الأربعاء، 03 يوليوز 2024 10:39

جدل شعبي ساخن في المانيا عن الإسلام والهجرة

الثلاثاء, 19 أكتوير 2010

قد يزداد الجدل الشعبي المحموم في ألمانيا عن الإسلام سخونة بعد ان أخذ الساسة يتنافسون على الإدلاء بتصريحات أكثر صرامة من أي وقت مضى تنتقد المهاجرين المسلمين وتتهمهم برفض الاندماج في المجتمع.

وتفجر الخلاف المتصاعد حين نعت عضو بمجلس ادارة البنك المركزي الالماني المسلمين بأنهم أغبياء يستنزفون الاعانات الاجتماعية وخلط بين بعض المشاكل الاجتماعية وبعض العادات التي يتبعها المسلمون ليكون رؤيته الخاصة عن الاسلام بوصفه تهديدا يلوح في أفق المجتمع الالماني.

وحين حاول الرئيس الالماني كريستيان وولف مد الجسور بقوله ان الاسلام الان جزء من المجتمع الالماني رد منتقدون بأن البلاد قائمة على //القيم اليهودية-المسيحية// وأنها يجب الا تقبل المزيد من المهاجرين من ثقافات أجنبية.

ووسط موجة الغضب وضع الكثير من الساسة ووسائل الاعلام نحو أربعة ملايين مسلم مقيم في المانيا من أتراك وعرب وأفغان ومعتنقي الاسلام وغيرهم وعدد كبير منهم يحمل الجنسية الالمانية في سلة واحدة والصقوا بهم مشاكل لا يعانيها كثيرون منهم.

ويضج الجدل بتعبيرات صارخة مثل //رهاب المانيا// و//رافضو الاندماج// مما ينم عن تنامي الاحباط من الصعوبات التي واجهتها المانيا مع من سمحت لهم بالتواجد في البلاد لكنها لم ترحب بهم في المجتمع.

وكتب اندرياس بتسولد رئيس تحرير مجلة شتيرن الاسبوعية //الخطاب عن المسلمين في المانيا بدأ يأخذ أشكالا هستيرية تدريجيا.

" من المحبط جدا أن نرى هذه السلسلة من المناقشات التي في النهاية تركز كلها على الاسلام"

ويأتي معظم الانتقاد من الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم والحزب الديمقراطي الحر اللذين تراجعت شعبيتهما بشدة هذا العام بسبب مشاكل اقتصادية ويتهمهما خصومهما باستخدام الاسلام ككبش فداء.

وتزايدت المخاوف من المسلمين بعد أن أغلقت الشرطة مسجدا في هامبورج يتردد عليه متشددون له صلة بهجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة وقد أصدرت عدة دول تحذيرات استندت جزئيا على خلايا ارهابية مشتبه بها في المانيا.

وقال مسؤولون في حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ انهم بحاجة الى معالجة هذه القضايا مسبقا حتى لا يظهر زعيم متطرف مثل خيرت فيلدرز في هولندا.

وأعطت دراسة جديدة ظهرت الاسبوع الماضي بعدا احصائيا للجدل المحتدم حين بينت ما سمته "تزايدا في الاراء المناهضة للديمقراطية والاراء العنصرية...وزيادة طفيفة في الافكار الدارونية الاجتماعية المتعلقة بعدم المساواة."

وأظهرت استطلاعات للرأي أجرتها مؤسسة فريدريش ايبرت المقربة من الحزب الديمقراطي الاشتراكي أن 58 بالمئة ممن استطلعت اراؤهم يرون أنه يجب الحد بدرجة كبيرة من حقوق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية في المانيا.

