الأربعاء، 03 يوليوز 2024 10:23

أوروبا تدفع ثمن الفشل في إدماج الغجر

الجمعة, 17 شتنبر 2010

يكشف الخلاف في أوروبا حول إقدام فرنسا على إبعاد الغجر، عن فشل إدماج هذه المجموعة التي يناهز عدد أفرادها عشرة ملايين شخص، في ظرف متفجر سياسيا حول القضايا المتعلقة بالهجرة.

وقال ماريو سيبي رئيس اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية، وهي لجنة استشارية تابع للمفوضية الاوروبية، ان "النقاش الحالي حول الغجر يثبت بوضوح ان الاتحاد الاوروبي ودوله الأعضاء قد فشلت في تطبيق سياسة إدماج ناجحة لهذه الأقلية الاتنية" الأكبر من نوعها في أوروبا.

وكانت "القمة" الاوروبية الأخيرة التي عقدت حول هذه المسألة في نيسان/ابريل في قرطبة في فترة الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي، شاهدا على ذلك حيث تغيب عنها معظم الوزراء الاوروبيين.

وقال سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية بيار لولوش، "لا يمكننا الاستمرار في الاكتفاء بتصريحات مبدئية، فيما نواجه مشكلة كبيرة منذ توسيع اوروبا" التي تكتشف "بين ارجائها (عالما رابعا) " يضم ما بين تسعة الى اثني عشر مليون نسمة.

واضاف "لقد آن الاوان للانتقال الى بناء المدارس والمساكن والمستشفيات لاحد عشر مليونا من الغجر في القارة الاوروبية، تسعة منهم مواطنون في الاتحاد الاوروبي".

وطلب الامين العام لمجلس اوروبا ثوربيورن ياغلاند من البلدان الاوروبية ان "تقرن القول بالفعل" للسعي الى ادماج الغجر في اوروبا.

ويعتبر عدد كبير من المسؤولين الاوروبيين ، في مجالسهم الخاصة، ان رومانيا التي تضم وحدها مليونين من الغجر اغلبهم من الفقراء، وبلغاريا (800 الف نسمة)، قد دخلتا بشكل مبكر جدا الاتحاد الاوروبي حيث لم تستعدا لذلك بشكل جيد.

وفي سياق الجدل الراهن، قد تضطر هاتان الدولتان الى الانتظار طويلا للانضمام الى فضاء شنغن، حيث لا يحتاج التنقل الى جواز سفر.

وبغض النظر عن ذلك، تأخذ بروكسل على جميع البلدان الاوروبية تقاعسها عن القيام بالخطوات الكافية من اجل الادماج من خلال اساءة استخدام اموال الاتحاد الاوروبي المخصصة لهذه الغاية. وقد انشأت المفوضية لتوها فريق عمل لدراسة المسألة.

وتخصص 12 فقط من البلدان السبع والعشرين في الاتحاد الاوروبي اموالا من الصندوق الاجتماعي الاوروبي للغجر للفترة 2007-2013.

وترى مفوضة العدل وحقوق المواطنين فيفيان ريدينع التي دخلت هذا الاسبوع في مناوشات حادة مع فرنسا، ان التفسير سياسي بالدرجة الاولى.

وقالت في البرلمان الاوروبي ان "المال متوفر لكنه لم يستخدم لحل المشكلة. لماذا؟ ربما كما اعتقد انه ليس مألوفا جدا في دولنا الاعضاء اخذ اموال اوروبية وتخصيصها لمجموعة الغجر" ضحايا الاحكام المسبقة منذ قرون.

والنتيجة هي ان البعض من غجر اوروبا الشرقية يهاجر منذ فتح الاتحاد الاوروبي، الى الغرب الأكثر ثراء، حيث شددت بلدان مثل ايطاليا وفرنسيا الإجراءات الأمنية حيالهم باتخاذها قرار إزالة المخيمات التي تعتبر غير شرعية.

ويتعامل المسؤولون السياسيون مع اجواء تزداد عداء للهجرة عموما لدى الرأي العام في اوروبا زادت من حدتها أزمة اقتصادية تاريخية تشهدها القارة الاوروبية.

واذا كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الواجهة ويدعمه سيلفيو برلوسكوني، فقد شدد آخرون لهجتهم. وقارن رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف الخميس الغجر بأنهم "قبائل من الرحل"، فيما دعا رئيس الوزراء البلجيكي ايف لوترم الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي الخميس خلال قمة للاتحاد الاوروبي، الغجر الى "احترام حق الملكية".

وتثور هذه المجموعة على ما تعتبره حملة "لتحقيرها". واعرب احد اسلاف لوترم، غي فرهوفشتات رئيس تكتل الليبراليين في البرلمان الاوروبي، عن تأثره "لإقدام حكومات في كل مكان من اوروبا على استخدام كره الأجانب لانه لا تتوافر لديها ردود كافية على الازمة الاقتصادية".

وقال رئيس مجموعة الغجر في المانيا روماني روز ان "على الاتحاد الاوروبي ان يختار هل نريد تطوير حرية التنقل ام نريد انشاء اتحاد اوروبي للفصل العنصري".

المصدر: ا ف ب

مختارات

Google+ Google+