الأربعاء، 03 يوليوز 2024 10:31

الإسلام يقسم أميركا الغاضبة في ذكرى 11 سبتمبر

الإثنين, 13 شتنبر 2010

فتحت الولايات المتحدة السبت حربا جديدة في موقع اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001، ضد نفسها هذه المرة.

فالاحتفالات التي غلب عليها الحزن في نيويورك والبنتاغون مقر وزارة الدفاع الاميركية بواشنطن في الذكرى التاسعة للهجمات، أصبحت جزءا من شعائر سنوية تهدف الى توحيد البلاد.

لكن هذه السنة، انتهت هذه الوحدة مع توقف الموسيقى الجنائزية وتحولت الى جدل صاخب بين آلاف المتظاهرين تحت أنظار الشرطة التي انتشرت بكثافة.

والمسألة المباشرة هي هل يمكن بناء مركز ثقافي إسلامي في مكان قريب من موقع الاعتداءات "غراوند زيرو". لكن السؤال الأكبر الذي يقسم الولايات المتحدة بعمق هو كيف يمكن التعايش مع المسلمين وحتى الاميركيين المسلمين.

فخلال الاحتجاج على بناء المركز الإسلامي، غلب الطابع العدواني على الخطب ضد الإسلام وضد الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي اكد السبت انه لا يمكن تحميل الإسلام كدين مسؤولية الاعتداءات.

وصفق الفا شخص عندما قال الخطباء ان المركز الإسلامي هو غطاء لخطة لإسلاميين جهاديين يريدون غزو الولايات المتحدة واقامة نصب لتكريم ارهابيين.

وقال جون الذي يقيم في نيويورك ورفض اعطاء اسمه الكامل لوكالة فرانس برس "انهم يريدون بناء مسجد احتفاء بانتصارهم".

وتمثل اقصى اليمين البريطاني المتطرف في التظاهرة بأعضاء من رابطة الدفاع الانكليزية انضموا الى رفاق أميركيين كما فعل النائب الهولندي المعادي للهجرة غيرت فيلدرز.

وصفق المتظاهرون بحرارة عندما قال فيلدرز "ارسموا خطا حتى لا تصبح نيويورك مكة جديدة".

ولم يحرق المصحف خلال التظاهرة، الأمر الذي هدد به قس من فلوريدا هذا الأسبوع مثيرا الاستياء في جميع انحاء العالم.

لكن المتظاهرين كانوا يتجولون وهم يوزعون صفحات ممزقة من المصحف.

وقال احدهم "انها افضل انواع ورق التواليت"، مؤكدا ان "الكراهية تجعلني قويا".

وعلى مسافة قريبة منهم أكثر من ألف متظاهر آخرين يؤيدون بناء المركز الإسلامي مدينين سلوك مواطنيهم الذي رأوا فيه تمييزا.

وفصلت الشرطة بين المجموعتين.

وردد مؤيدو بناء المركز هتافات "عنصريون! اخرجوا من نيويورك".

وقالت واحدة من هؤلاء جين توبي (70 عاما) ان "الناس خائفون لان هناك حملة ضد المسلمين في بلدنا".

وكان الخلاف الطويل حول موقع المركز الإسلامي بالكاد يذكر خارج نيويورك.

لكنه انفجر مع اقتراب انتخابات الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر وأصبح محور حديث ومقابلات اليمين والمجموعات المعارضة لاوباما.

ويعتبر بعض الاميركيين المسلمين أعداء، بينما تقاتل القوات الاميركية حركة طالبان في افغانستان ووجود تهديدات باعتداءات مثل محاولة تفجير سيارة مفخخة في ساحة تايمز سكوير في نيويورك.

وكشفت استطلاعات الرأي ان غالبية كبرى من الاميركيين تعارض بناء المركز الإسلامي قرب "غراوند زيرو" في مؤشر على انهم ما زالوا يساوون بين الاسلام والارهابيين الذين نفذوا الاعتداءات بعد تسعة اعوام على وقوعها.

وأكد الرئيس الديموقراطي باراك اوباما عدة مرات على الحق الدستوري لكل المجموعات الدينية في اقامة دور للعبادة في اي مكان يريدونه.

والسبت اكد في خطابه بمناسبة ذكرى الاعتداءات أكد ان اميركا ليست في حرب ضد الإسلام بل ضد القاعدة.

ودعا الاميركيين الى عدم الاستسلام "للكراهية". وقال "كما ندين التعصب والتطرف في الخارج سنبقى أوفياء لتقاليدنا هنا كأمة متنوعة ومتسامحة".

لكن يبدو ان لا احد في نيويورك يصغي لندائه.

واضطرت الشرطة للوقوف بين التظاهرتين لمنع اي احتكاك بينهما. لكن الحشد اختلط عند تقاطع الطرق وعلى الارصفة.

وعندما التقى الجانبان بديا وكأنهما مواطنين من دول متعادية.

وفي واحدة من المواجهات اقترب رجل ضخم من آخر على دراجة يحمل لافتة تؤيد بناء المركز الإسلامي، وقال له "يمكنني ان اقول لك ما الفائدة من بناء مسجد.. سنتمكن من إحراقه".

وفي زاوية اخرى أثارت امرأة تنكرت بشكل تمثال الحرية، غضب رجل في منتصف العمر من معارضي المشروع.

وقالت "كمسيحية اؤمن بحرية الديانات".

وصرخ الرجل قبل ان تبعده الشرطة من المكان "آمل ان تكون أول من يصيبه الإرهابيون عندما يضربوننا مرة أخرى".

واكد شاب آخر من مؤيدي مشروع بناء المركز الإسلامي، وهو يهتف وسط حشد من المعارضين وقد وضع قبعة كتب عليها تشي غيفارا، انهم يكرهون اوباما "لانه اول رئيس اسود لنا".

وحاول عدد من الشرطيين إخراج الرجل من المنطقة لكنه حاول العودة وهو يردد "اوباما اوباما".

المصدر: ا ف ب

مختارات

Google+ Google+