تعرض الرئيس نيكولا ساركوزي لاتهامات عنيفة أمس الثلاثاء بمخالفة المبادئ الكبرى للجمهورية وذلك بسبب سياسته تجاه المهاجرين وأيضا بسبب تهمة التجسس التي وجهتها صحيفة 'لوموند' الاثنين الى الاليزيه.
وقد علت أصوات أمس من اليسار إلى أقصى اليمين منددة بـ ' قضية دولة جديدة' بعد اتهامات الصحيفة الفرنسية المرموقة، مرددة عبارات مثل 'فوضى'، 'انحراف' و'انهيار اخلاقي'.
وفي الوقت الذي تعاني فيه الحكومة بالفعل من ضعف جراء سلسلة من الفضائح ومع التعديل المتوقع في الخريف، سعت الرئاسة الى استباق أي مشكلة جديدة من خلال نفيها بقوة الاثنين اتهامات 'لوموند'.
وتؤكد الصحيفة الكبرى ان السلطة التنفيذية تجسست على احد صحافييها لمعرفة احد مصادره في قضية فيرت ـ بيتانكور المحرجة وانها سترفع شكوى بتهمة انتهاك سرية مصادر الصحافيين.
وفضيحة فيرت ـ بيتانكور المتورط فيها الوزير اريك فيرت، قضية معقدة تتضمن جوانب متعددة خصوصا شبهات بتضارب المصالح والتمويل السياسي غير المشروع واستغلال النفوذ.
وقد جدد اليسار أمس الثلاثاء هجماته بعد ردود فعله العنيفة اثر صدور 'لوموند'.
وقال الرئيس السابق للحزب الاشتراكي فرنسوا هولاند 'ان الأمور لا تسير على ما يرام على رأس الدولة' داعيا الى فتح تحقيق قضائي مستقل لإلقاء الضوء على القضية.
وقالت المرشحة الاشتراكية السابقة إلى الانتخابات الرئاسية سيغولين روايال 'لم نر مطلقا مثل هذا المشهد من الانحراف السياسي'.
الى ذلك فان الرئيس ما زال يواجه انتقادات حادة لسياسته الأمنية المعلنة هذا الصيف التي تهدف إلى الإسراع بإزالة مخيمات الغجر العشوائية وسحب الجنسية من المجرمين المجنسين منذ اقل من عشر سنوات.
وأمس الثلاثاء نددت عريضة بعنوان 'لا تمسوا امتي' نشرتها صحيفة ليبراسيون اليسارية وتحمل تواقيع عدد من الفنانين والمثقفين والسياسيين، بـ'انتهاك غير مقبول للمبادىء الدستورية للأمة' وبالدرجة الأولى المساواة بين المواطنين أمام القانون.
واضافة الى طلب البرلمان الأوروبي الثلاثاء من فرنسا التوقف عن ترحيل الغجر، هددت المفوضية الاوروبية باريس بملاحقات لعدم احترامها قوانين الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت الذي يواجه فيه ساركوزي هجمات على جبهات عدة قبل اقل من سنتين من استحقاق الانتخابات الرئاسية في 2012، تشير استطلاعات الرأي الى تراجع شعبيته إلى ادني مستوياتها بحيث يتوقع ان يمنى بهزيمة نكراء امام اليسار.
ويشير تحقيق لمركز الإعلام المرئي والسمعي نشر الثلاثاء الى انه بات يواجه منافسة جدية في اليمين من قبل دومينيك دوفيلبان.
المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية/القدس