أكدت سفيرة المغرب في كندا السيدة نزهة الشقروني ، أمس السبت بمونريال ، أن الاندماج الاجتماعي يمر في جميع الأحوال عبر الانخراط ضمن النسيج الاقتصادي، مشيرة إلى أن الكفاءات المغربية بالخارج تعتبر طرفا مساهما في تجسيد طموحات المملكة ورغبتها في تعزيز حضورها في محيطها الإقليمي والدولي.
وأوضحت السفيرة خلال الملتقى الثالث للكفاءات المغربية بأمريكا الشمالية، أنه "مسلسل ذو طبيعة مشتركة من شأنه تمكين مغربيات ومغاربة كندا من عيش تجربة الهجرة بشكل أفضل، واستفادة كندا من هذه الكفاءات التي تشكل مفخرة للمغرب".
وقالت السيدة الشقروني، إن الشابات والشبان المغاربة بكندا يشكلون "حلقة بشرية حقيقية بين البلدين من خلال عملهم كفاعلين محوريين وذوي قيمة في إطار التعاون شمال -جنوب"، مضيفة أن "كندا والمغرب سيكونان رابحين من وراء الاستشمار الجماعي في هذا الجسر البشري بين بلدين، بغية إعطاء العلاقات بين البلدين عمقا بشريا يدعم العلاقات السياسية والاقتصادية الممتازة التي توحدهما".
وبعد تذكيرها بإطلاق مبادرة إحصاء جميع الكفاءات المغربية الموجودة بالخارج، منذ بضع سنوات، أوضحت السفيرة أن" الهدف يتمثل في خلق خزان للمواد البشرية عالية التأهيل تكون قادرة على استثمار معرفتها وخبرتها في المشاريع التنموية بالمملكة".
من جهة أخرى، أشارت السيدة الشقروني خلال اللقاء الأول للشبيبة المغربية، إلى أن "التعريف الجيد بمميزات الثقافة المغربية في احترام القيم المشتركة بين كلا البلدين يعد الدافع الذي أوحى بإحداث مركز ثقافي مغربي بمونريال، والذي يعد رمزا للرعاية الملكية تجاه مغاربة كندا وعربون صداقة تجاه كندا".
وشكل التعليم والرهانات الاقتصادية والمشهد السياسي من بين مواضيع التي تمت مناقشتها خلال هذا اللقاء الذي عرف على الخصوص ، مشاركة السيد لحسن الداودي النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، ونور الدين عيوش الرئيس المدير العام ل'شمس للإشهار'، إلى جانب ممثلين لعالم الاقتصاد وجامعيين وجمعويين.
وأضافت السيدة الشقروني أن "مشاركتهم في هذا المنتدى يشكل رسالة قوية تتعلق بالأهمية التي يوليها المغرب للمشاركة السياسية للشباب وتعبئتهم الثابتة في مواكبة أوراش التنمية الاقتصادية".
وفي كلمة بهذه المناسبة، ذكرت القنصل العام للمغرب بمونريال، السيدة صورية عثماني بأن المملكة "لطالما اهتمت بهؤلاء الشباب لغاية وجيهة، على اعتبار أن ساكنتها ذات الأغلبية الشابة تمثل بالنسبة لبلدنا في نفس الآن وسيلة متميزة ورهانا حقيقيا".
وأضافت السيدة عثماني أن "المغرب يشهد تطورا على صعيد واسع، فشبابنا المغربي المقيم بأمريكا الشمالية، الذي يتوفر على مؤهلات عالية بشكل عام، هو بالتأكيد محفز وجد فخور بوضع كفاءاته ومؤهلاته رهن إشارة تنمية وتحديث بلده".
وبخصوص قضية انخراط الشباب المغربي في العمل السياسي والتنمية الاقتصادية، دعا المشاركون الذين تعاقبوا على الكلمة، المغاربة المقيمين بالخارج إلى المساهمة الفعالة في بناء مغرب حديث وديمقراطي ومتضامن.
واعتبروا أن هذا الأمر لا يستدعي فقط جعله ممكنا من طرف السلطات، لكن كذلك مشاركة الشباب المغربي الذين استفادوا من تعليم وتكوين ذات مستوى عال في هذه المبادرة التي تهم الاندماج الاجتماعي والتنمية الاقتصادية.
وفي ختام هذا اللقاء، تم تسليم جائزة امتياز للسيدة نزهة الشقروني عرفانا بالدور الطلائعي الذي لعبته ومازالت تلعبه في مجال تجميع وتوحيد الكفاءات المغربية بالخارج.
وعرفت الدورة الثالثة للملتقى مشاركة أزيد من عشرين جمعية ومنظمة مغربية تشتغل في مجموعة من القطاعات، وذلك بغية تحفيز مساهمة المغاربة المقيمين بالخارج في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب وانخراطهم في الأوراش الكبرى المتعلقة بالتنمية البشرية للبلاد.
كما تمثل مناسبة للتبادل بين المقاولات المغربية ومغاربة أمريكا الشمالية التواقين إلى التعرف على فرص العمل التي يمنحها سوق الشغل المغربي.
31-10-2010
المصدر: وكالة المغرب العربي