استفادت سويسرا من هجرة الكفاءات العالية إليها قبل التراجع الاقتصادي في عام 2008، لكنها سجّـلت تراجعا في عدد المهاجرين إثر اندلاع الأزمة.
الإحصائيات الجديدة وردت في تقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يوم الاثنين 12 يوليو، وهي تأتي في سياق مماثل لما شهدته البلدان الغنية خلال الفترة نفسها، بالنظر إلى تراجع الطلب على اليد العاملة.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن الهجرة سمحت في السنوات الخمس التي سبِـقت الأزمة الإقتصادية، بسدّ الثغرات التي كانت قائمة في سوق الشغل السويسرية. واتّـضح أن حوالي نصف مواطن الشغل الإضافية في سويسرا، شغلها أجانب خلال نفس الفترة، في حين أن المعدّل المسجّـل في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لم يتجاوز 30% باستثناء ايرلندا وإسبانيا اللتان سجّـلتا نِـسبا عالية مشابهة لسويسرا.
معظم المهاجرين قدموا إلى سويسرا من بلدان الإتحاد الأوروبي (27 دولة) والدول الأعضاء في الرابطة الأوروبية للتبادل التجاري الحر (النرويج وإيسلندا والليختنشتاين)، مستفيدين من الإمتيازات التي تتيحها الإتفاقيات الخاصة بحرية تنقل الأشخاص، التي تسمح لمواطني الدول الأعضاء بالإقامة والعمل بحرية في جميع البلدان المعنية.
في المقابل، أظهرت الأرقام الأولية لعام 2009 "تراجُـعا ملموسا" في الهجرة، حسب تقرير المنظمة، حيث انخفضت الهجرة الطويلة الأمد من بلدان الإتحاد والرابطة بنسبة 23% ما بين شهري يناير وسبتمبر 2009، مقارنة بنفس الفترة من عام 2008.
ولاحظت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أنه "بصفة إجمالية، بلغ صافي الهجرة خلال هذه الفترة، أدنى مستوى له منذ بدء العمل بحرية تنقل الأشخاص في عام 2002".
يُـشار إلى أن سويسرا بلدٌ عُـضو في الرابطة الأوروبية للتبادل التجاري الحر، لكنها لا تنتمي إلى الإتحاد الأوروبي، الذي أبرمت معه سلسلة من الإتفاقيات الثنائية تغطي العديد من المجالات.
المصدر: أخبار سويسرا