وارتفعت المجموعة التي تتفق مع عبارة //أنا لا أحب العرب// من 44 في المئة في استطلاع عام 2003 الى 55 بالمئة هذا العام.
وذكرت الدراسة أن الاراء التي كانت ذات يوم مقصورة على النازيين الجدد بدأت الان تنتشر في أنحاء المجتمع الالماني على نطاق أوسع. وأضافت"يمكن رصد مستوى عال من الاراء اليمينية المتطرفة بين مجموعات مختلفة من السكان."

واشتعل الجدل الحالي في اغسطس اب حين نشر تيلو ساراتسين عضو مجلس ادارة البنك المركزي كتابا يصور فيه المسلمين كبروليتاريا لا تتمتع بالكفاءة سيتكاثر أفرادها ليفوقوا السكان الاصليين في ألمانيا عددا.

واستقال تحت ضغط من البنك لكن استطلاعات للرأي أظهرت ان الكثير من الالمان يدعمونه. والغلاف الاحمر الزاهي لكتابه //المانيا تلغي نفسها// هو اشارة تحذير على أرفف الكتب الاكثر مبيعا في المكتبات بشتى أنحاء المانيا.

واعترف الرئيس الالماني بحقيقة سكانية في خطابه الذي ألقاه في الثالث من اكتوبر تشرين الاول بمناسبة يوم الوحدة الالمانية حين قال ان الاسلام الان جزء من المانيا بسبب هذا العدد من المسلمين الذين يعيشون هنا لكن العديد من الساسة سارعوا منذ ذلك الحين الى نفي هذا.

ودعا هورست زيهوفر زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي في بافاريا التي يغلب عليها الكاثوليك الى انهاء الهجرة من "/ثقافات أجنبية" وأكد أن المجتمع الالماني قائم على //قيم يهودية-مسيحية// لا تتوافر في الاسلام.

وفي اشارة الى تقارير أفادت بأن بعض الشبان المهاجرين يتحرشون بتلاميذ ألمان في المدارس حذرت كريستينا شرودر وزيرة شؤون الاسرة من تزايد //رهاب المانيا// وهو تعبير جديد يهدف الى وصف نوع من العنصرية العكسية من قبل المسلمين ضد الالمان.

وردت المستشارة انجيلا ميركل بتصعيد خطابها معلنة أن الشريعة لا يمكن أن تحل محل القانون الالماني -وهي قضية لا يناقشها احد تقريبا- وأن محاولة المانيا لتكوين مجتمع متعدد الثقافات "فشلت تماما."

وفي الحقيقة لم تحاول المانيا قط أن تصبح مجتمعا متنوع الثقافات ونفت لفترة طويلة أنها دولة هجرة بينما تزايد الوافدون الجدد والسكان ومن يطلق عليهم أصحاب "الخلفية المهاجرة" ليشكلوا خمس السكان.

ولا يمكن انكار وجود بعض المشاكل في مجتمعات المهاجرين الفقيرة مثل التأخر في سداد الديون والمخدرات والفشل الاكاديمي فضلا عن مشاكل لغوية ويحتاج بعضها الى أن تضع الدولة سياسات اكثر صرامة لتصحيحه.

وتعاني جماعة أخرى للمهاجرين من نفس هذه المشكلات وهم الالمان العرقيون الذين هاجروا من روسيا لكن موجة الغضب تغاضت عن هذه المجموعة من غير المسلمين.

وتتمسك أقلية من المسلمين باجبار الفتيات على زيجات وارتداء النقاب والتي لا تتلاءم مع المجتمع الغربي. وربما تزعج ممارسات دينية مثل أداء الصلوات الخمس يوميا او تناول اللحم الحلال بعض الالمان لكنها لا تخالف اي قوانين.

وكتبت ريم شبيلهاوس الخبيرة المتخصصة في الاسلام في صحيفة برلينج تاجيستسايتونج "أصبح المسلمون يرمزون الى كل المهاجرين لكن ليس كل المسلمين مهاجرين بل ليس نصف المهاجرين الى المانيا مسلمين."

المصدر: وكالة رويترز

مختارات

Google+ Google+