتناول الفيلم، الذي يعتزم المخرج عرضه في الصيف المقبل بالقاعات السنمائية، الحج كرحلة نفسية داخلية "أبعد من التنقل الجسدي والميتافيزيقي" ، يكتشف من خلالها الإنسان ذاته والآخرين وعلاقته مع ربه، ويتجاوز الاختلاف بكافة أشكاله سعيا وراء التواصل والانسجام مع الآخر.

وفي مداخلة بعنوان " حج اليهود في الديار الإسلامية " تناول الباحث المغربي محمد قنبيب ،على الخصوص، الزيارات التي يقوم بها اليهود المغاربة في الخارج إلى المغرب من أجل إحياء مواسم أوليائهم وزيارة أضرحتهم، مستعرضا دلالات مثل هذه الزيارات والمواسم بالنسبة لليهود المغاربة بصفة عامة سواء منهم الذين لازالوا في المغرب أو الذين استقروا في بلدان أخرى عبر العالم.

كما قدم المطران إيميل ناصري، من مدينة الناصرة بفلسطين، شهادة حول تجربة الحج بالنسبة إليه كمسيحي مهتم بالحوار بين الديانتين المسيحية واليهودية، معتبرا إياها "مسيرة مستمرة وغير منقطعة في عملية الانتقال من العالم الدنيوي إلى العالم العلوي".

ودعا إلى التركيز في التعاطي مع تجربة الحج على ما هو مشترك وعلى ما يكرم الإنسان، مؤكدا أن الحديث عن الحوار والتعايش والتسامح يصير بدون معنى إذا أصبح الإنسان مهددا في هويته وفي أرضه كما هو الشأن بالنسبة للفلسطينيين.

وكان المشاركون في لقاء أمس الأحد قد بحثوا سفر الإنسان في الكتب المقدسة التي عكف الإنسان منذ قرون على تفسيرها وتأويلها، والتي هي بالنسبة للبعض المنهج والإيمان في الحياة، والكاشفة لأسرارها، بينما تظل بالنسبة لآخرين أساس تساؤلات جوهرية في هذه الحياة، أو تشكل أسس تطور المجتمعات البشرية.

كما تطرقوا إلى النصوص التي هي من نتاج المفكرين والكتاب والشعراء الذين يحلقون بالإنسان في الخيال واللاحقيقي وفي اللازمني وما هو فوق الطبيعة.

وتبحث لقاءات فاس، التي انطلقت يوم السبت الماضي وتستمر خمسة أيام، موضوع "سفر الروح .. من السر إلى الكشف"، باعتباره نوعا من البحث عن الذات والآخر والأشكال المتعددة والاستثناءات في الطبيعة وحياة الناس، وعلاقات هؤلاء بالأرض والسماء وبالفضاء والزمن، وذلك من خلال خمسة مواضيع رئيسية هي "السفر الداخلي"، و"السفر عبر الكتب المقدسة"، و"الحج"، و"الهجرة"، و"السفر الأسطوري".

المصدر: وكالة المغرب العربي

فيضانات إسبانيا

فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق...

01 نونبر 2024
فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق المتضررة

تتعبأ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال خلية الأزمة المركزية، وكذا المصالح القنصلية المغربية بالمناطق الإسبانية المتضررة من الفيضانات، من أجل تقديم المساعدة للمغاربة المقيمين بالمناطق...

Google+ Google+