قوبل حليف محافظ من حلفاء المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل بالاستنكار الواسع اليوم الاثنين لادلائه بتصريحات تنتقد المهاجرين المسلمين وتقول انه لا يوجد في ألمانيا مكان لاشخاص قادمين من "ثقافات غريبة".
وفاقمت تصريحات هورست سيهوفر رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي ورئيس وزراء ولاية بافاريا من حدة الجدل داخل معسكر ميركل بشأن منهج التعامل مع الهجرة ومع الاسلام وهو الجدل الذي يؤثر على زعامتها.
وقال سيهوفر لجريدة فوكوس الاخبارية الاسبوعية "لا نريد المزيد من المهاجرين من ثقافات غريبة" وأضاف ان المهاجرين الاتراك والعرب كثيرا ما يواجهون صعوبة في الاندماج في المجتمع الالماني.
ووصف سياسيون معارضون التصريحات بأنها محرضة كما أن تصريحات سيهوفر استرعت انتقادات زعيم في الحزب الديمقراطي المسيحي وهو الحزب الاكبر في الائتلاف الذي يضم معه الاتحاد الاجتماعي المسيحي.
واحتفظ سيهوفر بتصريحاته لتتزامن مع اجتماع ميركل برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم السبت مما سبب المزيد من الحركة في الجدل بشأن اندماج المهاجرين في المجتمع الالماني الذي بدأه تيلو سارازين المسؤول السابق في البنك المركزي الالماني بانتقاده للمسلمين.
وقال رئيس حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذي واجه حزبه تراجعا متواصلا في التأييد في استطلاعات الرأي "لا أتعاطف بالمرة مع المطالب بالسماح بالمزيد من الهجرة من ثقافات غريبة."
وقال سيهوفر يوم الاحد في تجمع لحزبه في بافاريا "المجتمع متعدد الثقافات مات... لا يمكن أن يزداد موتا عما هو فيه."
وقالت ميركل التي تقوم برحلة الى صوفيا اليوم الاثنين في رد على سؤال حول تصريحات سيهوفر "ألمانيا دولة مفتوحة وسوف تظل دولة مفتوحة".
بينما قالت متحدثة باسم المستشارة الالمانية انه لا يوجد شقاق بين ميركل وسيهوفر لان الاخير كان يتكلم تحديدا عن المطالب الداعية الى تخفيف القواعد التي تضع قيودا على عدد العمال الاجانب الذين يفدون الى ألمانيا.
وأضافت سابينا هايمباخ المتحدثة باسم ميركل "لا شك أن الناس من الثقافات المختلفة هم محل ترحيب في ألمانيا."
لكن ماريا بويمر التي تتولى مسائل الاندماج في المجتمع في الوزارة قالت انها "صدمت" بتصريحات سيهوفر.
وقالت بويمر "من غير المقبول أن نضع الاشخاص الذين ينتمون لثقافة أخرى تحت الاشتباه العام. نحن لا نريد أن ننبذ الناس. هذا معاكس لجهود الاندماج التي نبذلها.
وتغيرت نبرة الخطاب نحو الاجانب في ألمانيا في الاونة الاخيرة بعد انتشار كتاب سارازين الذي يحمل عنوان "ألمانيا تلغي نفسها" الذي كتب فيه ان المهاجرين المسلمين يهبطون بنسبة الذكاء في المجتمع الالماني.
وتلقى سارازين اللوم من ميركل ومن اخرين لكن البعض منذ ذلك الحين أعلنوا اراء معادية للهجرة شبيهة بما اعلنه سارازين.
وغضب المحافظون عندما قال الرئيس الالماني كريستيان وولف وهو معتدل ينتمي للحزب الديمقراطي المسيحي رشحته ميركل لمنصبه ان الاسلام له مكانه في المانيا الى جانب المسيحية واليهودية.
واتهمت كلاوديا روت زعيمة حزب الخضر المعارض سيهوفر بالادلاء بتصريحات "يمينية شعبوية محرضة". وأضافت "وهو في الجوهر ينزع الجنسية عن ملايين الاشخاص."
أما الشريك الثالث في الائتلاف الحاكم وهو الحزب الديمقراطي الحر فقد نأى بنفسه عن تصريحات سيهوفر.
وقال كريستيان ليند نائب رئيس الحزب الديمقراطي الحر "تصريحات سيهوفر لها صلة أقل بالموقف في سوق العمل ولها صلة أكبر بموقف الاتحاد الاجتماعي المسيحي في استطلاعات الرأي."
المصدر: وكالة رويترز